بعض أعداء الإسلام يزعمون أن الله يـحتاج إلى الـمال فيعطيه الـمسلمون أموالـهم كقرض له، ويستشـهد أعداء الإسلام على هذا الادعاء السخـيف بالآيات التالية:
﴿إِن تُقۡرِضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا یُضَـٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِیمٌ﴾ [التغابن ١٧]
﴿إِنَّ ٱلۡـمُصَّدِّقِینَ وَٱلۡـمُصَّدِّقَـٰتِ وَأَقۡرَضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا یُضَـٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرࣱ كَرِیمࣱ﴾ [الـحـديد ١٨]
﴿وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّـمَا غَنِمۡتُم مِّن شَیۡءࣲ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِ﴾ [الأنفال ٤١]
---------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة كـالتالي:
أولاً:
في الإسلام ، الله لا يـحتاج إلى أموالنا ولا طعامنا، ولذلك قال الله تعالى:
﴿مَاۤ أُرِیدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقࣲ وَمَاۤ أُرِیدُ أَن یُطۡعِمُونِ﴾ [الذاريات ٥٧]
أما إله الـمسيحيين فهو من كان يأخـذ الأموال من النساء لكي يعيش عليـها:-
- ورد في [إنـجيل لوقا ٨] ما يلي:
2- وبعض النساء كن قد شُفين من أرواح شريرة وأمراض مثل: مريـم التي تُدعى الـمـجـدلية التي خرج منـها سبعة شياطين،
3- ويونا امرأة خوزي وكـيل هيرودس، وسوسنة، وأخر كثيرات كن يـخدمنه من أموالـهـن.
- وقد ورد في إنـجيل [يوحنا ١٣: ٢٩] أن يسوع وجـماعته كان لـهم صندوق مال يشترون به ما يريدون...
-----------
ثانياً:
أما بالنسبة للآية الأولى التي يستدلون بـها، فإن الآية ليس بـها أي عيب، لكن أعداء الإسلام لا يعرفون معنى كلمة (قرض) أصلاً.
كلمة (قرض) في اللغة العربية تأتي بـمعنى: العمل الذي يعمله الإنسان سلفاً من أجـل الـجزاء والثواب عليه.
★ فقد ذكر الـمعـجم الوسيط عن معنى كلمة (قرض) ما يلي:
[القَرْضُ هو ما يُقَدَّمُ من عملٍ يُلتمس عليه الـجزاء. والقَرْضُ ما أَسلفَ الإِنسانُ من إِساءَة وإِحسان.
وفي التنزيل العزيز: {وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا}.]
★ وقد ورد في (معـجم لسان العرب) عن كلمة (القرض) أنه:
[القرض: هو ما أَسْلَفَه الإنسان من إِحسانٍ ومن إِساءة، وهو على التشبيه. قال أُمية ابن أَبي الصلت: "كلُّ امْرِئٍ سَوْفَ يُـجْزَى قَرْضَه حَسَناً أَو سَيِّئاً، أَو مَدِيناً مِثْلَ ما دان". وقال تعالى: {وأَقْرِضُوا اللّه قَرْضاً حَسَناً}.]
★ وورد في معـجـم (مـختار الصِحـاح، صـ٥٣٠) أن [القرض هو أسلفتَ من إحسان أو إساءة، وهو على التشبيه ، ومنه قوله تعالى: «وأقرضوا الله قرضاً حسناً».]
★ وكـذلك ورد في الـمعجم الوجـيز صـ٤٩٨ أن القرض هو ما يُقدَّم من عمل يُلتمَس عليه الـجـزاء.
إذن الـمقصود من (القرض الـحسن) في الآيات هو أن الـمسلم إذا عمل عملاً حسناً لله فإن الله سيضاعف الثواب عليه ويبارك فيه.
ثم إن عبارة (قرض للرب) قد وردت في الكـتاب الـمقدس، فمثلاً:
جاء في سفر الأمثال ١٩: ١٧ ما يلي:
«من يرحم الفقير يقرض الربَ، وعن معروفه يـجـازيه.»
فهل سيسخر الـمسيحي من دينه الآن ؟!
ثالثاً:
بالنسبة للآية الثالثة، فإنـها ليس بـها عيب بل أعداء الإسلام ذوو عقول مريضة فلا يفهمون معاني الكلمات العربـية.
إن عبارة {فإن لله خمسه} تعني أنك تنفق جزءاً من الـمال في عمل الـخـير والـمصلحـة العامة...
وعلى فكرة، نـحن ما زلنا نستخـدم عبارات مـشابـهة في حـياتنا حتى يومنا هذا، فمثلاً:
نـحن نقول للناس: [اعملوا حـاجـة لله]؛ أي اعملوا عملاً صالـحـاً تقرباً إلى الله تعالى.
وكذلك الفقير في الشارع يقول لنا: [هات حـاجة لله يا أستاذ]؛ أي أعطني صدقة لكي يـجـازيك الله خيراً عليـها.
وكذلك نقول: [عملت كده لله ومش لـحـد تاني]؛ أي بنية خـالصة لوجه الله وحـده.
ولذلك يقول الإمام الـمفسر/ أبو بكر الـجزائري في كـتابه (أيسر التفاسير) ما يلي:
[والـمراد من قسمة الله أنـها تُنفَق في الـمصالـح العامة، ولو أنفقت في بـيـوته لكان أولى وهي الكعبة وسائر الـمساجـد]
إذن الـمراد من إعطاء جزء من الغنائم لله هو أن نقوم بإنفاق الـمال في الـمصالـح العامة النافعة وليس كـما فهم أعداء الإسلام الـحمقى.
وأخـيراً، إذا كان الـيـهودي أو الـمسيحي مصراً على الطعن في القرآن، إذن ماذا سيفعل بـهذه النصوص الـموجودة في كـتابه👇:
- سفر الـخروج ٣٠: ١٣
«هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى الـمعدودين: نصف الشاقل بشاقل القدس. الشاقل هو عشرون جـيرة. نصف الشاقل تقدمة للرب.»
- سفر الـخروج ٣٥: ٢٢
«وجاء الرجال مع النساء، كل سـموح القلب، جاء بـخـزائـم وأقراط وخواتـم وقلائد، كل متاع من الذهب. وكل من قدَّم تقدمة ذهب للرب.»
- سفر الـخروج ٣٥: ٥
«خذوا من عندكم تقدمة للرب. كل من قلبه سـمـوح فليأت بتقدمة الرب: ذهباً وفضةً ونـحـاساً.»
فها هو ☝️ إله اليـهود والـمسيحيين يأخـذ عملات الشاقل والـجـيرة من أتباعه، وكذلك يأخذ الذهب والفضة والنـحاس منهم...!
________________
إلى هنا نكون قد فنَّدنا الشبـهة بالكـامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا