ضياع رسائل بولس وكراهية المسيحيين لبعضهم

 إذا ذُكرت أمامك كلمة (كورنثوس) ، فمعلومتان مهمتان يجب أن تعرفهما!

المعلومة الأولى وهي أن بولس كتب عدة رسائل إلى كورنثوس، ولكن إحداها قد ضاعت ولم تصل إلينا.

المعلومة الثانية وهي أن كنيسة كورنثوس تعتبر من أهم الكنائس القديمة التي أنشأها بولس خلال رحلته التنصيرية الثانية، وظل بها حوالي 18 شهر. وقد كان المسيحيون الأوائل فيها يكرهون بعضهم، وقامت عداوات وانشقاقات بينهم فيما بعد؛ فبعضهم أصبح يعتقد أن (أبولّوس) أفضل من (بولس)، وبعضهم مشى وراء (بطرس) واتبعه وترك (بولس) مما أزعج (بولس) كثيراً.

والأهم من هذا أن مدينة كورنثوس كانت تعم بالفساد والفجور لدرجة أن اسم المدينة نفسه أصبح تجسيدًا للشهوانية.

في كورنثوس، كانت (أفروديت) هي الإلهة الرئيسية، وتمثل إلهة الحب في كيانها المنحط وعاطفتها الفاسدة.

ووفقاً للمراسم القديمة في كورنثوس، فقد كان هناك 1000 امرأة شابة جميلة تحتفلن كعاهرات أمام مذبح إلهة الحب. وقد كن مدعومات بشكل رئيسي من قِبل الأجانب إذ أن المدينة كانت تحصل على أرباح من عوائد دعارتهم.

 والأدهى من ذلك أن بعض أعضاء كنيسة كورنثوس قد عاد إلى الزنا كما كان من قبل، وبعض المسيحيين الآخرين قاموا بتسوية خلافاتهم في المحاكم العلمانية مما جلب العار للكنيسة. والبعض الآخر استغلوا العشاء الرباني كمجرد وليمة وليس كعبادة.

ولقد حاول بولس أن يحل تلك المشاكل، فكتب إليهم رسائل ما بين عام 55 إلى 60 ميلادياً ، ولكنه فشل في النهاية، وظل المسيحيون الأوائل هناك على نفس المشاكل لدرجة أن كليمندس الروماني كتب إليهم رسالة أخرى في حوالي عام 97 ميلادياً محاولاً أن يحل نفس المشاكل....، يعني ظلت نفس المشاكل في هؤلاء المسيحيين بعد أكثر من 40 سنة من رسائل بولس إليهم. ومازالت نفس المشاكل في المسيحيين في كل العالم لحد الآن.

 ෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

المراجع:

كتاب (دائرة المعارف الكتابية المسيحية | المجلد السادس| صفحة 420)

 



 


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا