كنيسة القيامة سببت مقتل أكثر من نصف مليون مسيحي

 ستنصدم إذا عرفت أن هذه الصورة سببت حرباً عملاقةً بين خمس دول، ومات بسببها أكثر من نصف مليون شخص!


 

هذه الصورة هي صورة المدخل الأمامي لكنيسة القيامة والتي هي أعظم كنيسة عند كل المسيحيين في العالم...

هل ترى تلك العواميد التي في الصورة أمامكم؟!

طيب، هل ترى ذاك السلم الذي على اليمين؟!

في القرن الـ19 الميلادي، كانت هذه العواميد التي في الصورة تقع تحت سلطة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية...، وبالتالي، فإن الكهنة الأرثوذكس يكنسون التراب وينظفون الساحة التي أمام العواميد.

أما السلم الذي على اليمين، فكان يقع تحت سلطة الكنيسة الكاثوليكية، وبالتالي كان الكهنة الكاثوليك يكنسونه وينظفونه...

 

ولكن هنا تكمن مشكلة خطيرة وهي:

 بالنسبة للبسطة أو البلاط الذي في أسفل السلم وأمام العواميد، هل يحق كنسه وتنظيفه على يد الأرثوذكس أم الكاثوليك؟!

وهنا تطمع فرنسا الكاثوليكية في بسط سلطتها على المزيد من المناطق المقدسة في كنيسة القيامة، وكذلك قامت روسيا الأرثوذكسية بنفس الشيء، فاشتعل الغضب بين الفريقين المسيحيين.

 تدخلت الدولة العثمانية محاولةً حل هذا النزاع المسيحي بين القيصر الروسي (نيكولاس الأول) والإمبراطور الفرنسي (نابليون الثالث).

 وفعلاً، وصلت الدولة العثمانية إلى حل، ولكن القيصر الروسي والإمبراطور الفرنسي رفضا الحل وامتنعا عن التراجع السلمي.

فقام القيصر الروسي بتقديم طلب للدولة العثمانية حتى يتمكن من التدخل في شؤون بعض الأجزاء الفلسطينية التابعة للدولة العثمانية...، ولكن الدولة العثمانية رفضت هذا التدخل الروسي، فقام الجيش الروسي بالهجوم على إمارة الدانوب، وبدأ في محاربة العثمانيين.

وهنا، تدخل فرنسا وبريطانيا على الخط، ويجهزان جيوشهما للهجوم على روسيا الأرثوكسية، وبالفعل دخل الأسطولان البريطاني والفرنسي إلى البحر الأسود في يناير عام 1854. وهجموا على القاعدة البحرية الروسية الرئيسية في البحر الأسود، سيفاستوبول، الموجودة في شبه جزيرة القرم.

 ودارت معارك عديدة بين الطرفين وانتشرت إلى مواقع أخرى...


وبحلول عام 1855م، أرسلت مملكة سردينيا الإيطالية الكاثوليكية قوةً استكشافيةً إلى شبه جزيرة القرم إلى جانب فرنسا وبريطانيا والإمبراطورية العثمانية.

وفي النهاية، قُتِلَ حوالي 96 ألف مسيحي فرنسي، وحوالي 22 ألف مواطن بريطاني، وحوالي 2000 مسيحي من سردينيا، وحوالي نصف مليون مسيحي روسي...، بالإضافة إلى مقتل 45 ألف مواطن عثماني.


وهذه الحرب الشرسة سُميت بـ(حرب القرم)؛ لأن الكثير من معاركها دار في أرض شبه جزيرة القرم، وكل هذه الحرب كانت بسبب كنيسة القيامة.



 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا