مضمون الشبـهة:
أحد الـملاحـدة الأغبياء يقول أن هناك تناقضاً بين القرآن الذي يبيح زواج الـهبة حـيث تـهب الـمرأة نفسـها للرجل ، لكن السُنة النبوية تنـهى الـمرأة عن أن تزوج نفسـها!
-------------------------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً: بالنسبة للـملحـد الـحـلوف الذي نشر هذه الشبـهة ، فإنه لا يعرف معنى زواج الـهبة، ولا يعرف الفرق بين زواج الـهبة وتزويـج الـمرأة نفسـها بـنفسـها.
أولاً: الإسلام قد نـهى عن تزويـج الـمرأة نفسـها بنفسـها؛ أي أن الإسلام نـهي أن تُزوِّج الـمرأة نفسـها لرجـل بدون ولي أمرها والشـهود.
أما زواج الـهبة الـمذكور في الآية القرآنـية:
﴿.... وَٱمۡرَأَةࣰ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَـهَا لِلنَّبِیِّ إِنۡ أَرَادَ ٱلنَّبِیُّ أَن یَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةࣰ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡـمُؤۡمِنِینَ﴾
زواج الـهبة ☝️ الـمذكور في الآية السابقة ليست معناه أن تزوج الـمرأة نفسـها بنفسـها، بل زواج الـهبة هنا معناه أن الـمرأة تـتزوج بدون مهر إذا لم تُرغب في أخـذ الـمهر من النبي، ولكن هناك ولي أمر وشهود على زواج الـهبة هذا.
ثم إن زواج الـهبة قد أباحه الله لنبيه فقط دون سائر الـمؤمنين. فالـمسلم العادي لا يُباح له زواج الـهبة بل يـجب أن يـعطي مـهراً لزوجته.
وبالرغم من أن الله أباح زواج الـهبة للنبي محمد إلا أن النبي محمد كان يعطي الـمهر لزوجـاته، فكل شـخص حر فيما أباحه الله له.
--------
أما بالنسبة لشـهبة زواج النبي من زوجة ابنه زيد، فهذه كذبة هبلة؛ لأن زيد ليس ابناً للنبي محمد أصلاً.
والنبي محمد ليس له أبناء ذكور كـبار أصلاً، بل زيد مـجرد شـخص رباه النبي منذ صغره، والناس في الـجاهلية هم مَن لقبوه بـ(ابن محمد).
وقد نصح النبيُ زيداً بأن يتـمسك بزوجته زينب حتى النـهاية ، ولكن زيد لم يستطع أن يُكـمل العيش معها ، فطلَّقها.
ولذلك يقول الله تعالى عن نبيه محمد:
﴿وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِیۤ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَیۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ﴾
فالنبي قد نصح زيداً بعدم تطليق زينب كمـا بالآية السابقة ، ولكن الـملاحدة الكذابين يقطعون بداية الآية ويـخفونـها حتى يشوهوا صورة النبي محمد، ويـحاول الـملاحـدة إيـهام الناس بأن النبي كان يتكالب على زينب وأنه السبب في تطليقها، هكذا يـحاول الـملاحـدة الكذابون إيـهام الناس.
ثم إن الإسلام يـحرم زواج الشخص من زوجة ابنه أصلاً.
يقول الله تعالى:
﴿حُرِّمَتۡ عَلَیۡكُمۡ أُمَّـهَـاتُكُمۡ وَبَنَاتُكُمۡ وَأَخَوَا تُكُمۡ وَعَمَّـاتُكُمۡ وَخَـالَاتُكُمۡ وَبَنَاتُ ٱلۡأَخِ وَبَنَاتُ ٱلۡأُخۡتِ وَأُمَّـهَـاتُكُمُ ٱلَّاتِیۤ أَرۡضَعۡنَكُمۡ وَأَخَوَا تُكُم مِّنَ ٱلرَّضَـاعَةِ وَأُمَّهَـاتُ نِسَاۤىِٕكُمۡ وَرَبَـاىِٕبُكُمُ ٱلَّاتِی فِی حُـجُورِكُم مِّن نِّسَاۤىِٕكُمُ ٱلَّاتِی دَخَلۡتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمۡ تَكُونُوا۟ دَخَلۡتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡكُمۡ وَحَلَـٰۤىِٕلُ أَبۡنَاۤىِٕكُمُ ٱلَّذِینَ مِنۡ أَصۡلَابِكُمۡ وَأَن تَـجۡـمَعُوا۟ بَیۡنَ ٱلۡأُخۡتَیۡنِ إِلَّا مَا قَدۡ سَلَفَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [النساء ٢٣]
فالقرآن الكريم☝️ وضع قائـمة بالنساء الـمحظور الزواج منـهن، ومن ضـمنـهن: زوجة ولدك.
-----------------
ملحوظة:
بالنسبة للعبارة التالية :
[الزانية هي التي تزوج نفسـها.]
فإن الغالب أن هذه الـجملة☝️ من كلام أبي هريرة نفسه، وليس من كلام النبي، وهذا يُسمى بالـحديث الـمدرج.
يقول الشيخ الدكتور/ محمد إبراهيم بن سركند في كـتابه (الأحكام الفقهية التي قيل فيـها بالنسخ) ٤/٢١٣٩ — ما يلي:
[ولفظ الدارقطني مرفوعًا- ونـحوه في رواية عند البيـهقي-: «لا تزوج الـمرأة الـمرأة، ولا تزوج الـمرأة نفسـها». وكـنا نقول: «إن التي تزوج نفسـها هي الفاجرة». فيظهر منه أن قوله: (فإن الزانـية هي التي تزوج نفسـها) من كلام أبي هريرة وليس من حديث النبي ﷺ، لذلك قال الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ص ٣٢٧: (صـحيح دون جملة الزانية).]
------------------
إلى هنا، أكون قد فندتُ الشُبهة بالكامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا