يزعم المسيحيون أن الأصحاح السابع من رؤيا دانيال يتنبأ بمجئ يسوع وأن الأمم ستعبده!
ولكنني أحبُ أن أخبركم بأن هذا الإدعاء عبارة عن أكاذيب قد ضحك بها القساوسة على عقول المسيحيين البسطاء ، وسأثبت لكم زيف تلك النبوءة أصلاً.
أولاً:
تعالوا بنا نقرأ سِفر [دانيال - الأصحاح السابع]:
11. كُنْتُ أَنْظُرُ حِينَئِذٍ مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْكَلِمَاتِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الْقَرْنُ. كُنْتُ أَرَى إِلَى أَنْ قُتِلَ الْحَيَوَانُ وَهَلَكَ جِسْمُهُ وَدُفِعَ لِوَقِيدِ النَّارِ.
12. أَمَّا بَاقِي الْحَيَوَانَاتِ فَنُزِعَ عَنْهُمْ سُلْطَانُهُمْ وَلَكِنْ أُعْطُوا طُولَ حَيَاةٍ إِلَى زَمَانٍ وَوَقْتٍ.
13. كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ
14. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.
෴෴෴෴෴෴෴෴
بالنسبة للنصوص السابقة ، ليس هناك أي دليل على أنها تتحدث عن يسوع؛ فالنصوص لم تذكر اسم (يسوع) أصلاً، بل النصوص قالت: (ابن الإنسان).
وكل البشر هم أبناء إنسان ؛ أنا ابن إنسان ، وأنت ابن إنسان ، وكلنا ابن إنسان.
فالنص ليس مقصوراً على يسوع لوحده بل ربما يتكلم عن أشخاص آخرين.
وأما بالنسبة لعبارة (يأتي على سحاب السماء)، فإن هذه العبارة تشمل أشخاص كثيرين غير يسوع؛ فهناك مئات الأشخاص الذين أتوا على سحاب السماء؛ فمثلاً:
ورد في السنكسار أن مريم العذراء أتت على السحاب وأنقذت أحد القديسين...، وورد في سِفر رؤيا يوحنا (11) أن هناك نبيان سيأتيان في آخر الزمان وسيقتلهم الناس، ولكنهما سيقومان من الموت، وسيقفان على سحاب السماء ينظران إلى الأعداء...، وكذلك سيأتي العديد من القديسين على سحاب السماء مع يسوع كما أخبرنا سِفر رؤيا يوحنا.
إذن ، المجئ على سحاب السماء ليس خاصاً بيسوع بل هناك آخرون يفعلون نفس الشئ!
ثانياً:
سِفر دانيال (7) يذكر أن دانيال رأى ابن الإنسان آتياً على السحاب بعد انتهاء الحيوانات الأربعة وخصوصاً بعد أن هلك جسد الحيوان الرابع.
وطبعاً، هذه الحيوانات الأربعة هى رموز تشير إلى أربعة ممالك وإمبراطوريات تحكم الأرض، وهي مملكة: بابل ثم فارس ثم اليونان ثم الحكم الروماني.
و(دانيال) يريد أن يخبرنا أن ابن الإنسان سيأتي بعد أن تنتهي آخر مملكة من هذه الممالك الأربعة؛ أي بعد زوال المملكة الرومانية ... ، وهذا يتناقض مع حال يسوع؛ فنحن إذا رجعنا إلى التاريخ ، سنجد أن يسوع عاش خلال فترة الدولة الرومانية، وقد استمرت الدولة الرومانية قروناً طويلةً من بعد رحيل يسوع؛ أى أن (ابن الانسان) في النصوص ليس المقصود منه ميلاد يسوع ولا مجيئه ولا تبشيره بالإنجيل ولا صلبه ...، بل النصوص تتكلم عن شخص آخر تماماً.
ثالثاً:
بالنسبة لعبارة (تتعبد له كل الأمم) في رؤيا دانيال ، فإن المترجمين المسيحيين هم من تلاعبوا بالنصوص عندما ترجموا النص العبري إلى اللغة العربية؛ فنحن إذا رجعنا إلى النص العبري لوجدناه يذكر كلمة (יִפְלְח֑וּן). وهذه الكلمة العبرية معناها الأساسي هو (تخدم) أو (تحترم)...، أما بالنسبة لـ(تعبد) فهي معنى فرعي غير مستخدم كثيراً، ولذلك ستجد أن أحبار اليهود يترجمون كلمة (יִפְלְח֑וּן) إلى (serve) ؛ أي (تخدم)، لكن المسيحيين العرب يترجمونها إلى (تتعبد) ❌؛ لكي يحاولوا أن يثبتوا ألوهية يسوع.
وعلى فكرة لو أنتم نظرتم إلى التراجم المسيحية الأجنبية ، فستجدون أن المسيحيين الأجانب يترجمون هذه الكلمة العبرية إلى (serve) ؛ أي (تخدم).
راجع التراجم الأجنبية التالية:
- K.J.V
- R.S.V
- AMP
- A.S.V
- B.B.E
- C.E.V
- G.N.B
وغيرها من التراجم الكثيرة الأخرى.
رابعاً:
لو افترضنا أن النص يقصد أن الأمم ستعبد يسوع، فإن هذه مصيبة كبيرة؛ لأن النص ذكر كلمة (ابن الإنسان)؛ فهل الأمم ستعبد جسد يسوع الإنساني ، وهل الأمم ستعبد ذلك الناسوت البشري الذي وُلد من الإنسان؟!
ما هذه الديانة الوثنية التي تعبد جسد إنسان ابن إنسان؟!
لماذا لم تعبدوا اللاهوت دون الناسوت؟!
………………………………………………………………
الخلاصة:
ليس هناك أي دليل على أن دانيال 7 تتكلم عن يسوع، ولو كانت تتكلم عنه فإن النص سيصير به مشاكل عقائدية كبيرة.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
لا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا