أخوات يسوع البنات، مَن هم!
عندما نـتصفح الكتـاب الـمقدس، نـجـد نصوصاً صريـحة تـتحـدث عن البنات اللاتي هن أخوات يسوع، فـمثلاً:
🍄 إنـجيل مرقس ٦:
"٣- أليس هذا هو النجار ابن مريم، وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسـمعان؟ أوليست ((أخواته)) ههنا عندنا؟"
------
🍄 إنجيل متَّى ١٣: ٥٥، ٥٦:
"أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تُدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسي وسـمعان ويـهوذا؟ أوليست ((أخواته)) جميعهن عندنا؟"
_______
ستلاحظ في النصوص السابقة ☝️ أن النص وردت فيه كلمة (أخواته)، والنص اليوناني وردت فيه كلمة (ἀδελφαὶ)، والتي تُنطَق: (أدلفاي) ، وتعني (أخوات بنات/ sisters).
فــيسوع كان له أخوات بنات.
وهذا الأمر قد حـيَّر الـمفسرين الـمسيحيين لدرجة أن الكثير منهم تـجاهل تفسير كلمة (أخواته) أصلاً حتى لا يـحرج نفسه.
-------
والقليل من الـمفسرين حاولوا ترميز كلمة (أخواته)، فزعموا أن أخواته هنا تعني: بنات خالة يسوع!
ولكن هذا التفسير الرمزي يفتقر إلى الدليل وخصوصاً أن الـمسيحيين لا يعرفون أصلاً أي أسـماء لبنات خالة يسوع الـمزعومات.
فبحسب التقليد الكنسي، يسوع كان له خالة اسـمها: مريم زوجة كلوبا ، ولكن لم يرد في الكتب أن هذه الـخالة لها بنات.
وأما سالومة وأليصابات، فهن لم تكن بنات خالة يسوع بل هن بنات خالة لـمريم العذراء نفسـها... ؛ أي أن:
• سالومة هي بنت خالة مريم العذراء وليست بنت خالة يسوع نفسه.
• أليصابات هي بنت خالة مريم العذراء وليست بنت خالة يسوع نفسه.
• وأيضاً، لم يرد في الكتب أن سالومة وألياصابات لهن بنات.
وبعض الـمفسرين العـجـيبين زعموا أن مريم العذراء يستحيل أن تلد الكثير من الأبناء والبنات بـحـجة أن النساء يلدن أولاداً قليليـن....، ولكن هذا الإدعاء خاطئ تـماماً؛ فالكـتاب الـمقدس يـخبرنا عن نساء ولدن الكثير من الأبناء مثل قطورة التي ولدت ٦ ، وليئة زوجة يعقوب التي أنـجبت ٧ ، وهكذا
وأنا أعرف بعض النساء اللاتي أنـجـبن ١٢ و ١٤ فرد في مـجتمعنا
--------
وبعض الـمفسرين الآخرين قاموا بترميز كلمة (أخواته)، وزعموا أنها تتـحـدث عن الإخوة الإيـمانية، ولكن هذا الإدعاء خاطئ ومـخـالف لظاهر النص؛ لأن النص بالكامل يتـحدث عن نسب يسوع بالدم وعن أسرته وليس عن إخوة إيـمانية مـجازية....
-------
وأما بالنسبة لبعض الـمرقعين الذين يتـحـجـجون بأن الكتـاب الـمقدس أحياناً يستعمل كلمة (أخي) بـمعنى (قريـبـي) وليس (شقيقي) ويستدلون بـحوار إبراهيم مع لوط وغير ذلك من الأمثلة الشبيـهة ....، فأنا أرد على هذا الترقيع وأقول:
لكي يتم ترميز كلمة (أخي) إلى معنى (قريبـي) بدلاً من (شقيقي)، فإنه يـتوجـب أولاً وجود قرينة ودليل لكي يتم ترميز كلمة (أخ) إلى (قريب) بدلاً من (شقيق)...، لكن إذا لم توجد قرينة ودليل في النصوص، فكيف سنعرف أن الـمقصود هاهنا قريب وليس شقيق؟!
لذلك ستلاحظون أن في قصة إبراهيم مع لوط قد وردت قرائن في نصوص سابقة بأن إبراهيم هو عم لوط (تكوين١٢: ٥) ، وبالتالي قام الـمفسرون في باقي النصوص بترميز عبارة (لوط أخو إبراهيم) إلى (لوط قريب إبراهيم). وبدون هذه القرينة لم يكن أحد سيفسرها على هذا النحو بل كانوا سيظنون أن لوط هو شقيق إبراهيم مباشرةً.
أما في قصة يسوع وإخوته فلا توجد أي قرينة لترميز كلمة (إخوته) إلى (أقربائه)، بل الـمسيحيون يتـحـايلون على النص.
وأما بالنسبة لـمن يزعمون أن يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان لم يكونوا أبناء مريم العذراء؛ لأن الكـتاب الـمقدس لم يقل ذلك ، إذن أنا أرد عليهم وأقول:
إذن بنفس منطقكم ، لماذا تزعمون أن هؤلاء الأربعة كانوا أبناء خالة يسوع بالرغم من أن الكـتاب الـمقدس لم يذكر ذلك صراحةً ؟!
هل أنتم تسيرون بالـمزاج؟!
وأما بالنسبة لـمن يتـحـجـجـون بأن سفر حزقيال يشير إلى بتولية مريم العذراء وأنها لن تلد سوى يسوع، فإنني أرد على هذا الهراء وأقول:
نص حزقيال لم يتكلم عن يسوع صراحةً ولم يذكر اسم يسوع أصلاً بل الـمسيحيون هم من يفسرون على مزاجهم.
نص حزقيال ٤٤ يتكلم عن مقدس أو هيكل الإسرائيليين ولا يتكلم عن يسوع أو أمه.
تعالوا نرى ماذا يقول سفر حزقيال ٤٤:
1- ثم أرجعني إلى طريق باب الـمقدس الـخـارجي الـمتجه للمشرق، وهو مغلق.
2- فقال لي الرب: «هذا الباب يكون مغلقاً، لا يفتح ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً.
فكـما تلاحظون ☝️ ، النص يتـكـلم عن الهيكل أو الـمقدس وليس عن يسوع، ولكن الـمسيحيين يقصون النص من سياقه من أجل تـحـريفه...
والـمضحك في الأمر أن الكثير من الـمسيحيين يتبنون التفسير الإشاري فيزعمون أن (الهيكل) في سفر حزقيال يشير إلى مريم العذراء التي حملت بيسوع، لكن هذا الإدعاء عبارة عن هراء وإساءة إلى مريم العذراء وابنها.... ، وإليك السبب كالآتي:
عندما نستكـمل باقي سفر حزقيال ٤٤:
3- الرئيس الرئيس هو يـجلس فيه ليأكل خبزاً أمام الرب. من طريق رواق الباب يدخل، ومن طريقه يـخرج.
النص☝️ يقول أن الرئيس يأكل الـخبز أمام الرب في الهيكل أو الـمقدس ، فهل كان يسوع يأكل الـخبز في بطن أمه؟!
تعالوا نستكـمل باقي سفر حزقيال ٤٤:
5- فقال لي الرب: «يا ابن آدم، اجعل قلبك وانظر بعينيك واسـمع بأذنيك كل ما أقوله لك عن كل فرائض بيت الرب وعن كل سننه، واجعل قلبك على مدخل البيت مع كل مـخـارج الـمقدس.
النص السابق☝️ يأمر حزقيال بأن يـجعل قلبه متعلقاً بـمدخل البيت ومـخرجه، فهل حزقيال كان قلبه معلقاً بـمهبل مريم العذراء وغشاء بكارتـها؟!
تعالوا نستكـمل باقي سفر حزقيال ٤٤:
6- وقل للمتمردين، لبيت إسرائيل: هكذا قال السيد الرب: يكفيكم كل رجاساتكم يا بيت إسرائيل،
7- بإدخالكم أبناء الغريب الغلف القلوب الغلف اللـحم ليكونوا في مقدسي، فينجسوا بـيـتـي بتقريبكم خبزي الشحم والدم. فنقضوا عهدي فوق كل رجاساتكم.
8-ولم تـحرسوا حراسة أقداسي، بل أقمتم حراساً يـحرسون عنكم في مقدسي.
النصوص السابقة ☝️ تقول أن هناك رجالاً قساة وغير مـختونين قد دنسوا بيت الرب ومقدسه، فهل الرجـال الغُلف قد دنسوا مريم العذراء برجـاستـهم ، أيها الـمسيحيون الجهلاء الـمسيئون للسيدة مريم العذراء عليـها السلام؟!
ثم إن هذا التفسير الرمزي عن بتولية مريم العذراء لا يقبله أحبار اليـهـود الذين درسوا أسفار الأنبياء، بالإضافة إلى أن التفسير الرمزي هو طريقة وثنية استعملها أفلاطون في الأصل، وكان الوثنيون يستعملون التفسير الرمزي في تفسير الأساطير الإغريقية، ثم جاء آباء الكنيسة وخاصة أورجانوس الـمهرطق واقتبسوا طريقة التفسير الرمزي من الوثنيين.
وأما بالنسبة لـمن يتـحـجـجون بأن يوسف النجـار كان كبير السن ولا يقدر على مضاجعة مريم العذراء ، فإنني أرد على هذا الهراء وأقول:
الكـتاب الـمقدس يـخبرنا أن إبراهيم النبي أنـجب إسماعيل عندما كان عمره ٨٦ سنة ، وبعدها بفترة أنـجب إسـحاق أيضاً ، وبالتالي تسقط هذه الـحـجة السخيفة التي يتشدق بها الـمسيحيون...
ثم إن معظم الـمسيحيين في العالم وخاصة الكاثوليك يؤمنون أن يوسف النجـار كان شاباً عندما تزوج مريم العذراء ، لكن الـمسيحيين الأرثوذكس في الشرق الأوسط هم من يؤمنون بكبر سن يوسف النجـار ويعتمدون في ذلك على أناجيل منحولة حول يوسف النجـار...
وأما الأمر الـمضحك فهو أنني رأيت أحد أهم كبـار الـمدافعين عن الـمسيحية وهو يقول:
"الاعتقاد بأن مريم أنـجبت أبناء آخرين غير يسوع ، هذا الأمر يقلل من قدسية يسوع"
فانظر يا صديقي إلى هذه العقول الفاسدة التي تؤمن أن الإله يـحـل في الأعضاء التناسلية لإمرأة ويولد منها، لكنهم يستنكرون أن تكون تلك الـمرأة ولدت أولاداً آخرين غير يسوع!!!
وإلى هنا، نكون قد هدمنا تراقيع الـمسيحيين حول إخوة يسوع.
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا