الرد على شبهة التناقض المزعوم بين آية {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً}، وآية {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال}

بعض أعداء الإسلام يزعمون أن هناك تناقض بين هاتيـن الآيتيـن بالنسبة لـِما قد يـحـدث للـجبال:

-﴿لَوۡ أَنزَلۡنَا هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلࣲ لَّرَأَیۡتَهُۥ خَـٰشِعࣰا مُّتَصَدِّعࣰا مِّنۡ خَشۡیَةِ ٱللَّهِ﴾

-﴿وَلَوۡ أَنَّ قُرۡءَانࣰا سُیِّرَتۡ بِهِ ٱلۡجِبَالُ أَوۡ قُطِّعَتۡ بِهِ ٱلۡأَرۡضُ أَوۡ كُلِّمَ بِهِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بَل لِّلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ جَمِیعًا﴾

-------------

الرد على هذا الادعاء الأحمق:

لا يوجـد تناقض بين هذه الآيات أصلاً؛ فالآية الأولى تعني أنه لو كان الله أوحى القرآن إلى جبل لكان الـجبل تصدع؛ أي تشقق من شدة الـخشوع.

أما الآية الثانية فتعني أن الـجـاحـدين سيكفرون بالقرآن حتى لو كان القرآن يُسيِّر لـهم الـجبال؛ أي ينقلها من مكانـها.

وبعض الـمفسرين الآخرين قالوا أن الـمقصود من الآية الثانية هو أنه لو كان هناك كـتاب يـحرك الـجبال لكان هذا الكـتاب هو القرآن الكريم.

وأي عاقل سيرى أنه لا لا لا توجـد أي تناقضات بين الـحـدثـين في الآيـات؛ بل إن الـحـدثيـن الـمذكورين في الآيات قد يـحـدثان معاً في نفس الوقت؛ فالشيء الـمتصدع قد يتم نقله وتسيـيـره من مكانه؛ فمثلاً:

ربـما يكون أمامك قطعة طوب بـها شرخ، وبإمكانك نقلها أيضاً من مكانـها.

وقد يكون هناك شـخص أُصيب في حادثة، وحصل له صدع في الـجمجمة، ثم تأتي سيارة الإسعاف وتنقله من مكانه وتُسيِّره.

بل إن كوكب الأرض مليء بالصدوع ، ومع ذلك يسير الكوكب في الفضاء.

إذن، الشيء الـمتصدع قد يتم تسيـيره ونقله من مكانه ولا يوجد تعارض بين التصدع والتسـيـير.

--------

ثانياً:

في اللغة العربية ،كلمة (لو) الـمذكورة في الآيتيـن هي أداة شرط غير جـازمة، وتُستعمل في الامتناع؛ أي: امتناع الـجواب لامتناع الشرط.

فالآيات تـتـحـدث بصيغة (لو)؛ أي أن هذه الأشياء لم تـحـدث أصلاً...؛ فمثلاً: أنا عندما أقول لك:

"لو كان معي مال لتصدقت على الأيتام"

فهذه العبارة ☝️تعني أنني الآن ليس معي مال.

إلى هنا ، أكون قد دمرت الشبـهة بفضل الله

لا تنسونا من صالـح دعائكم