مضمون الشبـهة:
إحدى النسويات زعمت أنه من الـمفترض على الرجـل أن يلبس الـحـجـاب، واستدلت بالآية القرآنية:
﴿وَإِذَا سَأَلۡـتُمُوهُنَّ مَتَـٰعࣰا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَاۤءِ حِـجَابࣲ ذَ ٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِـهِنَّ﴾
---------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً:
في اللغة العربـية ، كلمة (الـحـجاب) تعني: كل ما يـَحـجب سواء كان لباساً أو ستاراً أو جداراً أو غيره.
إذن كل ما تـحتجب به الـمرأةٌ عن الأنظار فهو حـجـاب لها.
----
ثانياً:
عبارة {من وراء حـجـاب} هي عبارة متبادَلة بين الطرفين، فمثلاً:
إذا كان هناك رجل وامرأة يكلمان بعضـهما، وكان بينـهما ستار يـحـجب كليـهما عن رؤية الآخر، فإن الرجل سيعتبر تلك الـمرأة وراء الستار الـحاجب بينهما، وكذلك الـمرأة ستعتبر هذا الرجل وراء الستار الـحاجب بينهما.
إذن كلاهما يعتبر الآخر وراء الستار الـحاجب.
مثال آخر: إذا افترضنا أن هناك سوراً بينك أنت وصديقك، إذن هذا معناه أن صديقك يعتبرك وراء السور، وأنت كذلك تعتبر صديقك وراء السور من الناحية الأخرى وهكذا. فكل واحد منكمـا هو وراء السور بالنسبة للآخر.
مثال آخر: أنت تلبس نظارة على عينيك فـتنظر إلى الناس من وراء النظارة ، وكذلك هم يعتبرونك وراء النظارة. فكلاكمـا يعتبر الآخر وراء النظارة.
وكذلك الـمرأة عندما تلبس حـجـاباً على وجهها، فإن الرجل يكلمها من وراء حـجابها، وهي تكلم الرجل من وراء حـجابها؛ فكلاهما يُعتبَر وراء الـحـجـاب بالنسبة للآخر.
إذن عبارة {من وراء حـجـاب} تـتحدث فقط عن وجود حـجاب حاجز بين شـخصين بـحيث أن كل واحد منهما يعتبر الآخر وراء الـحجاب الساتر الذي يفصل بينهما.
فهذه الآية لا تـقصد أن الرجل سيلبس حـجـاباً على وجهه، بل الآية تـتـحـدث فقط عن وجود حـجاب يـمنع كلا الطرفين من رؤية الآخر، وكل طرف سيعتبر الآخرَ وراء الـحـجاب من الناحية الأخرى سواء كان هذا الـحجـاب لباساً أو ستاراً أو جداراً...، ولهذا نـجد السيدة عائشة مثلاً كانت تـحـتجب بستار الهودج أو غيره.
أما الآية التي أمرت الـمرأةَ تـحديداً بلبس حـجـاب يغطي وجهها وجسدها نفسه، فهي الآية الواردة في الآية رقم ٥٩ من سورة الأحزاب حيث يقول الله تعالى:
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّأَزۡوَ ٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاۤءِ ٱلۡـمُؤۡمِنِینَ یُدۡنِینَ عَلَیۡـهِنَّ مِن جَلَـٰبِیبِـهِنَّ ذَ ٰلِكَ أَدۡنَىٰۤ أَن یُعۡرَفۡنَ فَلَا یُؤۡذَیۡنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [الأحزاب ٥٩]
إذا ركزت جيداً في الآية السابقة ☝️ فستجد أن الآية أمرت الـمرأةَ نفسها بأن تضع عليـها الـجلباب بـحيث لا تـُعرف، وهذا يدل على ستر وجـه الـمرأة وجسدها بـحيث لا تُعرف، فلا يتـحرش بها شـخص.
ولهذا بعد نزول آيات الـحجـاب كانت زوجات النبـي تغطين وجوههن؛ فعن السيدة عائشة أنها قالت:
[كان الركـبان يـمرون بنا ونـحـن مع رسول الله مُـحْرِمات ، فإذا حاذوا بنا أسدلت إحدانا جلبابـها من رأسها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه.]
رواه أبو داود (1833)، وابن ماجه (2935)، وصـححه ابن خزيـمـة (4/ 203)
---------
الـخلاصة: النسويات اللاتي طرحن هذه الشبهة هن ملحدات غبيات يقرأن ولا يفهمن ما يقرأن، ناهيك عن أنهن عاهرات أصلاً يلهثن وراء العهر والسفالة، ولذلك يترقبن الفرصة كل حين للطعن في الـحجاب ونشر السفالة بين النساء الشريفات.
وكـما قيل في الـمثل الشعبـي:
((ودت الزانية لو كل النساء زواني))
-----------
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا