الرد على كذبة أن الخليفة الوليد بن يزيد ومحمد بن هارون كانوا شواذ

مضمون الشبهة:

أحد أعداء الإسلام يزعم أن (عمر بن الـخطاب) و(الوليد بن يزيد) و(محمد بن هارون الرشيد) كانوا شــواذاً !!!

الرد على إيهاب الغبي

----------

الرد على هذه الكذبة:

هذا الكلام☝️ كلام أهبل ولا يصح تاريـخياً، فمثلاً: 

- الشيعة الـمعاصرون هو أول مَن اتهموا عمر بن الـخطاب بأنه كان يتداوى بـماء الرجال، وزعموا أن هذا الأمر مذكور في كتب أهل السُنة!

ولكن ما يدعيه الشيعة كذب، ولم يُذكَر هذا الأمر في كُتب السُنة أصلاً بل ولم يُذكَر حتى في كتب الشيعة القدماء.


وأول من اخترع هذه الكذبة هو الشيعي الـملعون/ نعمة الله الـجزائري - الذي مات منذ ثلاثة قرون تقريباً؛ حيث زعم الـجزائري أن السيوطي ذكر في كـتابه (حاشية القاموس) أن عمر بن الـخطاب كان يتداوى بـماء الرجال!

ولكن السيوطي لم يؤلف كـتاباً بهذا الاسم أصلاً، وهذا الكـتاب كـتاب وهمي من مـحض أوهام الـجزائري الشيعي الكذاب. 


ثم إنه ليس من الـمعقول أن النبي محمد سيصاحب ويـجلس مع رجل شاذ ويتزوج ابنته حفصة!


_________

ثانياً:

وأما بالنسبة للـ(الوليد بن يزيد)، فإنه لم يصح عنه أنه كان شاذاً...

وأما الروايات التي يستشهد بها أعداء الإسلام ضد الوليد بن يزيد ، فإنها غير صحيحة ، وهي كالتالي:


روى الطبري في كـتاب "التاريـخ"   (٧/ ٢٥٠ - ٢٥١) ما يلي:


 [عن أحمد بن زهير وهو ابن أبي خيثمة، عن الـمدائني علي بن محمد، عن عمرو بن مروان الكلبي: لـما قُتل الوليد قُطعت كفه اليسرى، فبُعث بها إلى يزيد بْن الوليد ..... ثم أمر بأخذ الرأس  إلى أخيه سليمان، وكان سليمان أخو الوليد مـمن سعى على أخيه، فغسل ابن فروة الرأس، ووضعه في سفط، وأتى به سليمان، فنظر إليه سليمان، فقال: بعدا له! أشهد أنه كان شروباً للـخمر، ماجناً فاسقاً، ولقد أرادني الفاسق على نفسي، فـخرج ابن فروة من الدار، فتلقته مولاة للوليد، فقال لها: «ويـحكِ! ما أشدَّ ما شتـمه! زعم أنه أراده على نفسه!»، فقالت: «كذب الـخبيث والله، ما فعل، ولئن كان أراده على نفسه لقد فعل ، وما كان ليقدر على الامتناع منه.»]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة ، فـالراوي (عمرو بن مروان الكلبي) أو (عمر بن مروان الكلبي) هو شـخص مـجـهول ولم يثبت فيه توثيق.

ثم إن الرواية فيها أن خادمة الوليد دافعت عن الوليد بعد موته وأكدت أنه لم يكن شاذاً. 

وكذلك يُفهم من كلام (ابن فروة) أنه لم يصدق كلام (سليمان) عندما قال عن الوليد أنه ماجن.


ثم إن سليمان كان معادياً للوليد، ولذلك لا يـمكننا أن نقبل منه هذا الكلام؛ لأن هذا اسمه (جرح الأقران).



وأما الرواية الثانية فهي:

ذكر ابن سعد في كـتاب "الطبقات الكبرى" (٥/ ٣٥٥ - ٣٥٦) :


[أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْـمَلِكِ فِي خَلْعِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَيَعِيبُهُ. وَيُذْكَرُ أُمُورًا عَظِيمَةً لا يَنْطِقُ بِهَا، حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانَ أَنَّهُمْ يُـخَضِّبُونَ بِالْـحِنَّاءِ. وَيَقُولُ لِهِشَامٍ: مَا يَحِلُّ لَكَ إِلا خَلْعُهُ. فَكَانَ هِشَامٌ. لا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ. لِلْعَقْدِ الَّذِي عَقَدَ له.]


هذه الرواية ☝️ ضعيفة ، فقد رواها الواقدي الشيعي الكذاب، ونسبها إلى (عبد الرحمن بن أبي الزناد) ، وهو راوٍ ضعيف، ثم إننا لا نعرف كيف حصل (الزهري) على هذه الـمعلومات عن الوليد ، وخصوصاً أن مراسيل الزهري ضعيفة جداً.


ثم إن الرواية ☝️ لم يُذكَر فيها صراحةً أن الوليد بن يزيد كان يفعل الفاحشة مع الغلمان بل كل ما ذُكر فيها هو أن الصبيان كانوا يُـخضَّبون بالـحناء؛ أي يضعون الـحناء.


_________

ثالثاً:

وأما بالنسبة لـ(محمد بن هارون الرشيد)، فلم يصح عنه أنه كان يفعل الفاحشة مع الغلمان.


وأما الروايات التي يستشهد بها أعداء الإسلام فهي كالتالي:

ورد في تاريـخ الطبري (٨/ ٥٠٨) ما يلي:


[ذُكِرَ عن حميد بن سعيد، قَالَ: لـما ملك محمد، وكاتبه الـمأمون، وأعطاه بـيعته، طلب الـخصيان وابتاعهم، وغالى بهم، وصيرهم لـخلوته في ليله ونهاره، وقُوّام طعامه وشرابه، وأمره ونـهيه، وفرض لهم فرضا سماهم الـجـرادية، وفرضا من الـحبشان سماهم الغرابـية، ورفض النساء الـحرائر والإماء حتى رُمى بهن.]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة ولم تصح، فهي بدون إسناد أصلاً، ولا نعرف مَن الذي أطلق هذه الشائعة، ثم إن الرواية لم تقل أن (محمد بن هارون الرشيد) كان يفعل الفاحشة مع الغلمان، بل كل ما ذُكر في الرواية هو أنه اشترى الغلمان بسعر عالي فكانوا يـجلسون معه ليل نهار في طعامه وشرابه، وفي أمره ونهيه، وفي خلوته، وقد رفض النساء الـحرائر والإماء. وهذا قد يُفهَم من أنه لم يكن يـجلس مع النساء في البلاط الـحاكم.


- وعلى فكرة ، هذه الرواية الضعيفة مـخالفة للتاريخ، فالتاريخ يـحكي لنا أن محمد بن هارون لم يرفض النساء والإماء، بل هو كانت له زوجة واسمها (لبانة بنت علي الـمهدي)...، وكذلك لديه ابن اسمه (موسى).


وعندما ماتت جاريـته التي هي أم ولده، فإن محمد بن هارون حزن عليها حزناً شديداً.

وكان محمد بن هارون له عدد من الـجواري يـخدمنه في البلاط الحاكم.


بل إن محمد بن هارون حبس (أبا نواس) بسبب الـمجون، ثم أطلق سراحه بعد ذلك وأمره أن يبتعد عن شرب الـخمر والشذوذ... وهذا ذكره ابن كثير في كتـاب (البداية والنهاية).


----------

فالـخلاصة هي أن الشيعة كانوا يشوهون صورة حكام الدولة الأموية والعباسية ويـخترعون حولهم الأكاذيب وخصوصاً أن بعض الشيعة وقفوا في صف الـمأمون ضد الأمين محمد بن هارون.


وأما بالنسبة لـمن يستشهدون بكلام الذهبي، فإن الذهبي مؤرخ متأخر وهو اعتمد في هذه الـمسألة على بعض هذه الروايات الضعيفة السابقة بدون أن يتـحقق منها. وقد رددتُ عليها بالأعلى لذلك لا داع للاستشهاد بالذهبي.


ثم إن الإسلام يأمر بإحضار شهداء صادقين؛ لكي يشهدوا على أي عاصٍ سواء كان شارب خمر أو زانـياً أو غيره، فأين هم هؤلاء الشهداء الصادقين؟!


وحتى لو افترضنا أن الوليد بن يزيد ومحمد بن هارون كانوا يـمارسون الشذوذ، فإن هذا لا لا لا علاقة له بنا كمسلمين؛ لأن كل شـخص يـحـمل وزره.


ثم إن الكثير من ملوك العالم يـمارسون الـمجون على مر التاريخ، فلماذا يركز أعداء الإسلام على انتـقاد خلفاء الدولة الأموية والعباسية بالذات؟!


________

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا