مضمون الشبهة:
يزعم أعداء الإسلام أن القرآن الكريم ضاعت منه بعض الآيات، منها آية الرجم حسب زعمهم.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
الرد على الشبهة:
عندنا هنا روايتان عن هذا الأمر، وسنبين بطلانهما إن شاء الله:
أولاً: رواية الداجن، هذه الرواية تقول:
عَنْ السيدة عَائِشَةَ، أنها قَالَتْ: «لَقَدْ نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجُمِ، وَرَضَاعَةُ الكَبِيرِ عَشْرًا، وَلَقَدْ كَانَ فِي صَحِيفَةٍ تحتَ سَرِيرِي، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ، وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ، دَخَلَ دَاجِنٌ، وفي رواية أخرى دخلت دويبة فَأَكَلَهَا»
هذه الرواية 👆 ضعيفة الإسناد، وفي متنها نكارة؛ حيث تفرد بها الراوي ابن اسحاق، وهو يدلس كثيراً عن الضعفاء والمجهولين، وعن شر منهم، وقد وصفه بذلك الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما في كتب الجرح و التعديل.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
ثانياً: رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهذا الرواية كالتالي:
"...عن ابن عباس قال: أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادى: إن الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال يا أيها الناس لا تُخدعن عن آية الرجم، فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد."
وهذه الرواية 👆 أيضاً إسنادها ضعيف؛ ففيها الراوي علي بن زيد (ابن جدعان)، ومشكلته أنه كان رافضياً سيء الحفظ؛ فكان يقلب الأسانيد ويخلط الأحاديث.
تعالوا نقرأ ما قاله علماء الجرح والتعديل عنه:
-
قال أبو أحمد الحاكم عنه: ليس بالمتين عندهم.
-
وقال أبو أحمد بن عدي الجرجاني عنه: كان يغلو في التشيع.
-
قال أبو الحسن بن القطان الفاسي عنه: جملة أمره أنه كان يرفع الكثير مما يقفه غيره واختلط أخيراً.
-
وقال أبو بكر البيهقي عنه: ليس بالقوي.
-
وقال أبو جعفر العقيلي عنه: أورد له حديثاً لا يتابع عليه أحد.
-
وقال أبو حاتم الرازي عنه: ليس بقوي، ولا يحتج به.
-
وقال أبو حاتم بن حبان البستي عنه: كان يهم في الأخبار ويخطء في الآثار حتى كثر ذلك في أخباره، وتبين فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير فاستحق ترك الاحتجاج به.
-
قال أبو زرعة الرازي عنه: ليس بقوي.
-
وقال أبو عيسى الترمذي عنه: ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره.
-
وقال أحمد بن حنبل عنه: ليس بالقوي، وليس بشيء، وهو ضعيف الحديث.
-
وقال أحمد بن شعيب النسائي عنه: ضعيف.
-
وقال أحمد بن صالح الجيلي عنه: ليس بالقوي.
-
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عنه: واهي الحديث ضعيف، فيه ميل عن القصد، لا يحتج بحديثه.
-
وقال ابن حجر العسقلاني عنه: ضعيف، لا يحسن حديثه إلا بالمتابعة والشواهد، وذكره في المطالب العالية، سيء الحفظ.
-
وقال الدارقطني عنه: فيه لين.
-
وقال الذهبي عنه: ليس بالثبت.
-
وقال حماد بن زيد الجهضمي عنه: حدثنا، وكان كثير التخليط، ويقلب الأسانيد، كأنه ليس بذاك.
-
وقال زكريا بن يحيى الساجي عنه: ليس يجري مجرى من أجمع على ثبته.
-
وقال سفيان بن عيينة عنه: كتبتُ عنه كتاباً كبيراً فتركته زهداً فيه.
-
وقال شعبة بن الحجاج عنه: كان رفاعاً.
-
وقال عبد الباقي بن قانع البغدادي عنه: خلط في آخر عمره وتُرك حديثه.
-
وقال علي بن المديني عنه: ضعيف عندنا.
-
وقال عماد الدين بن كثير الدمشقي عنه: عنده مناكير.
-
وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة عنه: لا أحتج به لسوء حفظه.
-
وقال محمد بن إسماعيل البخاري عنه: لا يتابع في حديثه.
-
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي عنه: كثير الحديث، وفيه ضعف، ولا يحتج به.
-
وقال وهيب بن خالد عنه: ضعيف.
-
وقال يحيى بن سعيد القطان عنه: يُتقَى الحديث عنه.
-
وقال يحيى بن معين عنه: ليس بذاك القوي، وهو بصري ضعيف في كل شيء، وليس بشيء، وليس بحجة.
-
وقال يزيد بن زريع العيشي عنه: لم أحمل عنه فإنه كان رافضياً.
-
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي عنه: اختلط في كبره.
-
وقال يعقوب بن شيبة السدوسي عنه: إلى اللين ما هو.
إذن العبارة التي تقول: (ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد.) ، هذه العبارة لا تصح؛ نتيجة سوء حفظ الراوي نفسه.
أما آية الرجم فقد نُسخَت تلاوتها، ولم تضع كما يزعم أعداء الإسلام، وقد تكلمنا عنها في منشور مستقل.
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا