هل تزوج والد النبي موسى من عمته بحسب اليهودية والمسيحية ؟!

في الديانة اليـهودية والـمسيحية، وبـحسب الكتـاب الـمقدس في سفر [الـخروج ٦: ٢٠]، فإن والد النبي موسى اسـمه (عمرام)، وهذا الرجل قد تزوج عمته، فولدت النبـي هارون والنبـي موسى. وقد وردت في النص الكلمة العبرية (דּוֹדָה)، والتي تُنطَق (دوداه)، وتعنى (عمة).

ولكي يتهرب الـمنصر الـمسيحي (غالي) والـمنصر الـمسيحي (منيس) من هذا الـمأزق، فإنهم كذبوا وزعموا أن الكلمة العبرية (דּוֹדָה/ دوداه) تعني [عمة أو بنت العم]، وبالتالي ربـما يكون عمرام قد تزوج بنت عمه ولم يتزوج عمته بـحسب كلامهم...، ثم استشهد الدكتوران بنص سفر [إرميا ٣٢: ٨، ٩] حيث وردت فيه عبارة (ابن عمي)!

وأنا أرد وأقول:
ما يقوله هذان الدكتوران كذب؛ لأن الكلمة العبرية (דּוֹדָה) (دوداه) التي وردت في [سفر الـخروج] لا لا لا تعني أبداً (بنت العم) بل تعني (عمة).

وأما نص [سفر إرميا ٣٢: ٨، ٩] الذي استشهد به هذان الدكتوران، فإنه قد وردت فيه عبارة (בֵּן דֹּדִ֜י)، والتي تُنطق: (بِن دودي)، وتعني (ابن عمي).

أي أن العبارتين مـختلفتان؛ لأن سفر الـخروج قد ذكر كلمة (دوداه)، والتي تعني (عمة)، أما سفر إرميا فقد ذكر عبارة (بِن دودي) أي (ابن عمي).

وعلى فكرة ، كلمة (بِن) العبرية هي نفس كلمة (بِن) في العربـية، والتي تعني: ابن.

وهذا أسلوب الدكتور (غالي) في تـحريف الكلمات العبرية واليونانية للكتـاب الـمقدس.

ثم استشهد الدكتور (غالي) والدكتور (منيس) بأن الترجمة السبعينية الـموجودة في الـمخطوطة السينائية والفاتيكانية وكذلك ترجمة الفولـجاتا اللاتينية قد أوردت عبارة (بنت عمته) وليس (عمته).

وأنا أرد عليهما وأقول:
لقد قام الـمترجمون بتـحريف كلمة (عمته) إلى (بنت عمه) عندما وضعوا الترجمات اليونانية واللاتينية للعهد القديم...، ولهذا إذا نـحن رجعنا إلى مـخطوطات قمران العبرية التي هي أقدم من الـمـخطوطة السينائية والفاتيكانية والفولـجاتا ، فسنجد أن مـخطوطات قمران العبرية ذكرت كلمة (عمته) وليس (بنت عمه).

وأيضاً، استشهد الدكتور (غالي) بـما ورد في النسخة السامرية بالرغم من أن التوراة السامرية تـختلف أصلاً عن التوراة العبرانية اليهودية التي يؤمن هو بها؛ فالـمسيحيون لا يؤمنون أصلاً بالتوراة السامرية بل يؤمنون بالتوراة العبرانية اليـهودية.
وحتى الكثير من الـمواقع الـمسيحية تطعن في التوراة السامرية وتعتبرها غير دقيقة.
وهذا يثبت أن الـمسيحي ينتقي ما يشاء على مزاجه ، وليس له معيار مـحدد.

وفي الآخر ، لـجأ الدكتور (غالي) إلى حيلته الأخيرة فقال: [لو افترضنا أن عمرام تزوج عمته فولدت موسى وهارون، فإن هذا لا بأس به لأن ذلك كان قبل كـتابة التشريعات الإلهية.]

وأنا أرد عليه وأقول:
لقد كان هناك تشريعات إلهية منذ النبـي إبراهيم، ولذلك يقول الكتـاب الـمقدس:

سفر التكوين ٢٦: ٥
  «مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي».
  ‏

وعمرام هو من نسل النبي إبراهيم؛ أي أن عمرام وُلِدَ بعد تشريعات النبي إبراهيم.
---------------
ملحوظة أخيرة:
من الـملاحظ جداً أن الدكتور غالي لا يـجيد الكـتابة وفق قواعد الإملاء التي تعلمناها في الـمدارس...، ولهذا يـمتلأ موقعه بالأخطاء الإملائية الـمكررة.
_____________

لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا