مضمون الشبهة:
يزعم أعداء الإسلام أن النبي محمد اقتبس سورة الفيل من الشاعر الجاهلي المخضرم (رؤبة بن العجاج الراجز) الذي قال أبياتاً شعرية، وهي كالتالي:
ومسَّهم ما مسَّ أصحاب الفيل … ولعبت بهم طير أبابيل
ترميهم حجارةً من سجيّل … فصيروا مثل كعصفٍ مأكول
وزعم أعداء الإسلام أن النبي اقتبس سورة الفيل من الدولة الآشورية أيضاً حيث أن علماء الآثاء اكتشفوا نقشاً آشورياً في عام 2017م، ووضعوه في المتحف البريطاني!
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
الرد على الشبهة:
أولاً:
انظروا إلى التناقض الذي وقع فيه أعداء الإسلام الكاذبون؛ فهم محتارون في هل ينسبون سورة الفيل إلى الشاعر (رؤبة بن العجاج) أم ينسبونها إلى الدولة الآشورية!
ثانياً:
الأبيات الشعرية السابقة قيلت على لسان الشاعر رؤبة بن العجاج الراجز، ولكن هذا الشاعر لم يكن موجوداً أيام النبي محمد أصلاً، بل إن هذا الشاعر قد وُلد سنة 65هـ ؛ أي أنه وُلِدَ بعد وفاة النبي بـ 54 سنة، وقد عاش الشاعر رؤبة الراجز في عصر الدولة الأموية والعباسية، وهو ليس شاعراً جاهلياً ولم يعش في فترة الجاهلية أصلاً...
فكيف سيسرق النبي محمد من شعر (رؤبة بن العجاج الراجز) في حين أن رؤبة لم يولد إلا بعد موت النبي بعشرات السنين؟!
الشاعر رؤبة وأبيه قد نقلا الحديث من الصحابي أبي هريرة، ورؤبة وأبوه كلاهما مسجلان في كتب الجرح والتعديل ضمن الرواة، ولم يكن رؤبة راوياً قوي الحديث بل كان لين الحديث كما أخبرنا علماء الجرح والتعديل.
وأما الشاعر رؤبة بن العجاج بن شدقم الباهلي والملقب بـ(أبو بيهس)، فهو شاعر إسلامي وليس جاهلياً ولم يقل أبيات الشعر السابقة أصلاً.
إذن الشعراء المتأخرون هم من اقتبسوا الآيات القرآنية واستخدموها في أشعارهم وليس العكس.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
ثالثاً:
بالنسبة للنقش الآشوري، فإن هذا النقش لا علاقة له بسورة الفيل أصلاً!
صورة النقش الآشوري موجودة في المتحف البريطاني ومُسجَل برقم 118907، وتوجد تلك النقوش في الغرفة السابعة والثامنة هناك، وهذا النقش الآشوري يصف شدة الحروب الآشورية، ويذكر الموقع الرسمي للمتحف أن النقش يُظهِر (النسر) على أنه يحمل أحشاءً أو أمعاءً في مخالبه ومنقاره.
وهناك صور أخرى على النقوش تُظهِر النسور وهي تلتقط رؤوس الجنود المقطوعة، وهناك نقوش أخرى تُظهِر نسوراً تطوف حول ساحة الحرب ولا تحمل حجارة ولا شيئاً.
وكلنا يعرف أن الجنود تتقطع أجسادهم ويموتون في ساحة الحرب، ثم تأتي الطيور الجارحة مثل الصقور والنسور والغربان وتأكل جثث الجنود وأعضاءهم، وهذا بالفعل ما نُقِشَ على النقش الآشوري، ولكن هذا ليس له أي علاقة بسورة الفيل؛ فسورة الفيل تحكي أن الله أرسل طيراً أبابيل حاملةً حجارة لكي تلقيها على جنود أبرهة الحبشي.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
المراجع
النسر يطوف في ساحة الحرب بحثاً عن طعام، ولكنه لا يلقي حجارة على الأعداء |
ما يقوله المتحف البريطاني عن النقش الآشوري (مترجماً) |
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا