خرافة عصمة الأنبياء عند الشيعة

اليوم سوف نعلق على بعض الروايات التي يستدل بها الشيعة لإثبات العصمة المطلقة للأنبياء ، ولكن مبدئياً ينبغي أن تعلموا أننا كمسلمين نؤمن أن الأنبياء معصومون من كبائر الذنوب ومن خوارم المروءة.

 أما الصغائر البسيطة والسهو والنسيان، فقد كان الأنبياء يقعون فيها أحياناً ثم يستغفرون الله تعالى عليها. وهذا ليس عيباً قادحاً فيهم.


والآن ، تعالوا بنا نناقش الروايات الشيعية التي يفتخر الشيعة الوثنيون بها:

🔴 ورد في كتاب (أمالي الصدوق): [عن علي بن إبراهيم، عن القاسم بن محمد البرمكي، عن أبي الصلت الهروي قال: لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد إلا وقد ألزم حجته كأنه قد ألقم حجراً، فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له: ((يا بن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟)) ، قال الإمام الرضا: ((بلى))، فقال علي بن الجهم: ((فما تعمل في قول الله عز وجل: {وعصى آدم ربه فغوى} ، وقوله عز وجل: {وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه} ، وقوله في يوسف: {ولقد همت به وهم بها} ، وقوله عز وجل في داود: {وظن داود أنما فتناه} ، وقوله في نبيه محمد: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه}؟، فقال مولانا الرضا: ((ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله والفواحش ولا تتأول كتاب الله برأيك.....))] انتهى الاقتباس

 

والرواية السابقة لها تكملة طويلة جداً ، وفيها يحاول الإمام الرضا أن يؤول الآيات القرآنية على مزاجه ، ويخترع فيها أمور ما أنزل الله بها من سلطان، وكل هذا محاولاً أن ينفي الصغائر عن الأنبياء.... ، لكن المصيبة أن هذه الرواية ضعيفة أصلاً حسب علم الرجال عند الشيعة.

 

هذه الرواية التي يفتخر بها الشيعة بها وردت عن (القاسم بن محمد بن البرمكي) ، وقد قال عنه المحدث الشيعي (علي النمازي الشهرودي) في كتابه (مستدركات علم الحديث | الجزء السادس | صفحة ٢٥٥) ما يلي:

[لم يذكروه]

فهذا الراوي مجهول وليس معروفاً أصلاً بين الثقات. 


🔴 أما الرواية الثانية التي يفتخر بها الشيعة ، فهي رواية وردت في كتاب (عيون أخبار الرضا) للشيخ الصدوق بسند: [حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى، فقال له المأمون: ((يا بن رسول الله ، أليس من قولك أن الأنبياء معصومون؟)) ، فقال الإمام الرضا: ((بلى)) ، فقال المأمون: ((فما معنى قول الله عز وجل: {فعصى آدم ربه فغوى}؟)) ، فقال الإمام الرضا: إن الله تبارك وتعالى قال لآدم: {اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة} ، وأشار لهما إلى شجره الحنطة {فتكونا من الظالمين}.....، وإنما كان ذلك من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم ، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبياً معصوماً لا يذنب صغيرة ولا كبيرة ، قال الله عز وجل: {وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه فهدى}....]

 

الرواية السابقة ضعيفة ولا تصح أصلاً ، ففيها علل كثيرة ومنها:

1- (علي بن محمد بن الجهم بن بكير) ، وقد قال عنه العالم الشيعي (أبو غالب الزراري) أنه كان من أعــداء آل البيت ، بل إن الشيخ الصدوق في كتاب (العيون) قد علَّق على الرواية السابقة بقوله: 

[هذا الحديث غريب من طريق (علي بن محمد بن الجهم) مع نصبه وبغــضه وعــداوته لآل البيت.]

وقد اتفق (أبو غالب الزراري) مع ما قاله الشيخ الصدوق فعلاً حيث أن هذا الرواي كان من أعــداء آل البيت... ، والحديث غريب أصلاً.


2- أما الرواي (تميم بن عبد الله بن تميم القرشي) ، فقد قال عنه (محمد الجواهري) أنه مجهول من مشايخ الصدوق.

 

 والروايات فيها علل ومصــائب أخرى ولكنني لا أريد الإطالة...

***راجع المصادر الشيعية التالية:

• كتاب (تاريخ آل زرارة | صفحة ١٩٤)

• كتاب (المفيد من معجم رجال الحديث| صفحة ٩٥)

 

يعني الشيعة يستشهدون بروايات بلح ، بروايات ضعيفة أصلاً ولا تصح حسب شروطهم في علم الحديث!

لكن للأسف ، الشيعة يأخذون دينهم بالمزاج ؛ فالرواية التي تعجبهم يأخذونها حتى لو كانت ضعيفة ، في حين أنهم ينكرون الروايات الصحيحة طالما أنها ليست على مزاجهم!

__________________________________________________

ثانياً:

الروايات السابقة تنسف دين الشيعة وتثبت بطلانه ، فمثلاً:

1- الرواية الثانية ذكرت أن معــصية آدم كانت من الصغائر الموهوبة للأنبياء قبل مبعثهم ، وهذا يناقض ما أجمع عليه معظم معممي الشيعة حينما قالوا بعصمة الأنبياء والأئمة من الصغائر والكبائر بل وعصمتهم من جميع السهو والنسيان، وكل هذه العصمة تبدأ من بداية حياتهم وحتى مماتهم.

فالرواية الثانية تفـضح العالم الشيعي المُلقَّب بـ(المجلسي) حينما زعم أن الأنبياء معصومون من الصغائر والسهو منذ بداية حياتهم (بحار الأنوار| الجزء ١١| صفحة ٧٢).


2- ترقـيع الإمام الرضا هو ترقيع غير معقول ؛ فعندما ننظر إلى تكملة الروايات نرى أن الإمام الرضا يزعم أن [آدم لم يكن معصوماً في الجنة ولكنه عُصِمَ بعد مجيئه إلى الأرض] ، وهذا مناقض للعقل ، لأنه إذا كان آدم أخطأ في الجنة وهي مكان ذات مرتبة أسمى وأنقى ، فإنه من البديهي أن يُخطأ آدم أكثر وهو على الأرض التي هي أصلاً محط ذنوب البشر... ، ولكن الإمام الرضا خالف العقل والمنطق فزعم أنه من الممكن لآدم النبي أن يعصي في الجنة فقط وليس على الأرض!!


3- أغلب الظن أن نبوة آدم بدأت منذ أن كان في الجنة نفسها وليس بعد خروجه منها؛ فالله كلَّف آدم وهو في الجنة عندما أمره بالابتعاد عن الشجرة ، وكان الله يوحي لآدم وهو في الجنة حيث خاطبه الله في الجنة كما خاطب موسى في حادثة الجبل. إذن آدم كان نبياً مُكلَّفاً حينما عصى اللهَ في الجنة ، فكيف يزعم الإمام الرضا أن معصية آدم والأنبياء كانت قبل مبعثهم ونبوتهم؟! 

 

4- فكرة العصمة المطلقة للأنبياء ليس عليها دليل صريح من القرآن الكريم بل إن الإسلام يقتضي الإيمان بعصمة الأنبياء من الكبائر فقط ، وليس عصمتهم من أمور السهو والصغائر البسيطة.

فأين هم الشيعة الذين يزعمون أن دينهم مأخوذ من القرآن الكريم؟! 

 

5- تعالوا نأخذ مثال بسيط على ترقيعات مضحكة للإمام الرضا في الروايات السابقة:

الإمام الرضا فسَّر كلام النبي موسى: {رب إنى ظلمت نفسي فاغفر لي} ؛ أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني !


بالله عليكم ، هل هذا تفسير منطقي يصدر من فم إمام يزعم الشيعة أنه حجة مُنصَّب من الله؟! 

 

6- الروايات الشيعية السابقة طويلةٌ جداً ولكنني اختصرتها قدر الإمكان ؛ فأنت لو رجعت إلى الكتب الشيعية لوجدت الرواية معروضة في حوالي عشر صفحات أو أكثر ، فكيف استطاع الرواة نقل هذه الرواية الضخمة؟!

أليس هذا دليلاً على أن شيوخ الشيعة كانوا يخترعون الروايات وينسبونها زوراً وكذباً لآل البيت رضي الله عنهم؟! 

__________________________________________________

 

وأما بالنسبة للشيعة الذين يستشهدون باصطفاء آدم كدليل على عصمته المطلقة من الذنوب ، فإنني أرد عليهم وأقول:

الله اصطفى أيضاً مريم بنت عمران (سورة آل عمران ٤٢) ، فلماذا لا يضعها الشيعة ضمن المعصومين الإثني عشر، ثم ما الفائدة من عصمتها أصلاً؟!

وإذا كانت مريم بنت عمران معصومة بسبب اصطفاء الله لها ، فلماذا حزنت مريم وتمنت الموت ، فجاءها النداء بألا تحزن لكي يصحح لها أمرها (سورة مريم)؟!


هل سيؤول الشيعة هذه القصة أيضاً على مزاجهم مزاج أئمتهم المزعومين ومعمميهم الموهومين؟!


الله أيضاً اصطفى آل إبراهيم وآل عمران ، فهل كانت زوجة إبراهيم معصومة ، وهل كانت زوجة عمران معصومة ، وهل كانت مريم العذراء معصومة؟!


علماً بأن زوجة إبراهيم كانت من آل بيته بدليل أن الملائكة خاطبتها وقالت: {رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت}، وفي ذلك الوقت لم يكن إسحاق ويعقوب قد وُلدا، ولم يكن النبي إسماعيل موجوداً عندهم في الشام بل كان بعيداً عنهم يقطن في مكان الكعبة...


فهل زوجة إبراهيم معصومة، وما فائدة عصمتها ؟!، وإذا كانت معصومة فلماذا صكَّت وجهها بالرغم من أنه حرام شرعاً كما ورد على لسان النبي محمد بل إن الحسين نفسه نهى عن ذلك قبيل موته بل إن الملائكة استنكرت ما فعلته زوجة إبراهيم (سورة هود ٧٣)...


ولماذا الشيعة لا يضعون سارة ضمن المعصومين الإثني العشر؟!


أما المضحك حقاً فهو أولئك الشيعة الذين اخترعوا ترقيعاً جديداً فزعموا أن عصمة سارة مريم تختلف عن عصمة الأنبياء والآئمة الإثني عشر ...

أنا أرد على هؤلاء وأقول:

قال الله تعالى: 

{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} ، فقام الشيعة بتفسير اصطفاء آدم على أنه معصوم عصمةً مطلقةً ، وعلى الجانب الآخر قام الشيعة بتفسير اصطفاء آل إبراهيم وآل عمران على أنهم غير معصومين عصمةً مطلقةً بالرغم من أن كلا الاثنين ذُكرا في نفس الآية... ولكن الشيعة يفسرون على مزاجهم!


بعض الشيعة المرقعاتية زعموا أن سارة ومريم لم تكونا معصومتين عصمةً مطلقة نظراً لأنهما كانتا امرأتين ولم تكونا رجلين ، وأنا أرد على هؤلاء وأقول:

إذن لماذا تقولون بالعصمة المطلقة لفاطمة الزهراء بالرغم من أنها امرأة أيضاَ؟!


وهكذا نكون قد وصلنا لنهاية المقال بعد أن أثبتنا لكم إفلاس الشيعة..


لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا