هل النبي أمر الإمام علي بتطليق السيدة عائشة وحفصة بعد موته ؟!

الشيعة يزعمون أن السيدة عائشة والسيدة حفصة ليستا من أزواج النبي بل من طليقاته... ، ويستشهد الشيعة على ذلك برواية وردت في كتابهم (بحار الأنوار)، وهذه الرواية كالتالي:

[ثم قال النبي: يا عليِّ إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآنُ فأبنهما مني، فإنهما بائنتان، وأبواهما شريكان لهما فيما عملتا وفعلتا.]

 

ولكن المشكلة أن الرواية الشيعية السابقة هي رواية ضعيفة ، وقد وردت على لسان شخص يُلقَّب بــ (عيسى الضرير) واسمه هو : عيسى بن المستفاد أبو موسى البجلي الضرير.

 

فماذا قال علماء الشيعة عن الراوي/ عيسى الضرير؟!

 

🔴 يقول الخوئي في كتابه (معجم رجال الحديث| الجزء 14| صفحة 224) ما يلي:

[قال النجاشي: ((عيسى بن المستفاد أبو موسى البجلي الضرير، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ولم يكن بذاك، وله كتاب الوصية....)) ، وقال ابن الغضائري: ((عيسى بن المستفاد البجلي أبو موسى الضرير، ذكر له رواية عن موسى بن جعفر عليه السلام، وله كتاب الوصية لا يثبت سنده، وهو في نفسه ضعيف.)). وروى عيسى بن المستفاد عن موسى بن جعفر، وروى عنه علي بن إسماعيل بن يقطين في كتاب الكافي، ......، وطريق الشيخ إليه ضعيف.]

 

🔴 ويقول العلَّامة الحلي في كتابه (خلاصة الأقوال| صفحة 378) ما يلي:

[عيسى بن المستفاد البجلي، يُكنَّى: أبا موسى الضرير، وقد روى عن أبي جعفر الثاني، ولم يكن بذاك، وذكر له رواية عن موسى بن جعفر، وله كتاب الوصية، لا يثبت سنده، وهو في نفسه ضعيف.] 


🔴 ويقول ابن داود الحلي في كتابه (رجال ابن داود | صفحة 149) ما يلي:

[عيسى بن المستفاد أبو موسى البجلي الضرير ، ولم يكن بذاك.]

 

 

🔴 ويقول محمد الجواهري في كتابه (المفيد من معجم رجال الحديث | الصفحة 449) ما يلي:

[ عيسى بن المستفاد أبو موسى البجلي الضرير، روى عن أبي جعفر الثاني ، وهو  مجهول ، وله كتاب  ، وطريق الشيخ إليه ضعيف.] 

 

🔴 ويقول محمد علي الأردبيلي في كتابه (جامع الرواة| الجزء الأول | صفحة 654) ما يلي:

[عيسى بن المستفاد أبو موسى البجلي - الضرير روى عن أبي جعفر الثاني، ولم يكن بذاك ، وذكر له رواية عن موسى بن جعفر ، وله كتاب الوصية لا يثبت سنده ، وهو في نفسه ضعيف ، له كتاب رواه عبيد الله بن عبد الله الدهقان.] 

 

فها هم علماء الشيعة يقولون أن الراوي (عيسى الضرير) هو شخص ضعيف أصلاً، وأما كتابه في الوصية فهو غير موجود الآن ، ولا يثبت السند الذي رُوِيَ به هذا الكتاب أصلاً ، ولذلك يُعلِّق النجاشي على سند الوصية فيقول: 

[وهذا الطريق طريق مصري فيه اضطراب.]  [1]


هل تعرف أن الرواي (عبيد الله بن عبد الله الدهقان) هو من نقل كتاب (الوصية) الذي احتوى على هذه الرواية ، وهو أيضاً راوٍ ضعيف كما يقول علماء الشيعة وعلى رأسهم (النجاشي) [2]


وهناك أمر آخر مهم جداً وهو أن الرواية لم تأمر بتطليق السيدة عائشة وحفصة؛ فالرواية أصلاً لم تذكر اسميهما بل الرواية قالت:

 [يا علي إن فلانة وفلانة ستشاقانك وتبغضانك بعدي ، وتخرج فلانة عليك في عساكر الحديد، وتخلف الأخرى...]

فمن هي فلانة وفلانة هاتان؟!

حتى لو افترضنا أن الفلانة الأولى هي السيدة عائشة؛ لانها خرجت بالجموع آنذاك ، إذن من هي فلانة الثانية ، وما الذي يدرينا أنها السيدة حفصة بالذات؟!

النبي محمد مات وترك تسع زوجات وكلهن تخلفن عن الخروج ما عدا السيدة عائشة، فأيهن كانت تلك الفلانة الثانية التي تحدثت عنها الرواية والتي أمر فيها النبي بتطليق تلك الفلانة الثانية؟!

هل علمتم الآن أن الدين الشيعي مبني على اللاشئ واللا دليل... 

سبب كره الشيعة للسيدة حفصة هو حقدهم الدفين على أبيها الخليفة عمر بن الخطاب فقط لا غير. 

ثم إنني أستعجب من عبارة: (وأبوهما شريكان لهما فيما فعلتا) ، فما دخل أبيهما بالموضوع أصلاً ؟! ، فوالداهما قد ماتا قبل خلافة عليِّ بعشرات السنين ، فلماذا يحملون من أوزار بناتهم بالرغم من أن الله أخبرنا في القرآن بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، فهذا هو التناقض بين دين الشيعة وبين القرآن الكريم ! 

 

بل الأغرب من ذلك كله أن الرواية تقول: (إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآن) ، ولنا هنا أن نسأل سؤال: أين أخبر القرآن صراحةً عما ستفعله السيدة عائشة وحفصة ، بل أين وردت ولاية الإمام (عليِّ) صراحةً في القرآن أصلاً ، بل أين ورد الأمر بتكفير وتطليق من لا تؤمن بولاية عليِّ بن أبي طالب ، أين ورد ذلك كله صراحةً؟!

معظم الشيعة لا يملكون الجواب ، ولذلك يلجؤون لقص الآيات من سياقها وتفسيرها على مزاجهم ؛ لتدعيم دينهم المتهافت ، وأما باقي الشيعة فقد لجأوا إلى القول بتحريف القرآن والقول بأنه تم حذف كل الآيات التي نزلت في أعداء عليِّ بن أبي طالب وتم إزالة الآيات الدالة على إمامته بالاسم المباشر صراحةً ! 

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

المصيبة الكبرى هي أن الراوي (عيسى الضرير) قد ذكر كلاماً آخر في الوصية يهدم دين الشيعة أصلاً ، فمثلاً:

🔴 يروي عيسى الضرير أن الإمام (عليّ) خاطب النبي وهو في سكرات موته وقال له:

[بل تجدني مستمراً متبعاً لوصيتك ومنهاجك وطريقك ما دمتُ حياً حتى أَقدم بها عليك، ثم الأول فالأول من ولدي لا مقصرين ولا مفرطين... ، ثم قال الإمام عليِّ: انقطعت من منزلي أخبارُ السماء، وفقدتُ بعدك جبرئيل وميكائيل، فلا أحسُ أثراً ولا أسمعُ حساً.]

 

ففي الرواية السابقة 👆 يقول الإمام (عليّ) أنه لن يرى جبريل وميكائيل بعد موت النبي أبداً، وهذا يناقض دين الشيعة المبني على أن جبريل والملائكة كانوا يحضرون إلى الأئمة ويوحون إليهم. بل الأدهى من ذلك أن الإمام (عليِّ) يتكلم عن أبناءه وأحفاده الأول فالأول منهم، وهذا يناقض دين الشيعة وينسف عقيدة البداء عند الشيعة ؛ لأن الإمام موسى الكاظم لم يكن الأول بل كان إسماعيل هو أول أبناء الإمام جعفر الصادق ، ثم إن الحسين لم يكن أول أبناء عليِّ بن أبي طالب ؛ فلماذا انتقلت الإمامة من أبناء الحسن إلى الأول فالأول من أبناء الحسين....، أليس هذا دليلاً على فساد الديانة الشيعية؟!

🔴 وورد في الوصية أن النبي قال للإمام (علي) ما يلي:
[الزم بيتك، واجمع القرآن على تأليفه، والفرائض والأحكام على تنزيله ، ثم امض على غير لائمة على ما أمرتُك به، وعليك بالصبر على ما ينزل به وبها حتى تقدموا علي.]

 

فهنا 👆، النبي يأمر الإمام (علي) بأن يصبر على الأذى الذي سيحصل له ولزوجته حتى يموتا.... ، ولنا هنا أن نسأل سؤال:

لماذا الإمام (عليِّ) خالف هذه الوصية وضرب عمر بن الخطاب في حادثة الدار ثم أعلن الحرب ضد معاوية بن أبي سفيان حسبما تقول الكتب الشيعية؟!


🔴 وورد في نفس الوصية أن النبي قال عن الإمام (عليِّ) ما يلي:

[وخلَّفتُ فيكم العلمَ الأكبر علم الدين ونور الهدى وهو وصيي علي بن أبي طالب، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعاً ولا تفرقوا عنه.]

 

وهذه مصيبة كبيرة 👆، فالوصية تقول أن الإمام (علي) هو العلم الأكبر وهو حبل الله ، وهذا يطعن في القرآن الكريم الذي من المفترض أن يكون هو العلم الأكبر وحبل الله. بل أين هو الأمر بسُنة النبي الذي كان أكبر علماً من الإمام علي؟!

 

 

🔴 وقد ورد أيضاً في الوصية أن النبي قال:

[ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات قد سمَّاهم الله في كتابه، وعرفتُكم وبلغتُكم ما أرسلتُ به إليكم ولكني أراكم قوماً تجهلون.]

 

وبناءً على الوصية السابقة 👆، فإننا سنسأل سؤال بسيط:

أين وردت أسماء الأئمة صراحةً في القرآن الكريم ، وأين وردت أسماء أعداء آل البيت صراحةً في القرآن الكريم ، أليست الوصية تزعم أن الله قد سمَّى هؤلاء الأشخاص في القرآن الكريم ، إذن أين هم؟!

الأجابة: لا توجد هذه الأسماء أصلاً ، وهو ما دفع الشيعة إلى الاعتقاد بتحريف القرآن، والعياذ بالله.

🔴 وورد في الوصية أن النبي قال عن الإمام (عليِّ) ما يلي:
[أول الناس بي إيماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأوسطهم لي لقاءً يوم القيامة.]

 

إذن الوصية السابقة 👆 تقول أن الإمام (علي) هو أوسط الناس لقاءً بالنبي يوم القيامة، وهذا يدل على أن الإمام (عليِّ) ليس من أوائل الذين سيقابلون النبي يوم القيامة ، بل هناك أشخاص سيسبقونه إلى النبي، فما السبب؟!


🔴 وورد في نفس الوصية أن النبي أوصى على لسان الإمام (عليِّ) بما يلي:
[ومن تقدم على إمامه أو قدَّم إماماً غير مفترض الطاعة ، ووالى بائراً جائراً عن الإمام فقد ضاد الله في مُلكه ، والله منه برئ إلى يوم القيامة، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، ألا هل بلغت؟ ثلاث مرات.]


والوصية السابقة 👆 تهدم دين الشيعة ؛ لأن الوصية السابقة نهت عن موالاة الجائرين في حين أننا نجد أن أئمة الشيعة قد بايعوا الجائرين والظالمين وهم مُكرَهون على ذلك. وبالتالي فإن الله غاضب على أئمة الشيعة.

෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

 ثالثاً:

أسئلة منطقية:

1- إذا كان النبي يعلم الغيب ويعلم أن زوجته عائشة ستكفر أو سترتد من بعده أو ستعصى الإمام، فلماذا لم يتبرأ منها النبي في الحال ويحمي الأمة من السوء ومن فتنتها المستقبلية؟!

الله يقول في القرآن الكريم:

{وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ 188}  (سورة الأعراف)

 

2- هل من المعقول شرعاً أن يأتي شخصٌ ويُطلِّق امرأةً من رجل آخر متوفي؟!

 

هذه الأسئلة كفيلة بهدم سخافات الدين الشيعي الوثني!

___________________________________________

وإلى هذا الحين ، أكون قد فنَّدت أكاذيب الشيعة وبيَّنت سخافة دينهم. وهذا المقال يكفي للرد على أي شيعي سواء كان أصولياً يفرز الروايات أو أخبارياً يقبل جميع الروايات.


لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋

____________________________________________

المراجع:


[1] راجع: *كتاب (رجال النجاشي | صفحة 298)

*(معجم رجال الحديث| الجزء 14| صفحة 224)

 

[2] راجع : *كتاب (المفيد من معجم رجال الحديث| صفحة 366)

*كتاب (جامع الرواة | الجزء الأول | صفحة 528)
 

*كتاب (رجال ابن داود - ابن داوود الحلي - الصفحة ٢٥٤)

*كتاب (نقد الرجال - التفرشي - ج ٣ - الصفحة ١٨٢)

*كتاب (رجال ابن داود - ابن داوود الحلي - الصفحة ٢٥٤)

*كتاب (معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج ١٢ - الصفحة ٨٤)

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا