الرد على شبهة وكذبة أن كلمة الغائط كلمة خادشة للحياء ومحرجة ، ما معنى كلمة (غائط).

 مضمون الشبـهة:

أعداء الإسلام يزعمون أن كلمة (غائط) في القرآن هي كلمة خادشة للـحياء!


-------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً: أعداء الإسلام هم أشبه بقطيع جاموس لا يفقه شيئاً في اللغة العربـية ، وكلما وجدوا كلمة في القرآن طعنوا فيـها بسبب جهلهم بـمعاني كلمات اللغة العربـية.


ثانياً:

كلمة (الغائط) ليست كلمة مـحـرجة ولا مقززة بل إن الله قد اختار أفضل الكلمات للتعبير عـن شئون الإنسان. وكثيراً ما يـختار الله الكلمات الـمجازية بدلاً من بعض الكلمات الواقعية التي قد تـخدش الـحياء أحياناً.


عندما نفتح معاجم اللغة العربـية، فإننا نـجد أن كلمة (الغائط) مشتقة من فعل (غاط) أي (غاب)؛ حيث كان العربي قديـماً يذهب إلى مكان بعيد ويغيب فيه فترة من الزمن من أجل قضاء الـحاجة هناك.

وكذلك يُستخـدَم الفعل (غاط) بـمعنى دخل الوادي حيث كان العربي قديـماً يدخل مكاناً مستوراً في الوادي من أجل قضاء الـحاجة.


 وتأتي أيضاً كلمة (غاط) للتعبير عن حفر حفرة.


وأصل كلمة (غائط) في اللغة العربـية يعني (الوادي) أو (أرض واسعة منـخفضة)، وليس معناها الـمباشر: (خراء) أو (جـلة) كمـا يعتقد الـملاحدة الـمغفلون الـخرويون.

وبـما أن العربي قديـماً كان يذهب إلى وادٍ مستور من أجل قضاء الـحاجة هناك، فإن القرآن الكريم استخـدم كلمة (غائط) ككـناية لطيفة عن التبرز بدلاً من استخدام كلمة مباشرة جـارحـة.


ولذا قال ابن أبي حاتم في تفسيره بأن الغائط يعني الوادي.


★ ويقول أبو السعود في تفسيره:

[﴿أوْ جاءَ أحَدٌ مِنكم مِنَ الغائِطِ﴾ هو الـمَكانُ الغائِرُ الـمُطْمَئِنُّ. والـمَجِيءُ مِنهُ كِـنايَةٌ عَنِ الـحَدَثِ؛ لِأنَّ الـمُعْتادَ أنَّ مَن يُرِيدُهُ يَذْهَبُ إلَيْهِ لِيُوارِيَ شَـخْصَهُ عَنْ أعْيُنِ النّاسِ، وإسْنادُ الـمَجِيءِ مِنهُ إلى واحِدٍ مِنهم مِنَ الـمُخاطَبِينَ دُونَـهم لِلتَّفادِي عَنِ التَّصْرِيـحِ بِنِسْبَتِـهِمْ إلى ما يُسْتَحْيا مِنهُ أوْ يُسْتَـهْجَنُ التَّصْرِيـحُ بِهِ.]



★ ويقول الطاهر بن عاشور في تفسيره:

[والغائِطُ: الـمُنْخَفِضُ مِنَ الأرْضِ وما غابَ عَنِ البَصَرِ، يُقالُ: غاطَ في الأرْضِ إذا غابَ يَغُوطُ، فَهَمْزَتُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الواوِ، وكانَتِ العَرَبُ يَذْهَبُونَ عِنْدَ قَضاءِ الـحاجَةِ إلى مَكانٍ مُنْخَفِضٍ مِن جِهَةِ الـحَيِّ بَعِيدٍ عَنْ بُـيُوتِ سُكْـناهم، فَيُكِنُّونَ عَنْهُ: يَقُولُونَ ذَهَبَ إلى الغائِطِ أوْ تَغَوَّطَ، فَكانَتْ كِنـايَةً لَطِيفَةً ثُمَّ اسْتَعْمَلَها النّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ كَثِيرًا حَتّى ساوَتِ الـحَقِيقَةَ فَسَمَجَتْ، فَصارَ الفُقَهاءُ يُطْلِقُونَهُ عَلى نَفْسِ الـحَدَثِ ويُعَلِّقُونَهُ بِأفْعالٍ تُناسِبُ ذَلِكَ.]



★ ويقول البغوي في تفسيره:

[قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ﴾ أَرَادَ بِهِ إِذَا أَحْدَثَ، وَالْغَائِطُ: اسْمٌ لِلْمُطْمَئِنِّ مِنَ الْأَرْضِ، وَكَانَتْ عَادَةُ الْعَرَبِ إتْيَانَ الْغَائِطِ لِلْـحَـدَثِ فَكُنِيَّ عَنِ الْـحَدَثِ بِالْغَائِطِ]

 ونفس الكلام قاله ابن الـجوزي والسمعاني والسمرقندي والبقاعي وابن أبي زمنين والنسفي والبيضاوي والإيـجي والشوكاني وصديق حسن خان في تفاسيرهم 



★ وقال الـماوردي في تفسيره:

[الغَائِطُ هو الـمَوْضِعُ الـمُطْمَئِنُّ مِنَ الأرْضِ كانَ الإنْسانُ يَأْتِيهِ لِـحاجَتِهِ، فَكَنّى بِهِ عَنِ الـخارِجِ مَـجازًا، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمالُهُ حَتّى صارَ كالـحَقِيقَةِ، والدَّلِيلُ عَلى أنَّ الغائِطَ حَقِيقَةٌ في اسْمِ الـمَكانِ دُونَ الـخارِجِ، قَوْلُ الشّاعِرِ:

أما أتاكَ عَنِّي الـحَدِيثُ إذْ أنا بِالغائِطِ أسْتَغِيثُ

وصِـحْتَ في الغائِطِ يا خَبِيثُ]


★ وقال الثعلبي في تفسيره:

[﴿أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ﴾... ، والغيط والغوط والغائط كلّها بـمعنى واحد، وهي الـخبت الـمطمئن من الأرض، وقال مـجاهد: هو الوادي، الـحسن: الغور من الأودية، وتصوّب. الـمؤرّخ: قرارة من الأرض يـحفها الكرم ويسترها، وجمعها غيطان، والفعل منه (غاط يغوط) ، مثل (عاد يعود) . وتغوّط يتغوّط، إذا أتى الغائط، وكانوا يتبرّزون هناك فكنّى عن الـحديث بالغائط مثل العذرة والـحدث، وهو هاهنا كنـاية عن حاجة البطن]



★ وقال الثعالبي في تفسيره:

[وأصل الغائِطِ ما انـخفض مِنَ الأرض، ثم كَثُر استعماله في قضاء الـحَاجَةِ]



★ وقال مكي بن أبي طالب في تفسيره:

[والغائط: ما اتسع من الأرض، وقيل: هو الـموضع الـمنخفض الـمستور وكثر ذلك حتى قيل لـمن قضى حاجته متغوط. قال أبو عبيدة: «أصل الغائط الـمكان الـمطمئن من الأرض».]


★ وقال ابن عطيه في تفسيره:

[وأصْلُ "الغائِطِ" ما انْـخَفَضَ مِنَ الأرْضِ، وكانَتِ العَرَبُ تَقْصِدُ بِقَضاءِ حاجَتِـها ذَلِكَ الصِنْفَ مِنَ الـمَواضِعِ، حَتّى كَثُرَ اسْتِعْمالُهُ في قَضاءِ الـحاجَةِ وصارَ عُرْفَهُ.]


★ وقال فـخر الدين الرازي في تفسيره:

[قَوْلُهُ: ﴿أوْ جاءَ أحَدٌ مِنكم مِنَ الغائِطِ﴾ والغائِطُ: الـمَكانُ الـمُطْمَئِنُّ مِنَ الأرْضِ، وجَمْعُهُ الغِيطانُ. وكانَ الرَّجُلُ إذا أرادَ قَضاءَ الـحاجَةِ طَلَبَ غائِطًا مِنَ الأرْضِ يَـحْـجُبُهُ عَنْ أعْيُنِ النّاسِ، ثُمَّ سُـمِّيَ الـحَدَثُ بِهَذا الِاسْمِ تَسْمِيَةً لِلشَّيْءِ بِاسْمِ مَكانِهِ.]


★ وقال الآلوسي في تفسيره:

[﴿أوْ جاءَ أحَدٌ مِنكم مِنَ الغائِطِ﴾ وهو الـمَكانُ الـمُنْخَفِضُ.....، والغَيْطُ الغائِطُ، والـمَجِيءُ مِنهُ كِنـايَةٌ عَنِ الـحَدَثِ؛ لِأنَّ العادَةَ أنَّ مَن يُرِيدُهُ يَذْهَبُ إلَيْهِ لِيُوارِيَ شَـخْصَهُ عَنْ أعْيُنِ النّاسِ.]

ونفس الكلام قاله القاسمي في تفسيره.


إذن ، كلمة (غائط) ليست كلمةً جارحةً كـما يعتقد الـملاحدة الـخرويون بل هي كلمة تُطلَق في الأصل على الأرض التي يستتر بـهـا الناس ثم استخدم الـمصطلح ككـناية لطيفة غير مباشرة على التبرز بدلاً من استخدام أسماء مباشرة خادشة للـحياء.


وعلى فكرة، نـحن ما زلنا نستـخدم نفس الكلمة في حياتنا اليوم وخاصة في الريف فنقول: [الغيط والغيطان]

مع العلم أن كلمات [الغيط والغوط والغائط] كلها بنفس الـمعنى. 


ثم إنني أستعجب مـمن يستخـدمون مصطلحات مثل (الـحمام) و(التواليت) ثم يستنكرون كلمة (غائط)!!!

واستعجب من الـملاحدة عندما يسمحون للأطباء باستخدام مصطلحات مثل (البول والبراز) ثم يستنكرون كلمة (غائط)!!!

 

----------

ثالثاً:

بالنسبة لليـهود والـمسيحيين فإن كتـابهم لا يتردد أبداً في استخدام كلمات مثل: [البراز والـخراء والـجـلة والزبل!]


وإليكم نصوص الكـتاب الـمقدس بنفسك:

سفر التثنية ٢٣: ١٣

«ويكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما تـجلس خارجاً وترجع وتغطي برازك



- سفر صفنيا ١: ١٧

«وأضايق الناس فيمشون كالعمي، لأنهم أخطأوا إلى الرب، فيُسفَح دمـهم كالتراب ولـحمهم كالـجـلة



- سفر الـملوك الثاني ٦: ٢٥

«وكان جوع شديد في السامرة. وهم حاصروها حتى صار رأس الـحمار بثـمانين من الفضة، وربع القاب من زبل الـحمام بـخمس من الفضة.»



- سفر حزقيال ٤: ١٢

«وتأكل كعكاً من الشعير على الـخرء الذي يـخرج من الإنسان تـخبزه أمام عيونـهم».


-------------

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

1 comments:

  1. مكافح التنوير...رد جميل جدا كاف و شاف بارك الله فيك و عليك

    ردحذف

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا