سليمان يمارس الجنس مع عشيقته نرجس في الحرام

 عندما نفتح سفر نشيد الأنشاد ، فإننا نجد عبارات جنسية صريحة بين رجل اسمه (سليمان) ، وامرأة اسمها (نرجس شارون).

وبعض المسيحيين يزعمون أن هذين الاثنين كانا متزوجين من بعضهما. وهذا الإدعاء سنرد عليه ونفنده ، بل وسنثبت لكم أن هذين الإثينين كانا مجرد عشيقين في الحرام.

 

أولاً:

نرجس العشيقة لا تعرف مكان عشيقها سليمان ، ولذلك هي تريد أن تعرف: أين يكون عشيقها لكي تصل إليه؟!

🔴 تقول العشيقة نرجس في [نشيد الأنشاد 1/ 7] ما يلي:

[اخبرني يا من تحبه نفسي ، أين ترعى ، أين تربض عند الظهيرة، لماذا أنا أكون كمقنّعة عند قطعان أصحابك.] 

 

🔴 فيرد عليها العشيق ويقول:

[إن لم تعرفي أيتها الجميلة ، فاخرجي على آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة.] 

 

فمن خلال النصوص السابقة ، نجد أن العشيقة تريد أن تقابل عشيقها ، فخرجت وقابلته وهي كالمتقنعة ، وبالتالي لن يعرف أحد هويتها ، وستلاحظ أنهما كانا يتقابلان بالخارج وليس في منزل الزوجية نظراً لأنهما لم يكونا متزوجين أصلاً.

بل إنك ستلاحظ أن العشيق يأمر عشيقته أن ترعى خرافها عند مساكن الرعاة وهناك سيتقابلان. ولذلك ستلاحظ أن النص يقول: (جداءكِ أي خرافكِ) وليس (خرافنا أو خرافي). ولو كانت هذه المرأة زوجته فعلاً لما احتاجت أن ترعى الخراف بنفسها بل كان الرجل سيأخذ الخراف كلها وسيرعاها ، وحينئذ لن يكون هناك حاجة لتقسيم الخراف إلى قسمين. ولكن نظراً لأن الخراف ليست خراف العشيق أصلاً بل هي خراف عائلة العشيقة (جداءكِ) ، ولذلك طلب العشيق من عشيقته أن تتظاهر بأنها ترعى جداءها أو خراف عائلتها عند مساكن الرعاة ؛ لكي يتقابلا هنا!

--------------------------------------------------------------------------------

 تقول العشيقة في نشيد الأنشاد 3:

[في الليل على فراشي ، طلبتُ من تحبه نفسي طلبتُه فما وجدتُه. إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي ، طلبتُه فما وجدته. لقد وجدني الحرس الطائف في المدينة فقلتُ: أرأيتم من تحبه نفسي؟ فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدتُ من تحبه نفسي فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي.]

 

فهنا نجد أن العشيقة تعيش في بيت أمها وليس في بيت الزوجية، وكأن العشيق يعيش في مكان آخر تماماً ، فخرجت العشيقة للبحث عن عشيقها وأدخلته إلى الحجرة في بيت أمها وليس في بيت الزوجية.

وهنا نلاحظ أن العشيق والعشيقة لم يكونا يعيشان في بيت واحد بل كانت العشيقة تعيش في بيت أمها. ويبدو أنه لم يكن هناك أب في بيت العشيقة، ولذلك ذكرت العشيقة عبارة: (بيت أمي) وليس (بيت أبي). فالعشيقة تعيش في بيت أمها.

والعشيقة لم يكن لها أخوة ذكور يراقبون تصرافاتها ؛ فهي وحيدة لأمها ، ولهذا يقول نشيد الأنشاد6/ 9:

[وهي الوحيدة لأمها.]

 ---------------------------------------------------------------------------------

والآن ، ننتقل لقصة أخرى تثبت أن العشيق وعشيقته لم يكونا متزوجين.

تقول العشيقة في نشيد الأنشاد 5

[أنا نائمة وقلبي مستيقظ، صوت حبيبي قارعاً يقول: ((افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي ؛ لأن رأسي امتلأ من الطل وامتلأت خُصل شعري من ندى الليل.)). فقمتُ لأفتح لحبيبي. فتحتُ لحبيبي لكن حبيبي كان مضى وانصرف. فخرجت وراءه عندما أدبر ، وطلبته فما وجدته ، دعوته فما أجابني. وجدني الحرس الطائف في المدينة ضربوني وجرحوني ، وأما حراس الأسوار رفعوا إزاري عني. أحلفكنّ يا بنات أورشليم إن وجدتنّ حبيبي أن تخبرنه بأني مريضة حباً.] 

 

من خلال النصوص السابقة ، نلاحظ أن العشيقة لم تكن تعيش في منزل العشيق بل كانت تعيش في منزل والدتها. أما العشيق فكان يأتي لعشيقته ليلاً بين الظلام، وعندما دق عليها الباب ولم تفتح له في البداية فإنه ذهب ومشى ، ولكن عشيقته خرجت للبحث عنه حينها، ثم قبض عليها حراس المدينة وضربوها ، وربما ضربوها ؛ لأنهم شكّوا في أمرها ؛ فليس من المعقول أن يضربوها بلا سبب! وعندما اقتربت نرجس من أطراف المدينة عند السور ، فإن حرس السور خلَّعوها ملابسها ؛ وربما كان المكان هناك معزولاً ؛ لأنه يقع على أطراف المدينة عند السور!

فلو كان العشيق زوجها فعلاً ، لما تركها ومشى إلى مكان آخر بل كان سيبيت في منزله منزل الزوجية. وهذا يثبت أن ذاك المنزل لم يكن منزله بل منزل عشيقته وأن العشيق كان يزور عشيقته ليلاً ثم ينصرف.

 

وكانت العشيقة تخاف من الفضيحة ، فكانت تخاف أن يكشفها الناس ، ولذلك تمنت العشيقة أن لو كان عشيقها أخاً لها حتى تستطيع أن تلقاه بالخارج وتبادله القبلات بدون أن يلومها أحد ، بل حينئذ ستقدر أن تأخذه وتدخل به إلى بيت أمها بكل سلاسة حتى يتبادلا الحب هناك ، ولذلك نجد العشيقة تقول في سفر نشيد الأنشاد 8: 

[ليتك لي كأخ رضع ثدي أمي  فألقاك في خارج الدار وأُقبِّلك فلا يلومنني. وأقودك وأدخل بك إلى بيت أمي ، وهناك تُعلِّمني الحب فأسقيك أطيب الخمر من عصير رماني.]


وكل هذا يدل على أنها لم يكونا زوجين أصلاً.

 

وربما أنك ستلاحظ أن العشيق كان يبص على عشيقته من خلال ثقوب البيت من الخارج ويبصص لها من الشبابيك ، وهذا ما ورد فعلاً في [نشيد الأنشاد 2: 9]. وهذه الأفعال تكون صادرةً غالباً من رجل يغازل امرأة في الحرام ، أما الزوج فلا يصدر منه هذه الأفعال غالباً ؛ لأنه ليس بحاجة إليها أصلاً حيث أن الزوج يستطيع أن يصل لزوجته بدون الحاجة إلى أن يوصوص عليها من الشبابيك.


بل الأدهى من ذلك أن العشيق يبيت في الحقول ، وكان يأخذ عشيقته ليلاً وينامان هناك في الظلام بعيداً عن أعين الناس. ولك أن تقرأ معي هذه النصوص التالية:

[نشيد الإنشاد 4/ 6 : إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال، أذهبُ إلى جبل المر وإلى تل اللبان.]   

[نشيد الإنشاد7/ 12 : تعال نخرج يا حبيبي لنبيت ليلتنا في الحقول.] 

 

__________________________________________________

ثانياً:

 والآن تعالوا بنا ننظر إلى ترقيعات المسيحيين حين يحاولون أن يثبتوا أن العشيق والعشيقة كانا متزوجين.

يستشهد المسيحيون بأن العشيق كان ينادي العشيقة ويقول لها: [يا عروس] 


وأنا أرد عليهم وأقول:

هذا ليس دليلاً أصلاً، فالنص لم يذكر أنها كانت عروسته شخصياً بل النص يذكر فقط أنه ناداها بـ[يا عروس]. وأنت إذا رجعت إلى النص العبري فستجد أن النص لم يذكر أنها عروسته ولم يقل: [يا عروستي] ، بل قال [يا عروس]. 

وعلى فكرة ، كل الناس تنادي العروسة ويقولون لها: [يا عروس/ يا عروسة] ، يعني مثلاً أنت عندما تذهب إلى حفل زفاف فستجد أن الناس يقولون للعروسة: [ألف مبروك يا عروسة] ، فهل هذا معناه أن هذه العروسة هي زوجتهم؟!

الإجابة: لا ، بل إنك أحياناً ستجد العائلات والأقرباء يخاطبون قريبتهم المخطوبة ويقولون لها: [إزيك ، يا عروستنا] ، وأحياناً ستجد الجيران يسألون والد العروسة عن حالها ويقولون له: [عروستنا عاملة إيه؟!]

 

إذن ، المسيحيون لا يستطيعون أن يثبتوا أن هذه العروسة كانت ملكاً للعشيق ، ولذلك ستجد أن الترجمات الإنجليزية تضيف كلمة [my] على مزاجهم، ولكن يضعون الكلمة بين قوسين؛ نظراً لأن هذه الكلمة لم ترد في النص العبري ، ولم يرد فيه ضمير الملكية أصلاً.


بل إنك ستنصدم عندما تعلم أن كلمة (عروس) جاءت في النص العبري هكذا :(כַּלָה) ، وهي كلمة لها معاني أخرى مثل: (زوجة الابن) كما ورد في سفر[التكوين 11: 31] وغيرها من النصوص.


وبالتالي ، لا يستطيع مسيحي أن يثبت أن هذه العشيقة كانت زوجةً للعشيق....، ولماذا لم يقل المسيحي أن هذه المرأة هي زوجة لابن العشيق ولكن العشيق كان يمشي معها في الحرام كما فعل يهوذا مع زوجة ابنه علماً بأن قصة زنا يهوذا مع زوجة ابنه ثامار قد وردت فيها نفس الكلمة (כַּלָּת֜וֹ).

 

وكما يقول يسوع في إنجيل [يوحنا 3: 29] :

[من له العروس فهو العريس.]

 

وبناءً على هذه القاعدة اليسوعية السابقة ، ينبغي على المسيحي أن يثبت أن العروسة كانت لسليمان ، ثم بعد ذلك يقول أنهما كانا متزوجين.... ، ولكن المسيحيين لم يستطيعوا أن يثبتوا ذلك أصلاً!

  

بعض المسيحيين يزعمون أن العشيق تزوج العشيقة وكان لهما يوم زفاف ويستشهدون بالنص الوارد في في [نشيد الأنشاد 3: 11] حيث يقول:

[اخرجن يا بنات صهيون وانظرن الملك سليمان بالتاج الذي توجته به أمه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه.]

 

وأنا أرد عليهم وأقول:

هذا ليس دليلاً على أن سليمان تزوج من عشيقته نرجس بل إن النص ذكر فقط: (يوم عُرس سليمان) ، ولم يتكلم عن زواجه من عشيقته نرجس.

ومن المعلوم جيداً أن سليمان كان له نساء كثيرات تزوجهن في أيام عرس له بل إن نشيد الأنشاد (6: 8) قد ذكر أن سليمان في ذلك الوقت كانت له ستون زوجة ، وثمانون جارية ، وبنات عذراوات كثيرات العدد جداً. (راجع الترجمة العربية المشتركة)     


وبالتالي لا يمكن إثبات أن يوم العرس ذاك كان بين سليمان وعشيقته نرجس بل ذلك العرس كان بين سليمان وامرأة أخرى.


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا