مضمون الشبهة:
ملحد عبيط يقول: إذا كانت حادثة شق موسى للبحر حقيقية، فلماذا لم يؤمن فرعون بها أو يـخف منها لـمَّا شاهدها؟!
ثم يسأل الـملحد ويقول: إذا كان الكفار رأوا الـملائكة في غزوة بدر، فلماذا لم يؤمنوا؟!
------------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
الأسئلة التي يسألها هذا الـملحد العبيط أسئلة خاطئة، ثم القرآن الكريم قد أجاب من مئات السنين على هذه الـمواضيع، ولكن الـملاحدة لا يريدون الـحق ولا يبـحثون.
فمثلاً:
بالنسبة للسؤال الأول: فإن فرعون كان يرى معجزات موسى في كل مرة ، وكان فرعون يوقن ويؤمن بداخله أن موسى فعلاً على حق، ولكن الكبر جعل فرعون يكفر بالرغم من ذلك، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿فَلَمَّا جَاۤءَتۡهُمۡ ءَایَـٰتُنَا مُبۡصِرَةࣰ قَالُوا۟ هَـٰذَا سِحۡرࣱ مُّبِینࣱ ١٣ وَجَـحَدُوا۟ بِهَا وَٱسۡتَیۡقَنَتۡهَاۤ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمࣰا وَعُلُوࣰّا فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡـمُفۡسِدِینَ ١٤﴾
إذن ، فرعون استيقن بداخـله فعلاً أن موسى على حق بعدما رأى معجزات موسى، ولكن الكبر والغطرسة جعلت فرعون يكفر بـموسى بالرغم من كل ذلك.
بل وصل الأمر إلى أن فرعون وملأه كانوا ينتكسون في كل مرة!
فالله أرسل عقابه على قوم فرعون مرات ومرات.
وفي كل مرة، كان فرعون وملأه يعدون موسى بأنهم سيؤمنون إذا دعا موسى اللهَ أن يكشف البلاء والغم عنهم.
وبعد أن كان الله يكشف البلاء والغم عن فرعون وملأه، فإنهم كانوا يكفرون مرة أخرى...، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿وَقَالُوا۟ مَهۡمَا تَأۡتِنَا بِهِۦ مِنۡ ءَایَةࣲ لِّتَسۡحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحۡنُ لَكَ بِـمُؤۡمِنِینَ * فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلۡـجَرَادَ وَٱلۡقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ ءَایَـٰتࣲ مُّفَصَّلَـٰتࣲ فَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ وَكَانُوا۟ قَوۡمࣰا مُّجۡرِمِینَ * وَلَـمَّا وَقَعَ عَلَیۡهِمُ ٱلرِّجۡزُ قَالُوا۟ یَـٰمُوسَى ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِـمَا عَهِدَ عِندَكَ لَىِٕن كَشَفۡتَ عَنَّا ٱلرِّجۡزَ لَنُؤۡمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرۡسِلَنَّ مَعَكَ بَنِیۤ إِسۡرَ اءِیلَ * فَلمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُمُ ٱلرِّجۡزَ إِلَىٰۤ أَجَلٍ هُم بَـٰلِغُوهُ إِذَا هُمۡ یَنكُثُونَ * فَٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ فَأَغۡرَقۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡیَمِّ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَكَانُوا۟ عَنۡهَا غَـٰفِلِینَ﴾
إذن الـمشكلة ليست في الـمعجزات بل الـمشكلة تكمن في فرعون نفسه؛ ففرعون كان يرى الـمعجزات على الدوام، ولكنه كان يكفر بها في كل مرة.
ونفس الأمر فعله فرعون لـما رأى انشقاق البـحر من بعيد قبل أن يدخل وسط البحر.
ففرعون لـما رأى موسى يعبر البـحر فإنه أصر على العبور وراءهم ، وقد كان فرعون يظن أن البحر سيظل كـما هو ، ولكنه تفاجأ بأن البحر يغمره ويُغرقه، وحينـها اضطر فرعون إلى إعلان إيـمانه بالله بأعلى صوته، ولكن الأوان كان قد فات على الإيـمان، وهو الآن في النار.
ولذلك يقول الله تعالى:
﴿۞ وَجَـٰوَزۡنَا بِبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُۥ بَغۡیࣰا وَعَدۡوًا حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱلَّذِیۤ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوۤا۟ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡـمُسۡلِمِینَ﴾
إذن فرعون كان يوقن من داخله بأن موسى على حق، ولكنه كان ينتكس في كل مرة ويستكبر ويكفر.
وفي النهاية، لـما جعل اللهُ البحرَ يلطم فرعون وجنوده، فإن فرعون أعلن إيـمانه خوفاً من هذه النـهاية السيئة...، ولكن فات الأوان على الإيـمان الآن ، ودخل فرعون النار.
إذن فرعون كان يرى الـمعـجزات على الدوام ولكنه كان ينتكس ويكفر بها.
وفي النهاية، لـما خاف فرعون وعلم أن مصيره الـموت فإنه أعلن إيـمانه، وليس كـما يزعم ذاك الـملحد العبيط.
أما الشبهة الثانية: الـملحد العبيط يقول: لـماذا كفار قريش لم يؤمنوا بالنبي محمد بالرغم من أنهم رأوا الـملائكة في غزوة بدر؟!
والرد على هذه الشبهة هو أن الكفار الأحياء لم يروا الـملائكة أصلاً في غزوة بدر ، ولم يُذكَر في الكتب أن الكفار رأوا الـملائكة بل الذي ورد هو أن بعض الصحابة رأوا الـملائكة وليس كل الصـحابة.
وكذلك ورد في القرآن الكريم أن الله أمدَّ الـمسلمين بـجيش من الـملائكة، ولكن لم يُذكَر أن الـملائكة كانوا ظاهرين في أعين الكفار.
وحتى لو افترضنا أن الكفار شاهدوا الـملائكة فعلاً، فإن عدم إيـمان الكفار كان بسبب جـحودهم الـمستمر...
فبالرغم من أن الله أرسل إليهم الـمعجزات إلا أنهم لم يؤمنوا واستـمروا على عنادهم، ولذلك يقول الله تعالى:
﴿سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَایَـٰتِیَ ٱلَّذِینَ یَتَكَبَّرُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡـحَـقِّ وَإِن یَرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلرُّشۡدِ لَا یَـتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلۡغَیِّ یَـتَّخِذُوهُ سَبِیلࣰا ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَكَانُوا۟ عَنۡهَا غَـٰفِلِینَ﴾ [الأعراف ١٤٦]
﴿وَمِنۡهُم مَّن یَسۡتَمِعُ إِلَیۡكَۖ وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن یَفۡقَهُوهُ وَفِیۤ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣰاۚ وَإِن یَرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوكَ یُجَـٰدِلُونَكَ یَقُولُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّاۤ أَسَـٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ﴾ [الأنعام ٢٥]
﴿وَإِن یَرَوۡا۟ ءَایَةࣰ یُعۡرِضُوا۟ وَیَقُولُوا۟ سِحۡرࣱ مُّسۡتَمِرࣱّ﴾ [القمر ٢]
حتى أبو جهل نفسه اعترف بأن كفره بالنبي محمد هو بسبب العناد والـمفاخرة.
إلى هنا، نكون قد فنَّدنا تفاهات هذا الـملحد العبيط.
------------
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا