الرد على دكتور غالي حول السبي في الكتاب المقدس

في السنوات الأخيرة، طلع علينا أبناء الكنيسة زاعمين أن كـتابهم لا يـحتوي على نصوص لسبي النساء!
وعندما اقتبسنا نصوص السبي من الـكـتاب الـمقدس ووضعناها أمام أعين الـمسيحيين فإنهم تـملصوا منها وحاولوا تـحريف معاني النصوص وترجمتـها. وسنأخذ اليوم مثالاً على كيفية مراوغة الـمسيحيين في هذا الأمر

★ ورد في سفر التثنية ٢١ ما يلي:
10- «إذا خرجت لـمحاربة أعدائك ودفعهم الرب إلـهك إلى يدك، وسبيت منهم سبياً،
11- ورأيتَ في السبي امرأة جميلة الصورة، والتصقت بـها واتـخذتـها لك زوجة،
12- فـحين تدخلها إلى بيتك تـحلق رأسها وتقلم أظفارها
13- وتنزع ثياب سبيـها عنـها، وتقعد في بيتك وتبكي أباها وأمها شهراً من الزمان، ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها، فتكون لك زوجة.


- في النصوص السابقة☝️، نـجد إشارةً صريـحـةً إلى سبي النساء وامتلاكهن، ولكن الـمدافعين عن الـمسيحية مثل الـمدعو (دكتور غالي) حاول التـملص من هذه الورطة فزعم أن النصوص تـتكلم عن الزواج من الـمرأة الـمسبية وليس مضاجعتـها خارج إطار الزواج، واستدل هذا الـمرقعاتي على أن النص ذكر كلمة (زوجة) و(تـتزوج بها) !!!

--------
وأنا أرد على هذا الـمرقعاتي وأقول:

أولاً: عندما نرجع إلى النص العبري القديم، فسنـجد أن الكلمة الـمستخدمة هي كلمة (לְאִשָּֽׁה)، وهي مأخوذة من كلمة (אִשָּׁה) والتي تُنطَق: (إيشاه)، ومعناها الـحرفي والأدق هو: (امرأة).
ولكن الـمسيحي يتلاعب في الـترجمة؛ فمرة يترجمها حسب مزاجه إلى: (امرأة) ، أو (زوجة) أو (عاهرة) أو (أنثى) أو (أرملة) وهلم جرا

- ولذلك لو أنت نظرت إلى بداية النص رقم ١١، فستجد أنهم ترجموا كلمة (إيشاه) في النص هكذا:
[رأيت في السبي امرأة جميلة]

كمـا تلاحظون، فإنهم وضعوا كلمة (امرأة) هنا☝️

- ولكن في نهاية النص رقم ١١، ستجدهم ترجموا كلمة (إيشاه) في باقي النص هكذا:
[اتـخذتـها لك زوجة]

فالـمسيحيون يترجمون كلمة (אִשָּׁה) (إيشاه) حسب مزاجهم؛ فمرة يـترجمونها لـ(امرأة) ومرة أخرى لـ(زوجة) بالرغم من أنها نفس الكلمة وفي نفس النص، وتأخذ الكلمة نفس الرقم في قاموس سترونج (h802)!

وقد كان من الواجب على الـمسيحيين أن يترجموها كلها بنفس الترجمة هكذا:
[ورأيتَ في السبي امرأة جميلة الصورة، والتصقت بـها واتـخذتـها لك امرأة.]

____________

★ وأما فيما يتعلق بعبارة [يتزوج بها] الواردة في الاقتباس، فإننا إذا رجعنا إلى النص العبري القديم فسنـجـده استخدم عبارة (וּבְעַלְתָּ֔הּ)، وهي مأخوذة من كلمة (בַּעַל)، والتي تُنطَق (بعل/بأل)، ويعني حرفياً: (كن بعلاً لـها).

ولكن كلمة (بعل/ בַּעַל) في العبرية تُستخدَم أكثر بـمعنى (سيد) أو (رجل) أو (مالك) أو (قائد)...، والـمسيحيون أنفسهم ترجموها بهذه الـمعاني في حوالي ٦٠ موضع في الكـتاب الـمقدس مثل:  (التكوين ٤٩: ٢٣)، (الـخروج ٢١: ٢٨)، (يشوع ٢٤: ١١)، (القضاة ١٩: ٢٢)، (أيوب ٣١: ٣٩)، (الأمثال ١٧: ٨)، (أمثال ٢٢: ٢٤) ....

وقليلاً ما تُستخدم كلمة (بعل/בַּעַל) بـمعنى (زوج) في الـكتـاب الـمقدس، لدرجة أنه لم يتم استخدامها بهذا الـمعنى إلا في أقل من ١٢ موضع فقط من الكـتاب الـمقدس.

بل إنهم ترجموا كلمة (بعل) إلى (مالك) في التثنية ١٥: ٢ ؛ أي قبل ستة أصـحاحات فقط من الاقتباس الذي نتكلم حوله!
 
إذن كلمة (بعل) في النص العبري القديم لا تشترط أن يتزوج الـجندي من الـمرأة الـمسبية بل تعني: السيادة عليها داخل البيت.

وأما بالنسبة للـمسيحيين الذين يستدلون بالنص رقم ١٤ على أن الـجندي يطلق الـمرأة الـمسبية إذا لم تعجبه، مـما يدل على أنه تزوجها أولاً، فإنني أرد عليهم وأقول:

الكلمة الـمستخدمة في النص العبري هي (וְשִׁלַּחְתָּהּ֙)، وهي مأخوذة من كلمة (שָׁלַח)، وتُنطق (شالاق)، وتعني الإرسال في العبرية. وهي تُستخدم مع غير الزوجة مثلما تُستخدَم مع الزوجة. بل وتُستخدم لإرسال الرب للأنبياء أو إرسال الرجل لرجل آخر.


إذن لا يوجد أي دليل صريـح في النص على أن الـجندي سيتزوج الـمرأة الـمسبية.

بل ترجمة النص بكل دقة هو هكذا:
[إذا خرجت لـمحاربة أعدائك ودفعهم الرب إلـهك إلى يدك، وسبيت منهم سبياً، ورأيتَ في السبي امرأة جميلة الصورة، والتصقت بـها واتـخذتـها لك امرأةً،...، ثم بعد ذلك تدخل عليها وتكون سيداً لها، وتكون لك امرأةً. وإذا لم تفرح بها فأرسلها لنفسها؛ لأنك قد أذللتـها.]



إلى هنا ، نكون قد رددنا بالكامل على هراء الـمدعو دكتور غالي

لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا