الرد على شبهة أن الله يجلس على الكرسي فيئط كأطيط الرحل

 مضمون الشبهة:

الروافض الوثنيون يستنكرون علينا بعض الروايات التي تتحدث عن الكرسي؛ حيث تشير هذه الروايات إلى أن الله يجلس على الكرسي فيصدر منه صوت أطيط كأطيط الرحل...

෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

الرد على هذه الكذبة:

أولاً:

كل أحاديث وروايات الأطيط التي يستشهد بها الروافض هي أحاديث وروايات ضعيفة ولا يصح منها شيء؛ لا يصح منها حديث مرفوع ولا موقوف. وقد أخطأ كل من زعم بصحة هذه الأحاديث.

تعالوا بنا نستعرض هذه الأحاديث والروايات ونثبت لكم هشاشتها، وأنها مكذوبة أصلاً، بل ومخالفة لعقائد المسلمين...

1- رواية موقوفة منسوبة إلى عمر بن الخطاب:

[حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ ، عَنْ عُمَرَ أنه قَالَ: "إِذَا جَلَسَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْكُرْسِيِّ سُمِعَ لَهُ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ"]

 

الرواية السابقة 👆 هي رواية ضعيفة ولا تصح؛ لأن الراوي عبد الله بن خليفة هو واحد من التابعين الكوفيين، وهو لم يقابل عمر بن الخطاب ولم يسمع منه أصلاً؛ فالحديث هنا ضعيف مرسل...، بالإضافة إلى أن عبد الله بن خليفة هو رجل مجهول وليس بمشهور، ولذلك يقول ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية 1/ 18) ما يلي:

[عبد الله بن خليفة ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر.] 

 

 ثم إن الراوي الثاني هو أبو إسحاق السبعيني، وهو راوٍ معروف بالتدليس عن المجاهيل، ولا يُقبَل حديثه إلا إذا صرَّح بالسماع؛ لأنه ينتمي للطبقة الثالثة من المدلسين.

فهذه الرواية فيها مشكلتان، ثم إن هذه الرواية لم ترد هنا عن النبي نفسه، بل هي نُسبَت زوراً إلى الصحابي عمر بن الخطاب نفسه.

 ➖➖➖➖➖➖

2- رواية مرفوعة منسوبة إلى النبي: 

[حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ، فَقَالَتْ: "ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ"، فَعَظَّمَ النبي الرَّبَ، وَقَالَ: "إِنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَإِنَّهُ لَيَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَمَا يَفْضَلُ مِنْهُ إِلَّا قَدْرُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ ، وَمَدَّ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ، وَإِنَّ لَهُ أَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ، إِذَا رَكِبَهُ مَنْ يُثْقِلُهُ".]

 

 الرواية السابقة 👆 رواها عبد الله بن خليفة عن النبي مباشرةً بدون شخص وسيط، بالرغم من أن عبد الله بن خليفة لم يقابل النبي أصلاً، ولا سمع منه، ولا عاش في زمانه... 

إذن هذه الرواية ضعيفة أيضاً ولا تصح، وهي مضطربة ومخالفة للرواية التي قبلها!

➖➖➖➖➖➖

3- رواية موقوفة منسوبة إلى أبي موسى الأشعري:

[عن ابْنُ جُحَادَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى أنه قَالَ: "الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ , وَلَهُ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ الرَّحْلِ".]

 

 الرواية السابقة 👆 ضعيفة ولا تصح؛ فالراوي عُمارة بن عُمير لم يقابل الصحابي أبا موسى الأشعري، ولم يسمع منه؛ فالرواية هنا بها فجوة في السند؛ لذلك يقول الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على «تفسير الطبري ٥/ ٣٩٨» ما يلي:

[الحديث منقطع؛ لأن عمارة بن عمير لم يدرك أبا موسى الأشعري.]

 ➖➖➖➖➖➖

4-رواية موقوفة للشعبي:

[حَدَّثَنا إبْراهِيمُ، حَدَّثَنا عُبَيْدُ بْنُ آدَمَ العَسْقَلانِيُّ، حَدَّثَنا أبِي، عَنْ حَمّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطاءِ بْنِ السّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: «إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى عَلى العَرْشِ، حَتّى إنَّ لَهُ أطِيطًا كَأطِيطِ الرَّحْلِ»]

 

الرواية السابقة 👆 هي من كلام الشعبي نفسه، ولم ينسبها إلى النبي ولا إلى أحد من الصحابة، بل هي كانت رواية ضعيفة منتشرة في زمانه مثلها مثل الشائعات، وهو يرددها. 

 

🛑 وقال ابن عثيمين في  ((شرح العقيدة السفارينية ٢٩٧)) أن هذا الحديث فيه مقال.

 

 ➖➖➖➖➖➖

5- حديث مكذوب منسوب إلى النبي:


[حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، حدثنا أَبُو يَزِيدَ الْمُعَنَّى، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "سَلُوا اللَّهَ جَنَّةَ الْفِرْدَوْسِ فَإِنَّهَا سُرَّةُ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ أَهْلَ الْفِرْدَوْسِ لَيَسْمَعُونَ أَطِيطَ الْعَرْشِ".]

الحديث السابق مكذوب 👆؛ فهو من رواية جعفر بن الزبير، وهو كذاب وضَّاع للحديث، بل حتى الإمام الهيثمي نفسه في كتاب (مجمع الزوائد) قد ترك هذا الحديث مشيراً إلى أن الراوي جعفر بن الزبير متروك الحديث...، وكذلك ضعَّفه الألباني.

 ➖➖➖➖➖➖

6- مقولة وهب وابن الأزهر، ولكنها نُسبَت بالخطأ إلى النبي:

[مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ ، يُحَدِّثُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ جُبَيْرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّه جبير بن مطعم: أنّ رسولَ اللهِ ﷺ قال للأعرابيِّ في حديثِ الاستسقاءِ ويحَكَ أتدري ما اللهُ؟ إنّ شأنَه أعظمُ من أن يُستشفعَ به على أحدٍ، إنّهُ لفوقَ عرشِه على سمواتِه، كَهَيْئَةِ الْقُبَّةِ، وَإِنَّهُ لَيَئِطُ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ

 

الحديث السابق👆 هو حديث ضعيف أصلاً؛ لأن محمد بن إسحاق راوٍ مدلس، وهو لم يُصرِّح بالسماع هنا، ولذا فإن هذا الحديث قد ضعَّفه الألباني وشعيب الأرناؤوط في تخريج شرح الطحاوية، وضعَّفه الوادعي في كتاب (الشفاعة 191).

 

🛑 وقد قال البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات ٢‏/١٥٩) ما يلي:

[ينفرد به محمد بن إسحاق، وإذا كان لا يُحتَج به في الحلال والحرام [فصفات الله من باب أولى]. وإنما نقموا عليه روايته عن أهل الكتاب ثم عن ضعفاء وتدليسه أساميهم. و[في هذا الحديث] لم يبين سماعه من [يعقوب وجبير] واختلف عليه في لفظه.]

 

🛑 وقال الألباني في ((تخريج مشكاة المصابيح ٥٦٦٠)) ما يلي:

[إسناده ضعيف، ولا يصح في أطيط العرش حديث]

 

ثم إن النبي لم يقل ((العرش يئط أطيط الرحل بالراكب))، بل هذه المقولة هي من كلام الراوي وهب وابن الأزهر ويحيى بن معين أنفسهم:

🛑 ولذلك ورد في كتاب (العرش وما روي فيه) ما يلي:

[وَوَصَفَ ذَلِكَ وَهْبٌ وَأَمَالَ كَفَّهُ وَأَصَابِعَهُ الْيُمْنَى، وَقَالَ هَكَذَا، "وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ"

 

🛑 وورد في كتاب (شرح السنة) ما يلي:

[وَأَشَارَ وَهْبٌ بِيَدِهِ، مِثْلَ الْقُبَّةِ عَلَيْهِ، وَأَشَارَ أَبُو الأَزْهَرِ أَيْضًا وقال: "إِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ.] 

 

🛑 وذكر ابن عبد البر في كتاب (التمهيد) ما يلي:

[وَأَشَارَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بَأَصَابِعِهِ كَهَيْئَةِ الْقُبَّةِ، وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ

 

🛑 وذكر الذهبي في كتابه (العلو) ما يلي:

[وَأَشَارَ ابْنُ الأَزْهَرِ أَيْضًا: "وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ"


🛑 وذكر ابن خيثمة في تاريخه (السِفر الثاني) قائلاً:

 [وَأَشَارَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِأَصَابِعِهِ الْخَمْسِ كَهَيْئَةِ الْقُبَّةِ ـ وَإِنَّهُ لَيَئِطُ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ"]

 

🛑 وقال الذهبي أيضاً:

[قَالَ: "وَأَرَانَا وَهْبٌ بِيَدِهِ هَكَذَا وَقَالَ: مِثْلَ الْقُبَّةِ، وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ". هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا فَرْدٌ، وَابْنُ إِسْحَاقَ حُجَّةٌ فِي الْمَغَازِي إِذَا أَسْنَدَ، وَلَهُ مَنَاكِيرُ وَعَجَائِبُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَقَالَ النَّبِيُّ هَذَا أَمْ لا ، وَاللَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.]

 

فعبارة الأطيط هي من كلام الرواة وهب وابن الأزهر وابن معين أنفسهم، ولكن اختلط بعض المحدثين فظنوا أن عبارة الأطيط من كلام النبي نفسه، وهذا يُسمى بالحديث المدرج الذي يختلط فيه الكلام الشخصي للراوي بكلام النبي، ويمكننا أن نكتشف هذا الخلل عن طريق مقارنة طرق الحديث ببعضها؛ لكي نعرف ما هو كلام النبي وما هو كلام الراوي نفسه. 

وأما الروايات التي تزعم أن النبي قال عبارة الأطيط بنفسه، فهذه الرواية أوردها البغدادي في كتاب (تاريخ بغداد)، ووردت أيضاً في كتاب (الثاني من فوائد أبي عثمان البحيري)، ولكنها روايات فاسدة؛ لأنها مروية من طريق الراوي الضعيف (أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه)، وهو لا يُحتج بحديثه أصلاً، بل إن الخطيب البغدادي نفسه لم يوثِّقه.

  إذن مقولة ((العرش يئط أطيط الرحل))، هذه العبارة هي من كلام الراوي وهب وابن الأزهر ويحيى بن معين أنفسهم وليست من كلام النبي نفسه، وهذا ما يسمى بالحديث المُدرَج. وقد أخطأ الإمام أبو داود والإمام المِزِّي عندما نسبوها إلى النبي.

وقد قلنا من قبل أن هذه المقولة كانت من الشائعات الضعيفة المنتشرة قديماً بالرغم من أنه لا يوجد دليل عليها، وقد صدقها الكثير من الناس كما أشار ابن تيمية في كتاب (تلبيس الجهمية ٣‏/٢٥٣)

෴෴෴෴෴෴෴

ثم إن العلماء قد انتبهوا إلى أن هذه الروايات السابقة بها اضطراب وتناقض فظيع، ولذلك يقول الإمام ابن الجوزي في كتابه (العلل المتناهية) ما يلي:

[هذا حديث لا يصح عن رسول الله ﷺ، وإسناده مضطرب جدًا … وتارة يرويه ابن خليفة: عن عمر،عن رسول الله ﷺ. وتارة يقفه على عمر، وتارة يوقف على ابن خليفة. وتارة يأتي: "فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع"، وتارة يأتي: "فما يفضل منه مقدار أربع أصابع". وكل هذا تخليط من الرواة، فلا يُعَوَّل عليه»] 

 

وهذا بالفعل ما ستلاحظه في الروايات السابقة فهي متناقضة؛ فمرة تتكلم عن أطيط الكرسي، ومرة أخرى تتكلم عن أطيط العرش، ومرة ينسبها عبد الله بن خليفة إلى النبي، ومرة أخرى ينسبها إلى عمر بن الخطاب، ومرة أخرى ينسبها إلى نفسه. ومرة يروي عبارة ((ما يفضل عنه مقدار أربع أصابع))، ثم يرويها مرة أخرى هكذا: ((ما يفضل عنه إلا مقدار أربع أصابع)). وشتَّان بين كل هذا وذاك!!

 ෴෴෴෴෴෴෴

 ثانياً:

🔴 أما بالنسبة لمن يستشهد بالذهبي لإثبات صحة الروايات السابقة، فإنني أرد عليهم وأقول:

الذهبي نفسه ضعَّف الراوي عبد الله بن خليفة نظراً لأنه مجهول الحال، فقد قال عنه في الميزان (٢/ ٤١٤) أنه [لا يكاد يُعرف]  

 

وقال الذهبي في كتاب (العرش، 2/ 153) ما يلي:

[تفرد بهذا الحديث عبد الله بن خليفة وهو من قدماء التابعين، ولا نعلم حاله بجرح ولا تعديل]

 

بل إن الذهبي نفسه في كتاب (العلو ، صــ39) قال:

[ولَيْسَ لِلأطِيطِ مَدْخَلٌ فِي الصِّفاتِ أبَدًا، بَلْ هُوَ كاهْتِزازِ العَرْشِ لِمَوْتِ سَعْدٍ، وكَتَفَطُّرِ السَّماءِ يَوْمَ القيامة ونحو ذلك. ومَعاذ الله أن نعده صفةً لله، ثم إن لفظ الأطيط لم يأت من نص ثابت.]

 

فالذهبي لم ينسب هذا الكلام إلى النبي، بل كل ما قاله هو أن الكثير من القدماء آمنوا بمضمون هذا الحديث...

 

 🔴 وأما بالنسبة لمن يستشهدون بكلام ابن حبان في توثيق الراوي عبد الله بن خليفة، فإنني أرد عليهم وأقول:

ابن حبان متساهل جداً في التصحيح، ولذلك لا يٌقبل توثيق ابن حبان لراوٍ من الرواة إذا انفرد بتوثيقه. وهذه نقطة معروفة عند علماء الجرح والتعديل.

 

🔴 وأما بالنسبة لمن يستشهدون بكلام أبي محمد الدشتي في كتاب (إثبات الحدِّ) حينما زعم أن هذا «حديث صحيح، ورواته على شرط البخاري ومسلم»، فإن الشيخ الألباني قد رد عليه قائلاً: «وهو خطأ بَيّنٌ مزدوج، فليس الحديث بصحيح، ولا رواته على شرطهما…، فأنّى للحديث الصحة؟! بل هو حديث منكر عندي»

 

🔴 وأما بالنسبة لمن يستشهدون بكلام ابن القيم في محاولته تصويب هذه الروايات، فإنني أرد عليهم وأقول:

ابن القيم حاول تقوية هذا الحديث من خلال تقوية عبد الله بن الحكم القطواني، وعثمان بن أبي شيبة، ولكنه لم ينتبه إلى أن هذه الروايات معلولة وفاسدة لأسباب أخرى تماماً.


🔴 وأما بالنسبة لإدعاء الهيثمي بأن الرواة الذين نقلوا حديث أطيط الكرسي هم من رجال الصحيح، فإن هذا خطأ منه؛ لأن عبد الله بن خليفة لم يُخرِّج له أحدٌ من أصحاب السنن الأربعة ولا الصحيحين بخلاف ما زعم.


🔴 وأما بالنسبة لمن يتحججون بأن الأعمش وسفيان كانوا لا ينكرون هذه الروايات، فإنني أرد عليهم وأقول:

الأعمش وسفيان كانا يؤمنان بمضمون هذا الحديث بالخطأ، فهذا الحديث لم يصح سنداً أصلاً. الراوي سفيان قد روى هذا الحديث عن أبي إسحاق، ولكنني شرحت من قبل أن سفيان قد نقل هذا الحديث وصدَّقه بالخطأ ولم ينتبه إلى ضعفه.

 

من خلال ما سبق، يتبين لنا أن هذا الحديث لم يصح أصلاً ، وإنما كان مشهوراً بين السلف من أجل إثبات علو الله فقط لا غير.

  ෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

ثالثاً:

هذه الأحاديث الضعيفة مخالفة لعقيدة المسلمين ومخالفة للعقل، وذلك لعدة أسباب:

1- الحديث الضعيف يقول أن ((الله يجلس على الكرسي))، وهذا خطأ؛ لأن الله عندنا في القرآن والسُنة النبوية يجلس على العرش وليس على الكرسي، وهناك فرق كبير بين عرش الله والكرسي، ولذلك اضطر البعض إلى تحريف كلمة (الكرسي) وتفسيرها على أنها العرش من أجل التهرب من هذا التناقض!!

 

2- ورد أحياناً في هذا الحديث الضعيف أن الله يجلس على الكرسي، فيتبقى من الكرسي مساحة تُقدَّر بأربعة أصابع!

وهذا كلام لا يقبله عاقل؛ لأنه ليس من المعقول أن يكون الكرسي أكبر من الله بمقدار أربع أصابع؛ ثم إنه لا قيمة لذكر هذه المساحة الصغيرة وخصوصاً أنه الله والكرسي كبيران جداً. 


3- كون أن أهل الجنة يسمعون أطيط العرش، فهذا لا يقبله العقل؛ لأن أطيط هذا العرش الكبير يعني أن العرش يصدر منه صوت صرير شديد، وهو صوت مزعج للآذان، وهذا يتنافى مع هدوء الجنة الذي أخبرنا عنه القرآن الكريم.


4- لو افترضنا أن الله يجلس على الكرسي فعلاً فيصدر منه أطيط، فهذا لا إشكال فيه؛ لأن عظمة الله عندما تستوى على شيء؛ فإن هذا الشيء ينهار من عظمة الله ويصدر منه صوت؛ فمثلاً:

في القرآن الكريم، الله عندما تجلى للجبل فإن الجبل اندك وتحطم وصدر منه صوت حطام؛ فما بالك لو أن جلس الله على الكرسي...؟! - أكيد كان سيصدر من الكرسي صوت أطيط من شدة عظمة الله.

ومع ذلك، نحن نؤكد لكم أن أحاديث الأطيط لم تصح عن النبي...

 

5- عند الشيعة والأشاعرة، الإله عندهم عبارة عن كائن غازي هولامي لا شكل له، وهو أشبه بالهواء حسب فكرهم، ولذلك هم ينفون استواء الله على العرش ويستنكرون أحاديث الأطيط.

෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا