بولس يقول أن محبة البشر أفضل من الإيمان برب الكون!

 هل سألت نفسك: من أين جاءت عبارة ((احبب الناس أولاً ثم آمن بالله كما تشاء)) ، أو عبارة ((اعتنق الإنسانية ثم اعتنق ما شئت من الأديان)) أو عبارة ((محبة الناس خير من الدين والعبادة))؟!

هل سألت نفسك هذا السؤال؟!

طيب ، هل سألت نفسك: لماذا هذه العبارات انتشرت أكثر في الدول الغربية؟!

تعال أعطك الإجابة التي لم تتوقعها !


عندما نفتح رسالة بولس الأولى إلى [كورنثوس 13: 13] ، فإننا نجد بولس يقول:

["أما الآن ، فيثبتُ الإيمانُ والرجاءُ والمحبةُ، هذه الثلاثة ، ولكن المحبة أعظمهن."]

 

أما التراجم العربية الأخرى فتقول:

[والآن ، يبقى الإيمانُ والرجاءُ والمحبةُ ، وأعظم هذه الثلاثة هي المحبة.]

 

فـ(بولس) هنا يؤكد أن المحبة أعظم بكثير وأهم من الإيمان برب الكون ، بل إن معظم القديسين فسَّروا المحبة هنا على أنها الأخوة التي تكون بين المسحيين ؛ فالمحبة أعظم وأهم من الإيمان برب الكون. 

 

فمثلاً، قال الأسقف القديس كبريانوس ما يلي:

[الحب هو رباط الإخوة، أساس السلام، ثبات الوحدة وصرامتها. الحب أعظم من كلاً من الرجاء والإيمان. إن المحبة تسمو على الأعمال الصالحة وآلام الإيمان.] 

 

القديسون يؤكدون أن محبة المسيحي لأخيه المسيحي أفضل بكثير وأهم من الإيمان بخالقنا رب الكون ، بل إن المحبة أفضل من الرجاء ؛ أي أنها أفضل من أن ترجو الله ونعيمه ومغفرته وكل شئ تريده وترجوه من الله. 


ولما وقع الكهنة والقديسون في هذه الورطة وتنبهوا إلى أن النص يهمل العقيدة المسيحية ويجعلها أمراً هامشياً، فإن الكهنة قاموا بتأويل وتحريف النص على هواهم حيث زعموا أن النص يقارن بين المحبة والإيمان والرجاء في الملكوت بعد يوم القيامة وليس الآن على كوكب الأرض في حياتنا الدنيا !

وأنا أرد على ترقيعهم الغريب وأقول:

النص لم يذكر الملكوت أصلاً ، ولم يقل أن المحبة أفضل من الإيمان بعد يوم القيامة بل إن النص تكلم عن (الآن) عن الوقت الحالي ، ولذلك ذُكِرت كلمة (Νυνὶ) (الآن)، ثم ذُكِرت كلمة (μένει) (يثبت/ يدوم) ؛ أي أن المحبة أفضل من الإيمان الآن وستظل أفضل منه إلى الأبد.

 

 هل عرفت الآن لماذا الغرب اعتنقوا المفاهيم العلمانية بعدما دعا قادة البروتستانت إلى تطبيق نصوص الكتاب المقدس؟!

 وهل عرفت الآن لماذا بولس ألغى الكثير من تشريعات الرب في العهد القديم؟!


أما الإسلام ، فإنه يضع الأمور في مكانها الصحيح ؛ فنحن خُلقنا أولاً ؛ لكي نعبد الله ثم بعد ذلك نُحسِن معاملة الناس وليس العكس. فحق الخالق أهم من المخلوق.


ملحوظة:

النص السابق في رسالة بولس كان يتكلم عن محبة المسيحي لأخيه المسيحي وليس محبة المسيحي لغير المسيحيين ؛ فرسالة بولس أصلاً كانت موجَهة إلى كنيسة الكورنثوسيين حتى يمنع الشقاق الذي حدث بالكنيسة هناك كما يقول القمص تادرس يعقوب ملطي نقلاً من لسان ثيؤدور أسقف المصيصة...

*------*-------*-------*

لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋

 

 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا