مضمون الشبهة:
أحد منكري السنة ينكر شفاعة النبي لعصاة المسلمين، ويزعم أنهم لن يـخرجوا من النار بعد دخولها...، ثم استشهد هذا النكراني بالآية التالية:
{أَفَمَنۡ حَقَّ عَلَیۡهِ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِی ٱلنَّارِ}
====================
والرد بسيط على هذا النكراني:
الآية السابقة👆 لا تـتحدث عن عصاة المسلمين أصلاً بل تـتحدث عن الكفار الخالدين في نار جهنم، ولذلك إذا قرأنا الآية في سياقها الكامل، فسنجد الآيات كالتالي:
{قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصاً لَّهُ دِینِی ١٤ فَٱعۡبُدُوا۟ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَـٰسِرِینَ ٱلَّذِینَ خَسِرُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِیهِمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۗ أَلَا ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِینُ ١٥ لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلࣱ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلࣱۚ ذَ ٰلِكَ یُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ یَـٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ ١٦ وَٱلَّذِینَ ٱجۡتَنَبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَ أَن یَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ فَبَشِّرۡ عِبَادِ ١٧ ٱلَّذِینَ یَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ١٨ أَفَمَنۡ حَقَّ عَلَیۡهِ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِی ٱلنَّارِ ١٩}
إذا تأملت الآيات السابقة👆، فستجد أنها تـتحدث عن صنفين من الناس:
صنف وحَّد الله ولم يعبد الطاغوت وهؤلاء لهم البشرى الحسنة، وأما الصنف الآخر فهو من أشرك بالله وعبد ما يشاء على هواه، ولذلك حقَّت عليهم كلمة العذاب وخسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، وسيدخلون النار، ولن ينقذهم النبي ولن يـملك لهم الشفاعة أبداً.
==============
وكذلك إذا قارنا هذه الآية التي يستدل بها النكراني مع غيرها من آيات القرآن لعرفنا معناها فوراً...
يقول الله تعالى:
﴿وَسِیقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَاۤ أَلَمۡ یَأۡتِكُمۡ رُسُلࣱ مِّنكُمۡ یَتۡلُونَ عَلَیۡكُمۡ ءَایَـٰتِ رَبِّكُمۡ وَیُنذِرُونَكُمۡ لِقَاۤءَ یَوۡمِكُمۡ هَـٰذَاۚ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَلَـٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ [الزمر ٧١]
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ حَقَّتۡ عَلَیۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ﴾ [يونس ٩٦]
﴿كَذَ ٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِینَ فَسَقُوۤا۟ أَنَّهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ﴾ [يونس ٣٣]
﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ حَقَّتۡ عَلَیۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ﴾ [يونس ٩٦]
﴿وَكَذَ ٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِ﴾ [غافر ٦]
﴿أَفَمَنۡ حَقَّ عَلَیۡهِ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِی ٱلنَّارِ﴾ [الزمر ١٩]
===========
فعبارة (حقت كلمة العذاب) تـتحدث عن الكفار غير المؤمنين، وأولئك ليس لهم شفاعة أبداً.
===========
وكذلك هناك آية يستشهد بها منكرو السنة لنفي شفاعة النبي لعصاة المسلمين ونفي خروج عصاة المسلمين من النار، وهذه الآية هي:
{ یُرِیدُونَ أَن یَخۡرُجُوا۟ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِینَ مِنۡهَاۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِیمࣱ ٣٧}
ولكن الآية السابقة لا تتحدث عن المسلمين أصلاً ، بل تتحدث عن الكفار، وإذا قرأنا الآية في سياقها الكامل فسنعرف ذلك فوراً:
{إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰا
وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لِیَفۡتَدُوا۟ بِهِۦ مِنۡ عَذَابِ یَوۡمِ
ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنۡهُمۡۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ ٣٦
یُرِیدُونَ أَن یَخۡرُجُوا۟ مِنَ ٱلنَّارِ وَمَا هُم بِخَـٰرِجِینَ
مِنۡهَاۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِیمࣱ ٣٧}
===========
وفي الـختام، أريد التنبيه على أن أسلوب منكري السنة يكمن في قص آيات القرآن الكريم من سياقها محاولين تـحـريفها وأن يقنعوك بأن المسلم في النار وأن المسيحي الكـافر في الجنة!
منكرو السُنة الزنادقة يتبعون خطة الـمُنصِّرين في مـحاربة المسلمين بالقرآن الكريم، فإياك أن تـنخدع بـهؤلاء الزنـادقة السفلة.
===========
لا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋
===========
مقالات أخرى ذات صلة:
https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/p/blog-page_9.html
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا