كذبة أن عائشة تشاجرت مع الحسن قبيل موته كما في كتاب الكافي وبحار الأنوار

في كتب الشيعة الكفار، أورد شـيخهم الكليـني روايةً شيعيةً في كـتابه (الكافي) في باب (الإشارة والنص على الـحسين بن علي).  وهذه الرواية الشيعية فيهـا أن السيدة عائشة تشاجرت مع الـحسن والـحسين ورفضت دفن الـحسن بـجوار النبي. وورد في هذه الرواية الشيعية أن الـحسن وصف السيدة عائشة بأنها عدو لله ولرسوله ولآل البيت وأنـها هتكت ستر رسول الله لأنها دفنت أباها بـجانب النبي بالرغم من أن النبـي كان يكرهه حسب زعم هذه الرواية الشيعية...!

فما حقيقة هذا الإدعاء الشيعي، وما حقيقة هذه الرواية الشيعية؟!

--------------------

الرد على هذه الأكـذوبة الشيعية:
إذا تـفحـصنا الروايات الشيعية فسنلاحظ عليها سـمة التلفيق والتزوير والفبركة؛ فقد كان الكثير من الشيعة الأوائل يـخـترعون الروايات الـمكـذوبة وينسبونـها لآل البيت، ولذلك معظم الروايات الشيعية ضعيفة إذا ما وضعناها تـحت قواعد الشيعة أنفسهم في علم الـحديث...، فمثلاً:
 الرواية السابقة التي أوردها الكليـني هي رواية ضعيفة الإسناد، وإسنادها كالتالي:

 [عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِـحٍ قَالَ اَلْكُلَيْنِيُّ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْـحَـابِنَا عَنِ اِبْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلدَّيْلَمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ اَلْـجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ] 

[سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ اَلْـجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ] 

*سند هذه الرواية الشيعية ضعيف لا يصح؛ فالرواي/ بكر بن صالـح هو راوٍ ضعيف حيث يقول عنه شيخ الشيعة الـمحقق/ محمد الـجواهري  في كتـابه (الـمفيد من معجم رجال الـحـديث، صـ٩١) ما يلي:

[بكر بن صالـح: مـجهول - روى في كامل الزيارات، لا يبعد اتـحاده مع بكر بن صالـح الرازي، (الآتي 1852).

1851 - 1850 - 1857 - بكر بن صالـح: من أصحاب الباقر (ع) - مـجهول.

1852 - 1851 - 1858 - بكر بن صالـح الرازي: من أصحاب الرضا (ع) - قال النجاشي روى عن أبي الـحسن موسى (ع). وهو ضعيف، وله كـتاب نوادر.]



- وأما الراوي/ سهل بن زياد الآدمي ، فهو راوٍ ضعيف جزماً، وقد قال عنه شيخ الشيعة/ محمد الـجواهري في صفحة ٢٧٣ ما يـلي:
[سهل بن زياد: أبو سعيد الآدمي، الرازي، روى في كامل الزيارات، وتفسير القمي. وهو ضعيف جزماً أو لم تثبت وثاقته.]


وأما الراوي الثالث في الإسناد فهو محمد بن سليمان الديلمي، وهو راوٍ ضعيف جداً، وقد اُتهم بالغلو، ويقول عنه شيخ الشيعة/ محمد الـجواهري في صفحة ٥٣٣ ما يلي:
[محمد بن سليمان الديلمي البصري هو من أصـحاب الصادق والكاظم والرضا (ع) - روى في كامل الزيارات - وهو ضعيف - وله كـتاب - وكلا طريقي الشيخ إليه ضعيف..... وتقدم ذكره في محمد بن سليمان البصري " الضعيف".]


إذن، هذه الرواية التي رواها الكليـني في الكافي هي رواية ضعيفة ولم تثبت ولم يثبت معها أي عداء بين السيدة عائشة وأحفاد النبي...، ولكن الغريب في الأمر هو أن هاتين الروايتين موجودتان في باب (الإشارة والنص على إمامة الـحسين) بالرغم من أن الروايتين ليس لهما أي علاقة بإمامة الحسين ولا يـحتويان على أي إشارة إلى إمامته أصلاً...، فلماذا تم وضعهما هنا؟!
فإما أن الكليـني يـهذي وإما أن هناك شيعياً خبيثاً قد حرَّف كتـاب الكافي ودسَّ فيه هذه الروايات الزائقة.

والآن ، بعد أن أثبتُ لكم كذب وضعف هذه الروايات الشيعية، فإنني سأتركها بالكامل هنا في نـهاية الـمنشور 👇 ثم سأعلق عليها لأَنقد متنـها أيضاً:

هذه الروايات الشيعية الضعيفة تقول:

[عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ اَلْكُلَيْنِيُّ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ اِبْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلدَّيْلَمِيِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ اَلْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ: لَمَّا حَضَرَ اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ اَلْوَفَاةُ قَالَ لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَا أَخِي إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا إِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِأُحْدِثَ بِهِ عَهْداً ثُمَّ اِصْرِفْنِي إِلَى أُمِّي عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ وَ اِعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنْ عَائِشَةَ مَا يَعْلَمُ اَللَّهُ وَ اَلنَّاسُ صَنِيعُهَا وَ عَدَاوَتُهَا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَعَدَاوَتُهَا لَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَلَمَّا قُبِضَ اَلْحَسَنُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ وُضِعَ عَلَى اَلسَّرِيرِ ثُمَّ اِنْطَلَقُوا بِهِ إِلَى مُصَلَّى رَسُولِ اَللَّهِ اَلَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى اَلْـجَنَائِزِ فَصَلَّى عَلَيْهِ اَلْـحُسَيْنُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ حُمِلَ وَ أُدْخِلَ إِلَى اَلْمَسْجِدِ فَلَمَّا أُوقِفَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اَللَّهِ ذَهَبَ ذُو اَلْعُوَيْنَيْنِ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ لَهَا إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْـحَسَنِ لِيَدْفِنُوا مَعَ اَلنَّبِيِّ فَـخَرَجَتْ مُبَادِرَةً عَلَى بَغْلٍ بِسَرْجٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ  اِمْرَأَةٍ  رَكِبَتْ فِي  اَلْإِسْلاَمِ سَرْجاً فَقَالَتْ نَـحُّوا اِبْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي فَإِنَّهُ لاَ يُدْفَنُ فِي بَيْتِي وَ يُـهْتَكُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ حِـجَابُهُ فَقَالَ لَهَا اَلْـحُسَيْنُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَدِيـماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَأَبُوكِ حِـجَابَ رَسُولِ اَللَّهِ وَأَدْخَلْتِ عَلَيْهِ بَيْتَهُ مَنْ لاَ يُـحِبُّ قُرْبَهُ وَ إِنَّ اَللَّهَ سَائِلُكِ عَنْ ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ]


[وَ بِهَذَا اَلْإِسْنَادِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ اَلْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ: لَمَّا اُحْتُضِرَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ لِلْحُسَيْنِ يَا أَخِي إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ لِأُحْدِثَ بِهِ عَهْداً ثُمَّ اِصْرِفْنِي إِلَى أُمِّي فَاطِمَةَ عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ وَ اِعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ اَلْـحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ اَلنَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا وَ عَدَاوَتِهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَعَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَلَمَّا قُبِضَ اَلْـحَسَنُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى مُصَلَّى رَسُولِ اَللَّهِ اَلَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلَى اَلْـجَنَائِزِ فَصَلَّى عَلَى اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَلَمَّا أَنْ صَلَّى عَلَيْهِ حُمِلَ فَأُدْخِلَ اَلْمَسْجِدَ فَلَمَّا أُوقِفَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَلَغَ عَائِشَةَ اَلْخَبَرُ وَ قِيلَ لَهَا إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ فَخَرَجَتْ مُبَادِرَةً عَلَى بَغْلٍ بِسَرْجٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ  اِمْرَأَةٍ  رَكِبَتْ فِي  اَلْإِسْلاَمِ سَرْجاً فَوَقَفَتْ وَ قَالَتْ نَحُّوا اِبْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي فَإِنَّهُ لاَ يُدْفَنُ فِيهِ شَيْءٌ وَ لاَ يُهْتَكُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ حِـجَابُهُ فَقَالَ لَهَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمَا قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَ أَبُوكِ حِـجَابَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ أَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لاَ يُحِبُّ رَسُولُ اَللَّهِ قُرْبَهُ وَ إِنَّ اَللَّهَ سَائِلُكِ عَنْ ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ إِنَّ أَخِي أَمَرَنِي أَنْ أُقَرِّبَهُ مِنْ أَبِيهِ رَسُولِ اَللَّهِ لِيُحْدِثَ بِهِ عَهْداً وَ اِعْلَمِي أَنَّ أَخِي أَعْلَمُ اَلنَّاسِ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِ كِـتَابِهِ مِنْ أَنْ يَـهْتِكَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ سِتْرَهُ لِأَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَدْخُلُوا بُيُوتَ اَلنَّبِيِّ إِلاّٰ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ » وَقَدْ أَدْخَلْتِ أَنْتِ بَيْتَ رَسُولِ اَللَّهِ اَلرِّجَالَ بِغَيْرِ إِذْنِهِ. وَلَعَمْرِي لَقَدْ ضَرَبْتِ أَنْتِ لِأَبِيكِ وَفَارُوقِهِ عِنْدَ أُذُنِ رَسُولِ اَللَّهِ اَلْـمَعَاوِلَ وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنَّ اَلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوٰاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اَللّٰهِ أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ اِمْتَحَنَ اَللّٰهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوىٰ » وَ لَعَمْرِي لَقَدْ أَدْخَلَ أَبُوكِ وَ فَارُوقُهُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ بِقُرْبِهِمَا مِنْهُ اَلْأَذَى وَ مَا رَعَيَا مِنْ حَقِّهِ مَا أَمَرَهُمَا اَللَّهُ بِهِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اَللَّهِ إِنَّ اَللَّهَ حَرَّمَ مِنَ اَلْـمُؤْمِنِينَ أَمْوَاتاً مَا حَرَّمَ مِنْهُمْ أَحْيَاءً وَ تَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ لَوْ كَانَ هَذَا اَلَّذِي كَرِهْتِيهِ مِنْ دَفْنِ اَلْـحَسَنِ عِنْدَ أَبِيهِ رَسُولِ اَللَّهِ جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَ اَللَّهِ لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ وَ إِنْ رَغِمَ مَعْطِسُكِ قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْـحَنَفِيَّةِ وَ قَالَ يَا عَائِشَةُ يَوْماً عَلَى بَغْلٍ وَ يَوْماً عَلَى جَمَلٍ فَمَا تَـمْلِكِينَ نَفْسَكِ وَ لاَ تَمْلِكِينَ اَلْأَرْضَ عَدَاوَةً لِبَنِي هَاشِمٍ قَالَ فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ فَقَالَتْ يَا اِبْنَ اَلْحَنَفِيَّةِ هَؤُلاَءِ اَلْفَوَاطِمُ يَتَكَلَّمُونَ فَمَا كَلاَمُكَ فَقَالَ لَهَا اَلْـحُسَيْنُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَ أَنَّى تُبْعِدِينَ مُحَمَّداً مِنَ اَلْفَوَاطِمِ فَوَ اَللَّهِ لَقَدْ وَلَدَتْهُ ثَلاَثُ فَوَاطِمَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ اَلْأَصَمِّ اِبْنِ رَوَاحَةَ بْنِ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ مَعِيصِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِـلْحُـسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ نَـحُّوا اِبْنَكُمْ وَ اِذْهَبُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ قَالَ فَمَضَى اَلْحُسَيْنُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ إِلَى قَبْرِ أُمِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَدَفَنَهُ بِالْبَقِيعِ.]


وبالرغم من أن هذه الروايات ☝️ ضعيفة أصلاً ولا تصح نسبتـها إلى الـحسن أو الـحسين، إلا أننا إذا نظرنا إلى هذه الروايات فسنلاحظ تـهافت وسـخافة الـحـجـج التي تكلم بها الـحسين ضد السيدة عائشة، فمثلاً: هو انتقد السيدة عائشة لأنها سـمحت للناس باستخدام الـمعاول لـحفر قبر والداها بـجوار النبي مـما سيُصدر أصواتاً تؤذي النبي....

وأنا أرد عليه وأقول:
أنت أيضاً جئت لتدفن أخاك الـحسن بـجوار النبي وستصدر أصواتاً أثناء الـحفر والدفن، إذن بنفس منطقك أنت كنت ستؤذي النبي!

 بل إن الشيعة يطوفون ليل نهار حول قبور الأئـمة ويصدرون الضوضاء هناك، إذن هذه الزيارات حرام؛ لأنها تُدخِل الرجال والنساء والأطفال على الأئـمة وتؤذي الأئـمة بنفس منطق الـحسين!

وكذلك الـحسين انتقد السيدة عائشة لأنها دفنت أبا بكر وعمر بـجوار النبي بدون أخذ إذن النبي!
وأنا أرد عليه وأقول:
وكيف ستأخذ عائشة الأذن من رسول الله وهو ميت أصلاً؟!
ثم إنه بنفس منطقك، فإن يـحرم عليك أن تـأتي وتدفن أخاك الـحسن بـجوار النبي طالـما أنك لم تأخذ الإذن من النبي!
وكذلك يـحرم على كل شيعي أن يُدفَن بـجوار والده أو أخيه طالـما أنه نسي أن يأخذ الإذن منهم!

وكذلك يـحرم بناء مقابر شيعية جماعية أو مقابر بـجانب بعضها طالـما لم يتم الاستئذان.

والغريب في الأمر أن الرواية الشيعية تـحكي أن الـحسن دُفن بالبقيع أي بـجـانب الصـحابة هناك، فهل الـحسن أخذ الإذن منهم؟!

وإذا كان الشيعة يؤمنون بكفر الصـحابة، فكيف دفنوا الـحسن بـجوار الكفار بالرغم من أنه لا يـجوز دفن الـمؤمن في مقابر الكفار!

ثم إن جزءاً من الرواية يثبت إسلام السيدة عائشة حيث وصفتها الرواية بأنها أول امرأة تركب بغل بسرج في الإسلام ، وهذا يدل على إسلامها وليس كفرها كـما زعم الشيعة.

بالإضافة إلى أن الرواية تـخالف العقل والـمنطق؛ فالرواية تريد أن توهمنا بأن السيدة عائشة وهي امرأة لوحدها قد استطاعت أن تقف في وجه رجال بني هاشم ذوي الشارب واللـحية؟!
فهل كان أبناء (علي بن أبي طالب) ضعفاء الشخصية لهذه الدرجة حتى يـخـضعوا لعائشة؟!
مع العلم أن أبا بكر والد السيدة عائشة كان قد مات قبلها أصلاً ، ومحمد بن أبي بكر هو من أتباع الإمام (علي) ومـمن تربوا في حِـجره، ثم إن الإمام (علي) وابنه الـحسن كانا خلفاء للمسلمين قبيل موت الـحسن، فلماذا خضع الـحسين وأخوه لعائشة بالرغم من عدم وجود سبب لهذا التراجع؟!


وأما في الآخر، فسنلاحظ أن الرواية الشيعية اقتبست آيات من القرآن الكريم وبطرت سياقها، مثل: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتَ ٱلنَّبِیِّ إِلَّاۤ أَن یُؤۡذَنَ لَكُمۡ

فهذه الآية ☝️ في سياقها الكامل تتـحـدث عن الاستئذان في حياة النبي وتناول الطعام في بيته وغير ذلك:
وإليكم الآية بالكامل:

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتَ ٱلنَّبِیِّ إِلَّاۤ أَن یُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَیۡرَ نَـٰظِرِینَ إِنَىٰهُ وَلَـٰكِنۡ إِذَا دُعِیتُمۡ فَٱدۡخُلُوا۟ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُوا۟ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِینَ لِـحَدِیثٍ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ كَانَ یُؤۡذِی ٱلنَّبِیَّ فَیَسۡتَحۡیِۦ مِنكُمۡ وَٱللَّهُ لَا یَسۡتَحۡیِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَإِذَا سَأَلۡـتُمُوهُنَّ مَتَـٰعࣰا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَاۤءِ حِـجَابࣲۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَن تَنكِحُوۤا۟ أَزۡوَ ٰ⁠جَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمًا﴾ [الأحزاب ٥٣]

ثم إن هذه الآية ☝️ تـخاطب الـمؤمنين، وهذا يثبت أن السيدة عائشة والصـحابة كانوا مؤمنين حقاً.
---------
ملحوظة:
 كـما قلنا من قبل: هاتان الروايتان الشيعيتان هما روايتان ضعيفتان ولم يصحـا عند الـتحقيق.

----------
وفي النهاية، أنا أنصح كل شيعي أن يترك التشيع الوثني وأن يعتنق الإسلام لكي ينـجو في الدنيا والآخرة.

لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا