رداً على الشيعة: هل آية {إن الله معنا} تتحدث عن الإمام علي

 في إحدى المناظرات بين مسلم وشيعي، استدل المسلم على فضل أبي بكر بأن الله كان معه حيث ورد في القرآن الكريم ما يلي: ﴿لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة ٤٠]

فرد الشيعي على المسلم قائلاً: أن هذه الآية لا تقصد أبا بكر بل تتحدث عن الإمام علي بن أبي طالب وأن الله مع الإمام علي، ثم استدل الشيعي برواية موجودة في كتاب (الاحتجاج) للطبرسي؛ وهذه الرواية قد أخذها الطبرسي من شيخه (المفيد)، والرواية كالتالي:



[إن أبا بكر قال: ((يا رسول الله، حزني على أخيك عليِّ بن أبي طالب ما كان منه))، فقال له النبي: ﴿لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا﴾؛ أي: معي ومع أخي عليِّ بن أبي طالب.]

 ෴෴෴෴෴෴෴

الرد على كلام الشيعي:

أولاً:

الطبرسي الشيعي يزعم أن الراوية مأخوذة من شيخه (المفيد)، ولكن أنا أود القول بأن هذه الرواية لم تثبت نسبتها أصلاً إلى (المفيد) الشيعي ؛ فالطبرسي يزعم أنه أخذ هذه الرواية من شيخه (المفيد) عن طريق شخص اسمه (أبو علي الحسن بن محمد الرقي)، ولكن هذا الشخص مجهول أصلاً ولا أحد يعرفه، ولذلك يقول المحقق المعمم (محمد باقر الخرسان) في هامش الكتاب ما يلي:

 [لم أعثر له على ترجمة.]

 

إذن الرواية السابقة لا يمكن نسبتها إلى المفيد ولا إلى أي مرجع أو كتاب؛ لأن ناقلها مجهول أصلاً.

 

ثانياً:

حتى لو افترضنا أن المفيد قد قال هذه الرواية فعلاً، فإن الرواية ضعيفة وغير صحيحة ولا دليل عليها؛ فقد ورد في سياق الكلام ما يلي:

[وقيل أيضاً في هذا: إن أبا بكر قال: ((يا رسول الله حزني على أخيك... إلى آخر الرواية))] 

 

إذن الرواية لا سند لها أصلاً، فقد وردت تحت بند (قيل)، أي أنها من الشائعات التي لا يُعرف قائلها ولا دليل عليها، وقد تم اختراع هذه الرواية أصلاً.

المفيد لم يخبرنا من أين أخذ هذه الرواية؛ فـ(المفيد) لم يكن مع النبي في الغار، بل إن المفيد عاش في القرن الرابع والخامس الهجري؛ أي بعد موت النبي بمئات السنين، فكيف عرف هذه القصة بدون سند؟!

 

ثالثاً:

قلنا من قبل أن هذه الرواية لا يمكن نسبتها إلى المفيد الشيعي، ولكن لو افترضنا أن (المفيد) الشيعي قد ذكر هذه الرواية فعلاً، فإن هذه الرواية ليست روايةً واقعية بل هي جزء من حلم رآه المفيد في نومه، فقد ورد في بداية القصة ما يلي:

[حدَّث الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الرقي بالرملة في شوال من سنة 423 هـ عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أنه قال: رأيت في المنام سنة من السنين....]

 

إذن الرواية السابقة ليست واقعية أصلاً؛ بل وردت الرواية في حلم للـ(المفيد)، ولا سند لها، ولا دليل على أنها حصلت بين الرسول وأبي بكر...، بل إنه لا يمكن إثبات حصول هذا الحلم للمفيد؛ لأن الذي نقل هذا الحلم هو راوٍ لا يعرفه أحد واسمه (أبو علي الحسن بن محمد الرقي) كما قلنا من قبل!


رابعاً:

الرواية مخالفة لظاهر القرآن الكريم، فظاهر الآيات يقصد أبا بكر نفسه ولا يقصد غيره، ولكن الشيعة الروافض لم يعجبهم الأمر، فاخترعوا هذه الرواية لإنكار فضل أبي بكر!


خامساً:

المعمم/ علي بن يونس العاملي في كتابه (الصراط المستقيم) قد كذب على الناس وزعم أن الإمام البيهقي يقول ما يلي:

[فقال النبي لأبي بكر: علام تحزن؟، فقال أبو بكر: على ابن عمك النائم على فراشك، فقال النبي: (إن الله معنا)؛ أي معي ومعه.]

 

وطبعاً، هذا الكلام كذب 👆، فلم يقل البيهقي هذا الكلام أصلاً، بل هو اختراع من هذا المعمم الشيعي الكذاب؛ لأن دين الشيعة يحث على استخدام الكذب لتشويه صور الخصم والافتراء عليه. 

ولذلك خاف هذا المعمم من ذكر رقم الصفحة وعنوان الكتاب؛ حتى لا يُفتضَح كذبه أمام الناس.

  ෴෴෴෴෴෴෴

لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا