الرد على شبهة: قراءة عمر بن الخطاب {والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان}

مضمون الشبهة:

يزعم الشيعة أن عمر بن الخطاب كان يقرأ آية من القرآن هكذا:

 {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ X وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}

 

فالشيعة يزعمون أن عمر بن الخطاب لم يذكر كلمة (الأنصار) في الآية !

 ෴෴෴෴෴෴෴෴෴

الرد على الشبهة:

 

الرواية السابقة ضعيفة جداً ولا تصح أصلاً ؛ فالرواية قد وردت في كتاب (تاريخ المدينة) لابن شبة ، وكان إسناد الرواية هكذا: 

[حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ ، قال : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ :  قَرَأَ عُمَرُ...] 

 

⛔ سند الرواية لا يصح أصلاً ، وتعالوا بنا نتكلم عن الرواة:

1- معاذ بن شَبة بن عبيدة: راوٍ مجهول الحال.

2- شبة بن عبيدة: ليس له توثيق معتبر. وابن حبان هو الوحيد الذي وثَّقه ، مع العلم بأن ابن حبان متساهل جداً في التوثيق ، ولذلك لا يُعتمد على توثيقه للرواة أصلاً. 

3- عبيدة بن زيد بن رائطة: هو شخص مجهول الحال ، وليس هناك من أخبر بحاله من العلماء.

4- الحسن البصري لم يقابل عمر بن الخطاب أصلاً ، فقد مات عمر بن الخطاب بالمدينة المنورة ، في حين أن الحسن البصري كان يبلغ من العمر سنتين فقط في ذلك الوقت ، وكان يعيش بالبصرة. إذن الحديث فيه انقطاع كبير في السند.


وبالتالي ، الرواية السابقة هي رواية مكذوبة أصلاً ولا تصح نظراً لأن معظم رواتها مجاهيل ، بالإضافة إلى وجود انقطاع كبير في السند بين الحسن البصري وعمر بن الخطاب.



وهناك رواية أخرى مناقضة للرواية السابقة ، وفيها أن عمر بن الخطاب قرأ : {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارُ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} ،  فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} , فَقَالَ عُمَرُ : {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} , فَقَالَ زَيْدٌ: ((أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ)). فَقَالَ عُمَرُ : ((ائْتُونِي بِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ)) ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ أُبَيُّ: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}, فَقَالَ عُمَرُ: ((فَنَعَمْ إِذًا . فَتَابَعَ أُبَيًّا)).] 

 

الرواية السابقة ضعيفة ؛ فهي منقطعة الإسناد بين الروايين (حبيب بن الشهيد) و (عمرو بن عامر الأنصاري)  وبين عمر بن الخطاب. فالأولان هما تابعيان عاشا في العراق. وأما عمر بن الخطاب ، فصحابي عاش ومات في المدينة المنورة.


ثانياً: الرواية يوجد فيها أن عمر بن الخطاب استشار الصحابي (أُبي بن كعب) في الآية، فأخبره الصحابي (أُبي) بالقراءة الصحيحة ، فوافق عمر بن الخطاب على القراءة الصحيحة بعدما تنبه لها ، ولذلك أمر زيد بن ثابت بأن يوافق أبي بن كعب أيضاً. 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا