هل النبي تزوج الشنباء بنت عمرو | كذبة أن الشنباء بنت عمرو شككت في نبوة النبي محمد | هل النبي طلَّق الشنباء بنت عمرو

 مضمون الشبـهة:

يزعم أعداء الإسلام أن النبي محمد كان متزوجـاً بامرأة اسمها الشنباء بنت عمرو وأنـها لم تؤمن بأن مـحمداً نبي حقيقي لأن الله أمات ابنه إبراهيم!

----------------

الرد على هذه الشبـهة السخيفة :

هذا الكلام الذي يردده أعداء الإسلام هو كلام غير صـحيح وليس هناك دليل تاريـخي صـحـيح على هذا الأمر.

وأول ظهور لـهذه الـمعلومة كان ابتداءً من القرن الثالث الـهجري حيث ذكرها الطبري في تاريـخـه قائلاً:

[ ثُمَّ تزوج رسول الله الشنباء بنت عمرو الغفارية. وكانوا أيضاً حلفاء لبني قريظة، وبعضـهم يزعم أنـها قرظية، وقد جُهل نسبـها لـهلاك بني قريظة، وقيل أيضا إنـها كـنانية، فعركت حـين دخـلت عليه، ومات إبراهيم قبل أن تطهر، فقالت: لو كان نبياً ما مات أحب الناس إليه، فسرحها رسول الله]


ولكن هذا الكلام ☝️ بدون إسناد أو دليل سابق، وقد ذكره الطبري ابتداءً من القرن الثالث الـهجري، فكيف حصل الطبري على هذه الـمعلومة بالرغم من أنه ليس هناك أي مصدر قبله يذكر هذه الـمعلومة؟!

 ولذا فإن هذه الـمعلومة غير مؤكدة، وقد حـكم عليـها الـمحققون بالضعف مثل الـمحقق/ محمد بن طاهر البرزنـجي - في كتـابه (صـحيح وضعيف تاريـخ الطبري ٧/ ٢٦٨).

وكذلك حـكم عليـها تلاميذ الشيخ/ محمد صالـح الـمنجـد بالضعف.


وحتى لو فتحتَ تاريـخ الطبري ونظرتَ إلى آخر رواية ذُكرت قبلها مباشرةً فستجـد أيضاً أن سندها ضعيف وهي تتكلم عن وفاة السيدة خديـجـة. وهذه الرواية الضعيفة كالتالي:

[حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ- وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانٌ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الـملك ابن مَرْوَانَ:  إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ تَسْأَلُنِي: مَتَى تُوُفِّيَتْ؟ وَإِنَّـهَا تُوُفِّيَتْ قَبْلَ مـخرج رسول الله  مِنْ مَكَّةَ بِثَلاثِ سِنِينَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَنَكَحَ عَائِشَةَ مُتَوَفَّى خَدِيـجَةَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ رَأَى عَائِشَةَ مَرَّتَيْنِ، يُقَالُ لَهُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، وَعَائِشَةُ يَوْمَئِذٍ ابْنَةُ سِتِّ سِنِينَ]


وهذه الرواية ☝️ مرسلة ضعيفة ؛ فالراوي عروة بن الزبير وُلد عام ٢٩ هـجرياً تقريباً أي أنه وُلد بعد موت النبي بسنوات عديدة، وهو لم يـحضر الـحادثة أصلاً.

وعروة بن الزبير قال هذه الرواية في خلافة (عبد الـملك بن مروان) بعد عام ٧٣ هـجرياً تقريـباً؛ أي أن بينه وبين النبي آنذاك أكثر من ٦٢ سنة.

وبعد أن ذكر الطبري كلامَه الغير مثبت عن الشنباء بنت عمرو ، فإن الكُتَّـاب من بعده نسخوا كلامه ونقلوه في كتبـهم بدون أن يتـحققوا من مدى مصداقية هذه الـمعلومة، ومن ضمن هؤلاء الذي نسخوا كلام الطبري هم: ابن عساكر (القرن السادس) ثم ابن منظور (القرن الثامن)، ثم ابن كثير (القرن الثامن)، ثم البلنسي (القرن الثامن)، ثم بـحرق الـيمني (القرن العاشر)، ثم الصالـحي الشامي (القرن العاشر)، ثم أحمد الـمنقور (القرن ١٢)، ثم عبد القادر الـمجـلسي (القرن ١٤)، ثم مـحيي الدين درويش (القرن ١٥). 


إذن لم يَثبت أبداً أن النبي تزوج امرأة اسمها الشنباء بنت عمرو.


ثانـياً:

حتى لو افترضنا أن هذه الـمعلومة صـحيحة فإنـها تـثبت عظمة أخلاق النبي محمد ، فعندما نقرأ الكلام بالكامل فسنـجـد أن تلك الـمرأة كانت خشنة الطبع مع النبي محمد وقد أساءت إليه. وبالرغم من ذلك فإن النبي أعطاها الـمهر بعد ذلك وطلقها ولم يبـخل في إعطائه الـمهر ولم يضربـها النبي أو يشتمها بل طلقها بكل أدب.

ثم إنني أتعـجب من الـمسيحيين الذين يرددون هذه الشبـهة بالرغم من أن كـتابـهم يـخـبرنا أن نبيـهم داود زنا مع بَثشَبع فـحبلت منه وأنـجبت ولداً فمرض هذا الولد وظل داود يبكي ويصوم آملاً أن ينقذ الإلهُ ابنَه من الـموت ولكن إلـهه خذله وأمات ابنه، وهنا يئس داود من الصوم فرجع إلى الأكل مرة أخرى. ويـمكنك بنفسك أن تراجع (سفر صموئيل الثاني - الأصـحاح ١٢)


فهل يستطيع اليـهود أو الـمسيحيون أن يسخروا من كتـابهم الآن؟!


وإني أود أن أوجه سؤالاً صعباً لأولئك الـمسيحيين الشتامين:

أنتم كمسيحيين تؤمنون بعدة رسل في العهد الـجـديد، فأين هم أبناء وأحفاد هؤلاء الرسل: هل عاشوا فترة من الزمان أم ماتوا مباشرةً، وأين هي سيرتـهم الكـاملة ، ولـماذا لا نـسمع أحداً من القساوسة يتكلم عن سيرتـهم أو إنـجازاتهم في الكرازة والتعليم، ولـماذا لم يصبح أولادهم آباء وكهنة للكـنائس فيـما بعد؟!

فهل الرب قطع الشجرة الفاسدة من جذورها كمـا يردد الـمسيحيون دائـماً؟!

-----------

وأما عن موت إبراهيم ابن النبي محمد ، فهذا لا ينفي نبوة النبوة محمد؛ فكل البشر سـيموتون بلا استثناء، وهذه حقيقة لا جدال فيـها.

وأما عن الـحـكمة من موت ابن النبي محمد ، فهناك بعض الأسباب التي سنذكرها لكم ويبقى العلم عند الله.

إن موت إبراهيم ابن النبي محمد هو دليل صريـح على أنه لا يوجـد شيء اسمه (توارث الإمامة بالنسب)، فمثلاً: الشيعة الوثنيون اخـترعوا عقيدة (الإمامة بالنسب) فـجعلوا علي بن أبي طالب إماماً معصوماً منصباً من الله وتـحـجـج الشيعة بأن (علياً) هو ابن عم النبي، ثم زعموا توارث الإمامة بين أبناء (علي) ابتداءً من الـحسن ثم الـحسين ثم أبناء الـحسين وهكذا...

وقد ضل الشيعة بسبب هذه العقيدة الإمامية الفاسدة فآمنوا أن أئـمتـهم أفضل من جميع البشر وأفضل من جميع الـملائكة وأفضل من جميع الأنبياء بل وآمنوا أن أئـمتـهم جاءوا من نور الله ومن جنب الله بل وآمنوا أن الله خلق الكون بواسطة أئـمتـهم وأن أئـمتـهم يـتحـكمون في الكون وكذلك آمنوا أن أئـمتـهم موجودون قبل خلق الكون، ولذا يسجـد الشيعة لأئـمتـهم ويطلبون منـهم الرزق والـجنة!!!

وفي كل مرة ، يـحاول الشيعة تبرير هذه العقائد الفاسدة بأن الإمام (علي) وأبناءه من أهل النبي محمد!

ولكن الله عز وجل جعل من موت ابن النبي إشارةً صريـحـةً على فساد عقيدة الشيعة الإمامية ؛ فلو كانت الإمامة والوصاية تنتقل بالوراثة لكان ابن النبي أحق وأولى بـها من ابن عم النبي ولكـان ابن النبي أولى بـها من أولاد بنت النبي.

وكذلك الصوفية قاموا بتقديس بعض الدجـالين ولقَّبوهم بالأولياء وزعموا أنهم من نسل أهل بيت النبي!

ولو كان الصوفية على حق فيـما يفعلونه لكان ابن النبي أحق بالـحياة والتقديس.

ولكن الله شاء أن يُـميت ابن النبي محمد لكي ينبه الناس إلى سـخـافة عقائد الشيعة والصوفية.  


--------------

إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا