مضمون الشبـهة:
أحد أعداء الإسلام يزعم أنه راجع مـخطوطات القرآن الكريم، فوجد هناك تـحريفاً في كلمة (واقع) الـموجودة في آية:
﴿وَإِذۡ نَتَقۡنَا ٱلۡـجَبَلَ فَوۡقَهُمۡ كَأَنَّهُۥ ظُلَّةࣱ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُۥ وَاقِعُۢ بِهِمۡ﴾
فهذا الشخص يزعم أن الآية تـحتوي على كلمة (وقع) وليس (واقع)!!!
-------------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً:
الكثير من أعداء الإسلام الـمدلسين يقومون بـخداع الـجمهور حيث أنهم يـجـلبون بعض الـمـخطوطات القرآنية ثم يقرأونها أمام الـمشاهدين بالطريقة الإملائية الـحالية التي تعلمناها في الـمدارس. وهذا خطأ وتدليس منهم؛ فقد كان من الـمفترض عليهم ألا يسلكوا هذه الطريقة في قراءة الـمخطوطات القرآنية القديـمة. فالـمخطوطات القرآنـية القديـمة مكتوبةٌ بـحسب الطرق الإملائية القديـمة وبـحسب الـخطوط القديـمة في الكـتابة العربـية وليس بـحسب طرق الإملاء الـحديث، وبالتالي ينبغي قراءة هذه الـمخطوطات القديـمة بـحسب نطق زمانها وليس بـحسب نطقنا الـحالي، لأن اللغة تتطور من زمان إلى زمان، وطريقة الإملاء تـختلف من عصر إلى آخر، ولهذا نـحن نذهب إلى دار تـحفيظ القرآن لكي نـتعلم نطق القرآن الكريم شفاهةً كمـا نزل على النبي محمد قديـماً.
★ دعوني أضرب لكم بعض الأمثلة لكي تـتـضح الفكرة:
في الطرق الإملائية القديـمة، كان العرب يكتبون كلمة (الليل) هكـذا: (اليل)، حيث كانوا يكتبون حرف (ل) مرةً واحدةً حتى ولو تكرر، ولكنهم كانوا ينطقون الكلمة هكـذا: (الليل) وليس (اليل).
إذن علينا أن نـتعلم طرق قراءة الإملاء القديم قبل أن نستشهد بالـمخطوطات القرآنية القديـمة.
وكذلك، قديـماً كان بعض العرب لا يكتبون مد الألف في كثير من الكلمات، وبعض العرب الآخرين كانوا يكتبون مد الألف في الكلمات. ولكن كلا الفريقين كان يقرأ نفس الكلمة بنفس النطق حتى ولو كتبوها بطريقة مـختلفة.
ونـحـن اليوم أيضاً لا نكتب مد الألف في كثير من الكلمات مثل: كلمة (هذا) ، وكلمة (لكن)، وكلمة (هؤلاء) وغيرها.
وعلى الـجانب الآخر ، سترى أننا نكتب مد الألف في كلمات أخرى وهكذا.
وكذلك نـحن اليوم لدينا مدارس وطرق إملائية مـختلفة في كيفية كـتابة كلمة معينة، ولكن كلنا ننطق نفس الكلمة بنفس النطق حتى ولو اختلفنا في طريقة كـتابتـها، فمثلاً: أهل مصر يكتبون كلمة (شئون) هكذا، لكن أهل الشام يكتبونها هكذا: (شؤون)، وهناك بعض الناس يكتبونها هكذا: (شؤن)...، وكل هذا الطرق الإملائية صـحيحة ولكنها تـختلف من مكان إلى مكان، وجميعنا ننطقها بنفس النطق حتى ولو اختلفنا في طريقة كـتابتـها. وهذا ليس تـحريفاً كـما يظن بعض الـمغفلين.
وهناك بعض الناس يكتبون كلمة (زنا) هكذا، والبعض الآخر يكتبونها: (زنى). وكل هذه الطرق الإملائية صـحيحة ولكنها تـختلف من مكان إلى مكان، والـجميع ينطق الكلمة بنفس النطق حتى ولو كانت مـختلفة في طريقة الإملاء.
إذن علينا دائـماً أن نراعي هذه النقطة حين نتعامل مع مـخطوطات القرآن القديـمة؛ فكل مـخطوطة كانت تكتب آيات القرآن حسب نظام الإملاء الـموجود في البلد، ولكن جميع الـمسلمين ينطقون الكلمة بنفس النطق حتى ولو اختلفوا في طريقة إملائـها؛ لأنهم تعلموا طريقة تلاوة القرآن نفسه قبل طريقة إملائه.
فالقرآن الكريم أُوحي إلى النبي محمد شفاهةً أي بالصوت، أما طريقة إملاء القرآن، فهي تعتمد على نظام كل بلد في الإملاء ولكن بشرط عدم تـحريف نطق الكلمة القرآنية.
والآن، دعونا نعود إلى موضوعنا الأصلي
كلمة (واقع) في القرآن الكريم، قد كان بعض الـمسلمين يكتبونها بدون مد الألف، والبعض الآخر كان يكتبها بـمد الألف، ولكن كلا الفريقين كانوا ينطقون الكلمة بنفس النطق، ولهذا سنرى بعض الـمخطوطات لا تكتب مد الألف في الكلمة؛ لأن هذا هو أسلوبهم في الإملاء، أما الكثير من الـمخطوطات الأخرى فسترى فيها مد الألف مـكتوب مثل هذه الـمخطوطات القديـمة التالية:
 |
| انظر إلى الكلمة التي فوق الـخط الأحمر وستجد فيها مد الألف |
إذن كلمة (واقع) ستجد فيها مد الألف في كثير من الـمخطوطات التي كانت تعتمد على أسلوب وضع مد الألف.
إلى هنا ، نكون قد فندنا الشبهة بالكامل
-----------
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا