الرد على شبهة قراءة (يَغل) وقراءة (يُغَل) | كذبة أن هناك

 مضمون الشبـهة:

يزعم أعداء الإسلام أن هناك تناقضاً بين القراءات القرآنـية ويستشـهدون على ذلك بالقراءتين التاليتين:

﴿وَمَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یَغُلَّ

﴿وَمَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یُغَلَّ


فأعداء الإسلام يزعمون أن القراءتين تعطيان معنيـين مـختلفين بـحيث أن الآية الأولى تقول أن النبي لا يـخون أحداً، والآية الثانية تقول أن النبي لا يـخونه أحد؟!


--------------------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً: 

بالنسبة لي، فإنني أرى أن كلتا القراءتين تعطيان نفس الـمعنى حيث أن كلتا القراءتين تنفيان صفة الـخيانة عن النبي محمد، فمثلاً:

القراءة الأولى تقول:

 ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یَغُلَّ﴾،

وكلمة (يَغلّ) هنا ☝️ مأخوذة من الفعل (غَلَّ).

 وكلمة (غَلَّ) تعني: خـان.

إذن هذه القراءة تعني أن النبي لا يـخـون، وهي تنفي صفة الـخيانة عن النبي نفسه.


أما القراءة الثانـية فهي كالتالي:

﴿وَمَا كَانَ لِنَبِیٍّ أَن یُغَلَّ

وكلمة (يُغَلّ) هنا مأخوذة من الفعل (أَغلَّ)

وكلمة (أَغلَّ) تعني: نَسَبَ شـخصاً إلى الـخيانة. ولكن هذه الكلمة مبنية للـمجهول هنا، وبالتالي هي تتكلم عن النبي نفسه وليس عن شـخص آخر. ومعنى هذه القراءة هي أن النبي لا يُنسَب إلى صفة الـخيانة.


قالقراءة الأولى تنفي نسبة صفة الـخيانة إلى النبي ، والقراءة الثانية تنفي أيضاً نسبة صفة الـخيانة إلى النبي نفسه. وكلتا القراءتين تتـحدثان عن النبي نفسه وليس عن شـخص آخر.

وهذا الرأي قد ذكره البغوي مع رأي آخر، ولكنني راجعت الآراء وأعتقد أن هذا هو الرأي الصواب والأصـح. وهذا الرأي أيضاً قد رجـحـه الطبري.

وعلى فكرة، كلتا القراءتين صـحيحتان من ناحية اللغة العربـية وتعطيان نفس الـمعنى، فمثلاً:

* يـجوز لي في اللغة العربـية أن أقول:

[إن مِثل علاء لا يَكـذب]


* وأيضاً يـجوز لي لغوياً أن أقول:

[إن مِثل علاء لا يُكـذَّب]


وفي كلتا هاتين العبارتين، فإنني أنفي صفة الكـذب عن علاء نفسه؛ ففي الـمثال الأول قد استخدمتُ الفعل الثلاثي الـمبني للمعلوم. 

وفي الـمرة الثانية، قد استخدمتُ الفعل الرباعي الـمبني للـمجهول لأعطي نفس الـمعني.

وهذا الشيء جـائز في اللغة العربـية.

إذن القراءتان القرآنيتان لا تـختلفان عن بعضـهما.

---------

لكن تعالوا نأخذ مثالاً بسيطاً على الكـتاب الـمقدس الـمتناقض:

- سفر الـملوك الأول ٧: ٢٦

«وغِلظه شبر، وشفته كعمل شفة كأس بزهر سوسن. يسع ألفي بث.»

👇👇👇👇👇👇👇

- سفر أخبار الأيام الثاني ٤: ٥

«وغِلظه شبر، وشفته كعمل شفة كأس بزهر سوسن. يأخـذ ويسع ثلاثة آلاف بث.»


------------

مـلحوظة:

بعض أعداء الإسلام يـمارسون معي مغالطة (العزو) حيث يقولون لي انظر إلى كلام الشيخ فلان أو إلى كلام الإمام علان حتى لو كان كلاماً خطأً!

ولكنني أرد عليهم وأقول:

لا يوجـد إمام أو شيخ ادعى العصمة لنفسه؛ فكل شـخص يصيب ويُـخطئ، وعلينا البـحث عن الرأي الأصـح والأصوب.

 أما الرأي الـخاطيء فهو ليس بـحـجـة على الـمسلم، وليس هناك أي فقيه مسلم على مدار الزمان أفتى بأنه معصوم بـحيث نتبع كل فتاويه.

 كلا ، لا يوجد في الإسلام كهنوت ولا أئـمة مُنصَّبين من الله، بل الكل يـجتـهد وفق طاقته وعلى قدر سعته، ونستفيد مـمـا أصاب فيه ونتـجـنب ما أخطأ فيه. 

---------------

لا تنسونا من صالـح دعائكم 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا