مضمون الشبـهة:
أحد أعداء الإسلام يزعم أن القرآن أخطأ في هذه الآية حيث يقول الله تعالى:
﴿أَلَمۡ یَرَوۡا۟ إِلَى ٱلطَّیۡرِ مُسَخَّرَ اتࣲ فِی جَوِّ ٱلسَّمَاۤءِ مَا یُـمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱللَّه إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ﴾
فصاحب الشبهة يقول أن الهواء هو ما يـمسك الطائر في السماء وليس الله!!!
-------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً:
هذا الـملحد العبيط لا يفرق بين الأسباب ومسبب الأسباب؛ فنحن عندما نؤمن أن الله هو مسبب الأسباب، فهذا لا يعني أننا ننكر الأسباب نفسها، فمثلاً:
نـحن كمسلمين نؤمن أن الله يشفي الناس، ولكن هذا لا يعني أننا ننكر أهمية الدواء بل إننا أيضاً نؤمن بأهمية الدواء كسبب للشفاء، ولذلك ورد في السيرة النبوية:
[عاد رسولُ اللهِ ﷺ رجلًا به جرحٌ، فقال رسولُ اللهِ ﷺ: ادعُوا له طبيبَ بني فلانٍ قال: فدَعَوه فـجاء، فقال: يا رسولَ اللهِ أيُغني الدواءُ شيئًا؟!، فقال رسولُ الله: سبحان اللهِ وهل أنزل اللهُ من داءٍ في الأرضِ إلا جعل له شفاءً؟]
إذن إيـماننا بقدرة الله لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب.
وإذا رجعنا إلى الآية القرآنية فسنجد أن الله يذكر الهواء وكيف أن الطائر يطير فيه، ولذلك ذكر القرآن الكريم عبارة {جو السماء}، والتي فسرها الـمفسرون على أنها الهواء. إذن القرآن الكريم لا ينفي الأخذ بالأسباب.
وأما عن سبب تطرق القرآن الكريم إلى ذكر أن الله هو ما يـمسك الطائر في السماء، فهذا لأن الله هو خالق جميع الأشياء وهو الذي سـخَّر الهواء والقوانين الفيزيائية الطبيعية، ولولا أن الله فعل ذلك، لـما وُجِدَ الهواء أصلاً ولـما وُجِدت قوانين الضغط والقوة، ولـما طار الطائر أصلاً ولـما نفعه الهواء بشيء...، فمثلاً:
افترض أن الله غيَّر تركيب جين أو بروتين في هذا الطائر مـما أدى إلى عـجز الطائر عن الطيران، فهل سينفعه الهواء حينها؟!
افترض أن الله قبض روح هذا الطائر، فهل سينفعه الهواء حينها، وهل سيمسك الهواءُ الطائرَ في السماء؟!
افترض أن الله غيَّر قوانين الفيزياء الطبيعية، فهل سيحمل الهواءُ الطائرَ ؟!
الإجابة: لا، فالله هو الـخالق الذي يـمسك هذه الـمخلوقات.
ومن هنا يتبين لنا أن صاحب الشبهة هو شـخص عبيط.
ثم إن الـملحد العبيط لا يستطيع أن يفسر سبب ظهور القوانين الفيزيائية في عالـمنا؛؛ فالطبيعة هي كائن غير عاقل، وهي كائن زائل، فكيف ستخلق الطبيعة لنفسها قوانين فيزيائية يسهر العلماء العباقرة على دراستها ليل نهار.
-------
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا