مضمون الشبـهة:
أحد أعداء الإسلام يزعم أن هناك خطأً علمياً في القرآن حينما قال الله:
﴿وَأَلۡقَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ اسِیَ أَن تَـمِیدَ بِكُمۡ﴾
فهذا الشخص الـمعادي للإسلام يزعم أن الـجبال لا تُلقَى لأن الإلقاء يكون من فوق إلى تـحت!!!
--------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً:
- الشخص الذي طرح هذه الشبهة هو شـخص عبيط يـجهل بديـهيات اللغة العربـية، فكلمة (ألقى) في اللغة العربـية لا تُستخدَم فقط بـمعنى الرمي من فوق إلى تـحت بل كلمة (ألقى) قد تأتي أيضاً بـمعنى إصعاد الشيء من تـحت إلى فوق، ولذلك نـحن نقول:
[ألقى الولدُ الكرةَ على السطح أو الشجرة]
- وكذلك تُستخـدَم كلمة (ألقى) أيضاً بـمعنى إخراج الشيء، ولذلك يقول الله تعالى عن الأرض:
{وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيـهَا وَتَـخَلَّتْ}
فكلمة (ألقى) في الآية السابقة ☝️ هي بـمعنى (أخرج)، أي أن الأرض تنشق وتُـخرج ما فيها. وهذا ما ذكرته معاجم اللغة العربـية مثل: معجم اللغة العربـية الـمعاصر.
- وكذلك كلمة (ألقى) تأتي بـمعنى (وضع)، ولذلك يُقال في اللغة العربـية:
[ألقى فلان متاعه على الباخرة]؛ أي وضعه عليها.
وكلمة (وضع) قد تأتي أيضاً بـمعنى رفع الشيء من أسفل إلى أعلى مثلما أنت تأخذ الكتـاب من الرف الأول وتضعه في الرف الثالث وهكـذا.
★ إذن كلمة (ألقى) تأتي بعدة معاني منها: أخرج أو وضع أو أصعد.
وهذه الصفات تنطبق على الـجبال فعلاً، فنحن إذا درسنا طريقة تكون الـجبال، فسنجد أنها تصعد وتـخرج من الأرض.
وكلنا يعرف أن الـجبال بأنواعها الـمختلفة تـتكون وترتفع من أسفل إلى أعلى من خلال اندفاع الـمواد من أسفل إلى أعلى...، فمثلاً:
جبال الطّي أو الجبال الالتوائية: هي أكثر أنواع الـجبال انتشاراََ في العالم، وتـتكون نـتيجـة اصطدام صفيحـتـين تكتونـيتـيـن؛ مـما يؤدي إلى انثناء حواف الصفائـح وتشابكها، ويتضمن الاصطدام إجبار الطبقات الـخفيفة على الطفو فوق الطبقات الأكثر كـثافة مثل طبقة السّتار؛ مـما يـجـبر الـمواد للاندفاع للأعلى وتكوين الـجبال على شكل طيّات، ومن الأمثلة عليـها: جبال روكي في أمريكا الشمالية، وجبال الهيمالايا في آسيا، وجبال جورا في الألب، وجبال زاغروس التي تـمـتد من شـمال سوريا وجنوب تركيـا إلى الـخـليج العربي.
أما جبال الكـتل الصدعية: فتـتكون عند اصطدام الصفائـح ببعضها البعض، ولكنـها بدلاََ من انثنائـها ، فإنها تنكسر فتتكون تصدعات أو شقوق في القشرة الأرضيّة؛ مـمّا يُـجـبِر الـمـواد داخل القشرة للاندفاع للأعلى فتُكوّن الجبال الصدعية.
أما الـجبال البركانية: فـتـتكون عند اندفاع صفيحة تكتونية تحت صفيحة أخرى، أو فوق أحد حيود ظهر الـمحيط؛ مـمّا يؤدي إلى تدفـق الصخور الـمنصـهرة والرّماد والغازات الـمـوجودة في أعماق الأرض على شكل حمم بركانيّة واندفاعها إلى الأعلى وتراكمها حول فوهة البركان. ومن أشهر الـجبال البركانية: جبل مونا لوا، وجبل ماونا كي في هاواي، وجبل فوجي في اليابان، و جبل رينييه في الولايات الـمتحدة الأمريكيّة، وجبال نياموراجير في جمهورية الكونغو الدّيـمقراطيّة، وجبل إتنا في صقلية.
أما الـجبال الـمقببة: فـتـنـتج عن اندفاع الـمـاغما من باطن الأرض نـحـو السّطح؛ إلّا أنّها تفشل باختراق سطح الأرض، وتبرد وتتصلّب على شكل قبة ترتفع للأعلى نتيجة تراكم الـمواد تحتـها، ثم تعمل عوامل التعرية على تـحويلها إلى سلاسل من الـجبال دائرية الشكل.
فالـجبال تُلقى وترتفع من أسفل إلى أعلى كـما ذُكِرَ في القرآن الكريم.
إذن القرآن الكريم لم يرتكب أي خطأ في ذلك بل أعداء الإسلام الـحمقى هم مَن يـجهلون اللغة العربية.
ومن ضـمن الأشياء الـمضحكة هي أنني وجدت أحد أعداء الإسلام يزعمون أن القرآن أخطأ في استخدام كلمة (ألقى)؛ لأن الـجبال يـتغير ارتفاعها وحـجمها!!!!
وأنا أرد على هذا الـمغفل وأقول:
ما علاقة هذا بذاك أيها العبيط ؟!
كون أن حـجم الـجبال يـتغير ، هذا لا ينفي أن الله ألقاها.
دعوني أضرب لكم مثالاً لكي تـتـضح الفكرة:
افترض أن الولد ألقى الكرة على السطح، ولكن الكرة تـمددت نتيجة حرارة الشمس أو تقلصت نتيجة برودة الـجو على السطح، فهل هذا ينفى أن الولد ألقاها ؟!
الإجابة: لا لا لا، لأن الإلقاء ليس له علاقة بتغير حـجم الشيء أو ثباته.
ومن هنا يتضح أن طارح الشبهة هو حمار.
والأعـجب من ذلك كله أن صاحب الشبهة الـحـمار يزعم أنه يـجب أن تذهب إلى القمر لكي تشاهد الإلقاء!!!
وطبعاً ، هذا كلام سـخـيف فأنت يـمكنك أن تقف في أي مكان وتشاهد الولد وهو يلقي الكرة.
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا