الرد على شبهة: صلاة المسلمين مأخوذة من الحضارة السومرية

مضمون الشبهة:

أعداء الإسلام يزعمون أن النبي محمد سرق طريقة الصلاة من الوثنيين في الحضارة السومرية، وكثيراً ما يستشهد أعداء الإسلام بهذه الصورة:

 

 ෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

الرد على الشبهة كالتالي:

أولاً:

الشبهة السابقة ليس عليها أي دليل أصلاً ، فالحضارة السومرية لم تكن موجودة وقت النبي محمد بل إن هذه الحضارة قد انقرضت بالفعل منذ عهد الأموريين والبابليين منذ الألفية الثانية قبل الميلاد؛ أي أنها انقرضت قبل مجئ النبي محمد بأكثر من 2000 سنة، ولم يعد للحضارة السومرية أي ذكر حينها. والسومريون أنفسهم كانوا قد نسوا تاريخهم ولغتهم وتقنياتهم بل حتى أنهم نسوا أسماءهم. فلا أحد من المتأخرين كان يعرف بوجود هذه الحضارة أصلاً.

 وقد ظلت أسرار السومريين مدفونة في صحراء العراق حتى مجئ القرن 19 الميلادي عندما عثر علماء الآثار الفرنسيون والبريطانيون أخيراً على القطع الأثرية السومرية. وقد تولى علماء مثل: هنري رولينسون ، وإدوارد هينكس ، وجوليوس أوبيرت ، وبول هاوبت زمام المبادرة في فك رموز اللغة السومرية والمسمارية، مما زوَّد المؤرخين بأول لمحة عن تاريخ وأدب بلاد ما بين النهرين الضائعين منذ زمن طويل جداً.[1]

 

حضارة سومر كانت قد انقرضت ونسيها الناس أصلاً من قبل مجئ النبي محمد بمئات السنين

 

إذن ، نجد أن الحضارة السومرية كانت قد انقرضت بالفعل منذ الألفية الثانية قبل الميلاد؛ أي أنها اختفت بالكلية ولم يكن أحد يعرف بوجودها إطلاقاً بل إن الحضارة السومرية كانت قد انقرضت من قبل أن تنشأ قبيلة قريش بل من قبل أن يستقر العرب في منطقة مكة أصلاً. وبالتالي فإن النبي محمد لم يكن له علم بها أصلاً ولن يسرق منها شيئاً....، ولذلك يقول الله تعالى:

{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ*30} (سورة الرعد)

 

ونحن لو سألنا أعداء الإسلام عن: كيف حصل النبي محمد على طريقة الصلاة من الحضارة السومرية ، ومتى حصل عليها كما تزعمون؟! 

فإن أعداء الإسلام لن يجيبوا بدليل واضح صريح بل سيخترعون افتراضات وهمية، ولذلك يقول الله تعالى عنهم:

 {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً*28} (سورة النجم)

 

ويقول الله تعالى: 

{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ*116} (سورة الأنعام) 

 

فليس من المعقول أن نترك الحق المبين ونتبع الفرضيات التي يلقيها أعداء الإسلام؛ فالظن لا يغني من الحق شيئاً !

 ➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

ثانياً:

التماثيل السابقة التي ترونها هي أكبر دليل على صحة الإسلام ؛ فالقرآن الكريم يخبرنا أن الله قد بعث أنبياء ورسلاً إلى كل الأمم السابقة ؛ حيث يقول الله تعالى:

{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ*36} (سورة النحل)


فالله بعث رسلاً إلى الأمم السابقة مثل تلك الأمم التي عاشت في بلاد الرافدين، وهناك أمثلة على بعض الأنبياء الذين عاشوا في بلاد الرافدين ونشروا الدين هناك، مثل: النبي نوح والنبي إبراهيم والنبي يونس وغيرهم من الأنبياء الآخرين...

وحسب أصح الأقوال التاريخية ، فإن النبي نوح عاش في بلاد الرافدين، وقد أخبرنا القرآن الكريم بأن سفينة النبي نوح قد استقرت على (الجودي) وأن نوح نزل هناك؛ فقد قال الله تعالى:

﴿وَقِیلَ یَـٰۤأَرۡضُ ٱبۡلَعِی مَاۤءَكِ وَیَـٰسَمَاۤءُ أَقۡلِعِی وَغِیضَ ٱلۡمَاۤءُ وَقُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِیِّۖ وَقِیلَ بُعۡدࣰا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [هود ٤٤]

﴿وَقُل رَّبِّ أَنزِلۡنِی مُنزَلࣰا مُّبَارَكࣰا وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡمُنزِلِینَ﴾ [المؤمنون ٢٩]  

 

وجبل الجودي يوجد في منطقة شمال العراق؛ أي في حيز بلاد الرافدين التي تحتوي على تلك التماثيل التي رأيتموها. 

ثم بدأ أبناء وأحفاد النبي نوح يتكاثرون في تلك المنطقة وينتشرون جنوباً وشرقاً وغرباً؛ وكانوا يُصلّون هناك بنفس كيفية الصلاة التي أوحاها الله إلى أبيهم النبي نوح.

 


  

 فهذه التماثيل 👆 هي دليل على أن الله بعث أنبياء في الأمم السابقة ، وكان هؤلاء الأنبياء يصلون بنفس صلاتنا اليوم مما أثَّر في طريقة تشكيل تلك التماثيل.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

طيب ، هناك سؤال مهم: 

 كيف كان النبي نوح يصلي ، وهل كان هناك صلاة في أيامه أصلاً ، وما هو الدليل؟!

الإجابة: النبي نوح كان يصلي بنفس صلاة النبي محمد وبنفس صلاة المسلمين اليوم؛ فقد ورد حديث صحيح متصل عن العباس بن محمد المجاشعي قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن النبي محمد أنه قال:

 [إنا معاشر الأنبياء، أُمرنا أن نُعجِّل الإفطار، وأن نؤخر السحور، وأن نضرب بأيماننا على شمائلنا.]

 

وفي رواية أخرى:

 (أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة)

وعبارة (نضرب أيماننا على شمائلنا) ؛ أي نضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة؛ فالأنبياء جميعهم كانوا يضعون أيديهم اليمنى على أيديهم اليسرى في الصلاة ، وكذلك فعل النبي نوح وفعل أبناؤه المؤمنون من بعده.

 


 

والكثير من التشريعات الدينية قد تشابه فيها الأنبياء، ولذلك يقول الله تعالى:

﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحࣰا وَٱلَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ وَمَا وَصَّیۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَىٰۤۖ أَنۡ أَقِیمُوا۟ ٱلدِّینَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِیهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِینَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَیۡهِۚ ٱللَّهُ یَجۡتَبِیۤ إِلَیۡهِ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِیۤ إِلَیۡهِ مَن یُنِیبُ﴾ [الشورى ١٣] 

 

فالكثير من التشريعات الإسلامية اليوم كانت موجودة أيام النبي نوح وإبراهيم ويونس وغيرهم من الأنبياء الذين بُعثوا في بلاد الرافدين قديماً، بل إن كل هؤلاء الأنبياء قد نادوا بدين الإسلام في تلك المناطق، ولذلك يخبرنا الله تعالى عن نبيه نوح:

﴿فَإِن تَوَلَّیۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ[يونس ٧٢] 

 

ويقول الله عن النبي إبراهيم:

﴿مَا كَانَ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ یَهُودِیࣰّا وَلَا نَصۡرَانِیࣰّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِیفࣰا مُّسۡلِمࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ﴾ [آل عمران ٦٧] 

 

 ෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

طيب ، سؤال آخر مهم:

لماذا السومريون صنعوا هذه التماثيل؟!

الإجابة:

الأمم السابقة كانت تنظر إلى الأشخاص الصالحين وتحاول أن تقتدي بهم ؛ فكان الناس يصنعون تماثيل لأولئك الصالحين ويضعونها في الأماكن العامة أو في أماكن العبادة، ومع مرور الزمان وتتابع الأجيال، كان الشيطان يوسوس إلى الناس ويأمرهم بعبادة تلك الأصنام على أنها آلهة، وهذا ما حدث بالفعل مع قوم النبي نوح قبل الطوفان حيث ورد في صحيح البخاري (4920) عن ابن عباس أنه قال: 

 «صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعدُ. أما ود فكانت لـ(كلب) بدَومة الجَنْدَل، وأما سواع فكانت لهُذيل، وأما يغوث فكانت لمُراد، ثم لبني غُطيف بالجَوْفِ، عند سَبإ، وأما يعوق فكانت لهَمْدان، وأما نسر فكانت لحِمْيَر لآل ذي الكَلاع، أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تُعبَد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عُبدت»

 

فالرواية السابقة تشير إلى أنه كان هناك أشخاص صالحين واسمهم: ود وسواع ويغوث ويعوق ونسراً ، وهؤلاء الصالحون كانوا موجودين منذ قديم الزمان ، فقام الناس بصناعة تماثيل لأولئك الصالحين من باب الاقتداء بهم، ولكن مع مرور السنين وتتابع الأجيال، قام الشيطان بخداع الناس وجعلهم يعبدون تلك التماثيل ويشركون بالله، فبعث الله إليهم النبي نوح؛ ليحاول ردهم إلى الطريق الصحيح. 

 

ونفس هذا الأمر قد تكرر مع الأمم التي جاءت بعد زمن نوح ؛ فقد عبدوا الأصنام؛ فمثلاً: كان المسيحيون يعبدون المسيح ويصنعون له أصنام ويسجدون أمامها، وكانت القبائل العربية تعبد أصنام ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ؛ فكانت قبيلة (كلب) تعبد الصنم (ود)، وكانت قبيلة (هُذيل) تعبد الصنم (سواع)، وهكذا كما ورد في الرواية... 

ونفس الأمر قد حصل مع سكان بلاد الرافدين؛ فقد عبدوا الأصنام وأشركوا بالله من بعد النبي نوح، ولذلك بعث الله إليهم أنبياء آخرين كثيرين ومنهم: النبي إبراهيم.

وللنبي إبراهيم قصص مشهورة في القرآن الكريم ضد أبيه وقومه الذين عبدوا الأصنام، وله قصة مشهورة ضد أولئك الناس الذين عبدوا الأجرام السماوية.


وقد كان للنبي إبراهيم أتباع كثيرون في بلاد الرافدين، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم حينما قال الله:

﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ فِیۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ إِذۡ قَالُوا۟ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَ ٰۤ⁠ ؤُا۟ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥۤ..﴾ [الممتحنة ٤]

 

وكان للنبي يونس أتباع بالآلاف، وكانوا يُصلّون مثل صلاته في بلاد الرافدين حيث قال الله تعالى:

﴿وَأَرۡسَلۡنَـٰهُ إِلَىٰ مِا۟ئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ یَزِیدُونَ * فَـَٔامَنُوا۟ فَمَتَّعۡنَـٰهُمۡ إِلَىٰ حِینࣲ﴾ [الصافات ١٤٨]

 

وقد انقسم السومريون إلى طوائف؛ فمنهم من عبد إلهاً واحداً، وكانوا يطلقون عليه لقب: (آن / An) بالسومرية؛ ومعناه (إله السموات) بالسومرية ، ومنهم من عبد عدة آلهة أخرى بجانب (إله السموات)، ولذلك تنوعت ديانات بلاد الرافدين ما بين التوحيد والشرك.[2]

ويمكننا أن نقول أن الأمة السومرية كانت تعبد (الله) باسمه في البداية، ولكن مع مرور الوقت، انحرفوا عن اسمه الحقيقي مثلما انحرف اليهود عن اسم (الله) ، فأسموه باسم (يهوه)، وكذلك المسيحيون انحرفوا عن اسم (الله)، فأسموه باسم (الآب)، وهكذا...  

 

وأما ظاهرة تعدد الآلهة في حضارات بلاد الرافدين، فإن هذا السيناريو قد تكرر في كل زمان منذ أن خلق الله البشر؛ فمثلاً:

في البداية، كان العرب على دين الحنيفية ، على دين التوحيد، على دين النبي إبراهيم، وكانوا يعبدون الله وحده، ولكن مع الوقت، أشرك العرب بالله وعبدوا آلهة أخرى مع الله مثل اللات والعزى ومَناة وهُبل.

 وأما اليهود، فقد أطلقوا صفة الألوهية على عدة أشخاص غير الله مثلما ورد عندهم في سِفر [الخروج 7: 1] ، وكذلك أطلقوا صفة الألوهية على القضاة كما ورد عندهم في بداية المزمور 82 ، وكذلك أطلق المسيحيون لقب (الإله) على المسيح بل وأطلقوا لقب (الإله) على كل الأنبياء كما ورد عندهم في [يوحنا 10: 34- 35].... ، وأيضاً وصف المسيحيون يسوعَ بأنه (ابن الله) بل وصفوا أنفسهم أيضاً بأنهم أبناء الله كما ورد عندهم في [يوحنا 1: 12] وغيره من النصوص.

فكذلك الأمم السابقة كانت تفعل نفس الشئ ؛ فكانت تطلق لقب (الإله) و(ابن الإله) على الأنبياء والصالحين والملوك ، فأدخلوا الشرك بالله إلى دينهم.

 

ديانات الحضارة السومرية كانت تتنوع ما بين التوحيد وتعدد الآلهة

 

 

ويمكننا أن نقول أن هؤلاء السومريين كان منهم من حافظ على صلاته، ومنهم من أضاع صلاته؛ ولذلك قال الله تعالى في القرآن الكريم:

﴿أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ مِن ذُرِّیَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحࣲ وَمِن ذُرِّیَّةِ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ وَمِمَّنۡ هَدَیۡنَا وَٱجۡتَبَیۡنَاۤۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ خَرُّوا۟ سُجَّدࣰا وَبُكِیࣰّا * فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلشَّهَوَ ٰ⁠تِۖ فَسَوۡفَ یَلۡقَوۡنَ غَیًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا یُظۡلَمُونَ شَیۡـࣰٔا﴾ [مريم ٦٠]


فالآيات السابقة تخبرنا أن الأمم من بعد النبي نوح وإبراهيم ويعقوب، تلك الأمم قد انقسموا قسمين ؛ فمنهم من ترك الصلاة وانغمس في الشهوات والكفر، وهناك آخرون ظلوا على إيمانهم وتوبتهم ومحافظتهم على الصلاة.

 

وعلى فكرة ، قصة الطوفان التي وردت في أساطير بلاد الرافدين هي خير دليل على أن هؤلاء الناس كانت لديهم فكرة عن وجود النبي نوح، لأن قصة الطوفان في أساطير بلاد الرافدين هي أصلاً مأخوذة من قصة طوفان النبي نوح ؛ فهي في الأصل تتحدث عن طوفان النبي نوح، ولكن الناس قاموا بإضافة بعض التحريفات على القصة الأصلية، فتحولت إلى أسطورة منحوتة على الحجارة....، ولذلك يقول عالم السومريات الشهير/ Bendt Alster ما يلي:

[كثيراً ما يفترض ضمنياً إلى حد ما أن القصص التي تُروَى في الملاحم السومرية تستند إلى أحداث تاريخية فعلية.][3]

 

وهذا ما قرره أيضاً: الباحث (مالو) و(ماي لوان) و(راليز) و(كرامر) وغيرهم من الباحثين.

فالكثير من الأساطير القديمة (legends) لها أصل واقعي فعلاً ، ولكن الشعوب القديمة قامت بإضافة تفاصيل ذات حبكة درامية على مزاجهم !

  ෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

 وعلى فكرة، لقد كانت هناك صلاة في زمن النبي إبراهيم؛ حيث قال الله تعالى:

﴿رَّبَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ﴾ [إبراهيم ٣٧]

﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِی مُقِیمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّیَّتِیۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَاۤءِ﴾ [إبراهيم ٤٠]


وكان للنبي إبراهيم صلاة مثلنا؛ حيث قال الله تعالى:

﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ مَكَانَ ٱلۡبَیۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِی شَیۡـࣰٔا وَطَهِّرۡ بَیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡقَاۤىِٕمِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [الحج ٢٦]

 

فالنبي إبراهيم كان يصلي عن طريق: القيام والركوع والسجود مثلما نصلي اليوم ، وأما الطواف فهو يعتبر صلاةً أيضاً ، ولكنه خاص بالطواف حول الكعبة عندما تكون في الحرم المكي نفسه، وأما خارج مكة ، فلا يمكنك الطواف.

ولذلك، لا تستعجب عندما تقرأ بأن النبي محمد قد صلَّى بالأنبياء في رحلة الإسراء والمعراج.

 ෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋

෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

 المراجع:

 

1- 

https://www.history.com/news/9-things-you-may-not-know-about-the-ancient-sumerians 

 

2-

 https://www.studentsofhistory.com/comparing-early-polytheism-monotheism

 

3-  Bendt Alster, 'Epic Tales from Ancient Sumer: Enmerkar, Lugalbanda, and Other Cunning Heroes'  Civilizations of the ancient Near East. Vol. 4 , p.2322

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا