الرد على كذبة أن عائشة أمرت بقتل عثمان وقالت اقتلوا نعثلاً| كذبة أن طلحة أراد الزواج من عائشة| الرد على الإيراني

 مضمون الشبـهة:

أحد الـمسيحيين أخذ ينشر شبـهات حول السيدة عائشة وذكر أن طلحة أراد أن يتزوج بـها فنزلت آيات القرآن ونـهته عن ذلك!

وكذلك زعم الـمسيحي أن السيدة عائشة هي مَن أمرت بقتل عثمان!!!


الرد على كريم خروف المسيحيين | الرد على الإيراني


-------------------

الرد على هذه الشبـهات السخيفة:

أولاً: 

هؤلاء الـمسيحيون لا يـخجـلون أبداً من أنفسـهم؛ فهم لا ينتبـهون إلى نساء كـتابـهم العاهرات، ولكنـهم يتـهكمون على السيدة عائشة!

إذا فتـحت الكـتاب الـمقدس فستجـد مثلاً أن رأوبين قد زنى مع زوجة أبـيـهم يعقوب. وأما يـهوذا ابن أبيـهم يعقوب فقد زنى مع ثامار التي هي إحدى جدات يسوع!

وأما دينة فهي أخت يوسف الصديق وابنة أبيـهم يعقوب، وقد زنى بـها رجل اسمه شكيم!

وأما لوط البار فقد زنى مع بنتيه فأنـجبتا أولاداً من الزنا! 

والنبي هوشع عندهم قد تزوج امرأتين زانيتين فأنـجبتا أولاداً من الزنا بـحسب سفر هوشع!

أما بثشبع فقد تعمدت أن تـخلع ملابسـها وأن تستحم في مكان مكشوف بـحيث شاهدها النبي داود من على سطح بيته فأحضرها وزنا معها وأنـجبا النبي سليمان!

وأمنون ابن النبي داود قد زنى مع أخته التي هي ابنة النبي داود أيضاً!

وهناك نساء أخرى زانيات مثل راعوث وراحاب اللاتي يُعتبَرن جدات يسوع إله الـمسيحيين!

وحتى شمشون الذي هو نذير الرب قد نام في بيت امرأة عاهرة!

وأما أستير بطلة سِفر أستير والتي أمرت بكتـابته، فإن وزير الـملك كان يكبسـها على السرير مـما أثار غضب زوجـها الـملك فأمر بقتله!

فها هو نـموذج بسيط من قديسي الكـتاب الـمقدس الذين يتسمون بالعهر والدعارة، فـنجـد فيه أن أمـهات وزوجات وبنات الأنبياء والقديسين كن عاهرات!

 فلماذا الـمسيحيون لا يناقشون هذه الـمخازي في كتبـهم بدلاً من أكاذيبـهم حول السيدة عائشة!


ثانياً:

لم يصح أبداً أن السيدة عائشة أمرت بقتل عثمان بن عفان بل إن السيدة عائشة هي أول مَن أمرت بالقصاص والعقوبة لـمن قتلوا عثمان، ولذلك خرجت السيدة عائشة إلى العراق لكي تُطالب بـحق عثمان.


---------------

وأما بالنسبة للرواية التي تتـهم السيدة عائشة بأنها مَن أمرت بقتل عثمان، فهذه رواية مكـذوووووبة، وهذه الرواية تقول:

[كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْـحَسَنِ الْعِجْلِيُّ : أَنَّ الْـحُسَيْنَ بْنَ نَصْرٍ الْعَطَّارَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْعَطَّارُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُوَيْرَةَ ، وَطَلْحَةَ بْنِ الأَعْلَمِ الْـحَنَفِيِّ ، قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنَّ عَائِشَةَ لَـمَّا انْتَهَتْ إِلَى سَرِفَ رَاجِعَةً فِي طَرِيقِهَا إِلَى مَكَّةَ ، لَقِيَهَا عَبْدُ ابْنُ أُمِّ كِلابٍ ، وَهُوَ عَبْدُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يُنْسَبُ إِلَى أُمِّهِ ، فَقَالَتْ لَهُ : مَهْيَمْ ؟ قَالَ : قَتَلُوا عُثْمَانَ، فَمَكَثُوا ثَـمَانِيًا . قَالَتْ : ثُمَّ صَنَعُوا مَاذَا ؟ قَالَ : أَخَذَهَا أَهْلُ الْـمَدِينَةِ بِالاجْتِمَاعِ ، فَـجَازَتْ بِهِمُ الأُمُورُ إِلَى خَيْرِ مُـجَـازٍ ، اجْتَمَعُوا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ . فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَيْتَ أَنَّ هَذِهِ انْطَبَقَتْ عَلَى هَذِهِ، إِنْ تَمَّ الأَمْرُ لِصَاحِبِكَ ، رُدُّونِي رُدُّونِي ، فَانْصَرَفَتْ إِلَى مَكَّةَ ، وَهِيَ تَقُولُ : قُتِلَ وَاللَّهِ عُثْمَانُ مَظْلُومًا، وَاللَّهِ لأَطْلُبَنَّ بِدَمِهِ ، فَقَالَ لَـهَا ابْنُ أُمِّ كِلابٍ وَلِمَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَوَّلُ مَنْ أَمَالَ حَرْفَهُ لأَنْتِ ، وَلَقَدْ كُنْتِ تَقُولِينَ : اقْتُلُوا نَعْثَلا فَقَدْ كَفَرَ ، قَالَتْ : إِنَّهُمُ اسْتَتَابُوهُ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، وَقَدْ قُلْتُ وَقَالُوا ، وَقَوْلِي الأَخِـيرُ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِي الأَوَّلِ . فَقَالَ لَهَا ابْنُ أُمِّ كِلابٍ : فَمِنْكِ الْبَدَاءُ وَمِنْكِ الْغِيَرْ وَمِنْكِ الرِّيَاحُ وَمِنْكِ الْمَطَرْ وَأَنْتِ أَمَرْتِ بِقَتْلِ الإِمَامِ وَقُلْتِ لَنَا إِنَّهُ قَدْ كَفَرْ فَهَبْنَا أَطَعْنَاكِ فِي قَتْلِهِ....]


هذه الرواية ☝️ مكـذوووووبة أصلاً وسندها ضعيف وقد قام الشيعة الروافض باختراع هذه الرواية من أجـل تشويه صورة السيدة عائشة، ولذلك ستلاحظ أن متن الرواية تفوح منه رائـحـة التشيع الرافضي الوثني.

 وإذا أنت نظرت إلى السند فستـجد أن الذي رواها هو أسد بن عبد الله البـجـلي وهو راوٍ في حديثه لين وعدم ضبط. ثم إنه قال أنه أخذ هذه الرواية من أشـخـاص مـجهولين أصلاً، ولا يـمكن الـجزم إذا ما كان هؤلاء الأشـخاص الـمجهولين قد قابلوا السيدة عائشة وسمعوا منها هذا الكلام أم لا. 

ثم إن سند الرواية يوجد به الراوي/ محمد بن نويرة، وهو شـخص مـجهول الـحال. وكذلك الراوي/ الـحسين بن نصر بن مزاحم العطار هو شـخص مـجهول الـحال. وكذلك الراوي/ علي بن أحمد بن الـحسن العـجـلي هو راوٍ مـجهول كمـا قال الشيخ/ أكرم زيادة الفالوجي في معجم شيوخ الطبري ١/‏٣٥١

وأما الراوي/ عمر بن سعد فهو شـخصية مبـهمة، فهناك العديد من الأشـخاص بهذا الاسم، ولا نستطيع أن نـجزم أيـهم هو. وبعض الباحثين يقولون أنه ربـما يكون هو القائد الذي أجـبره عبيد الله بن زياد على قتال الـحسين بالرغم من كره لقتاله.

وأما الراوي/ نصر بن مزاحم العطار ، فهو راوٍ متروك الـحديث وهو شيعي رافضي.

وأما الراوي/ سيف بن عمر الضبي ، فهو زنديق وضَّاع حيث كان يـخترع الروايات.

وأما الراوي/ طلحة بن الأعلم الـحنفي، فليس فيه أي توثيق في كتب الـجرح والتعديل. وقد وصفه الإمام أبو حاتم الرازي بـ(شيخ)، وهذا الوصف هو من ضمن مصطلحات الإمام أبي حاتم الرازي. وهذا الوصف أو الـمصطلح يعني أن هذا الراوي لا يُـحتَج به إذا تفرد برواية ولا يُـحتَج به إلا في الـمتابعات. لكن هذا الراوي لم يُتابَع عليه هنا، وبالتالي فإن هذه الرواية ضعيفة ولا يُـحـتج بـها.

وأما الراوي/ أسد بن عبد الله فهو ليس له توثيق معتمد بل قال عنه ابن حـجر أنه لين الـحديث وليس ضابطاً له. وقال عنه الذهبي أنه (صويلح)، وهو مصطلح يعني أنه راوٍ عادل لكن في حديثه عدم إتقان. وهذا الراوي يروي شيئاً يسيراً ولا يُتابع عليه. وبالتالي فالرواية ضعيفة.


إذن سند الرواية مليء بالـمجهولين والكذابين ولا يصح الاحتجاج بـهذه الرواية الـمكـذووووبة.

ثم إن السيدة عائشة هي أول مَن دافعت عن عثمان بن عفان وطالبت بأخذ القصاص احتراماً لدمه الـمهدور.

وأما أول من وصف عثمان بلقب (نعثل) فهم الـخوارج، مع العلم بأن لقب (نعثل) هو اسم يـهودي.


----------------

ثالثاً:

لم يصح أبداً أن طلحة أراد الزواج من السيدة عائشة بل هذه الرواية من اختراع الروافض قديـماً وقد انتشرت هذه الكذبة للطعن في طلحة وعائشة.


★ دعونا نرى سند هذه الرواية الـمكـذوبة:

[أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ ابْنِ أبي عَوْنٍ ، عَنْ أبي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، فِي قَوْلِهِ : ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا﴾، قَالَ : «نَزَلَتْ فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، لأَنَّهُ قَالَ : إِذَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ».] 


هذه الرواية ☝️ ضعيفة قد رواها محمد بن عمر الواقدي وهو شيعي كذاب، وقد نسبـها الواقدي إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، بالرغم من أن هذا الرجل قد وُلد سنة ٣٦ هـجرياً؛ أي بعد مـمات النبي بسنين. فالرواية مرسلة ضعيفة فيـها انقطاع.


★ وأما الرواية الثانية الضعيفة فهي كالتالي:

[عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , أَنَّ رَجُلا ، قَالَ : لَوْ قُبِضَ النَّبِيُّ، لَتَزَوَّجْتُ فُلانَةَ يَعْنِي عَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا﴾ ، قَالَ مَعْمَرٌ : «سَمِعْتُ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ».] 


هذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة ، فالراوي قتادة قد وُلد عام ٦٠ أو ٦١ هـجرياً ولم يقابل النبي ولا طلحة. ومن الـمعلوم عند علماء الـحديث أن مراسيل قتادة هي من أسوء وأضعف الـمراسيل، ثم إن قتادة لم يقل أن طلـحة أراد الزواج بعائشة، ولم يـحدد لنا هوية ذاك الشـخص الراغب في الزواج بل الراوي مَعمَر هو مَن ذكر هذا الأمر وقد أخذه من الشائعات. فالرواية منقطعة الإسناد مرسلة ضعيفة.



★ أما الرواية الثالثة الضعيفة فهي:

[حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَالْكَلْبِيِّ ، قَالا : قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله: «لَوْ قَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ» ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا﴾، وَقَالَ مَعْمَرٌ ، قَالَ الْكَلْبِيُّ وَالزُّهْرِيُّ : هُوَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ] 


فهذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة مأخوذة من قتادة والكلبي، وقد قلنا من قبل أن قتادة وُلد بعد مـمات النبي وطلحة بسنوات عديدة ولم يـحضر الـحادثة. أما الراوي/ الكلبي فهو شيعي كذاب. وأما الزهري فقد وُلد سنة ٥٨ هـجرياً أي بعد مـمـات النبي وطلحة بسنوات عديدة. ومن الـمعلوم عند علماء الـحديث أن مراسيل الزهري هي أسوء الـمراسيل وخصوصاً أنه يروي عن سليمان بن أرقم الذي هو راوٍ ضعيف.



★ وأما الرواية الرابعة الضعيفة فهي كالتالي:

[حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾، قَالَ : رُبَّـمَا بَلَغَ النَّبِيَّ أَنَّ الرَّجُلَ ، يَقُولُ : لَوْ أَنَّ النَّبِيَّ تُوِفِّيَ تَزَوَّجْتُ فُلانَةَ مِنْ بَعْدِهِ ، قَالَ : فَكَانَ ذَلِكَ يُؤْذِي النَّبِيَّ، فَنَزَلَ الْقُرْآن: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ﴾.]


هذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة؛ فابن زيد قد عاش في القرن الثاني الهجري ولم يقابل النبي ولا طلحة ثم إن ابن زيد ضعيف الرواية أصلاً. 

ثم إن ابن زيد لم يقل أن طلحة أراد أن يتزوج بالسيدة عائشة ولم يذكر هوية ذلك الراغب. بل إن ابن زيد قال هذه الرواية على سبيل الفرضية ولذلك يقول: [ربـما بلغ النبي أن....].


★ أما الرواية الـخامسة الضعيفة فهي كالتالي:

[أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : ثنا ابْنُ مَرْوَانَ ، أنا الْـجُــرَيْرِيُّ ، أنبا ابْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : ثنا ، قَالَ : ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ﴾. قَالَ: رُبَّـمَا بَلَغَ النَّبِيَّ أَنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ النَّبِيَّ تُوُفِّيَ تَزَوَّجْتُ فُلانَةَ مِنْ بَعْدِهِ ، فَكَانَ ذَلِكَ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ فَنَزَلَ : ﴿وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾ . الرَّجُلُ هُوَ : طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَالْـمَرْأَةُ هِيَ : عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.] 


هذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة كمـا ذكرنا منذ قليل؛ فراويـها هو الراوي الضعيف ابن زيد الـذي عاش في القرن الثاني الهجري، ثم إن في سند الرواية الراوي/ الـجريري وهو مـجهول.



★ أما الرواية السادسة الضعيفة فهي كالتالي:

[أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : ثنا أَبُو الْـحَسَنِ بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ هِلالٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : ثنا ابْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : ثنا حَرْمَلَةُ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِـحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : فَلَمَّا ضُرِبَ عَلَيْهِنَّ الْـحِـجَابُ ، قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَهُوَ : طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : أَنُنْـهَى أَنْ نَدْخُلَ عَلَى بنَاتِ عَمِّنَا وَنُكَلِّمَهُنَّ إِلا مِنْ وَرَاءِ حِـجَابٍ؟ - أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ النَّبِيُّ لأَتَزَوَّجَنَّ عَائِشَةَ ! - فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾.]


هذه الرواية ☝️ مكـذوبة أصلاً ؛ فالذي رواها هو محمد بن السائب الكلبي وهو رافضي كذاب ، ثم إن الراوي/ أبا صالـح لم يسمع أصلاً من ابن عباس

وأما محمد بن مروان السدي الصغير هو راوٍ كذاب متروك الـحديث.

والراوي/ أبو الـحسن بن أيوب: هو راوٍ مـجهول. والرواية فيـها الكثير من العيوب الأخرى في السند. 


★ أما الرواية السابعة الضعيفة فهي كالتالي:

[عَنْ اِبن سَعدٍ قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَا فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُـخْفُوهُ﴾، قَالَ: أَنْ تَكَلَّمُوا بِهِ فَتَقُولُوا نَتَزَوَّجُ فُلَانَةَ لِبَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ، أَوْ تُـخْفُوا ذَلِكَ فِي أَنْفُسِكُمْ ، فَلَا تَنْطِقُوا بِهِ يَعْلَمْهُ اللَّهُ]


هذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة ثم إن راويـها هو محمد بن عمر الواقدي وهو كذاب. وكذلك يوجد في سندها عبد السلام بن موسى بن جبير وهو منكر الـحديث. ثم إن أبا أمامة أسعد بن سهل بن حنيف أدرك النبي ولكن لم يسمع منه شيئاً.


★ أما الرواية الثامنة الضعيفة فهي كالتالي:

[عزا السيوطي إلى جويبر عن ابن عباس أن رجلاً أتي بعض أزواج النبي ، فكلمها ، وهو ابن عمها . فقال النبي لا تقومن هذا الـمقام بعد يومك هذا . فقال يا رسول الله أنـها ابنة عمي ، والله ما قلت لها منكراً ، ولا قالت لي. قال النبي قد عرفت ذلك؛ إنه ليس أحد أغير من الله ، وإنه ليس أحد أغير مني . فمضى ، ثم قال : يـمنعني من كلام ابنة عمي ؟ لأتزوجنـها من بعده.]


هذه الرواية ☝️ بلا إسناد أصلاً أو دليل، وقد عزاها السيوطي إلى جويبر بن سعيد وهو متروك الـحديث أصلاً، وقد رفض حـديثه أهل العلم بسبب فساد رواياته.



★ وأما الرواية التاسعة الضعيفة فهي:

[من طريق علي بن الـحـسين، قال: حدثنا محمد بن أبي حماد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس- في قوله: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾، قال: نزلت في رجل هَمَّ أن يتزوج بعضَ نساء النبي ﷺ بعده. قال سفيان: ذكروا أنها عائشة.]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة فقد رواها محمد بن أبي حماد وهو مـجهول الـحال. ولم يُذكر له توثيق في كتب الرجال. وهو على درجة (مقبول) أي أنه ضعيف ولا يُقبَل حديثه إلا عند الـمتابعة بشاهد صـحيح. وبعض الناس يقول أن محمد بن أبي حماد هذا هو نفسه محمد بن حميد الرازي الذي هو ضعيف فاسد الرواية.

 وأما الراوي/ مـهران بن أبي عمر العطار أبو عبد الله الرازي، فإنه صدوق لكنه سيء الـحفظ وله أوهام وأخطاء كمـا قال ابن حـجر. وقال عنه البـخاري أن في حديثه اضطراب، ولذلك لا يستشهد به إلا في الـمتابعات.

وهذه الرواية لم يُتابَع عليـها بسند صحيح، ولذلك هي ضعيفة.

- قال البيـهقي:

[قال سليمان: لم يروه عن سفيان إلا مهران]


- وقال الصالـحي في سبل الهدى والرشاد ١٠/٣٣٥: 

[رواه الطبراني بسند ضعيف جدًّا عن ابن عباس].



★ وأما الرواية العاشرة الضعيفة فهي كالتالي:

[عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: بلغنا: أنّ طلحة بن عبيد الله قال: أيـحجبنا محمدٌ عن بنات عمِّنا ويتزوج نساءنا من بعدنا؟! لئن حَدَثَ به حَدَثٌ لَنتزوجَنَّ نساءه مِن بعده. فنزلت هذه الآية: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾]


وهذه رواية مرسلة ضعيفة يقول فيها إسماعيل السدي: [بلغنا]، ولم يـخبرنا إسماعيل السدي بَـمن أخبره هذه الـمعلومة!

ثم إن إسماعيل السُدي مُـختلَف في حاله بين العلماء، وقد ضعَّفه غالبية العلماء ووثقه الأقلية، وهو عندي من الضعفاء. 


------------------

★ وأما الرواية الـحادية عشر الضعيفة فهي كالتالي:

[أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: لَئِنْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ؛ قَالَ: فَنَزَلَ الْقُرْآنُ: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عند الله عظيمًا﴾؛ قَالَ اللَّيْثُ: عَائِشَةُ بِنْتُ عَمِّهِ لأَنَّهُ مِنْ قَوْمِهَا؛ قَالَ: وَظَنَنْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْـخَطَّابِ حِينَ قَالَ: لَقَدْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ، وأنه عَلَى طَلْحَةَ لعاقبٌ لِهَذَا الأَمْرِ.]


وهذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة؛ فراويـها هو الليث بن سعد وقد وُلد سنة ٩٤ هـجرياً؛ أي أنه أصلاً لم يقابل النبي ولا طلحة ، فمن أين أخذ هذه الرواية؟؟

ثم إن الليث روى هذه الرواية على سبيل الظن وليس التأكد ولذلك يقول: [ظننتُ...]



★ وأما الرواية الثانية عشر الضعيفة:

[قال مقاتل بن سليمان: قال طلحة بن عبيد الله القرشي من بني تيم بن مرَّة: ينهانا محمد أن ندخل على بنات عمنا! يعني: عائشة ﵂، وهما مِن بني تيم بن مرَّة، ثم قال في نفسه: واللهِ، لئن مات محمد وأنا حيٌّ لأتزوجن عائشة. فأنزل الله تعالى في قول طلحة بن عبيد الله: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾]


هذه الرواية مرسلة ضعيفة وقد ذكرها مقاتل بن سليمان بدون إسناد، وهو وُلد سنة ٨٧ هـ تقريباً؛ أي أنه لم يقابل النبي ولا طلحة، وقد كان مقاتل بن سليمان رجلاً كذاباً دجـالاً ويأخذ من اليـهود والنصارى، وقد تركه علماء الـحديث.



★ وأما الرواية الثالثة عشر الضعيفة فهي كالتالي:

[أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنبأ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّـخْمِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ لَوْ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَتَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ، فَأَنْزَلَ اللهُ: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ، وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا﴾، قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ سُفْيَانَ إِلَّا مِهْرَانُ.]


ولكن هذه الرواية ☝️ ضعيفة فقد رواها الراوي/ مـهران بن أبي عمر العطار أبو عبد الله الرازي، فإنه صدوق لكنه سيء الـحفظ وله أوهام وأخطاء كمـا قال ابن حـجر. وقال عنه النسائي أنه ليس بالقوي. وقال عنه البـخاري أن في حديثه اضطراب، ولذلك لا يستشهد به إلا في الـمتابعات. ولكن لا أحد تابع هذا الراوي في روايته ولذلك علَّق البيـهقي على الرواية قائلاً:

[قال سليمان: لم يروه عن سفيان إلا مـهران.] 


ثم إن مهران بن أبي عمر يـخطيء خصوصاً عن سفيان، ولذلك قال عنه ابن معين:

[كان عنده غلط كثير في حديث سفيان.]

 

راجع كتـاب: [الـجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٨/ ٣٠١)]



وأما الراوي/ محمد بن حميد الرازي فهو راوٍ متروك الـحديث كذاب وكان يـخترع الأسانيد ويركبـها على الـمتون، وقد كذَّبه معظم أهل الـحديث وعلى رأسهم البخاري.


أما الإمام أحمد بن حنبل فإنه كان يوثِّق هذا الراوي في البداية ثم انتبه إلى أنه راوٍ كذاب فتركه.

وقد ذكر ابن حبان في كـتابه (الـمجروحين ٢/ ٣٠٤) أن الإمام أحمد بعد أن بلغه قول أبي زرعة وابن وارة في أن الراوي محمد بن حميد يكـذب، فكان الإمام أحمد بن حنبل بعد ذلك إذا سُئل عن هذا الراوي كان ينفض يديه منه؛ أي يستنكره.


وأما الإمام يـحيى بن معين فإنه كان يوثقه في البداية أيضاً ثم انتبه إلى أخطاء محمد بن حميد فذمه على هذا الأمر...

قال أبو حاتم في كـتاب (الـجرح والتعديل) ٧/ ٢٣٢ ما يلي:

[سألني يـحيى بن معين عن ابن حميد ، من قبل أن يظهر منه ما ظهر ، فقال: أي شيء تنقمون عليه؟ فقلت : يكون في كـتابه الشيء، فنقول ليس هذا هكذا إنـما هو كذا وكذا ؛ فيأخذ القلم فيغيره على ما نقول. قال: بئس هذه الـخصلة].


وأما البخاري فقد كان يثني على الراوي/ محمد بن حميد الرازي في البداية ثم تبيـن للبـخاري أن هذا الراوي ضعيف فضعَّفه.

 وهذا ما ذكره الترمذي عن رأي البخاري في الراوي/ محمد بن حميد

راجع: [سنن الترمذي] (1677)


وقال ابن القطان في كـتاب [الوهم والإيـهام] (4/ 412):

[ومحمد بن حميد كذلك وثَّقه قوم ، ولكنه اعتراه بعد ما ضعف به ، وربـما  اُتـهم ، وكان أبو زرعة ومحمد بن مسلم بن وارة ، كتبا عنه ، ثم تركا الرواية عنه.]


ثم إن علماء كل بلد أدرى بأهله كـما قال حماد بن زيد:

[بلديَّ الرجل أعرف بالرجل].


قال الـخطيب البغدادي في كـتابه (الكفاية ١/ ١٠٦) معلقاً بـما يلي:

[لـما كان عندهم زيادة علم بـخـبره على ما علمه الغريب من ظاهر عدالته جعل حماد الحكم لـما علموه من جرحه دون ما أخـبر به الغريب من عدالته].


ومن الـمعلوم أن الراوي/ محمد بن حميد من الري ، وأدرى الناس به هم أهل بلده الذين اتـهموه وتركوه. وقد كان الإمام ابن خزيـمة من الري وكان يعلم حال الراوي/ محمد بن حميد ويعلم أنه راوٍ فاسد الرواية.

ولهذا ورد في كتـاب (سير أعلام النبلاء ١١/ ٥٠٤) ما يلي:

[قالوا لابن خزيـمة: لو حَدَّثَ الأستاذ عن محمد بْن حميد، فإنّ أحمد بْن حنبل قد أحسن الثّناء عليه ؟

فرد ابن خزيـمة وقال: إنّ أحمد بن حنبل لم يعرفه، ولو عرفه كمـا عرفناه لَـمَا أثنى عليه أصلاً.]


وذُكر في كتـاب (الضعفاء لأبي زرعة ) (٢/ ٥٨٣) أنه لـما قيل لأبي زرعة الرازي: «إن أحمد بن حنبل قال أن أحاديث ابن حميد عن جرير صـحاح ، وأحاديثه عن شيوخه لا يدري.» فقال أبو زرعة: «نـحن أعلم من أبي عبد الله؛ يعني في إمساكه عن الرواية عنه»


- وقال أبو نُعيم بنُ عديٍّ:

[سمعت أبا حاتمٍ الرازيّ في منزله، وعنده ابنُ خراشٍ، وجماعةٌ من مشايـخ أهل الريِّ وحُفَّاظهم، فذكروا ابن حميدٍ ، فأجمعوا على أنه ضعيف الـحديث جدًّا، وأنه يـحـدثُ بـما لم يسمعه، وأنه يأخذُ أحاديث أهل البصرة والكوفة، فيحدث بـها عن الرازيين].

راجع كـتاب (تاريخ بغداد) (٣/ ٦٠)


- ولذا قال الصالـحي في كتـاب (سبل الـهدى والرشاد) ١٠/ ٣٣٥:

 [رواه الطبراني بسند ضعيف جدًّا عن ابن عباس].


____________

فالـخلاصة أن جميع الروايات التي زعمت أن طلـحة أراد الزواج من السيدة عائشة هي روايات ضعيفة وقد تم اختراعها بعد موت موت النبي وطلحة والسيدة عائشة بسنوات عديدة. 

وإني أعتقد أن ظهور هذه الروايات الـمكـذوبة عن طلحة كان بعد سنة ٨٠ هـجرياً بـحسب تقصي الأسانيد. وقد بدأت هذه الأكذوبة على يد الكذابين أمثال: محمد بن السائب الكلبي الكـذاب، ومحمد بن مروان السدي الكذاب، ومحمد بن عمر الواقدي الكـذاب، وجويبر الكذاب، ومقاتل بن سليمان الكذاب، ومحمد بن حميد الكـذاب...

 

ثم إن هذه الروايات لا تتـحدث عن طلحة بن عبيد الله بن عثمان الذي هو أحد الـمبشرين بالـجنة والذي خرج مع السيدة عائشة والزبير للقصاص من قتلة عثمان. بل الشـخص الـمقصود في هذه الروايات الـمكـذوبة هو طلحـة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صـخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم التيمي. وهذا ما ذكره ابن الأثير في (أسد الغابة ٣/ ٨٨)، والسيوطي في (الـحاوي في الفتاوي) (٢/ ١١٦) 


ومنذ القديم، وقد فنَّد العلماء هذه الروايات الـمكـذوبة وأشاروا أن الـمنافقين هم مَن يطيلون ألسنتـهم القذرة حول السيدة عائشة، ولذلك نزلت آيات القرآن ونـهتـهم عن الزواج من زوجات النبي أو أذيته. وهذا ما أشار إليه القرطبي في كتـابه (الـمفهم لـما أُشكـل من تلخيص مسلم) (٤/ ١٥٠) 


وأما بالنسبة للـمسيحيين الذين يعترضون على القرآن حينما نهى عن الزواج من زوجات النبي، فإنني أرد عليهم بنفس منطقهم وأقول:

هؤلاءالـمسيحيون يرفضون فكرة أن أحداً تزوج مريم فضاجعها، ويؤمنون أن فرج مريم مخصص لإلههم يسوع الـمزعوم فقط، فإذا كان هؤلاء الـمسيحيون يؤمنون بذلك فلماذا يرفضون اقتصار زوجات النبي على النبي وحده؟!


------------------

رابعاً:

ليس للسيدة عائشة أي ذنب في الفتنة التي حصلت بين أهل العراق والشام، بل الـمنافقين أمثال ابن سبأ اليـهودي هم مَن أثاروا الفتنة بين الناس. وقد كنت تكلمت في ذلك باستفاضة في مقالات سابقة على هذا الـموقع. 

أما علي بن أبي طالب فهو أول مَن ترحم على طلحة ودفنه ودعا له بل أن علياً روى أحاديث عن النبي في فضل طلحة والزبير. فرحمة الله عليهم أجمعين. 


_____________

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهات بالكامل

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا