مضمون الشبهة:
بعض المسيحيين يظنون أن القرآن أخطأ حينما قال الله للمسيح:
﴿وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ یَـٰعِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِی وَأُمِّیَ إِلَـٰهَیۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالَ سُبۡحَـٰنَكَ مَا یَكُونُ لِیۤ أَنۡ أَقُولَ مَا لَیۡسَ لِی بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِی وَلَاۤ أَعۡلَمُ مَا فِی نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُیُوبِ﴾ [المائدة ١١٦]
المسيحون يزعمون أن لا أحد يعبد مريم العذراء، وبالتالي فإنه لم يكن هناك داعٍ من ذكر أم المسيح في الآية!
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
الرد على الشبهة:
أولاً:
الكاثوليك هم أكبر طائفة مسيحية في العالم الآن، والكاثوليك يعبدون مريم العذراء لحد الآن ويعتبرونها إلهة...
يقول الأسقف العام الأنبا/ غريغوريوس في كتابه (العذراء مريم- حياتها رموزها وألقابها| صفحة 129) ما يلي:
[أخطأ الكاثوليك فرفعوا مريم العذراء إلى مقام الألوهية والعصمة.]
***************
ثانياً:
الكنائس الأرثوذكسية اليونانية تـتبع القديس (غريغوريوس بالاماس)، وتعتبره حـجـر الزاوية للإيمان الأرثوذكسي، ولذلك تؤمن هذه الكـنائس بفكرة (التأليه) التي دعا إليها هذا القديس.
يقول الأرشمندريت/ جاورجيوس في كتـابه (التأليه هدف الحياة الإنسانية الحقيقي) ، صفحة 19 ما يلي:
[القديس غريغوريوس بالاماس جعل ملخصاً للاهوت الآبائي حيث يقول: إن الكلية القداسة تحرز المكانة الثانية بعد الثالوث القدوس، إنـها الإله بعد الله.]
فالقديس غريغوريوس بالاماس يقول أن مريم العذراء هي الإله بعد الله!
وعقيدة القديس غريغوريوس بالاماس شائعة في الكنائس الأرثوذكسية اليونانية ومن على شاكلـتـها مثل الكـنائس الروسية والتركية والأوكرانية والصربية وكنائس شرق أوروبا وغيرها...، كل هذه الكنائس تؤمن بتأليه مريم العذراء؛ أي أن معظم المسيحيين حول العالم يؤمنون بألوهية مريم العذراء، ولكن المسيحيين العرب الأقلية في الشرق الأوسط هم من يعيشون في انعزال عن العالم ولا يعرفون ما يـجري لإخوانهم المسيحيين!
وورد في كتاب ((تساعية أم المعونة الدائمة| صفحة 7)) أن عبادة المسيحيين لمريم العذراء ظهرت في بداية المسيحية، وقد اتضحت عبادتهم لها أكثر بعد مجمع أفسس 431م حينما تم الإعلان بأن مريم العذراء هي (أم الله) و(أم المعونة الدائمة)، فبدأ المسيحيون بالتوسل لها، وتوجيه الدعاء لها، والاستنجاد بها، والسجود أمام صـنمها.
إذن، يتبين لنا أن العديد من المسيحيين يعبدون مريم العذراء فعلاً، ولذلك استنكر الله عليهم هذا الشرك.
****************
ثالثاً:
إن الكـتاب المقدس يحتوي على قاعدة تأليه البشر؛ فقد ورد في إنجيل يوحنا 10: 35 ما يلي:
[قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن يُنقَض المكتوب]
فالكتاب المقدس يطلق مصطلح (إله) على كل من تصير إليهم كلمة الله.
وطبعاً، المسيحيون يؤمنون أن مريم قد صارت إليها كلمة الله أيضاً، ولذلك فإن مريم يُطلَق عليه لقب (إله) حسب هذه القاعدة...، ولذلك ستجد أن الكـتاب المقدس يطلق لقب (إله) على النبي موسى حينما صارت إليه كلمة الله (الـخروج7: 1)، وكذلك أطلق الكتاب المقدس لقب (إله) على قضاة اليهود(مزمور82: 1).
ولذلك كان القديس أثناسيوس الرسولي يعتبر نفسه إلهاً وابناً لله وأنه واحد مع الآب والابن:
يقول القمص/ تادرس يعقوب ملطي في كـتابه (تفسير رسالة غلاطية| صفحة 50) ما يلي:
[يقول القديس أثناسيوس الرسولي: إننا أبناء وآلهة؛ لأن الكلمة فينا، هكذا سنكون في الابن وفي الآب، وسنُحسَب واحداً في الابن وفي الآب.]
෴෴෴෴෴෴෴෴෴
المراجع:
معظم المسيحيين يعبدون مريم العذراء ويعتبرونها إلهة |
كتاب (التأليه هدف الحياة الإنسانية الحقيقي)، للأرشمندريت/ جاورجيوس - رئيس دير غريغوريوس سابقاً بجبل آثوس. |
كتاب: تساعية أم المعونة الدائمة |
آباء الكنيسة يعتبرون أنفسهم آلهة |
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا