الرد على كذبة أن أبا لؤلؤة كان عربياً مسلماً من شيعة علي

مضمون الشبـهة:

يزعم الشيعة أن أبا لؤلؤة الـمجوسي كان عربـياً مؤمناً ، ويستشـهدون على ذلك بعدة استشهادات هبلة ، سنذكرها لكم ثم سنرد عليـها:


أولاً:

يقول الشيعة أن أبا لؤلؤة كان عربـياً بدليل أنه كان عم الفقيه (أبي الزناد بن ذكوان)!


وأنا أرد على الشيعة وأقول:

بالنسبة لبعض الكتب التي ذكرت أن (ذكوان) هو أخو (أبي لؤلؤة)، فإنـها ذكرت ذلك بصيغة الـتمريض كـما يلي:

[قيل أن ذكوان أخـا أبي لؤلؤة] ،

 فهذه الـمعلومة☝️ ليست مؤكدة تـماماً بل مبنية على (القيل)!


وبالنسبة لبعض الكتب التي تكلمت عن الإخوة بين ذكوان وأبي لؤلؤة ، فإن تلك الكتب نسبت مصدر هذه الـمعلومة إلى (الواقدي) و (مصعب الزبيري) و(الطبري)!

فتلك الكتب تزعم أن أصل هذه الـمعلومة هو الواقدي. لكنني رجعت إلى كتب الواقدي ولم أجـد أي ذكر لـهذه الـمعلومة أصلاً. وكذلك رجعت إلى كتب مصعب الزبيري، ولم أجد هذه الـمعلومة. وكذلك رجعت إلى كتب الطبري ولم أجد الـمعلومة؛ فالـمعلومة مشكوك فيـها.

 ثم إن الواقدي وُلد سنة ١٣٠ هـجرياً وهو نفس العام الذي مات فيه (أبو الزناد بن ذكوان)؛ أي أن الواقدي لم يشاهد (ذكوان) ولا ابنه (عبد الله) الـملقب بـ(أبي الزناد).


ثم إن الواقدي معروف بأخطاءه الشنيعة سواء في سرد الـحديث أو السيرة والتاريخ.

********

وأيضاً قد ذكر ابن عبد البر في كـتابه (التـمهيد) أن أحمد بن عبد الله بن صالـح العجـلي قال ما يلي:

[وأخبرنا عبد الرحمن بن يـحيى ، قال : أخبرنا أحمد بن سعيد ، قال : أخبرنا أبو مسلم صالـح بن أحمد بن عبد الله بن صالـح ، قال : قال أبي : أبو الزناد من رهط أبي لؤلؤة ، كانت بينهم قرابة.]


ولكن أحمد بن عبد الله بن صالـح العجلي مولود سنة ١٨٢ هـجرياً؛ أي أنه لم يعاصر فـترة أبي لؤلؤة الـمجوسي ، بالإضافة إلى أنه لم يـخـبرنا من أين حصل على هذه الـمعلومة!

ثم إن أحمد بن صالـح العجلي لم يقل أن ذكوان هو شقيق أبي لؤلؤة مباشرةً بل قال أن هناك قرابة بين أبي الزناد بن ذكوان وأبي لؤلؤة

ولكن الكتب اللاحقة خالفت كلام أحمد بن صالـح العجلي وأضافت هذه العبارة الزائدة بدون دليل👈: [ذكوان أخو أبي لؤلؤة].

 وربـما هذه الكتب اللاحقة كتبت عبارة [ذكوان أخو أبي لؤلؤة] قاصدةً أنه من نفس قبيلته مثلما يقول الناس في اللغة العربـية: [يا أخـا ثقيف] ، [يا أخـا قريش] ، وهكذا


وحتى لو افترضنا أن تلك الكتب اللاحقة تقصد أن ذكوان هو شقيق أبي لؤلؤة مباشرةً، فإن هذه الكتب تكتب بـجـانب ذكوان أنه أخو أبي لؤلؤة: [بولادة العجم]. وهذا يدل على أن أبا لؤلؤة أعـجمي وليس عربي.


- يقول ابن عبد البر في كـتابه (التـمهيد) ١٨/ ٥ ما يلي:

[وَيُقَالُ إِنَّ ذَكْوَانَ أَبَا أَبِي الزِّنَادِ كَانَ أَخَـا أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَاتِلِ عُمَرَ بْنِ الْـخَطَّابِ بِوِلَادَةِ الْعَجَمِ هَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَمُصَعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ وَالطَّبَرِيُّ]


- ونفس الكلام قاله ابن أبي خيثمة من قبل في (التاريـخ الكبير - السِفر الثالث - ٢/ ٢٦٤، ٢٦٥)

- وابن عساكر نقل نفس الكلام في (تاريـخ دمشق ٢٨/ ٤٨)

 
* وهذا يدل على أن أصل أبي لؤلؤة أعـجمي من بلاد فارس، ثم جيء به إلى أرض العرب.

ولذلك سنلاحظ أن الكتب تكتب أن ذكوان كان مولى لزوجة عثمان بن عفان أو ابنته، وهذا يشير إلى أن ذكوان أُخذ كعبد، وعاش في قريش، ونُسب إليـها كعادة أهل الأخبار. وكذلك (أبو لؤلؤة) قد أُخذ كعبد وجاء من خارج جزيرة العرب وله دين مـختلف عن الإسلام، لكن ابن أخيه أسلم. 

وهذا شيء طبيعي، فهناك الكثير من الذين أسلموا لكن لم يُسلِم آباؤهم أو إخوانـهم أو أعمامـهم أو أخوالـهم. 

ومـما يؤكد صـحة كلامي أن معظم الكتب والـمواقع الإلكترونية لم تذكر سلسلة أجداد ذكوان مـما قد يعني أنه انقطع عن موطنه وأهله.

--------

وأما مَن يزعمون أن أبا لؤلؤة كان عربـياً؛ لأن ابنته اسمها لؤلؤة؛ فإنني أرد عليهم وأقول:


أولاً: لم يثبت ولم يُذكَر في الكتب القديـمة أن بنت أبي لؤلؤة اسمها (لؤلؤة)، بل هذا الكلام هو مـجرد فرضية اخترعها البعض على مواقع الإنترنت ونقلوها من الشيعة الوثنيين بدون دليل قديم.

ثانياً: الناس قديـماً كانوا يسمون أنفسـهم بألقاب مثل: (أبو كذا) ، ولكن هذا ليس شرطاً على أن ابنه اسمه (كذا).

دعوني أضرب لكم مثالاً لكي أوضـح لكم الـمعلومة:

- (عبد الله بن عثمان) يُلقَّب بـ(أبو بكر الصديق)، لكنه ليس له ابن اسـمه (بكر).

- (عمر بن الـخطاب) يُلقَّب بـ(أبو حفص)، لكنه ليس له ابن يُسمى (حفص).

- (أبو ذر بن الـمنذر) يُلقَّب بـ(أبو ذَر)، لكنه ليس له ابن يُسمى بـ(ذَر)

- (خالد بن الوليد) يُلقَّب بـ(أبو سليمان)، لكنه ليس له ابن اسمه (سليمان).

- (أبو سَلمة) ليس له ابن اسمه (سلمة).

- (أبو هريرة) ليس له ابن أو بنت باسم (هريرة).

وهناك العديد من الأمثلة التي لا تُـحصى في هذا الأمر. وهذا ما ذكره ابن القيم في كـتابه (تـحفة الـمودود) ثم علَّق قائلاً:

[فَلَا يلْزم من جَوَاز التكنية أَن يكون لَهُ ولد وَلَا أَن يكنى باسم ذَلِك الْوَلَد]


إذن ليس شرطاً أن تكون بنت أبي لؤلؤة اسمها (لؤلؤة).

وأما تسمية (أبو لؤلؤة) بـهـذا الاسم؛ فهذا ليس دليلاً على أنه عربي؛ فمثلاً:

الصـحابي (سلمان) يُلقَّب بهذا الاسم العربي بالرغم من أنه ليس عربـياً بل فارسياً واسمه الـحقيقي:

[ما به بن بوذخشان بن مورسلان بن بهبوذان بن فيروز بن شهرك، من ولد آب الـملك.]


فالصـحابي سلمان الفارسي تسمى بهذا الاسم العربي؛ لكى يواكب البيئة العربـية والإسلامية التي انتقل إليـها.

وهذا الأمر ذكر ابن منده في كـتابه (معرفة الصـحابة) ١/ ٧٢٦


إذن، أبو لؤلؤة الفارسي كان من العجم ثم جاء إلى البيئة العربـية وتسمى بـهذا اللقب العربـي؛ لكي يواكب البيئة العربـية والإسلامية.

وعلى الفكرة، الكثير من الناس قد يسمون أنفسـهم أو أبناءهم بأسماء من خارج بلادهم وثقافتـهم... مثل أن يسمىي الرجل ابنته (ريـماس).


وأما بالنسبة لبعض الـمواقع الشيعية الكـاذبة التي تستشـهد بسيرة الصـحابي (فيروز الديلمي)، فإنني أرد عليـهم وأقول:

الصحابي فيروز الديلمي ليس هو أبو لؤلؤة الـمجوسي، ولم تذكر الـكتب القديـمة أنـهما نفس الشـخص أبداً.

وأبو لؤلؤة الـمجوسي يُلقَّب بـ(فيروز النـهاوندي) سواء في الكتب الإسلامية أو الشيعية.

 وحتى الكـتاب الوحيد الذي أخطأ وسمَّى أبا لؤلؤة بـ(فيروز الديلمي) هو كتـاب (الوافي) للصفدي، لكن الصفدي فرَّق جيداً بين الصحابي (فيروز الديلمي) ووضع بـجانبه كلمة (صـحابي) وتـحدث عن سيرته في أول خانة. ثم انتقل  الصفدي للـحديث عن أشـخـاص آخرين باسم (فيروز) أيضاً.

أما بالنسبة لأبي لؤلؤة، فإن الصفدي ذكره في الـخــانة الثالثة لوحده، وكتب بـجانبه (قاتل عمر بن الـخطاب...؛ أي أن الصفدي يُفرِّق جيداً بين هذين الشخصين.


وإليك بعض الفروق بين الصحابي (فيروز الديلمي) و(أبي لؤلؤة) الـمجوسي:

★  إن الصحـابي فيروز الديلمي يُقال أنه مات في خلافة عثمان أو خلافة معاوية سنة ٥٣ هـجرياً، ودُفن في اليـمن. 

أما أبو لؤلؤة الـمجوسي فقد انتـحر مباشرةً بعد أن طعن عمر بن الـخطاب؛ أي أن موت أبي لؤلؤة كان في أواخر خلافة عمر وقبل أن يـمـوت عمر على سريره وقبل أن يتم اختيار الـخـليفة عثمان. ويُعتقَد أن أبا لؤلؤة دُفن في الـمدينة. أما الشيعة فيعتقدون أنه مدفون في إيران!


★ الصـحابي فيروز الديلمي كان له ابن اسمه (الضحاك)، أما أبو لؤلؤة الـمجوسي، فليس له أبناء ذكور.

★ عمر بن الـخطاب مدح الصحابي فيروز الديلمي وأخبره أنه سمع النبي يقول عنه أنه العبد الصالـح.

 بل وطلب عمر بن الـخطاب العفو عن فيروز الديلمي عندما هَمَّ الفتى القرشي أن يأخـذ حقه من فيروز الديلمي

أما أبو لؤلؤة الـمجوسي، فقد كان بغيضاً، وقد جرى نزاع بينه وبين عمر بن الـخطاب قبل أن يقتل عمر


★ الصـحابي فيروز الديلمي كان من أبناء الأساور ، وكان ضـمن الـجيش الفارسي، وكان في اليـمن تـحت قيادة الـملك (باذان) ثم أسلم باذان وأسلم معه فيروز الديلمي.

 أما أبو لؤلؤة الـمجوسي فقد كان عبداً عند الـمغيرة بن شعبة، وورد في بعض الكتب أن الـمسلمين حصلوا عليه من الروم. 


★ الصحـابي (فيروز الديلمي) كان في شبه الـجزيرة العربـية أيام النبي، أما أبو لؤلؤة الـمجوسي فقد جاء إلى شبه الـجزيرة العربـية في أيام خلافة عمر بن الـخطاب ولم يكن فيها أيام النبي.

فهذا شـخصان مـختلفان تـماماً، ولكن الشيعة الوثـنيين تعمدوا الكذب والـخلط بين الشخصيتين.

 

ثم إن اسم (فيروز) كان اسـماً شائعاً آنذاك، وقد تَسمَّى به العديد من الأشـخاص. والاشتراك في الاسم لا يدل حصراً على أنـهما نفس الشخص...، فمثلاً:

في كتبنا ستـجد أسماء هؤلاء الأشـخاص الـمختلفين:

١- فيروز الديلمي 

٢- فيروز الـهمداني الوداعي

٣- فيروز النـهاوندي 

٤- فيروز الثقفي وغيرهم....

وهناك ابن فيروز الكسائي الذي هو أحد الأئـمة القراء.


- وأما الكتب الشيعة، فتذكر العديد من الأشـخاص التي يـحتوي اسمها على (فيروز) مثل:

١- فيروز بن كعب

٢- سعد بن فيروز 

٣- أبان بن أبي عياش فيروز

وغيرهم


الـخلاصة: الصحابي (فيروز الديلمي) ليس هو (أبو لؤلؤة الـمجوسي).

ثم إن ما يفعله الشيعة سيضعهم في مأزق؛ لأن الروايات الشيعية تزعم أن جميع الصحابة ارتدوا بعد النبي ماعدا ثلاثة، ولم يُذكَر اسم (فيروز الديلمي) أو (أبو لؤلؤة) ضمن هؤلاء الثلاثة. 

--------

وأما بالنسبة لإدعاء الشيعة بأن بنت أبي لؤلؤة كانت مسلمة؛ فإنني أرد عليهم وأقول:

هذه الـمعلومة غير مؤكدة أصلاً.

وحتى الرواية التي يستدل بـها الشيعة فإنها لا تنص على أن هذه البنت كانت مُسلمة مائة بالـمائة، بل الرواية تقول:

[ابنة تَدَّعي الإسلام]


فالرواية ☝️ تشير إلى أن أن بنت أبي لؤلؤة ادعت الإسلام ولم تذكر الرواية أنـها كانت مسلمة مئة بالـمائة. ولذلك لا يـمكننا أن نـجزم أنـها كانت مسلمة حقيقية؛ وخصوصاً أنه من الـمؤكد أن هذه البنت خـافت على نفسـها بعد أن قَتَلَ والدُها خليفةَ الدولة الإسلامية الكبيرة لذلك ربـما حاولت أن تتظاهر بالإسلام بالرغم من كفر والدها.

واللافت للنظر أنني رأيت بعض الـمواقع الشيعة الـنـجسة تقوم بتـحريف الرواية التي تتكلم عن ابنة أبي لؤلؤة حيث يكتبون عبارة [ابنة تصف الإسلام] بدلاً من [ابنة تَدَّعي الإسلام]. فهؤلاء الشيعة قاموا بـتحريف الرواية عمداً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


وقد ذهب الألوسي في كتـابه (مـختصر التحفة الاثني عشرية ١/‏٢٦٥) إلى أن بنت أبي لؤلؤة كانت مـجوسية.


وأما بالنسبة للشيعة الذين يـزعمون أن ابنة أبي لؤلؤة كانت مسلمة؛ لأن الصـحابة أمروا بالقصاص من عبيد الله بن عمر ، فإنني أرد عليهم وأقول:

لقد كان الأمر فيه خلاف بين الصـحابة آنذاك، وقد أشار بعض الصـحابة بإخلاء سبيل عبيد الله بن عمر وعدم قتله. 

ثم إن القصاص من عبيد الله بن عمر لم يتعلق فقط بابنة أبي لؤلؤة بل تعلق أولاً بـمقتل الـهرمزان الذي أشار البعض إلى إسلامه حتى ولو كان إسلاماً ظاهرياً، مع العلم أنه لم يكن هناك ورثة للهرمزان في الـمدينة، لذلك كان عثمان هو ولي الـهرمزان الـمقتول وقد دفع الفدية من ماله إلى بيت مال الـمسلمين....  


ثم إن قصة قتل عبيد الله بن عمر للهرمزان وجفينة وبنت أبي لؤلؤة فيـها اضطراب كمـا يقول ابن عبد البر في كتـابه (الاستيعاب ٣/ ١٠١١)



وحتى لو افترضنا أن بنت أبي لؤلؤة كانت مسلمة، فإن هذا لا يثبت إسلام أبي لؤلؤة، فهناك الكثير من الصـحابة الذين كانوا مسلمين بالرغم من كفر والديـهم.


------

وأما عن تسمية أبي لؤلؤة الـمجوسي بـ(بابا شـجاع الدين)، فهذه التسمية اخترعها وذكرها الشيعة الـمـتأخرون، ومنـهم الـمجلسي الـذي وُلد سنة ١٦٢٧ ميلادياً، وقد تـتلمذ على يده تلميذه الـميرزا الشيعي/ عبد الله الأفندي الـمولود سنة ١٦٥٦ ميلادياً تقريـباً.

وكذلك الشيعي الفارسي/  محمد صالـح بن أحمد بـيدغولي كاشاني الذي عاش منذ قرنين تقريباً.

وكذلك الـشيعي/ حبيب الله الـخوئي الـمولود سنة ١٨٤٩ ميلادياً.

وكذلك الشيعي/ عباس القمي الـمولود سنة ١٨٧٧ ميلادياً.

وذكر الشيعي/ لطف الله الصافي الكلبايكاني الـمولود سنة ١٩١٩ ميلادياً.

وكل هؤلاء الشيعة هم من الـمتأخرين.


وأما عن اختراع عيد لأبي لؤلؤة الـمجوسي، فقد ورد في بعض الكتب أن أول مَن اخترع هذا العيد القذر هو الأحوص أحمد ابن إسـحاق القمي.


-----------

وأما عن ديانة أبي لؤلؤة، وهل هو مـجوسي أم نصراني؟!

فإنني أرد وأقول:

أبو لؤلؤة كان من بلاد فارس وعاش في بيئة مـجوسية وثنية وأخـذ تقاليدها، ثم بعد ذلك أسره الروم النصارى، ولـهذا من الـممكن أن يكون قد تأثر بالنصرانية وهو عندهم في الأسر.

ثم جاء الـمسلمون وأخذوا أبا لؤلؤة من أيدي الروم. ولهذا لا يوجد تناقض بين وصف أبي لؤلؤة بالـمجوسي أو النصراني؛ فالـمؤرخون الذين يقولون عنه أنه «فارسي مـجوسي» هم يقصدون نشأته والبيئة التي ولد فيـها. وأما الـمؤرخون الذين يقولون أنه «نصراني»، فإنهم يقصدون الديانة النصرانية التي تأثر بها عندما كان في يد الروم. مع العلم أن أبا لؤلؤة كان يـجالس بعض النصارى مثل جفينة الذي كان من نصارى الـحـيرة.


ولذلك يقول ابن كثير في كـتابه (البداية والنـهاية) ٧/ ١١٢ ما يلي:

[وَكَانَ أَصْلُ أَبِي لُؤْلُؤَةَ مِنْ نَـهَاوَنْدَ فَأَسَرَتْهُ الرُّومُ أَيَّامَ فَارِسَ وَأَسَرَهُ الْـمُسْلِمُونَ بَعْدُ، فَنُسِبَ إِلَى حَيْثُ سُبِيَ]


وقال ابن كثير في كتـابه (البداية والنـهاية) ١٠/ ١٨٩ ما يلي:

[فَيْرُوزُ الْـمَجُوسِيُّ الْأَصْلِ، الرُّومِيُّ الدَّارِ]


---------

وأما بالنسبة للـحـجة السخيفة التي يرددها الشيعة وهي: لـماذا عمر بن الـخطاب أبقى أبا لؤلؤة الـمجوسي في الـمدينة بالرغم من أن النبي أمر بإبعاد الـمشركين عن جزيرة العرب.

وأنا أرد عليـهم وأقول:

أولاً: هؤلاء الشيعة هكذا يطعنون في (علي بن أبي طالب)؛ لأن نفس رواية مقتل (عمر) التي يستشهد بها الشيعة ، هذه الرواية تقول أن النصراني جفينة جاء إلى الـمدينة، فلماذا علي بن أبي طالب لم ينفذ أمر النبي ويُبعده من الـمدينة بشتى الطرق؟!

أليس الشيعة يؤمنون بأن (علي) هو الـخليفة سواء رضي الناسُ أو رفضوا!!!


ولـماذا (علي) لم يُـخرِج الصـحابة من شبه الـجزيرة العربـية مع العلم أن الشيعة يؤمنون أن الصـحـابة مشركون كفار لأنهم أشركوا علناً بولاية (علي) حسب زعم الشيعة؟!

إذن لـماذا (علي) لم يطرد هؤلاء الصحابة من شبه الـجزيرة العربـية وخصوصاً مكة حيث أن الله في القرآن الكريم أمر بإبعاد الـمشركين عن مكة..؟!

ولـماذا (علي) سمح للصـحـابة بدخول مسجد رسول الله ؟!

بل ولـماذا (علي) أرجع عائشة إلى الـمدينة الـمنورة ولم يقتلها بالرغم من أنه كان باستطاعته ذلك...؟!

ولـماذا (علي) ترك عائشة تعيش في منزل النبي فترة من الزمان ولم يطردها من شبه الـجزيرة العربـية ؟!

ولـماذا (علي) لم يُـخرِج بنفسه جثـتي أبي بكر وعمر من قبر النبي؟!

وهل كان (علي) جباناً أو عاجزاً عن كل ذلك بالرغم من أن الشيعة يؤمنون أن له ولاية تكوينية ؟!


ثانياً:

بالنسبة لقدوم أبي لؤلؤة إلى الـمدينة ، فإن هذا لم يكن برضا عمر بن الـخطاب ، بل هناك مَن ألـح عليه في ذلك؛ لأنهم رأوا أن أبا لؤلؤة لديه خبرة في عدة صناعات قد تفيد أهل الـمدينة، ولذلك سمح عمر بـمجيئه وهو كاره لـمجيء هذا الـمشرك.

وهذا الأمر قد حـكاه الـمؤرخ الشيعي (الـمسعودي) في كتـابه (مروج الذهب ٢/ ٣٢٠) حيث قال ما يلي:

[وكان عمر لا يترك أحـداً من العجم يدخـل الـمدينة ، فكتب إليه الـمغيرة بن شعبة: أن عندي غلاماً نقاشاً نـجاراً حداداً فيه منافع لأهل الـمدينة ، فإن رأيتَ أن تأذن لي في الإرسال به فعلت ، فأذن له ، وقد كان الـمغيرة جعل عليه كل يوم درهمين ، وكان يدعى أبا لؤلؤة ، وكان مـجوسياً من أهل نـهاوند.]


فها هو☝️ مؤرخ الشيعة يعترف أن أبا لؤلؤة كان مـجوسياً، ويعترف أن دخول أبي لؤلؤة للـمدينة كان من أجل الـمصلحة لا أكثر. وهناك قاعدة فقهية تقول أن الضرورات تبيح الـمحظورات...، فمثلاً: الإسلام قد نـهى عن تعري الرجل أمام غيره، لكن يـجوز أن يتعرى الرجل أمام الطبيب من أجل فـحصه طلباً للـمنفعة.

 

وأما بالنسبة لـماذا: سمح عمر ببقاء أبي لؤلؤة بالرغم من تـهديده، فإنني أرد وأقول:

أبو لؤلؤة لم يصرح أمام عمر بأنه سيقتله بل هو أخفى هذا الأمر في نفسه إلى أن نفَّذ جريـمته ، ولهذا لم ينتبه عمر إلى خطة هذا الـخبيث، ولم يتصور عمر بأن الأمر سيؤول إلى الغدر والقتل.

----------

وأما بالنسبة لعدد الذين قتلهم أبو لؤلؤة ، فإن بعض الشيعة الأنـجاس زعموا أن عددهم ثلاثة فقط، ولكن الـمؤرخ الشيعي/ الـمسعودي قد قال في نفس كـتابه (مروج الذهب) ما يلي:

[فلما أزمع أبو لؤلؤة بالذي أوعد به أخـذ خنجراً فاشتـمل عليه ثم قعد لعمر في زاوية من زوايا الـمسجد في الغلس ، وكان عمر يخـرج في السحر فيوقظ الناس للصلاة ، فمر به ، فثار اليه فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تـحت سرته وهي التي قتلته ، وطعن اثني عشر رجلًا من أهل الـمسجد فمات منهم ستة وبقي ستة، ونـحر نفسه بـخنجره فمات.]


فها هو أبو لؤلؤة الـمجوسي ينتحر بعد أن يطعن ١٢ رجل بريء، فهل هذا هو البطل الـمجرم الذي يفتخر به الشيعة الـمجرمون؟!


-----------

وأما بالنسبة لبعض الـمعممين الأنـجاس الذين يزعمون أن أبا لؤلؤة قتل عمر؛ لأنه كان ظالـماً، فإنني أرد عليهم وأقول:

لو كان عمر ظلم أبا لؤلؤة ، فلـماذا (علي) لم يتدخل ويدفع هذا الظلم عن أبي لؤلؤة ، وهل كان (علي) ضعيفاً جباناً كمـا يؤمن الشيعة النواصب ؟!

ثم إذا كان الشيعة يزعمون أن أبا لؤلؤة قتل عمر بسبب ظلمه، إذن هل ستقولون أن ابن ملجم قتل علياً بسبب ظلمه؟!

وهل ستقولون أن الـحسن والـحسين قُتلا لأنهما ظالـمان؟!


وأما بالنسبة لـمعممي الشيعة الذين يتساءلون لـماذا أبو لؤلؤة قتل عمر دون الـمغيرة بن شعبة، فإنني أرد عليهم وأقول:

سبب حقد أبي لؤلؤة على عمر ليس لأنه فرض عليه ضريبة وحسب، بل لأن عمر قضى على مـملكة الفرس الآثـمة التي ينتمي لـها أبو لؤلؤة الـمجوسي.

ثم إن الـمغيرة بن شعبة كان حاكمـاً على الكوفة وقت أن كان أبو لؤلؤة في الـمدينة يقتل عمر...؛ فكيف أبو لؤلؤة سيقتل الـمغيرة وهو بعيد عنه؟!

وعلى فكرة، بـحسب المؤرخ الشيعي (الـمسعودي)، فإن الـمغيرة بن شعبة هو مَن فرض ضريبة على أبي لؤلؤة ، وبالتالي لا داع لأن يتباكى الشيعة بأن عمر أثقل كاهل أبي لؤلؤة بالضرائب.

ثم إنه بنفس منطق الشيعة، فإن ابن ملجم قتل علياً ولم يقتل معاوية بن أبي سفيان!


-----------

وأما بالنسبة للسؤال السخيف وهو : كيف يكون أبو لؤلؤة كافراً في حين أنه دخل الـمسجد لكي يصلي؟!

وأنا أرد على هذا السؤال الغبي وأقول:

أبو لؤلؤة لم يدخل الـمسجـد لكي يصلي بل دخل لكي يغتال عمر بن الـخطاب في ظلمة الفجر. وأبو لؤلؤة لم يكن يريد الصلاة أصلاً ، ولهذا نلاحظ أن أبا لؤلؤة لم يقتل عمر في صلاة الظهر أو العصر حيث ضوء الشمس بل قتله في ظلمة الفجر. وأبو لؤلؤة لم يقم بالصلاة بل هرب بعد أن طعن عمر غدراً. فهل هذه أفعال رجل يريد الصلاة ؟؟

مع العلم أن الـمؤرخ الشيعي/ الـمسعودي قد ذكر أن أبا لؤلؤة دخل الـمسجد في الغلس وكمن به حتى ينتـهز الفرصة ويقتل عمر.


ثم إن الشيعة يقولون عن ابن ملجم أنه كافر  وفي النار بالرغم من أن ابن ملجم وزميلاه دخلوا الـمسجد أيضاً في صلاة الفجر وقعدوا فيه وقتلوا علياً في الـمسجـد...

إذن، بنفس منطق الشيعي، فإن ابن ملجم ليس كافراً؛ لأنه كان في الـمسجد حين صلاة الفجر! 



----------

وأما بالنسبة للروايات الشيعية السـخيفة التي تزعم أن أبا لؤلؤة سيدخل الـجنة، فإن تلك الروايات ضعيفة جداً وقد رواها كذابون فاسدو الـمذهب حسبما تصفهم كتب الرجال الشيعية، فمثلاً:

الشيعة على مواقعهم يستشهدون بـهذه الرواية:

[وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلْـخَصِيبِ عَنْ أَبِي اَلْـمُطَّلِبِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْـمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ اَلزَّاهِرِيِّ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْأَصَمِّ عَنْ مَدِيحِ بْنِ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا اَلطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ يَقُولُ: سَـمِعْتُ أَمِيرَ اَلْـمُؤْمِنِينَ يَقُولُ لِعُمَرَ : مَنْ عَلَّمَكَ اَلْـجَهَالَةَ يَا مَغْرُورُ؟ وَ اَيْمُ اَللَّهِ وَكُنْتَ بَصِيراً وَكُنْتَ فِي دُنْيَاكَ تَاجِراً نِـحْـرِيراً، وَكُنْتَ فِيمَا أَمَرَكَ رَسُولُ اَللَّهِ أركبت [رَكِبْتَ] وَفَرَشْتَ اَلْغَضَبَ وَلِـمَا أَحْبَبْتَ أَنْ يَتَـمَثَّلَ لَكَ اَلرِّجَالُ قِيَاماً، وَلِـمَا ظَلَمْتَ عِتْرَةَ اَلنَّبِيِّ بِقَبِيحِ اَلْفَعَالِ غَيْرَ أَنِّي أَرَاكَ فِي اَلدُّنْيَا قُبُلاً بِـجِرَاحَةِ عَبْدِ أُمِّ مَعْمَرٍ تَـحْكُمُ عَلَيْهِ جَوْراً فَيَقْتُلُكَ تَوْفِيقاً يَدْخُلُ وَ اَللَّهِ اَلْـجِنَانَ عَلَى رَغْمٍ مِنْكَ]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة جداً ، فقد رواها الرواة الآتي ذكرهم:

١-الراوي/ أحمد بن الـخضيب: وهو مـجهول. 

كـما يقول الشيعي/ محمد الـجواهري في كـتابه (الـمفيد من معجم رجال الـحديث - صـ ٢٧)


٢- الراوي/ جعفر بن محمد بن مفضل وهو كوفى يروى عنه الغلاة خاصة، وهو فاسد الـمذهب، قد قال ابن الغضائري عنه أنه «كان خطابـياً في مذهبه، ضعيفاً في حديـثه وكتـابه لم يُرو الا من طريق واحد. ما رايتُ له رواية صـحيحة وهو متهم في كل احواله.»، ويـمكنك أن تراجع كتـاب (جامع الرواة ج1ص161) للأردبـيلي.


٣- الراوي/محمد بن سنان أبو جعفر الزاهري: فيه آراء متناقضة من حيث توثيقه أو تضعيفه فلا دليل على وثاقته كـما يقول محمد الـجواهري في كـتابه (الـمفيد - صـ ٥٣٥)


٤-الراوي/ عبد الله بن عبد الرحمن الأصم الـمسمعي: ضعيف غال. راجع كـتاب (إيضاح الاشتباه صـ٢١٠) الـحلي.

وقال عنه ابن الغضائري: «عبد الله بن عبد الرحمان الأصم الـمسمعي. أبو محمد، ضعيف مرتفع القول، وله كـتاب في الزيارات ما يدل على خبث عظيم ومذهب مـتـهافت، وكان من كذابة أهل البصرة.»


٤- الراوي/ مديـح بن هارون بن سعد: مـجهول الـحال ليس له ترجمة.


فالرواية ضعيفة جداً قد رواها الكذابون فاسدو العقيدة حسبما تقول كتب الرجال الشيعة. مع العلم أن تكمـلة هذه الرواية الضعيفة هي أنه سيتم إخراج جثتي أبي بكر وعمر من قبر النبي ثم يصلبـهما. وهذه خرافة طبعاً يرددها عوام الشيعة ولا يعرفون أنـها رواية ضعيفة مكذوبة.

وقد وردت نفس الرواية في كتـاب (محمد بن جرير بن رستم الطبري) الشيعي، وهو يـختلف (محمد بن جرير بن يزيد الطبري) السُني؛ فهما شـخـصان مـختلفان.


روي الطبري الشيعي نفس الرواية بهذا الإسناد:

[وعنه ، عن أبـيه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا أحمد بن علي القصير ، عن محمد بن الـحسين بن أبي الـخطاب ، عن الـحسن بن مـحبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثـمالي ، عن أبي إسحاق السبيعي - أو غيره - عن الـحارث الأعور ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن علي]


ولكن هذا الإسناد ☝️ ضعيف أيضاً ، فقد رواه الرواة الآتي ذكرهم:

١- الراوي/ أحمد بن علي القصير: لكنه مـجهول ليس له ترجمة.


٢- الراوي/ أبو إسـحاق السبيعي بن كليب: وهو مـجهول الـحال كمـا قال محمد الـجواهري في كـتابه (الـمفيد) صفحة ٦٨٢


فالـخلاصة أنه لا توجد أي رواية صـحيحة عن أئـمة الشيعة تفيد بأن أبا لؤلؤة مؤمن أو أنه في الـجنة أو أنه من أتباع الإمام (علي).

وللأسف، الشيعة يـمجدون شـخصاً كافراً بـحجة أنه قتل عدو آل البيت، لكن نفس الشيعة لا يـمجدون الصحابة بالرغم من أنهم حاربوا أعداء النبي الذي هو صاحب البيت نفسه؟!

وإذا كان الشيعة يظنون أن الصحابة قاتلوا أعداء النبي من أجل مصالـحهم الشـخصية، إذن لـماذا الشيعة لا يظنون أن أبا لؤلؤة قتل عمر من أجل مصلحته الشخصية وليس لأجل آل البيت ؟!

ثم لـماذا الإمام (علي) لم يصنع ضريـحاً لأبي لؤلؤة ، ولـماذا لم يُصل عليه صلاة الـجنازة، ولـماذا لم يترحم عليه في خلافته، وهل كان الإمام (علي) جباناً ضعيفاً كمـا يؤمن الشيعة النواصب؟!


ثم لـماذا الإمام (علي) لم يقتل عمراً بنفسه ، هل كان (علي) ضعيفاً جباناً بالرغم من أن الشيعة ينسبون له ولاية تكوينية ؟!


وأما بالنسبة لـمزار وقبر أبي لؤلؤة الـمزيف في كاشان بإيران، فإن هذا الـقبر مزيف لسرقة تبرعات عوام الشيعة الـمغفلين، وليس هناك أي مستند تاريـخي على أن أبا لؤلؤة دُفن في إيران بل أبو لؤلؤة دُفن في نواحي الـمدينة بعدما انتـحـر، وليس هناك أي رواية شيعية صـحيحة على أن الإمام (علي) حمى أبا لؤلؤة وجعله يـهرب إلى إيران....، بل هذه خزعبلات يضحك بـها معممو الشيعة على العوام الـمغفلين.  


وعلى فكرة ، بالنسبة للـخرافة التي يرددها الشيعة بأن الهرمزان كان من شيعة الإمام (علي) ، فإن هذه كذبة بدون دليل، وقد دحضـها شيخ الإسلام ابن تـيمية ، ثم إن الـهرمزان كان من سبي فارس وقد أعتقه عمر بن الـخطاب. ولم يثبت أن الـهرمزان كان يؤمن بعقائد الشيعة الـحالية. 


-----------

إلى هنا، أكون قد فندت أشهر أكاذيب الشيعة حول تـمجيد أبي لؤلؤة الـمجوسي.


لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا