يوحنا الإنجيلي ليس ابن خالة يسوع وليس ابن أخت مريم العذراء

سؤال:

يزعم المسيحيون أن يوحنا الإنجيلي هو ابن أخت مريم العذراء، ويزعمون أن يوحنا كان ابن خالة يسوع، ويزعمون أن سالومة هي والدة يوحنا وأن سالومة هي أخت مريم العذراء، فما صحة هذا الكلام؟!

 

الجواب:

هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، والمسيحيون ليس لديهم دليل على ما يزعمونه، وأنا أرد عليهم وأقول:

أولاً: لقد تناقض المسيحيون في هوية سالومة؛ فمنهم من قال أنها أخت مريم العذراء مباشرةً، ومنهم من قال أنها بنت خالة مريم العذراء، ومنهم من قال أنها قريبتها وسكت!
فمثلاً: القمص/ أنطونيوس فكري يزعم أن سالومة كانت أخت مريم العذراء، ولكن المُنصر المسيحي الدكتور/ غالي يرد عليه ويقول أن سالومة لم تكن أخت مريم العذراء، بل كانت بنت خالتها كما ورد في التقليد والسنكسار..
 
إليكم صور من موقع الدكتور غالي الشهير وهو يرد على القمص/ أنطونيوس فكري:
 

 



≕≕≕≕≕≕≕≕≕≕≕≕≕≕≕

إذن التقليد الكنسي والسنكسار يقولان أن سالومة كانت بنت خالة مريم العذراء وليست أختها مباشرةً؛ ولذلك لو افترضنا أن يوحنا الإنجيلي هو ابن سالومة كما يزعم المسيحيون، فحينها لن يكون يوحنا الإنجيلي ابن أخت مريم العذراء مباشرةً، ولن يكون يوحنا من محارم مريم العذراء، بل سيكون قريبها فقط من بعيد، ويمكنه أن يدخل معها في علاقة جنسية.

بحسب السنكسار، سالومة هي بنت خالة مريم العذراء وليست أختها مباشرةً
بحسب السنكسار، سالومة هي بنت خالة مريم العذراء وليست أختها مباشرةً

〰〰〰〰〰〰〰〰〰

ولكن هنا يوجد سؤال مهم وهو: ما دليل بعض المسيحيين على أن سالومة هي أخت مريم العذراء؟!
 الإجابة: لا يوجد أي دليل ولا نص صريح على هذه الأخوة المزعومة.
ولكن لكي يخرج المسيحيون من هذا المأزق، فإنهم قاموا بعمل مقارنة سخيفة بين إنجيل متَّى ومرقس ويوحنا؛ فهؤلاء المسيحيون يحاولون إيجاد أي تطابق بين الشخصيات المذكورة في كلاً من (متَّى 27: 56) و(مرقس 15: 40) و(يوحنا 19: 25) كما يلي:
 
🔴 إنجيل متَّى 27/ 56:
 [وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وقد تبعن يسوع من الجليل وبينهنّ: مريم المجدلية - ومريم أم يعقوب ويوسي - وأم ابني زبدي.]  

🔴 إنجيل مرقس 15/ 40:
 [وكانت أيضاً نساء ينظرن من بعيد بينهنّ: مريم المجدلية - ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي - وسالومة.]   

🔴 إنجيل يوحنا 19/ 25:
 [وكانت واقفات عند صليب يسوع: أمه - وأخت أمه مريم زوجة كلوبا - ومريم المجدلية.]  
 
 
 فكما رأيتم 👆 في هذه النصوص الثلاثة، فإن المسيحيين افترضوا أن الشخصيات التي ذُكرت في (متَّى27/ 56) هي نفس الشخصيات المذكورة في (مرقس 15/ 40) ونفس المذكورة في (يوحنا 19/ 25)، ومن هنا قام المسيحيون بمقارنة أسماء هذه الشخصيات في النصوص الثلاثة ثم وضعوها في جدول مزيف كالتالي:
 
 

 
 ولكن أنا أرد عليهم وأقول أن هذه المقارنة غير منطقية من الأساس، بل إن الجدول السابق جدول فاسد مزيف، وذلك لعدة أسباب:
 
أولاً:
 هؤلاء المسيحيون يعتقدون أن الشخصيات التي ذُكرت في (متَّى 27: 56) هي نفسها الشخصيات التي ذُكرت في (مرقس 15: 40) وهي نفسها التي ذُكرت في (يوحنا 19: 25)، وبناءً على هذا الاعتقاد الخاطئ، فإنهم يعقِدون مقارنة بين الثلاثة نصوص الإنجيلية، ويُطبِّقون الشخصيات التي في النصوص على بعضها...، وهذا خطأ تماماً؛ لأنه ليس شرطاً أن تكون هذه الشخصيات متطابقة تماماً بين الثلاثة نصوص؛ فنحن إذا رجعنا إلى (إنجيل متَّى) فسنجد أنه يتكلم عن نساء كثيرات ثم ذكر بعض الأمثلة منهن، وكذلك إنجيل مرقس تكلم عن نساء كثيرات ثم ذكر أمثلة منهن، وكذلك إنجيل يوحنا تكلم عن نساء كثيرات وذكر بعض الأمثلة منهن...، وبالتالي ليس شرطاً أن تكون الأمثلة متطابقة في الثلاث حالات، بل إن كل كاتب إنجيلي قد يذكر أمثلة مختلفة حسبما يتسنى له وخصوصاً أن الأناجيل الأربعة تختلف دائماً عن بعضها في الكثير من التفاصيل الأخرى.
 
دعني أوضح لك الأمر:
افترض أن صديقك أخبرك أن (زفاف علاء) قد حضره الكثير من الناس ومنهم: [إبراهيم والسعيد وأدهم] - ثم افترض أن صديقك الآخر أخبرك أن (زفاف علاء) قد حضره الكثير من الناس ومنهم: [السعيد وأسامة وماجد]، فهل هذا معناه أن الأسماء والشخصيات متطابقة في كلا الخبرين بنسبة 100% ؟!
 
هل هذا معناه أن إبراهيم والسعيد وأدهم هم نفسهم السعيد وأسامة وماجد بنسبة 100%؟!

الإجابة: لا، فهذه الشخصيات ليست متطابقة بنسبة 100% بل هناك فقط شخصية واحدة مشتركة وهو (السعيد).
 
ونفس الأمر يحصل في إنجيل متَّى ومرقس حيث اشترك الإنجيلان في ذكر (مريم المجدلية) و(مريم أم يعقوب ويوسي)؛ لكنهما لم يتطابقا من ناحية (سالومة) و(أم ابني زبدي)، ولا نستطيع أن نجزم إذا ما كانت سالومة هي نفسها (أم ابني زبدي) كما يزعم المسيحيون.
 
لهذا أنا أقول أنه لا يوجد دليل على تطابق الشخصيات التي ذكرها إنجيل متَّى ومرقس ويوحنا، بل قد يحدث تشابه بسيط في بعض الأسماء ولكن ليس شرطاً أن يكون هناك تطابق كلي تام بين كل الأسماء والشخصيات، ولهذا يستحيل أن نعرف إذا ما كانت سالومة هي والدة ابني زبدي حقاً كما يزعم المسيحيون!!!
وليس هناك دليل واضح على أن سالومة هي والدة يعقوب الكبير ويوحنا الإنجيلي.

في رسالة كورنثوس الأولى(15: 5)، بولس نفسه عندما  ضرب أمثلة بالناس الذين شاهدوا قيامة يسوع، فإنه ضرب أمثلة ببطرس والإثني عشر تلميذاً وخمسمائة شخص، لكن الأناجيل كانت تضرب الأمثلة بالنساء أولاً. وهذا يؤكد لنا أنه ليس شرطاً التطابق الكلي بين الأسماء.

 
وربما تلاحظون أن الأمثلة التي في إنجيل متَّى ومرقس لم تذكر اسم (مريم العذراء)، لكن إنجيل يوحنا ذكر (مريم العذراء)، وهذا يثبت لنا استحالة التطابق التام بين الشخصيات في كل الأناجيل.
 
بالإضافة إلى أن الأناجيل تتحدث عن مواقف مختلفة أصلاً؛ فإنجيل متَّى ومرقس يتكلمان عن النساء اللاتي كن ينظرن من بعيد على يسوع وهن لم يكنَّ بجوار الصليب، أما إنجيل يوحنا فيتحدث عن النساء الواقفات بجوار صليب يسوع، وهناك فرق بين هاتين الحالتين، وليس شرطاً أن تكون النساء اللاتي نظرن من بعيد هن نفس النساء الواقفات بقرب الصليب بل قد تظل بعض النساء واقفات بعيداً عن الصليب ينظرن إلى يسوع، وبعض النساء قد يأتين قرب الصليب، ولهذا أنا أقول أنه ليس شرطاً تطابق أسماء النساء بين الثلاثة أناجيل. 
 فلماذا يفتعل المسيحيون هذه المقارنة المزيفة بين الأناجيل الثلاثة؟! 
 ≔≔≔≔≔≔≔≔≕≕≕≕≕≕≕≕≕
ثانياً:
 
هؤلاء المسيحيون يزعمون أن النص الموجود في (يوحنا 19: 25) يتكلم عن أربعة شخصيات، ولكن هذا خطأ؛ لأن النص يتكلم عن ثلاث شخصيات فقط وهم (مريم العذراء) وأختها (مريم زوجة كلوبا) و(مريم المجدلية) كما ترون في النص الآتي:
 
[وكانت واقفات عند صليب يسوع: أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية.]
 
ولكن القمص الدجال/ أنطونيوس فكري وأمثاله قد زعموا أن (مريم زوجة كلوبا) و(أخت مريم العذراء) هما شخصيتان مختلفتان بالرغم من أن نص (يوحنا 19: 25) يجعلهما شخصية واحدة كما رأيتم بالأعلى.

ولقد تحجج القمص/ أنطونيوس فكري بأن التراجم الإنجليزية تضع فاصلة (,) بين كلمة (أخت أمه) وكلمة (مريم زوجة كلوبا) لكي يوهمنا أنهما شخصيتان مختلفتان...، وأنا أرد على هذا الكلام العبيط وأقول:
 
النص اليوناني والمخطوطات اليونانية القديمة لم تضع أي فاصلة بين الكلمتين، ولا يوجد حرف الـ(και) بين الكلمتين بل الكلمتان ملتصقتان بجوار بعضهما في المخطوطات اليونانية القديمة.
 
المخطوطة السينائية ليس فيها  الفاصلة
المخطوطة السينائية

 
ثم إن القمص/ أنطونيوس فكري لا يفهم اللغة الإنجليزية جيداً، فالفاصلة في اللغة الإنجليزية تستخدم أيضاً بمعني: (أي)، وهذا يعني أن التراجم الإنجليزية تقصد الآتي:
 [أخت أمه أي مريم زوجة كلوبا]
 
وهذا الأمر شائع في اللغة الإنجليزية، ويُستخدَم عند الألقاب وذكر الأسماء، لكن القمص/ أنطونيوس فكري اعتقد أن الفاصلة تفصل بين الكلمتين وتجعل هناك فرقاً بين (أخت مريم العذراء) وبين (مريم زوجة كلوبا)!

ثم إن التراجم العربية كلها لم تضع أي فاصلة بين الكلمتين، ولهذا تهرب هذا القمص الكذاب والتجأ إلى التراجم الإنجليزية التي لا يفهمها أصلاً!

وعلى فكرة، المنصر المسيحي الدكتور/ غالي يؤكد على صحة كلامي، وقد ردَّ على سخافات القمص/ أنطونيوس فكري في هذه النقطة.
 
وإليكم كلام المنصر المسيحي/ غالي من على موقعه الشخصي:
 

 
 
 
إذن سالومة ليست أختاً لمريم العذراء، بل (مريم زوجة كلوبا) هي أخت مريم العذراء كما ورد في نص (يوحنا 19: 25) الذي ذكرناه منذ قليل.
 
ولكي يخرج المسيحيون من هذا المأزق أيضاً، فإنهم قاموا باختراع ترقيعة جديدة حيث زعموا  أن سالومة هي نفسها (مريم زوجة كلوبا)...، وأنا أرد على هذا الكلام العبيط وأقول:
 
أولاً: المسيحيون ليس لديهم أي دليل على هذا الهراء!
 
ثانياً: سالومة كانت زوجةً لـ(زبدي) حسبما يزعم هؤلاء المسيحيون، لكن (مريم زوجة كلوبا) اسمها (مريم) وكانت متزوجة من رجل اسمه (كلوبا) أو (حلفي).

وبالتالي، ليس ليس ليس من المعقول أن تكون (سالومة زوجة زبدي) هي نفسها (مريم زوجة كلوبا)، وليس من المعقول أن يكون كلوبا له ثلاثة أسماء: كلوبا وحلفي وزبدي

෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
 
ثم إنني أود ان أصدمكم بأن المسيحيين مختلفون حول عدد أخوات مريم العذراء؛ فبعض المسيحيين يزعم أن مريم العذراء كانت لها أخت واحدة، والبعض الآخر يزعم أنها كانت لها أختان!
وأنا عرضت لكم هذا الاختلاف سابقاً في الصورة الأولى المأخوذة من موقع المنصر الدكتور/ غالي 👆.
෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
 
وهناك ترقيعة أخرى اخترعها المسيحيون حيث زعموا أن يوحنا الإنجيلي كان ابن خالة يسوع؛ نظراً لأن يسوع كان يحبه ويقربه ويعامله بلطف!
 
وأنا أرد على هذا الترقيع السخيف وأقول:
 
يسوع أيضاً كان يحب أشخاصاً آخرين ويقرِّبهم منه مثل: (لعازر) وأختيه، بل إن يسوع كان يدخل بيت (لعازر) ويقعد هنا، بل إن يسوع حزن على لعازر عندما مات، ولذلك ذهب وفعل فيه معجزة إحياء الموتى.
إذن المحبة ليست علامة على القرابة كما يزعم المسيحيون.
 
ولكي أثبت لك صدق كلامي، فإن يسوع نفسه قد أنكر أمه وإخوانه وأقاربه كما في (مرقس3)، فكيف يزعم المسيحيون أن المحبة هي دليل على قرابة يوحنا من يسوع ومريم العذراء؟!


෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴
وهناك ترقيعة أخرى حيث يتحجج المسيحيون بأن يسوع خاطب يوحنا الإنجيلي واصفاً مريم العذراء بأنها "أمك" كما ورد في نص (يوحنا 19/ 27)!
 
وأنا أرد على هذا الهراء وأقول:
لو فسرنا نص (يوحنا 19/ 27) بشكل حرفي، فهذا سيهدم فكرة بتولية مريم العذراء؛ لأنه حينئذ ستكون مريم العذراء قد أنجبت ولدين وهما: يسوع ويوحنا الإنجيلي، وهذا سيزعج المسيحيين كثيراً وسيؤلمهم.
 
ولو فسرنا نص (يوحنا 19/ 27) بشكل رمزي مجازي، فهذا معناه أن مريم العذراء ليست لها صلة قرابة بيوحنا، ولكنها أمه الروحية من ناحية الدين وفقط...
فمثلاً: المسيحيون يقولون عن مريم العذراء أنها أمهم، وهذا يعني أنها أمهم الروحية لكنها ليست قريبتهم من ناحية النسب أو الدم..
 
✷ وكذلك (أم روفس) قد وصفها بولس بأنها أمه أيضاً؛ أي أنها أمه الروحية ولكنها ليست أمه بالقرابة والدم (رسالة رومية 16/ 13).
وكذلك يسوع وصف تلاميذه بأنهم أمه؛ أي أنهم أحبابه وليس المقصود أنهم أمه التي ولدته.
 
ـــ وبالتالي كلمة (أمك) في نص (يوحنا 19/ 27) ليست دليلاً صريحاً على أن يوحنا هو ابن أخت مريم العذراء؛ لأن هذه الكلمة قد يكون لها عدة احتمالات أخرى، ولكن المسيحيين يفسرون على مزاجهم ويختارون ما يحلوا لهم فقط!

ولكنني سأُلجِم وأُلزِم المسيحيين بما يزعمون، فإذا زعموا أن كلمة (أم) معناها خالة، فسأقول لهم: لماذا لم تقولوا أن أمك مريم العذراء هي خالتكم أيضاً، ولماذا لم تقولوا أن أم روفس هي خالة بولس؟!
 
وحينئذ ستعلمون أن المسيحيين يكيلون بمكيالين، وليس عندهم دليل صريح صريح صريح!
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
 
الخلاصة: 
1- سالومة ليست أخت مريم العذراء.
2- سالومة ليست هي (مريم زوجة كلوبا).
3- سالومة ليست والدة يعقوب ويوحنا، وليست والدة ابني زبدي.

෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴෴

 لا تنسونا من صالح الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته👋

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا