مضمون الشبهة:
أعداء الإسلام يسخرون من صحيح البخاري ويثيرون الشبهات حول رواية تقول:
[عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ أنه قَالَ : "رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ".]
✴ ثم يتساءل أعداء الإسلام ويقولون: كيف يمكن للقرود أن ترجم، وكيف عرف الراوي أن تلك القردة قد زنت؟!
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
الرد على الشبهة:
أولاً:
من وجهة نظر علمية، فإن الرواية الواردة في صحيح البخاري لا تخالف العلم، وسنذكر لكم أمثلة علمية تؤكد صحتها:
قرود الشمبانزي تُعتبر من الحيوانات الذكية لدرجة أنها قادرة على استخدام الأدوات مثل العصي والحجارة.
المرجع: كتاب [موسوعتي العلمية الحديثة- حيوانات العالم| صفحة 31]
بل إن الصحف الأجنبية تخبرنا بأن قرود الشمبانزي كانت تجمع الحجارة في أكوام واضعين إياها في منطقة معينة، ثم تقوم القرود بإلقاء الحجارة على زوار حديقة الحيوان. وكانت القرود تفعل ذلك تحت سبق الإصرار والتخطيط.
صحيفة الجارديان العالمية تخبرنا برجم القرد للزوار |
القرد رجم الزوار تحت سبق الإصرار والتخطيط |
ثانياً:
بالنسبة للرواية الموجودة في صحيح البخاري، الشخص الذي روى فيها هذا المشهد لم يكن صحابياً ولا هو روى الرواية عن النبي محمد، بل إن الشخص الذي روى هذه القصة هو التابعي عمرو بن ميمون، وقد شاهد هذه الأحداث بنفسه عندما كان في فترة الجاهلية قبل الإسلام...؛ أي أن هذه القصة الشخصية ليس لها علاقة بالنبي ولا بالصحابة.
ثالثاً:
ما فائدة هذه الرواية؟!
الإجابة:- البخاري روى هذه القصة؛ لكي يؤكد للناس أن عمرو بن ميمون الأودي قد أدرك فترة الجاهلية وعاش فيها قليلاً بدليل أنه قد قال بنفسه كذا وكذا.
ثم إن الرواية تحثنا على امتلاك النخوة والرجولة؛ فإذا كانت بعض الحيوانات تغار على إناثها، فبالأولى أن نغار نحن أيضاً على زوجاتنا؟!
رابعاً:
كثيراً ما نرى على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من القرود وهي تفعل أشياء أعجب من ذلك بكثير. والإنترنت واليوتيوب يشهدان على ذلك.
عالم الحيوانات ملئ بشتى أنواع الغرائب.
خامساً:
ليس البخاري هو الوحيد الذي روى هذه القصة بل هناك الكثيرون غيره ممن رووا هذه القصة أيضاً، وهذا ينفي اتهام البخاري بأنه هو ألَّف هذه القصة من عند نفسه.
سادساً:
إذا كان منكرو السُنة يسخرون من قصة القرود التي رجمت قِردةً زانية، فهل هؤلاء المنكرون سيسخرون من القرآن أيضاً عندما حكى قصة الطير الأبابيل التي رجمت جيش أبرهة بحجارة من سجيل، وهل سيسخرون من القرآن الذي حكى قصة الغراب الذي دفن غراباً، أو هل سيسخرون من القرآن عندما حكى قصة الهدهد الذي اتطلع على أهل سبأ فذهب وأخبر سليمان بذلك، أو هل سيسخرون من القرآن عندما حكى قصة النملة التي حذرت باقي النمل من قدوم جيش سليمان أو هل سيسخرون من.... ؟!
نحن قلنا مراراً أن منكري السُنة ليسوا إلا كفاراً ملاحدة.
سابعاً:
القصة التي رواها البخاري ليس فيها أن القرود رجمت القِردة تطبيقاً لشريعة (حد الزنا) عندهم، وليس في القصة أن القرود فعلت ذلك لأنها مُكلَّفة شرعاً. وهذا رداً على الذين فهموا بالخطأ أن القرود رجمت تطبيقاً لشريعة حد الزنا.
القرود فعلت ذلك كنوع من أنواع السلوك الحيواني الذي يرصده علماء الحيوانات في قطيع القرود، وليس لذلك أي علاقة بشريعة الزنا المزعومة عند القرود.
القرآن الكريم حكى لنا قصة الغراب الذي دفن غراباً مثله ليتعلم الإنسان كيفية الدفن، فهل ذاك الغراب فعل ذلك اتباعاً لشريعة الدفن عند الغربان؟َ!
الإجابة: لا لا لا...
🔴 وأما الذين زعموا أن تلك القرود المذكورة في القصة كانوا بشراً حقيقيين في السابق، ولكن الله مسخهم إلى قرود عاقلة بسبب عصيانهم، فهذا الإدعاء لا دليل عليه بل هو إدعاء خاطئ تماماً؛ لأنه قد ثبت في كتب الحديث أن الممسوخين لا يعيشون أكثر من ثلاثة أيام ولا يكون لهم نسل أصلاً...، وبالتالي من الخطأ أن نقول أنهم كانوا بشراً ممسوخين أو أنهم بقايا اليهود من أصحاب السبت الممسوخين.
ثامناً:
زعم الحميدي أن هذا الحديث موجود في بعض نسخ صحيح البخاري لا في كلها، وزعم الحميدي أن هذا الحديث ربما يكون من الأحاديث المُقحَمة الدخيلة في كتاب البخاري …، ولكن رد عليه ابن حجر فقال:
[قوله مردود؛ فالحديث موجود في معظم الأصول التي وقفنا عليها (وذكر أمثلةً على ذلك)...، وأما تجويز الحميدي بأن يُزاد في «صحيح البخاري» ما ليس منه، فهذا ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري ومن اتفاقهم على أنه مقطوع بنسبته إليه. وهذا الذي قال الحميدي تخيل فاسد يتطرق منه عدم الوثوق بجميع ما في الصحيح لأنه إذا جاز في واحد لا بعينه جاز في كل فرد فلا يبقى لأحد الوثوق بما في الكتاب المذكور، وقد أطنبنا في هذا الموضع لئلا يغتر ضعيف بكلام الحميدي فيعتمده، وهو ظاهر الفساد.]
إذن الكلام الذي قاله الحميدي غير صحيح.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
تاسعاً:
هناك سؤال سخيف يسأله لنا منكرو السُنة الكفار وهو: كيف عرف عمرو بن ميمون بأن هذه القردة زنت؟!
والجواب: العديد من كتب الحديث قد ذكرت لنا كيف عرف عمرو بن ميمون بأن هذه القردة زنت...
ورد في كتاب (تهذيب الكمال في أسماء الرجال ٢٢/٢٦٥) ما يلي
[قال شبابة بن سوار عن عبد الملك بن مسلم عن عيسى بن حطان أنه قال: دخلتُ مسجد الكوفة فإذا عمرو بن ميمون الأودي جالس وعنده ناس، فقال له رجل: حدثنا بأعجب شيء رأيتَه في الجاهلية. فقال عمرو: كنتُ في حرث لأهل اليمن، فرأيت قروداً كثيرة قد اجتمعن، قال: فرأيتُ قرداً وقردة اضطجعا، ثم أدخلت القردة يدها تحت عنق القرد واعتنقتها، ثم ناما، فجاء قرد فغمزها من تحت رأسها، فاستلت يدها من تحت رأس القرد، ثم انطلقت معه غير بعيد فنكحها، وأنا أنظر، ثم رجعت إلى مضجعها. فذهبت تدخل يدها تحت عنق القرد كما كانت فانتبه القرد، فقام إليها فشم دبرها، فاجتمعت القردة فجعل يسير إليها، فتفرقت القردة، فلم ألبث أن جئ بذلك القرد بعينه، أعرفه، فانطلقوا بها وبالقرد إلى موضع كثير الرمل، فحفروا لهما حفيرة، فجعلوهما فيها، ثم رجموهما حتى قتلوهما، والله لقد رأيت الرجم، قبل أن يبعث الله محمداً ﷺ.]
🔴 وقد وردت نفس الرواية في كتاب آخر هكذا:
[رواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبي سلام وهو عبد الملك بن مسلم بن عيسى بن حطان، عن عمرو بن ميمون أنه قال: قيل له: أخبرنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية. فقال عمرو: رأيتُ الرجم في غير بني آدم؛ إن أهلي أرسلوني في نخل لهم أحفظها من القرود، فبينا أنا يوماً في البستان إذ جاء القرود، فصعدت نخلة، فتفرقت القرود واضطجعوا، فجاء قرد وقردة، فاضطجعا فأدخلت القردة يدها تحت القرد فاستثقلا نوماً، فجاء قرد فغمز القردة إلى القرد، وفذهبت تدخل يدها في المكان الذي كانت فيه، فانتبه القرد، فقام فشم دبرها، فصاح صيحة، فاجتمعت القرود، فقام واحد منهم كهيئة الخطيب، فوجهوا في طلب القرد، فجاؤا به بعينه، وأنا أعرفه، فحفروا لهما فرجموهما.]
🔴 وورد نفس الرواية هكذا:
[حديث عمرو هذا رويناه مطولاً من حديث عيسى بن حطان: سمعتُ قاضي مكة ومرة البكالي يسألان عمرو بن ميمون الأودي: ما أعجب ما رأيت في الجاهلية؟ ، فقال: كنتُ في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف، فجاء قرد معه قردة فتوسد يدها، فوضع خده فوق يدها فنام، قال: فرأيتُ قردًا أصغر منه جاء يمشي خفياً حتى غمز القردة بيده، ثم ولا ذاهباً قال: فَسَلَّتْ يدها من تحت خده سَلاًّ رفيقًا، ووضعت خده بالأرض، ثم تبعته قال: فوقع عليها وأنا أنظر إليه، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها من تحت خده إدخالاً رفيقاً، فاستيقظ فزعاً مذعوراً، فأطاف بها يشمها، ثم شم حياها فصاح صيحة شديدة، فجعلت القرود تجيء يمنة ويسرة، ومن بين يديه ومن خلفه قال: فجعل يصيح ويومئ إليها بيده، ثم سكت فذهبت القرود يمنة ويسرة، ومن بين يديه، ومن خلفه، فما لبثنا أن جاءوا به بعينه أعرفه فحفروا لهما حفرة فرجموهما، ولقد رأيت الرجم في غير بني آدم قبل أن أراه في بني آدم.]
إذن الأحداث كلها قد درات أمام عيني الراوي وتبين له أن القردة قد زنت بالفعل...، وخصوصاً أن أهل شبه الجزيرة العربية كانت لهم خبرة بالحيوانات قديماً.
راجع:
❄ كتاب [التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢٠/٤٧٠]
❄ كتاب [سير أعلام النبلاء ٥/٨٦]
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
عاشراً:
اليمن يوجد فيها قرود إلى حد اليوم، بل إن الكثير منها يهجم على محاصيل اليمنيين ويفسدها.
النقطة الحادية عشر:
بالنسبة لبعض منكري السنة الأنجاس الذين يسخرون من اسم الراوي (عمرو بن ميمون)، ويقولون أن ميمون هو نوع من أنواع القرود...، فأنا أرد على هؤلاء الأنجاس وأقول:
1- لقب (ميمون)؛ أي مبروك، وهو لقب عربي يُطلَق على الشخص صاحب اليُمن والبركة، ولذا يقال: ولد ميمون؛ أي ولد مبروك.
2- حتى لو افترضنا أن والد الراوي قد سُمِيَ بـ(ميمون) نسبةً إلى حيوان الميمون، فإن ذلك ليس عيباً؛ لأن العرب كانت تسمى أولادها بأسماء الحيوانات؛ ولذلك نرى أسماءً مثل: ((زينب بنت جحش))، ((أسامة بن زيد)) ، ((قبيلة بني كلب))...
3- هل السفالة وصلت بالعلمانجية إلى أنهم يسخرون من راوِ محترم مثل: عمرو بن ميمون؟!
أين هي شعارات العلمانجية ومنكري السُنة في احترام الآخرين، وأين هو شعارهم:(لا للشخصنة)؟!
هل أنتم يا منكري السُنة تبيحون لأنفسكم السخرية من آباء الآخرين، ولكنكم تنهون الآخرين عن سب آبائكم وأعراضكم تحت مسمى (لا للشخصنة)؟!
ألم تسمعوا قول الله تعالى:
﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ﴾ [الحجرات ١٣]
أنا أريد من العالم كله أن يشهد أن العلمانجية ومنكري السُنة عبارة عن كفار ملاحدة لا عهد لهم ولا أمان.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
روابط المراجع:
https://www.theguardian.com/science/2009/mar/09/chimp-zoo-stones-science
https://www.nbcnews.com/id/wbna29596932
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا