الرد على شبهة: {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة} وهل الصحابة كلهم عدول؟!

 مضمون الشبهة:

 أعداء الإسلام يزعمون أن الصحابة ليسوا عدول، ويستشهدون بما ورد في القرآن الكريم حيث قال الله:

﴿مِنكُم مَّن یُرِیدُ ٱلدُّنۡیَا وَمِنكُم مَّن یُرِیدُ ٱلۡآخِرَةَ﴾ [آل عمران ١٥٢] 

 

فهل هذه الآية👆 تنفي العدالة عن الصحابة، وهل هذه الآية تعني أن الصحابة كلهم ليسوا عدول؟!

෴෴෴෴෴෴෴෴෴

الرد على  هذه الشبهة:

أولاً:

مصطلح (عدالة الصحابة) في كتب الحديث لا يعني أن الصحابة معصومون من الذنوب والهفوات كما يعتقد منكرو السُنة الأغبياء، بل إنك لن لن لن تجد أي عالم أو شيخ قال أن عدالة الصحابة تعني أنهم معصومون من الذنوب.

نحن كمسلمين نؤمن أن العصمة للأنبياء فقط، وأما باقي البشر فهم يخطئون ويصيبون.


وطبعاً، منكرو السُنة يظنون أننا نؤمن بعصمة الصحابة، وهذا يدل على غباء هؤلاء النكرانيين وجهلهم؛ فهم أصلاً لا يفهمون معني مصطلح (عدالة الصحابة) عندنا في الإسلام.

مصطلح (عدالة الصحابة) يعني أن الصحابي لا يتعمد الكذب على النبي؛ وهذا يعني أن الصحابي لا يقوم بتلفيق الآيات أو الأحاديث المزورة ولا ينسبها كذباً إلى النبي.

إذن مصطلح (عدالة الصحابة) ليس له أي علاقة بعصمة الصحابة من الذنوب والمعاصي، بل هو يتعلق بمبدأ عدم تلفيقهم لآيات وأحاديث وعدم نسبتها زوراً وكذباً للنبي.

ثم إنه لو كان ارتكاب الذنوب ينفي العدالة عن الصحابة، إذن بنفس المنطق سيكون منكرو السُنة غير عادلين ولا ثقات أيضاً؛ لأن منكري السنُة أنفسهم غير معصومين من الذنوب، وبالتالي لو طبقنا نفس القاعدة على منكري السُنة، فينبغي علينا أن ننبذ منكري السُنة مثلما هم نبذوا الصحابة...، وينبغي أيضاً أن لا نتابع كلام منكري السُنة ولا أن نأخذ منهم رأياً أو معلومة دينية؛ لأنهم غير معصومين أيضاً. 

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

ثانياً:

بالنسبة للآية:  ﴿مِنكُم مَّن یُرِیدُ ٱلدُّنۡیَا وَمِنكُم مَّن یُرِیدُ ٱلۡآخِرَةَ﴾

هذه الآية السابقة لا تنفي العدالة عن الصحابة أصلاً؛ فمحبة الدنيا لا تنفي العدل عن شخص؛ لأنه من المعلوم لدينا أن كل البشر يحبون الحياة، ولكنهم يختلفون في درجات هذه المحبة...  

ولذلك نحن سنسأل منكري السُنة سؤالاً:

ما علاقة محبة الدنيا بنفي العدالة والثقة عن الصحابة؟!
يعني مثلاً:
أنت تحب شراء سيارة فخمة وامتلاك بيت جميل وأن يكون معك مال كثير وأن تأخذ راتباً كبيراً وأن تلبس ثياباً حسنة وأن تشم رائحةً طيبة وأن تكون لك زوجةً جميلة وأن تأكل طعاماً لذيذاً، فهل هذا معناه أنك تكذب على النبي لمجرد أنك تحب هذه الحياة الكريمة؟! - وهل هذا معناه أنك لست ثقة لمجرد أن تريد هذه الحياة الهانئة؟! - وهل هذا معناه أنك لست عادل لمجرد أنك تتمنى الغنى؟! - وهل هذا معناه أننا لا يمكننا أن نقبل منك قولاً أو رواية لمجرد أنك تحب الخير لنفسك ولأهلك؟!

 تخيل لو أن هناك شخصاً يحب الحياة الهانئة، فهل هذا معناه أنه شخص كذاب وغير عادل ولا ثقة؟!

لا علاقة بين حب الدنيا ونفي العدل عن الصحابة؟!

حب الدنيا لا ينفي العدل عن شخص، فلو قلنا أن حب الدنيا ينفي العدل عن الشخص، إذن سيكون منكرو السُنة هم أول الكذابين الغير عدول ؛ فهم أول الناس الذين يلبسون أفخم الثياب ويركبون أحدث السيارات ويعيشون حياة الجاه والسلطان كما أخبرنا النبي بذلك ضمنياً.

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

ثالثاً:
هذه الآية تتحدث عن الصحابة الذين كانوا في غزوة أحد. وإذا راجعنا الآية بالكامل فسنجد أن الله في آخر الآية لم ينف الموثوقية عن الصحابة، ولا نفى عنهم العدلية، ولا وصفهم بالنفــاق، بل قال الله عن هؤلاء الصحابة:
{وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ}

 

يعني أن الله نفسه قد عفا عن الصحابة ووصفهم بالمؤمنين في نهاية الآية.

والله نفسه قال عن هؤلاء الصحابة المؤمنين أنهم صادقون (عادلون ثقات) حيث قال الله تعالى:

﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ یَرۡتَابُوا۟ وَجَـٰهَدُوا۟ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلصَّـٰدِقُونَ [الحجرات ١٥] 

 

والله عفا عن هؤلاء الصحابة الذين تولوا يوم غزوة أحد: 

﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ تَوَلَّوۡا۟ مِنكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُوا۟ۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِیمࣱ [آل عمران ١٥٥] 

 

وبعد كل هذا يأتينا منكر السُنة الزنديق ويصف الصحابة بعدم العدلية وبغير ما وصفهم الله به في القرآن الكريم!

 الله نفسه غفر لهؤلاء الصحابة ولكن منكر السُنة الزنديق يستنكر عليهم!

 

رابعاً:
إذا طـعنت في الصحابة؛ فقد طعنت في القرآن نفسه؛ لأن الصحابة هم من جمعوا القرآن الكريم، فإذا كان الصحابة غير ثقات، فهذا يعني أنهم حـرَّفوا القرآن وأضافوا إليه آيات مثل آية: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ﴾؛ لكي يوهموا الناس ويخدعوهم!

෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

وأما بالنسبة لك أيها المسيحي، فهيا انظر إلى أنبياء كتابك الخطاة الغير معصومين، واعلم أنهم ليسوا عدولاً أصلاً؛ فقد قال بولس في [رسالة رومية: 3: 12] ما يلي:

[الجميع زاغوا وفسدوا معاً،  ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد.]

 

وقال يسوع عن بطرس أنه شيطان كما ورد في [إنجيل متَّى: 16: 23]:

[فالتفت وقال لبطرس: اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي؛ لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس.]

 

وأما أنت أيها الشيعي، فإن رواة دينك فيهم الســكيرون والعصاة كما قال إمامك المعصوم، بل إن كل الفقه الشيعي مأخوذ من رواية زنادقة الوقفية والفطحية والجبرية والمخمسة والخطابية والمشبهة والغلاة والحالين كما أكَّد بذلك العالم الشيعي/ الشريف المرتضى في رسائله...

كل الفقه الشيعي مروي من طريق الزنادقة وذوي العقائد الفاسدة
كل الفقه الشيعي مروي من طريق الزنادقة وفاسدي العقيدة

 

 ➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

ملحوظة:

محبة الحياة الهانئة ليست عيباً، ولكن العيب كل العيب هو أن تشغلك هذه الحياة الدنيا عن الآخرة أو أن تدعوك لاقتراف شتى أنواع المعاصي...

قال الله تعالى في القرآن الكريم:

    {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار}

    {فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

    {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}

    {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}

    {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}

    {وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}

    {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}

    {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}


العيب هو أن تترك الآخرة وتتذكر الدنيا فقط حيث قال الله تعالى:

    {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}

    {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ}

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا