الرد على الشبهات حول آية ﴿لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم﴾ | الرد على الحريري الكذاب

مضمون الشبـهة والرد عليـها:

أحـد الزنادقة الكـذابـيـن يزعم أن الإسلام يأمر الابنَ بقتل أبـيه الكافر، واستدل هذا الزنديق بـهذه الآية:

﴿لَّا تَـجِـدُ قَوۡماً یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ا⁠نَـهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیـمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـاتࣲ تَـجۡرِی مِن تَـحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـالِدِینَ فِیهَا رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡـمُفۡلِحُونَ﴾

الرد على الحريري الأهبل

-------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

 أي عاقل يقرأ هذه الآية ☝️ سيعلم أن الآية ليس فيـها أي أمر لنا بقتل الأب الـمشرك، بل إن الآية لم تـتطرق للقتل أصلاً.


إن الآية تنـهى فقط عن (موادة) الكافر، وقد ورد الفعل (يوادون) في الآية؛ وهو على وزن (يفاعلون)؛ ويعني الـمبالغة في الـمحبة.

فالآية فيـها نـهي عن الـمبالغة في الـمحبة لذاك الكافر الذي يـحـارب الله والرسول ويسيء إلى إلـهي ونبـيـي ومقدساتي. 

إذن الآية تنـهى عن الـمبالغة في الـمحبة لـهؤلاء الأعداء الذين يـهينون ديني ويـجرحون مشاعري.


والـموادة أو عدم الـموادة هما من الـمشاعر القلبـية الداخـلية وليس شرطاً أن يؤثرا على الـمعاملة الـخـارجية؛ فأنت قد لا تـحب شـخصاً معيناً من داخـلك، ولكنك تـُحسِن بالأفعال إليه.

 فعدم الـموادة لا يشترط الأذية. وأنت قد لا تـحب شـخصاً، لكن هذا لا يعني أنك ستقتله أو تؤذيه حتماً...، فمثلاً: أنت قد لا تـحب جـارك بسبب أفعاله الـمزعـجـة ولكن هذا لا يعني أنك ستقتله أو ستؤذيه حتماً بل أنت قد تـتـحمله أو تُـحسن إليه بالأفعال.


ثم إن الآية نـهت فقط عن موادة الأب أو الأخ الـمعادي لله ولرسوله، ولكن عدم الـموادة لـهما لا يعني دائـماً الكراهية الشديدة لـهما؛ فأنت قد لا تـحب شـخصاً وفي نفس الوقت لا تكرهه بل تقف على الـحياد...، فمثلاً:

أنت في الـمواصلات تقابل أشـخـاصاً غرباء، وأنت لا تـحبـهم وفي نفس الوقت لا تكرههم. 


إذن ، الآية لا علاقة لـها بقتل الابن لأبـيه الكافر أو أذيته بل القرآن الكريم نفسه أمر بـحسن معاملة الوالد الكافر حيث يقول الله تعالى:

﴿وَإِن جَـاهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَا وَصَاحِبۡـهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰا وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [لقمان ١٥]

   

إذن الآية الأولى تنـهى عن الـمبالغة في الـمـحبة القلبية تـجـاه الكفار الـمعادين لله ولرسوله.

أما الآية الثانية فتتحـدث عن حسن الـمعاملة الفعلية للوالد الكافر بغض النظر عن ميولك القلبـي الداخـلي.


وأما بالنسبة للـمحبة أو الكراهية القلبية، فأنت لا دخل لك بي فيـها؛ فأنا لي كامل الـحق والـحرية في كره الكافر الـمسيء لدينـي، أما بالنسبة لـمعاملتي الـخارجية معه ، فهذا شيء آخر ونقطة أخرى تـماماً.

وليس من الـمنطقي أن يأتي أحد الـحمقى ويأمرني بأن أحب فلان الذي يـهين مقدساتي ويـجرح مشاعري!

أنت إيش دخـلك بـمشاعري أصلاً ؟!

ثم إنه إذا كان الكافر يسيء إلى مقدساتي الدينية التي قلبـي متعلق بها، وإذا كان هذا الكافر يعادي إلـهي ونبـيـي الذين أحبـهما، إذن هذا الكافر هكـذا قد حطم قلبي ولم يـحـترم شعوري، وبالتالي ليس من الـمعقول أن يطالبني هذا الكافر بـمودته القلبية بعد أن داس على مشاعري أصلاً.

أنت عندما تكسر مشاعري وتـهين شيئاً أحبه، إذن لا تطالبني بعد ذلك بأن أحبك.


★ أما بالنسبة للـمسيحية، فإن إله الـمسيحيين اشترط على أتباعه أن يبغضوا آباءهم وأمـهاتهم 

إنـجيل لوقا ١٤: ٢٦

«إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً.»


أما بالنسبة للـملاحـدة، فليس هناك أي مودة أصلاً في الإلـحـاد، بل كل ملحـد يـهتم بشـهواته فقط، لكن الـملاحـدة يـحـاولون أن يتظاهروا أمام الناس بأنهم ذوو أخلاق حتى لا يتعرضوا للنقد.



-------------

الشبـهة الثانـية:

الـحريري الكـذاب زعم أن مصحفنا الـحـالي فيه تـحريف لكلمة (يوادون) حيث زعم هذا الكـذاب أن الـمخطوطات القرآنـية القديـمة تـحتوي على كلمة (يودون) بدون ألف الـمد!

وأنا أرد على هذا الـكـذاب وأقول:

أولاً: معظم الـمخطوطات القرآنية القديـمة تضع ألف الـمد في كـلمة (يوادون) وفي بعض الـمخطوطات ستـجـدها مكتوبة على شكل ألف مد خنجرية...، وإليك الـمخطوطات لكي تـتأكد بنفسك 👇

ورد في مخطوطات القرآن كلمة (يوادون) بألف المد | الرد على الحريري الكذاب

ورد في مخطوطات القرآن كلمة (يوادون) بألف المد | الرد على الحريري الكذاب

ورد في مخطوطات القرآن كلمة (يوادون) بألف المد | الرد على الحريري الكذاب

ورد في مخطوطات القرآن كلمة (يوادون) بألف المد | الرد على الحريري الكذاب

ورد في مخطوطات القرآن كلمة (يوادون) بألف المد | الرد على الحريري الكذاب

ورد في مخطوطات القرآن كلمة (يوادون) بألف المد | الرد على الحريري الكذاب

ورد في مخطوطات القرآن كلمة (يوادون) بألف المد | الرد على الحريري الكذاب

ورد في مخطوطات القرآن كلمة (يوادون) بألف المد | الرد على الحريري الكذاب



ثانياً:
الـحـريري الكـذاب يـخـدع متابعيه؛ فهو يقرأ الـمخطوطات القرآنية القديـمة باستخـدام طريقة الإملاء الـمعاصرة، وهذا خـبل وخـداع.

فالـمخطوطات القرآنـية القديـمة مكتوبة بالطريقة الإملائـية القديـمة مثل الـخط العثماني ، ولذلك إذا أردت أن تقرأها فعليك أن تـتعلم قواعد وطرق الإملاء القديـمة وليس أن تقرأها بطريقة الإملاء الـحـديثة التي نتعلمها اليوم في مدارسنا. لأن طريقة كتـابة الكلمات العربـية قديـماً تـختلف عن طريقة كتـابتنا في العديد من الأشياء.
ولذلك نـحن كمسلمين نذهب إلى كتـاتـيب تـحفيظ القرآن لكي نـتعلم طريقة نطق القرآن بـحسب طريقة الإملاء القديـمة التي كانت في زمن الصـحـابة والتابعين، وهذه الطريقة قد تناقلها الـمسلمون جيلاً عن جيلاً فيـما يعرف بعلم التـجويد.

دعني أعطيك بعض الاختلافات بين طريقة الإملاء القديـمة وطريقة الإملاء الـحـديثة

طريقة الإملاء القديـمة كانوا يكتبون كلمة (الليل) هكذا ← (اليل) حيث يقومون بإدغام حرف اللام الـمتكرر. 

والكثير من الـمدارس الإملائية القديـمة كانت تكتب كلمة (السماوات) هكذا ← (سـمـوت) أو (سـموات).


وأيضاً ، قد يوجـد اختلافات بين الطرق الإملائية القديـمة وبعضـها ، فمثلاً: بعض الـمدارس الإملائية القديـمة كانت لا تكتب ألف الـمد في الكلمات لأنهم يعتبرون ألف الـمد مـجرد حركة ليس حرفاً مستقل النطق.
ولكن بعض الـمدارس الإملائية القديـمة الأخرى كانت تكتب ألف الـمد. وفي كلتا الـحـالتين كانوا يقرأون الكلمة بنفس النطق.

دعني أعطيك مثالاً من عصرنا لكي تـتضح الفكرة: أهل مصر يكتبون كلمة (شئون) هكذا ، أما أهل الشام فيكتبونـها هكذا (شؤون) ، وبعض اللغويـيـن الآخرين يكـتبونـها هكذا : (شؤن). ولكن كـلنا ننطق هذه الـكـلمة بنفس النطق مع اختلاف طريق الكتـابة.
وأيضاً ، هناك مَن يكتب كلمة (زنا) هكـذا، وهناك مَن يكتبـها هكـذا (زنى)، ولكن في كـلتا الـحـالتين يقرأونـها بنفس النطق.

ونفس الأمر ينطبق على الطرق الإملائية القديـمة حيث كان بعض اللغويـيـن يكتبون ألف الـمد في بعض الكلمات، وبعض اللغويـيـن الآخرين لا يكتبـونـها، ولكن في كلتا الـحـالتين كانوا ينطقونـها بنفس النطق.

وما يـهمنا هو طريقة النطق نفسـها لأن القرآن الكريم نزل شفاهةً وليس كـتابةً ، وبالتالي نـحن نـهتم أكثر بطريقة نطقه ونـتعلمه في الكـتاتيب. 
 
إذن عليك أن تـتعلم كيف تقرأ الـخط العثماني وكيف تعرف طريقة الإملاء القديـمة والفروقات الكتـابـية بين مدارس الإملاء القديـمة. وعليك أن تذهب إلى كتـاتيب تـحفيظ القرآن وليس أن تـخـترع قراءة حـديثة للقرآن على مزاجـك.

-------------

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل 

لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه 

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا