هل العرب في الجاهلية كان عندهم سبي ومضاجعة الإماء؟!

أحد عـجول الإلـحـاد يزعم أن "العرب في الـجـاهلية لم يكن عندهم سبايا ولم يضاجعوا السبايا آنذاك بل الإسلام هو أول من أمرهم بذلك!".


الرد على هذا الادعاء التافه:

دعونا نأخـذ أمثلة بسيطة على أن العرب في الـجاهلية كانت لهم سبايا وكانوا يضاجعونهن: 


-عنتر بن شداد بن قراد العبسي، وُلد عام 525م تقريباً، وهو من أشـهر شعراء وفرسان الـجاهلية، وقد عاش قبل الإسلام، وكانت أمه أميرةً حـبشيةً تُدعى (تانه بنت ميجو)، وسُـميت بعد ذلك بـ(زبـيبة ررغر)، وكانت هذه الـمرأة تسير في القافلة الـخـاصة بـها، فـحصلت إغارة على قافلتـها على يد (شدَّاد) وقبيلته، وتم أخذها من ضـمن السبايا، وقد رآها شداد الذي كان سيد قومه، فأخـذها لنفسه، وضاجعها فـحملت منه بـ(عنترة).


وقبل أن تقع زبـيبة في السـبـي، فإنـها كانت متزوجـة من رجـل ولها منه ولدان هما: جرير وشيبوب.


وبعد أن أنـجبت زبيبة ابنـها عنترة، فإن شداد لم يعترف بابنه بل تبرأ منه واعتبره عبداً له؛ لأن العرب آنذاك لم يكونوا يعترفون بأبناء إمائـهم وخـاصة السود.


وبعد سنوات، يكبر عنترة ويـخوض حروباً، ويقوم بسبي امرأة اسـمها (مـهرية)، حيث افـتُـتـن بـجمالها، وقد حبلت منه ليلتـها، ثم تركها عنترة، ولم يعلم عنترة أنـها أنـجبت منه طفلاً وسـمَّته (ميسرة)، الذى كبر ليصبح فارساً وحـارب والده عنترة فيما بعد.


وحتى أبو لـهب الوثني الذي يـمجـده الـملاحـدة الأغبياء، فإنه كان لديه إماء ومنـهم: ثويـبة وسارة وغيرهن.


بل إن الـمؤرخ العَلماني/ جواد علي - تـحـدث عن آثار تاريـخية ونقوش يـمنية في فترة ما قبل الإسلام، وهذه النقوش والآثار تشير إلى غارات العرب مثل الـحميريين في منطقة اليـمن وحضرموت وكيف أنـهم كانوا يسبون بعضهم البعض؛ حيث يقول في كـتابه (الـمفصل في تاريـخ العرب، ج١٠، صـ١٣٦) ما يلي:

[وإذا وقع أحد في أيدي عدو وأُسر فيُقال له عندئـذ: «أسير». ويُعبِّر عنه بـ«أخذ» في السبئية في حـالة الـمفرد، وبـ«أخـذتم» «أخـذت» «أخـذيت» في حـالة الـجمع. وتُطلَق هذه اللفظة على الأسرى الذين يقعون في الأسر من دون قتال، وذلك عند اكتساح جـيش أو غزاة جيش العدو أو مكان ما، فيؤخـذ مَن فيه من ناس من غير قتال ولا مقاومة. فهم مثل الغنائم التي تقع في أيدي الغزاة والـمحـاربين يؤخـذون دون قتال. أما الذين يؤخـذون بعد مقاومة وبقتال، فيقال لهم: «سبيـم»، أي: «سبـي»، بـمعنى «مسبـي». وأما الـجمع فـ«اسبـى»، أي: سبايا. وأما الإسباء فيعبر عنه بـ«يسبيو»، وتعني «يسبـي» و«يسبون». وكانوا يُكـبِّلون أيدي الأسرى والسبي بـ«الكـبل»: القيد من أي شيء كان؛ وذلك لاحتباسهم حتى لا يـهربوا...، وقد كانوا يُكـتِّـفونـهم بالـحبال وبكل شيء يكون عندهم يُشد به وثاق الأسير، فلا يفلت من آسره. و«الكـتاف» هو الـحبل. و«الوثاق» هو ما يُشد به كالـحبل وغيره. كـما كانوا يُكتِّـفون الأسرى بالقدّ. والقد هو السير الذي يُقدّ من جلد، فتُشد به أطراف الأسير شدًّا شديدًا حتى لا يـتمـكن من الـهروب.]


إذن الـمؤرخ العَلماني/ جواد علي - نفسه يعترف بأنه كان هناك سبـي في الـجـاهلية قبل الإسلام.

وأنا أحببت أن استشـهد بكلام (جواد علي)؛ نظراً لأن الـملاحـدة يـحبون مؤلفاته؛ فهو علماني قد تلقى تعليمه على يد الـمستشرقين الأجـانب في ألـمانيا ونقل كلامـهم في كتبه...، ولذلك ستلاحظ أن هامش صـفحته التي اقتبستُ منها الكلام السابق يوجد به مراجع أجنبية عن النقوش والآثار الـموجودة في جنوب شبه الـجزيرة العربـية والتي تـتـحـدث عن السبـي آنذاك:

Jamme ٥٧٦، ٥٧٨، ٦٣٥، Mahram، P.٤٢٧، South Arabian Inscriptions، ٦٤٩، ٦٦٥، ٥٤٩.

Mahram، P.٤٤٣


ويقول جواد علي - في صفحة ٢٤٣ ما يلي:

[ولـما كان الرقيق ملكاً ومن حق الـمالك أن يتصرف بـملكـه كيف يشاء، صار من حق الـمالك بيع رقيقه أو إهدائه، أي: إعطاءه هبة إلى من يشاء دون حاجة إلى أخذ ذلك الرقيق، كـما كان من حقه عتق رقبته. كـما كان له حق الاستـمتاع بالإماء وإكراههن على البغاء للإتيان بالـمال أو لإنـجـاب الأولاد. ولم يكن للرقيق أن يـملك شيئًا؛ لأن الرقيق وما يـملكه مِلك للمالك. ولم يكن للرقيق حق التوريث إذ لا مال له؛ لأنه وما يـملكه مِلك مالكه. فإرثه لسيده وحـده.]


ويقول أيضاً في صفحة ٢٣٢ ما يلي:

[والزنا التي يعاقب عليه الـجـاهليون، هي زنا الـمرأة الـمحصنة من رجـل غريب بغير علم زوجها، وهو خيانة وغدر. أما زنا الإماء. فلا يُعدّ عيبًا إذا كان بعلم مالكهن وبأمره.]


ويقول في صفحة ٢٣١ ما يلي:

[سادات الإماء كانوا يتصلون بإمائـهم في الـجاهلية من غير عقد زواج، باعتبار أن الأَمة مِلك مالكها وسيدها، فله حق إلـحاق أنبائـها به إن شاء.]



ويقول جواد علي - في الـجزء ٩ ، صفحة ١٣٨ ما يلي:

[أما الزنا مع الإماء، فلم يكن الـجاهليون يعيبون الإنسان عليه كـما بينتُ ذلك.]

----------------

وها أنا قد أقمت الـحـجـة على العلمانـيـين والـملحدين من أفواههم.


لا تنسونا من صالـح دعائكم 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

1 comments:

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا