مضمون الشبـهة:
أعداء الإسلام يزعمون أن القرآن أخطأ عندنا قال: {منطق الطير}.
ويزعم أعداء الإسلام أن كلمة (النطق) خاصة بالإنسان فقط وليس الطير أو الـحيوان!
----------------
الرد على هذه الشبـهة:
أولاً: هذه الشـبـهة السخيفة تدل على مدى انـحطاط الـمستوى الثقافي عند أعداء الإسلام لدرجة أنهم لا يعرفون معاني الكلمات العربـية.
ثانياً: كلمة (نَطَقَ) تُستخدم مع الإنسان والطير والـجمادات أيضاً؛ فكل شيء يُصدِر صوتاً فهو ينطق حسب استخـدامات الكلمات العربـية.
ولذلك إذا فتحنا معاجم اللغة العربـية فسنجـد أن الـمعـجم الوسيط يقول:
[ويُقال نطق الطائر أو نطق العود أي: صوَّت]
ويقول القاموس الـمحيط:
[نطق الطائر أو العود أي: صوَّت]
ويقول الـمعجم الغني:
[نطق العود أي: صوَّت]
ويقول معـجم مـختار الصِحـاح:
[وقولهم: مَا لَهُ صامِت ولا ناطِقٌ، فالناطِق الْـحيوان والصامِت مَا سِواه.]
ويقول معـجم اللغة العربية الـمعاصرة:
[نطق الطائر أو نطق العود أي: صوَّت، مثل: نطقت القيثارة]
ويقول أيضاً:
[منطق هو مصدر ميمي من (نطق) ويعني: كلام، لغة، وقد يُستعمل في غير الإنسان]
ويقول الزمـخشري في كـتاب (الكشاف) ما يلي:
[والـمنطق: كل ما يُصوِّت به من الـمفرد والـمؤلف، الـمفيد وغير الـمفيد. وقالت العرب: نطقت الـحمامة، وكل صنف من الطير يتفاهم أصواته.]
وقال البقاعي في كتـابه (نظم الدرر ) ما يلي:
[فَهْمَ ما يُرِيدُ كُلُّ طائِرٍ إذا صَوَّتَ، والـمَنطِقُ ما يُصَوَّتُ بِهِ مِنَ الـمُفْرَدِ والـمُؤَلَّفِ الـمُفِيدِ وغَيْرِ الـمُـفِيدِ]
إذن، النطق قد يوصف به الطير أيضاً.
ثالثاً:
شـخـص سألني وقال: لـماذا القرآن ذكر عبارة (منطق الطير) هنا ولم يستخـدم عبارة (نطق الطير)؟!
وأنا أرد عليه وأقول:
كلمة (منطق) لها نفس معنى كلمة (نطق)، ولكن كلمة (منطق) هي مصدر ميمي. وما يـميز الـمصدر الـميمي عن الـمصدر العام هو أن الـمصدر الـميمي يؤكد الـحـدث ويُقوِّي دلالته أكثر من العادة.
الـمصدر العام يدل على الـحـدث الـمجرد، لكن الـمصدر الـميمي يؤدي وظيفة الـمصدر العام وأكثر؛ حيث أنَّ دلالة الـمصدر الـميمي على الـحـدث تكون أقوى من دلالة الـمصدر العام، ومعناه أكثر تأكيداً من معنى الـمصدر العام، وهذا سبب من ضـمن الأسباب في كثرة ورود الـمصدر الـميمي في القرآن الكريم.
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 👋
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا