الرد على شبهة: جبل قاف الذي يحيط بالأرض

مضمون الشبهة:
يزعم المسيحيون أن القرآن جاء بخرافات؛ ويستشهدون بروايات تحكي عن جبل من زمرد يحيط بالأرض، ويُدعَى هذا الجبل بجبل (قاف)، وزعموا أن جبل (قاف) هو المقصود من قوله تعالى:

 ﴿قۤۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِیدِ﴾ [ق ١].

෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

الرد على الشبهة: 

 أولاً:

{ق} هو مجرد حرف من الحروف المٌقطَعة الموجودة في بدايات بعض سور القرآن الكريم.

 

ثانياً:

 قصة جبل (قاف) لا تصح، و ما هي إلا من الإسرائيليات التي دخلت وتناقلها بعض السلف بدون تحقيق أو تمهل، وليس لها أي ذكر في القرآن الكريم.


*قال ابن كثير في كتابه (تفسير القرآن العظيم) ما يلي:
[وقد رُوِيَ من بعض السلف أنهم قالوا: (ق) جبل محيط بجميع الأرض، يقال له جبل قاف، وكان هذا، والله أعلم، من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس...، وإن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم يُلبِّسون به على الناس أمر دينهم.]

 
ثالثاً:

ذُكرَت روايات عن ابن عباس عن جبل قاف، وكلها روايات مكذوبة ولا تصح...، فمثلاً:
 

جاءت رواية في في كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني:
[أخبرنا أبو (...) عبد الرحمان بن عبد الله الأملي، حدثنا محمد بن الفضل الطبري، عن خلف بن ميمون، حدثنا عمر عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله: ق وَالْقُرآن المجيد قال: أنبت الله من الياقوتة جبلاً فأحاط بالأرضين السبع على مثل خلق الياقوتة في حسنها وخضرتها وصفائها...]


*هذه الرواية لا تصح ؛ ففيها ثلاثة مصائب:
-أبو (...) شخص مجهول، وكذلك خلف بن ميمون مجهول؛ حيث ذُكر في أسفل الصفحة: [لم أهتد إلى ترجمته]، والمجهول من الروايات لا يصح عند العلماء.


-عمر بن صبح، و هو عمر بن الصبح بن عمران التميمي، كذاب ووضاع، وقد اخترع هذه الرواية ونسبها إلى مقاتل بن حيان. 


*قال البخاري في التاريخ الأوسط: حدثني يحيى اليَشْكُري عن علي بن جرير، قال: سمعتُ عمر بن صبح يقول: "أنا وضعت خطبة النبي"...، يعني أنه كذب وألَّف كلاماً ونسبه إلى النبي محمد بغير وجه حق.


والآن ، تعالوا بنا نرى ما هي آراء علماء الجحر والتعديل الآخرين عن عمر بن الصبح:

  • قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني عنه: منكر الحديث، وعامة ما يرويه غير محفوظ لا متناً ولا إسناداً.
  • قال أبو الفتح الأزدي عنه: كذاب.
  • قال أبو بكر البيهقي عنه: ضعيف.
  • قال أبو جعفر العقيلي عنه: ليس حديثه بالقائم، وليس بمعروف بالنقل.
  • قال أبو حاتم الرازي عنه: منكر الحديث.
  • قال أبو حاتم بن حبان البستي عنه: كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة فقط.
  • قال أبو نعيم الأصبهاني عنه: روى عن قتادة ومقاتل الموضوعات.
  • قال أحمد بن شعيب النسائي عنه: ليس بثقة.
  • قال أحمد بن علي السليماني عنه: وضع آخر خطب النبي.
  • قال إسحاق بن راهويه عنه: كذاب.
  • قال ابن حجر العسقلاني عنه: متروك، وقد كذَّبه ابنُ راهويه.
  • قال الدارقطني عنه: متروك.
  • قال الذهبي عنه: تركوه.
  • قال سبط ابن العجمي عنه: من المجاهيل، ليس بثقة ولا مأمون.


فكل علماء الجرح والتعديل قد أجمعوا على أن عمر بن الصبح رجل كذَّاب، ويؤلف كلاماً على هواه ثم ينسبه إلى النبي أو إلى مقاتل بن حيان أو إلى شخص آخر.

إذن روايات جبل قاف هي روايات مكذوبة ولا أصل لها.

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا