الرد على شبهات منكري السُنة حول الصراط

 بعض منكري السُنة يثـيرون شبـهات حول جسر الصراط الـذي يُنصَب على ظهر جهنم والذي يـمر عليه الـمسلمون إلى الـجنة، وسوف نوضـح لكم ماهية الصراط، ثم سنذكر  لكم شبهات النكرانيـين واحدةً تلو الأخرى، ونرد عليـها وننسفها بفضل الله تعالى.

________

أولاً:

كلمة (صراط) في اللغة العربـية تُطلق على كل طريق تسير عليه سواء كان طريقاً معنوياً أو مادياً أو كان طريق خير أو ضلال، فكلاهما يُطلق عليه (صراط) في اللغة العربـية.


ولذلك يقول الله تعالى عن قوم شعيب:

﴿وَلَا تَقۡعُدُوا۟ بِكُلِّ صِرَ اطࣲ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَتَبۡغُونَهَا عِوَجࣰاۚ وَٱذۡكُرُوۤا۟ إِذۡ كُنتُمۡ قَلِیلࣰا فَكَثَّرَكُمۡۖ وَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡـمُفۡسِدِینَ﴾ [الأعراف ٨٦]


فقوم شعيب☝️ كانوا يقعدون في الصراط؛ أي (الطريق)، ويـهددون الناس بالقتل إن لم يؤتوهم الـمال.


إذن كلمة (صراط) تُطلَق على الطريق، وأنت إذا كنت تسير بسيارتك في طريق مستقيم، فهذا اسمه أيضاً (صراط مستقيم) أو (طريق مستقيم). وسباق الكلام هو ما يـحدد الـمقصود.


- وفي يوم القيامة ، يكون هناك نوعان من الطرق، وكل منـها يُسمى صراطاً؛ فأما الطريق الأول فهو عبارة عن أرض ثابتة يسير عليـها الكفار مُساقين حتى يصلوا إلى حافة النار، فيُقذَف الكفار من على هذه الـحافة فيقعون في النار مباشرةً.

ولذلك يقول الله تعالى 

﴿ٱحۡشُرُوا۟ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَأَزۡوَ اجَهُمۡ وَمَا كَانُوا۟ یَعۡبُدُونَ ۝٢٢ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهۡدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلۡـجَـحِیمِ [الصافات ٢٣]


- وأما الطريق أو الصراط الآخر فهو بـمثابة جسر رفيع يُوضع -فيما بعد- على ظهر جهنم حيث يربط هذا الـجسر بين طرفين أو حافتين، ويؤدي آخره إلى الـجنة. وهذا الصراط أو الـجسر هو ما يسير عليه الـمسلمون مـحاولين أن يعبروا بإتـجاه الـجنة.


إذن هناك صراطان في القيامة؛ أحدهما طريق أو مسار موجود في أرض الـمحشر حيث يُساق الكافر إلى النار، وأما الصراط الآخر فهو جسر رفيع يوضع فيما بعد، حيث يـمر عليه الـمسلمون متجهين إلى الـجنة.

وجسر الصراط هو ما يقصده الـخطباء والشيوخ غالباً في الـخطب والفتاوى. وسنتكلم عن هذا الصراط بالذات باستفاضة في تكمـلة الـمنشور.

---------------

والآن ، سنستعرض لكم أهم أسئلة منكري السُنة ثم نرد عليـها:


السؤال الأول:

يقول منكرو السُنة: هل العبور على جسر الصراط الـمؤدي إلى الـجنة يكون قبل الـحساب أم بعده ؟!


والرد: العبور على جسر الصراط الـمؤدي إلى الـجنة يكون بعد الـحساب، ولهذا روى الإمام مسلم (١٨٣) من حديث أبي سعيد عن النبي أنه قال:

  [ثُمَّ يُضْرَبُ الْـجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَتَـحِلُّ الشَّفَاعَةُ، وَيَقُولُونَ: اللهُمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ] 


ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيـمية في كتـاب  (الـمستدرك على الفتاوى) (١ /١٠٣):

[وحشرهم وحسابـهم يكون قبل الصراط.]


------------

السؤال الثاني:

يقول منكرو السُنة: كيف يَعبر الكفار على جسر الصراط الـموجود على ظهر جهنم في حـين أن الله أخبرنا في القرآن بأن الكفار يُساقون إلى جهنم ويدخلونـها جماعات جماعات ؟!


الرد: بالنسبة للكفار، فإنهم لا يعبرون على جسر الصراط الـمنصوب على ظهر جهنم والذي يؤدي إلى الـجنة. وقد شرحنا ذلك من قبل.

 أما الـمسلمون ، فهم مَن يعبرون على جسر الصراط الـمنصوب على ظهر جهنم متجهين نـحو الـجنة. ولذلك الـحـديث النبوي لم يذكر عبور الكفـار على جسر الصراط الـمتجه إلى الـجنة بل الـحديث النبوي قال:

   [دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَـجْـدٍ فِيهَا شُوَيْكَـةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ، فَيَمُرُّ الْـمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَكَـالْبَرْقِ، وَكَـالرِّيـحِ، وَكَـالطَّيْرِ، وَكَأَجَـاوِيدِ الْـخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْـدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَكْـدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ]


- ولهذا قال الـحافظ ابن رجب في كـتابه (التخويف من النار) ص235 ما يلي:


[واعلم أن الناس منقسمون إلى مؤمن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً، ومشرك يعبد مع الله غيره. فأما الـمشركون فإنهم لا يـمرون على الصراط، إنـما يقمعون في النار قبل وضع الصراط، ويدل على ذلك ما في الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي أنه قال، قال: يـجمع الله الناسَ يوم القيامة، فيقول: مَن كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع الشمسَ مَن يعبدها، ويتبع القمرَ مَن يعبد القمر، ويتبع الطواغيتَ مَن يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فذكر الـحديث إلى أن قال: ويُضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يـجيزه.]


فهنا☝️ ابن رجب يؤكد عدم مرور الكـفار على جسر الصراط الذي يوضع على ظهر جهنم والذي يؤدي إلى الـجنة بل هؤلاء الكفار يُقذفون في النار قبل نصب جسر الصراط أصلاً.


ولهذا عندما تقرأ الـحديث بطوله فستجد أن وضع جسر صراط على ظهر جهنم يكون بعد إلقاء الكفار في النار؛ فقد ورد في الـحـديث ما يلي:

[إذا كان يَومُ القيامةِ أذَّنَ مُؤذِّنٌ لِيَتَّبِعْ كُلُّ أُمَّةٍ ما كانت تَعبُدُ، فلا يَبقى أحَدٌ كان يَعبُدُ غيرَ اللهِ من الأصنامِ والأنصابِ إلّا يَتَساقَطون في النّارِ حتى إذا لم يَبْقَ إلّا مَن كان يَعبُدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجِرٍ وغُبَّرِ أهلِ الكتـابِ، فيُدعى اليـهودُ فيُقالُ لهم: ما كُنتُم تَعبُدون؟ قالوا: كُنّـا نَعبُدُ عُزَيرَ ابنَ اللهِ، فيُقالُ لهم: كَذَبتُم ما اتَّـخَذَ اللهُ من صاحِبَةٍ ولا وَلَدٍ، فماذا تَبغون؟ قالوا: عَطِشْنا يا ربَّنا، فاسْقِنا، فيُشارُ ألا تَرِدون، فيُحشَرون إلى النّارِ كأنَّها سَرابٌ يَـحطِمُ بعضُها بعضًا، فيَتَساقَطون في النّارِ، ثم تُدعى النَّصارى، فيُقالُ لهم: ما كُنتُم تَعبُدون؟ قالوا: كُـنّا نَعبُدُ الـمَسيحَ ابنَ اللهِ، فيُقالُ لهم: كَذَبتُم ما اتَّـخَذَ اللهُ من صاحِبَةٍ ولا وَلَدٍ، فيُقالُ لهم: ماذا تَبغون؟ فيقولُون: عَطِشْنا يا ربَّنا، فاسْقِنا، فيُشارُ ألا تَرِدون، فيُحشَرون إلى جَهنَّمَ كأنَّهم سَرابٌ يَـحطِمُ بعضُها بعضًا، فيَتَساقَطون في النّارِ حتى إذا لم يَبْقَ إلّا مَن يَعبُدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجِرٍ...... ثم يُضرَبُ الـجِسرُ على جَهنَّمَ، وتَـحِلُّ الشَّفاعَةُ، ويقولُون: اللَّهُمَّ سلِّمْ سلِّمْ.]


---------

السؤال الثالث:

كيف يكون هناك خطاطيف عند العبور على جسر الصراط بـحيث يتأذى منها العابر بالرغم من أن الله قال:

﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ سَبَقَتۡ لَهُم مِّنَّا ٱلۡـحُسۡنَىٰۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَنۡهَا مُبۡعَدُونَ ۝١٠١ لَا یَسۡمَعُونَ حَسِیسَهَا وَهُمۡ فِی مَا ٱشۡتَهَتۡ أَنفُسُهُمۡ خَـٰلِدُونَ ۝١٠٢﴾ 


والرد: هذه الآية ☝️ تتـحـدث عن حال الـمؤمنين بعد دخولهم الـجنة، ولذلك وردت عبارة: {وهم في ما اشتـهت أنفسهم خالدون}

وكذلك وردت كلمة (مبعَدون)، وهذا يعني أن الآية تتـحـدث عن الـمؤمنين الذين دخلوا الـجنة بعد أن عبروا جسر الصراط وتـجاوزا جهنم وابتعدوا عنـها أصلاً، ولا تـتـحدث هذه الآية عن حال الـمؤمنين أثناء عبورهم على جسر الصراط.

 ثم إن الـخطاطيف لا تؤذي كل العابرين بل تؤذي فقط العصاة الذين شاء الله أن يعذبـهم بها...، ولذلك ورد في حديث البـخاري عن النبي أنه قال:

[وفي جَهَنَّمَ كَلالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدانِ، هلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدانِ؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: فإنَّها مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدانِ غيرَ أنَّه لا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِها إلّا اللَّهُ، تَـخْطَفُ النّاسَ بأَعْمالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَن يُوبَقُ بعَمَلِهِ، ومِنْهُمْ مَن يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَـنْجُو.]

-----------

السؤال الرابع:

هل يوجـد أي آية قرآنـية تتـحـدث عن جسر الصراط الـمنصوب على ظهر جهنم والذي يؤدي إلى الـجنة؟!


الرد: نعم ، هناك آيات أشارت إلى جسر الصراط الـمنصوب على ظهر جهنم، فمثلاً:

قال الله تعالى:

 {هَـٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ۝٦٣ ٱصۡلَوۡهَا ٱلۡیَوۡمَ بِـمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ۝٦٤ ٱلۡیَوۡمَ نَـخۡتِمُ عَلَىٰۤ أَفۡوَ ا⁠هِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَاۤ أَیۡدِیهِمۡ وَتَشۡهَدُ أَرۡجُلُهُم بِـمَا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ ۝٦٥ وَلَوۡ نَشَاۤءُ لَطَمَسۡنَا عَلَىٰۤ أَعۡیُنِهِمۡ فَٱسۡتَبَقُوا۟ ٱلصِّرَ اطَ فَأَنَّىٰ یُبۡصِرُونَ ۝٦٦ وَلَوۡ نَشَاۤءُ لَـمَسَخۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ مَكَانَتِـهِمۡ فَمَا ٱسۡتَطَـٰعُوا۟ مُضِیࣰّا وَلَا یَرۡجِعُونَ ۝٦٧}

فالآية السابقة ☝️ ذكرت جسر الصراط في أحوال يوم القيامة.

ومعنى الآيات السابقة هو أن الكافر يدخل جهنمَ حيث تسوقه ملائكةُ العذاب إلى النار وترميه فيها مباشرةً، ولكن لو استطاع هذا الكافر التـملص من الـملائكة بـحيث يستبق ويـجري ناحية جسر الصراط مـحـاولاً العبور إلى الـجنة، فإن الله سيجعله أعمى فلن يبصر شيئاً، ولن يستطيع الوصول إلى جسر الصراط، بل قد يـمسخه اللهُ فلا يستطيع الكافر الـحراك ولا يقدر الكـافر على الوصول إلى جسر الصراط بل سيثبت مكانه.

 فالـمسلم هو مَن يُسمح له بـمحاولة العبور على جسر الصراط فقط، أما الكافر فيُلقى في النار بدون العبور على جسر الصراط.

والدليل على أن الآية تتـحدث عن جسر صراط يؤدي إلى الـجنة هو أن الله سيشل حركة الكافر لو حاول الوصول إليه، فـحينـها لن يستطيع الكافر التقدم إليه. لكن لو كان هذا الصراط يؤدي إلى جهنم فقط ولا يؤدي إلى الـجنة، فإن الله لم يكن سيشل حركة الكافر أصلاً بل كان سيتركه يـجري للإمام ويقع في النار بـنفسه، ولـما كان هناك فائدة من شل حركته أصلاً. 


وكذلك قال الله تعالى:

 {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَـجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)}  سورة مريم 


فالآية السابقة ☝️ معناها أن الـمؤمن يَرِدُ على جهنم ثم ينـجو منها؛ أي يعبر عليها ثم ينـجو منها، وهذا يدل على أن الـمسلم يسير على ظهر جهنم ثم يعبر إلى الـجنة.

---------

السؤال الـخامس:

كيف يعبر الـمؤمن على جسر الصراط ليدخـل الـجنة في حين أن الله أخبرنا بأن الـمؤمنين يدخلون الـجنة جماعات جماعات من أبوابـها؟!


الرد: الـمؤمنون بعد أن يعبروا على جسر الصراط فإنهم يـجتمعون في ساحـات أمام الـجنة، فتُفتح لهم أبواب الـجنة ويدخلونـها جماعات جماعات.

 إذن دخول جماعات الـمؤمنين إلى الـجنة لا ينفي العبور على جسر الصراط.


---------------

السؤال السادس:

يقول منكرو السُنة: كيف يعبر الكافر على جسر الصراط في حين أن الكفار يدخلون جهنم من أبوابها ويتسلسلون بالسلاسل ؟!


الرد: نـحن قلنا من قبل أن الكفار لا يعبرون على جسر الصراط بل يُقذفون في النار قبل وضع جسر الصراط أصلاً.

أما العصاة من الـمسلمين، فإنهم يـحاولون العبور على جسر الصراط ، فمنهم من تكون عقوبته أنه يُـخـدش بالكـلاليب ، ومنهم مَن يسقط مِن على جسر الصراط فيدخل جهنم.

وأما بالنسبة لوجود أبواب للنار، فإن هذا لا ينفي العبور على جسر الصراط؛ فكلمة (باب) في اللغة العربـية تعني: مدخـل

والـمدخل قد يكون أمامك أو تـحتك أو أعلاك، ولهذا يذكر القرآن الكريم عبارات مثل: 

﴿فَفَتَحۡنَاۤ أَبۡوَ ابَ ٱلسَّمَاۤءِ بِـماۤءࣲ مُّنۡهَمِرࣲ﴾ [القمر ١١]

﴿وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَاۤءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بࣰا [النبأ ١٩]


إذن الباب قد يكون أمامك أو فوقك أو تـحتك، فإذا دخلت النار من منطقة معينة، فإن هذا هو بابـها ومدخلها.


ومن الـمعلوم أن نار الآخرة تكون في الأسفل، ولهذا يقول الله تعالى:

 ﴿إِنَّ ٱلۡـمُنَـٰفِقِینَ فِی ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِیرًا﴾ [النساء ١٤٥]


إذن نار الآخرة عبارة عن دركـات وطبقات أسفل بعضها، وكل دركة لـها باب؛ فإذا سقط الإنسان إلى الدركة الأولى فقد دخل بابها، وإذا نزل الإنسان أكثر إلى الدركة الثانية من النار ، فقد دخل بابها أيضاً.

إذن الـمسلم العاصي عندما يسقط من على جسر الصراط ويقع في جهنم، فإنه يدخل بابها؛ أي يدخل من مدخلها.

ولهذا فإن جسر الصراط لا يتناقض مع وجود أبواب لـنار الآخرة.

----------

السؤال السابع:

إذا كان الـمسلم يُـحـاسب قبل عبوره على جسر الصراط، إذن ما أهمية جسر الصراط؟!

الرد: جسر الصراط هو بـمثابة طريق للعبور إلى الـجنة، وكذلك جسر الصراط هو بـمثابة عقاب للبعض؛ فهناك بعض العصاة الـمسلمين الذين لهم ذنوب، ولذلك هم يتألـمون عند عبورهم جسر الصراط، وهناك مَن يقعون من على جسر الصراط ... وهكـذا.

ثم إن الـحساب شيء والعقاب شيء آخر مـخـتلف، فالـمقصود بالـحساب هنا هو عرض أعمال الإنسان أمام الله، وحساب الـحسنات والسيئات والـموازنة بينـهما.

 وبعد أن ينتـهي الـحساب والعرض، يؤخذ الإنسان إلى مثواه؛ إلى نعيمه أو ألـمه.


----------

السؤال الثامن:

هل كل الـمسلمين يتألـمون عند العبور على جسر الصراط؟!

الرد: لا ، ليس كل الـمسلمين ، فهناك مَن يعبر جسر الصراط بسرعة البرق أو بلمح البصر أو بسرعة الريـح أو بسرعة الـخيل؛ فالألم يصيب فقط العصاة الذين شاء الله أن يعذبـهم عند الـمرور على جسر الصراط.

-------

السؤال التاسع:

هل كلمة (الصراط) تعني فقط الإيـمان والدين؟!

الرد: لا ، وقد شرحنا ذلك في أول الـمنشور وأوضـحنا أن كلمة (صراط) تُطلَق على أي طريق أياً كان، لكن سياق الكلام هو ما يـحدد الـمعنى بالضبط.


والـمشكلة تكمن في أن منكري السُنة لا يفهمون اللغة العربـية ولا يفهمون القرآن الكريم أصلاً.

-------

السؤال العاشر:

هل من الـمعقول أن يعبر الـمؤمنون على جسر الصراط في حين أنه أدق من الشعرة وأحـد من السيف؟!

الرد: العبور على جسر الصراط يكون بتوفيق الله وقدرته؛ فالله هو يعطي الـمقدرة للـمؤمن على عبور جسر الصراط مثلما أعطى اللهُ الـمعجزاتَ للأنبياء.

فالطعن في القدرة على عبور جسر الصراط سيؤدي للطعن في الـمعجزات أيضاً.

________

إلى هنا، أكون قد فندت أكاذيب منكري السُنة الكفار حول جسر الصراط.


لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا