مضمون الشبـهة:
يزعم أعداء الإسلام أن ابن عباس قال عن الأرض ما يلي:
[قال الله تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا﴾. ففسر ابن عباس هذه الآية هكـذا: « الأرض بسطناها على وجه الـماء».]
-------------------
وأنا أرد على هذه الشبـهة السخيفة وأقول:
ليس هناك أي دليل صـحيح على أن ابن عباس فسر الآية هكذا، بل هذه الـمقولة منتشرة في بعض كتب التفسير بدون دليل أو سند.
وأول مَن نسب هذا الكلام إلى ابن عباس كان هو الواحدي في (التفسير البسيط)، ولكن الواحدي عاش في القرن الـخـامس الـهجري بينما عاش ابن عباس في القرن الأول الـهجري؛ أي أن بينـهما مئات السنين، فكيف عرف الواحدي أن ابن عباس قال هذه الـمقولة التفسيرية؟!
إذن ، هذه الـمقولة الـمنسوبة إلى ابن عباس ليس علـيها أي دليل بل إن الواحدي نقلها من الشائعات الكـاذبة في زمانه ولم يذكر لـها أي إسناد.
ثم جاء الفخر الرازي ونقل نفس هذه الشائعة الـمنسوبة زوراً إلى ابن عباس.
مع العلم أن الفخر الرازي عاش في القرن السادس الـهجري.
ثم جاء القرطبي الذي عاش في القرن السابع الـهجري ونقل نفس الـمعلومة الـمكـذوبة بدون أن يتـحقق من صـحتـها!
ولذلك ستجد أن الواحدي والرازي والقرطبي نسبوا هذه الـمقولة إلى ابن عباس بدون دليل أو إسناد. وهذا كفيل بإسقاط هذه الرواية وإثبات ضعفها وعدم حـجيتـها.
مع العلم أنه لا يوجد أحـد أفتى بصـحة كل ما هو موجود في كتب التفسير بل هناك معلومات صـحيحة وأخرى خاطئة. ويـجب على الـمسلم أن يتـحقق من صـحة التفسير قبل نقله؛ فربـما يـخطئ الـمرء وليس هناك أحد معصوم من الـخطأ.
وأما بالنسبة لكلمة (مددناها)، فإن التـمدد قد يـحـدث أيضاً للشكل الكروي، فمثلاً:
إذا أنت عندك بالونة ونفخت فيـها فإنها ستأخذ شكلاً كروياً، وإذا نفخت فيـها أكثر وأكثر فإن ستـمدد.
فالشكل الكـروي قد يـحدث له تـمدد أيضاً.
---------------
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبهة بالكامل
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا