مضمون الشبـهة:
بعض الـملاحدة يرددون شبهة أن الوليد بن الـمغيرة هو أول مَن حكم بقطع يد السارق في الـجاهلية قبل النبي محمد!
والبعض سألني قائلاً: إذا كان الوليد بن الـمغيرة كافراً، وأقام الـحدود على الناس في الـجاهلية، فلماذا الأحناف لم يقيموا الـحدود في الـجاهلية أيضاً ؟!
---------
الرد على هذه الشبهة السخيفة:
أولاً:
قصة أن الوليد بن الـمغيرة حكم بقطع يد السارق في الـجاهلية هي قصة غير مؤكدة؛ لأن أول مَن ذكرها كان الـماوردي في كـتاب (الـحاوي الكبير) في القرن الـخامس الهجري بدون سند أو مرجع أسبق. ولا نعرف من أين جاء الـماوردي بهذه القصة.
ثم جاء القرطبي من بعد الـماوردي واقتبس هذه القصة من الـماوردي... وهلم جرا
إذن القصة غير مؤكدة تـماماً ولا تصلح للاحتجاج علينا.
وحتى لو افترضنا أن القصة صـحيحة، فإن إقامة حد السرقة سيكون من بقايا الوحي الإلـهي الذي بقي في العرب من أيام جدهم إبراهيم وإسماعيل.
وأما بالنسبة للسؤال الثاني وهو: لـماذا لم يقم الأحناف بإقامة حد السرقة بدلاً من الوليد بن الـمغيرة؟!
والرد: نـحن قلنا من قبل أن قصة إقامة الوليد لـحد السرقة هي قصة غير مؤكدة، ثم إن الأحناف الـمعروفين كانوا قليلي العدد في الـجاهلية وبعضهم لم يكن ذا سلطة، ولم يعرفوا كل تشريعات النبي إبراهيم؛ لأن الكثير منها فُقد مع الوقت.
وحتى لو أن الأحناف عرفوا كل تشريعات إبراهيم، فإنهم لن يتـمكنوا من إلزام غيرهم من الـمشركين بالتشريعات الإبراهيمية.
أما الوليد بن الـمغيرة، فقد كان كبير قومه وأحد الأثرياء، وكان قاضياً مشهوراً يقضي بين الناس، ولذلك سيسمع الناس كلامه لو حكم فيهم.
_________
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا