يا عزيزي القارئ، إني أحب أن أخبرك أن معظم القصص عن بطولات المسيحيين الأوائل هي قصص وهمية زائفة، وقد تم اختراعها في وقت لاحق لتزيين المسيحية، وهذه القصص ليس لها سند أو مصدر تاريخي معتبر.
يقول المؤرخ البريطاني/ جون بابيل بيوري في كتابه (حرية الفكر| صفحة 43) ما يلي:
[ولقد رأينا في القرن الثاني بعضَ حالات التعذيب التي قلَّما يمكن إثبات حدوثها، وكان من شأنها أن يصيح المسيحيون بآلام الاستشهاد ويشيدون بمجد المستشهَدين، ولكن الأدلة موفورة على أنهم كانوا غالباً يعمدون إلى الهروب بسهولة.] انتهى الاقتباس
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
كما رأيتم👆، فإن المؤرخ/ جون بيوري يخبرنا أنه لا يوجد دليل ولا سند تاريخي على معظم القصص التي يتظاهر فيها المسيحيون بأنهم نالوا التعذيب على أيدي الرومان. فهؤلاء المسيحيون كانوا يلجأون غالباً إلى أسلوب الهرب بدلاً من مواجهة الرومان (شغل شلَّح واجري). وهذا بالفعل ما نراه في تلاميذ يسوع حين هربوا وتركوا يسوع لوحده، وكذلك نرى أتباع بولس هربوا وتخلوا عنه أثناء احتجاجه أمام السلطات الرومانية.
أنت إذا قرأت كتباً عن سِير القديسين في المسيحية، فستراها مشحونةً بشتى القصص التي لا نعرف مصدرها التاريخي بشكل دقيق، بل إن الكاتب المسيحي لا يخبرك غالباً بالمراجع التي اعتمد عليها ولا يضعها لك في الهامش؛ فمعظم تلك القصص هي قصص شعبية وشائعات مسيحية تداولها المسيحيون على مر العصور.
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
ويقول المؤرخ/ جون بيوري في نفس الصفحة ما يلي:
[وكانت سياسة تراجان ألا يُبحَث عن المسيحيين المستترين، وأن تغفل السلطان كل اتهام يأتي من مجهول، وأن كل من يتهم شخصاً بالمسيحية ولا يستطيع تقديم البينات ينبغي أن يُعاقَب بمقتضى قوانين الاتهام. لقد اعترف المسيحيون أنفسهم أنهم وجدوا الحماية في ظل تلك القوانين.] انتهى الاقتباس
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
ملحوظة:
المؤرخ/ جون بابيل بيوري هو مؤرخ وكاتب ولغوي بريطاني، وُلِدَ في ايرلندا، وتعلَّم في كلية الثالوث في (دبلن)، وعمل بيوري أستاذاً في جامعة كمبردج، وكان عضواً في أكاديمية سانت بطرسبرغ للعلوم ، والأكاديمية المجرية للعلوم، والأكاديمية الروسية للعلوم. وتُوفِيَ في عام 1927م في إيطاليا في مدينة روما.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
المرجع:
خرافة استشهاد المسيحيين
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا