مضمون الـشبـهة:
في الفترة الأخيرة، طلع علينا أحد الكـذابين وزعم أن قراءة الفاتـحـة في الصلاة ليست واجبة!
وزعم ذلك الكـذاب أن هناك حديثاً نبـوياً يـبـيح لك أن تقرأ أي سورة غير الفاتـحة في الصلاة، وليس شرطاً أن تقرأ الفاتـحـة بالتحـديد، واستدل هذا الكـذاب بـالـحديث التالي :
[لا صلاة إلا بقراءة ولو بفاتـحة الكـتاب]
وقال ذلك الضلالي أن (أبا حنيفة) أباح عدم قراءة الفاتـحة في الصلاة!
ثم زعم هذا الكـذاب أن النبي لـم يوجب قراءة الفاتـحـة على ذاك الصحابي الذي أعاد صلاته ثلاث مرات!!!
______________
الرد على الشبـهة:
أولاً:
جـمهور العلماء قد أفتى بوجوب قراءة الفاتـحة في الصلاة...، ولن تصح صلاة بدون الفاتـحـة.
ثانياً:
بالنسبة للـحديث الذي يستدل به هذا الزنديق الكـذاب فهو كـالتالي:
[عن أبي هريرة أنه قال: نادى منادي رسولِ الله: لاصلاةَ إلّا بقراءةٍ، ولو بفاتـحةِ الكـتابِ..]
ولكن هذا الـحديث☝ ضعيف أصلاً، وقد علَّق عليه ابن كثير في كـتابه (الأحكام) ٢/٤٥٤ قائلاً:
[ في الإسناد نظر، وفيـهم من هو مـتـهم بالكـذب]
*وقال ابن الـجوزي في كـتابه (العلل) أنه لا يصح.
*وذكره الإمام عمر الـموصلي في الأحاديث الـموضوعة التي لا تصح.
والكثير من أهل العلم ضعَّفوا الـحديث السابق...
أما الـحديث الصحيح الـمتواتر، فهو ما رواه البخاري في كتـابه (خير الكلام) كالتالي:
[لا صلاة إلا بقراءة أم القرآن] ؛ أي قراءة الفاتـحة التي هي أم القرآن.
فالـحديث الذي يستدل به ذلك الكـذاب الضلالي هو حديث ضعيف أصلاً، وحتى لو افترضنا أنه حديث صـحيح فإن هذا الـحـديث يقصد أنه يـجب قراءة القرآن في الصلاة حتى لو كنت ستكتفي بقراءة الفاتـحـة فقط ولن تقرأ سورة أخرى بعدها.
ولكن الضلالي فهم الـحديث بالـمقلوب معتقداً أن بإمكانه قراءة أي سورة سواء كانت الفاتـحة أو أي سور أخرى بدون الفاتـحـة!
ثم إن ذلك الزنديق الضلالي استدل بكلام أبي حنيفة وتـمسكـه برواية (لا صلاة إلا بقراءة)، ولكننا عندما نرجع إلى مسند (أبي حنيفة) سنجد أن أبا حنيفة نفسه يذكر رواية فوقها مباشرةً وهي كـالتالي:
[لا تـجزئ صلاة إلا بفاتـحة الكـتاب]
فأبو حنيفة نفسه ذكر رواية توجب قراءة الفاتـحة في الصلاة☝...
ولو أن أبا حنيفة لـم يوجب قراءة الفاتـحـة في الصلاة ، فإن رأيه حـيـنـئـذ لن يكون حـجـة علينا بل سيكون رأياً خـاطئاً، ولا ينبغي الأخذ برأيه هذا؛ لأن الإسلام مبني على الدليل من القرآن الكريم والسُنة النبوية ، وأما الفتاوي التي تـخالف القرآن والسُنة فلا قيمة لـها عندنا...، ولذلك كان العلماء قديـماً ينبـهون على هذا الشرط ومنـهم: أبو حنيفة نفسه ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل.
مع العلم أن رواية (لا صلاة إلا بقراءة ولو بفاتـحة الكـتاب) هي رواية ضعيفة أصلاً كـمـا قلنا منذ قليل.
________
وأما حديث تعلـيـم النبي الصلاة للصـحـابي الذي أعاد صلاته ثلاث مرات، فعندما ننظر إلى باقي طرق الـحديث ونـجـمعها معاً، فإننا سنجد شرط قراءة الفاتـحة قد ورد في طريق آخر يتكلم عن نفس الـحـادثة بين النبـي والصـحـابي.
فقد ورد في سنن الدارقطني الـحديث هكـذا:
[فقال رسولُ اللهِ ﷺ: إنّـها لا تَتِمُّ صَلاةُ أحدِكم حتى يُسبِغَ الوُضوءَ كما أمَرَه اللهُ، فيَغسِلَ وجهَه ويدَيه إلى المِرفَقَينِ، ويَمسَحَ برَأسِه ورِجلَيه إلى الكَعبَينِ، ثُمَّ يُكبِّرَ اللهَ ويُثنيَ عليه، ثُمَّ يَقرَأَ أُمَّ القُرآنِ وما أُذِنَ له فيه وتَيَسَّرَ، ثُمَّ يُكبِّرَ فيَركَعَ فيَضَعَ كَفَّيه على رُكبتَيه حتى تَطمئِنَّ مَفاصِلُه وتَستَرخيَ....]
فهنا 👆، يوجد أن النبي أمر الصحابي بقراءة (أم القرآن)؛ أي الفاتـحة في الصلاة.
وكذلك ورد حديث مشابه في مسند أحمد وصـحيح ابن حبان.
فـمن شروط فهم الأحاديث النبوية هو أن تـجمع كل الأحاديث التي قيلت في نفس الـموقف لكي ترسم صورة كاملة أمامك...، ولا ينبغي أن تفصل حديثاً عن الآخر.
وورد عن الصحابي أبي سعيد الـخدري أنه قال:
[أُمرنا أن نقرأ بفاتـحة الكـتاب وما تيسر]
-------------------------------
وإلى هنا، نكون قد فضحنا ذاك الكـذاب الضلالي الذي يشكك في الإسلام العظيم.
لا تنسونا من صالـح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا