هل أبو بكر قاتل ابنه وهل أبو عبيدة بن الجراح قتل أباه

مضمون الشبهة:

أحد أعداء الإسلام سـخر من الإسلام ووصفه بأنه دين الإجرام، وقد استشهد هذا الزنديق بقصة قتل النبي لـ(كعب بن الأشرف)، و(أبو عزة الـجمحي) و(أبو رافع سلَّام بن أبي الـحقيق)🤨!!!!

وكذلك استشهـد هذا الزنديق بأن الصحابي (أبو عبيدة بن الـجراح) قتل أباه الكافر، وكذلك أراد أبو بكر أن يقتل ابنه الكافر !!!


---------

الرد على هذه الشبهة السخيفة:

 أولاً: قصة مقتل (أبو عزة الـجمحي) لم تَثبت بإسناد صـحيح😀. فقد ذكرها ابن إسحاق بدون سند، أما ابن هشام فقد نسبها إلى سعيد بن الـمسيب، ولكن هذا السند مرسل ضعيف. وكذلك رُويت القصة من طريق آخر عن الواقدي الكذاب. وقد ضعفها الألباني وذكرها الدكتور/ محمد الغوشن في كـتاب (مـما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية).


وحتى لو افترضنا أن سندها صحيح ، فإن القصة تقول أن أبا عزة الـجمحي هـجم على الـمسلمين في معركة بدر، وأراد أن يقتلهم، لكن الـمسلمين انتصروا على الكفار وأسروا أبا عزة الـجـمحي، فتباكى أبو عزة للنبي وطلب منه الصفح، فعفا عنه النبيُ وحرره وتركه يرجع لـمكة ، لكن أبا عزة الـجمحي ظل في مكة يشتم النبي ويـحرض الكفار على قتل الـمسلمين، ثم اشترك أبو عزة مرة أخرى في معركة أخرى لقتل الـمسلمين، فأسره الـمسلمون مرة أخرى.

وحينئذ تباكى أبو عزة للنبي كعادته وطلب الصفح، لكن النبي رفض ذلك معللاً أن أبا عزة خبيث وربـما يرجع إلى مكة ويكرر فعلته ويقول لهم أنه خدع النبي مرتين.


---------

٢- وأما قصة قتل أبي عبيدة بن الـجراح لأبـيه، فهي قصة ضعيفة مرسلة🤷🏻‍♂️، وقد رواها (عبد الله بن شوذب)، الـمولود سنة ٨٦ هـجرياً والذي عاش بالبصرة والشام، ولم يشاهد الـحدث أصلاً. فالرواية لم تَثبت بسند صحيح .

وكذلك مضمون الرواية ذكرها الثعلبي عن مقاتل بن حيان عن مرة الهمذاني عن ابن مسعود، ولكني أعتقد أن مقاتل بن حيان لم يسمع من مرة الهمذاني؛ فمرة الهمذاني مات تقريباً سنة ٨١- ٨٣ هجرياً، أما مقاتل بن حيان فمات سنة ١٥٠ هجرياً. 

ولو افترضنا أن مقاتل عاش ٧٠ سنة، فليس من الـمعقول أن يكون مقاتل سمع الرواية من مرة الهمذاني وهو رضيع صغير!!!

ثم إن هذه القصة الضعيفة تقول أن والد أبي عبيدة شارك في معركة ضد الـمسلمين فكان يتصدى للصحابي (أبي عبيدة)، ولكن الصحابي (أبا عبيدة) كان يتـجنب أباه ، فلما أكثر والده الاعتداء، فإن الصحابي اضطر إلى قتله.

---------

٣- وأما قصة أن أبا بكر أراد أن يقتل ابنه، فهي قصة ضعيفة مرسلة، وقد رواها الواقدي الكذاب عن ابن أبي الزناد ، عن أبـيه.

ولكن الراوي الواقدي هو راوٍ كذاب، أما الراوي ابن أبي الزناد، فقط اختلف العلماء في حكمه لكن أغلبية العلماء أشاروا إلى ضعفه مثل الإمام أحمد والنسائي ويـحيى بن معين والرازي.

أما أبوه الراوي/ عبد الله بن ذكوان، فقد وُلد سنة ٦٥ هـجرياً، ولم يعاصر الـحادثة أصلاً؛ فالرواية مرسلة ضعيفة، ولم تثبت بسند صحيح. 



ثم إن الرواية تقول أن (عبد الرحمن بن أبي بكر) كان في معركة (أُحد) ضد الـمسلمين فـجاء ليبارز الـمسلمين، فقام إليه أبو بكر ليبارزه، ولكن النبي منعه قائلاً:

 [أنت أحب إلي من سمعي وبصري].

 

ثم إنه ورد في الـكـتب أن ابن أبي بكر قد أسلم من تلقاء نفسه في هدنة الـحديبية.


 وهناك رواية أخرى مرسلة ضعيفة رواها ابن هشام عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ولكن الدراوردي من تابعي التابعين ولم يعاصر الـحادثة أصلاً، ثم إنه كان سيء الـحفظ وله أوهام طالـما لم يُـحـدِّث من كـتابه.

 ثم إن كل ما ورد في هذه الرواية هو أن أبا بكر قال لابنه في ساحة الـمعركة: [يا خبيث].

----------

٤- وأما عن مقتل (أبي رافع سلَّام بن أبي الحقيق)، فهو كان يـهودياً ، وخان عهد السلام مع النبي، فـحزَّب الأحزاب والـجيوش ضد النبي والـمسلمين لقتلنا. فهذا الرجل يـهودي مـجرم معتدي كـما ورد في سير أعلام النبلاء ٢٧/ ١٣.

 وكذلك أشار الـمباركفوري في كتـاب (الرحيق الـمختوم) إلى جرائم هذا اليهودي وكيف أنه كان يتـحصن بـخيبر. ولذلك بعث النبي جماعة من الصحابة لقتله ونهاهم النبي عن أن يقتلوا أي طفل أو امرأة.

 ----------

٥- وأما كعب بن الأشرف، فقد كان يهــودياً، وخان عهد السلام مع النبي، وذهب لـمكة بعد معركة بدر، وشتم النبي هناك وحرَّض أهلها على الـهجوم على الـمسلمين وقتلهم....، فلما سـئـم النبي منه ومن أذاه، بعث النبي جماعة من الصحابة لقتله بعد استدراجه خارج حصنه الـموجود في حي بني النضير.

---------

وأخيراً ، هناك رواية رواها أبو داود في الـمراسيل والبيـهقي عن مالك بن عمير قال:

«جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله، إني لقيت العدو، ولقيت أبي فيـهم فسمعت منه مقالة قبيحة فطعنته بالرمـح فقتلته فلم ينكر النبي صنيعه.»


أخرج هذه الرواية☝️ أبو داود في الـمراسيل (328)، ولكن سندها لا يصح؛ لأنه منقطع، ثم إن مالك بن عمير مـجهول الـحال كـما قال ابن حـجر. ثم إن الرواية ليس فيها أن النبي هو مَن أمر بقتل الوالد بل الابن هو مَن فعل ذلك أولاً.


وكذلك هناك رواية أخرى رواها ابن جُريـج حيث قال: 

[حدّثت أنّ أبا قـحافة سبّ النبي ﷺ فصكّه أبو بكر صكّة سقط منها، ثم ذكر ذلك للنبيّ فقال: «أو فعلته؟» . فقال: نعم. قال: «فلا تعد إليه» فقال أبو بكر : والله لو كان السيف منّي قريباً لقتلته، فأنزل الله سبحانه هذه الآية.]


ولكن هذه الرواية ضعيفة منقطعة الإسناد ☝️، فلا ندري مَن الذي أخبر ابن جُريـج بهذه القصة أصلاً!

ثم إن النبي نهى أبا بكر عن العودة لـمثل هذا الفعل. 

_________

وهكذا ، نكون قد رددنا على شبهات ذلك الزنديق.

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا