الرد على شبهة التشابه بين نشر الشيطان العداوة والبغضاء في الخمر والميسر وبين نشر الله العداوة والبغضاء بين النصارى

 مضمون الشبـهة:

يزعم أعداء الإسلام أن الله في القرآن يفعل نفس أفعال الشيطان، ويستدلون بأن الله قال:

﴿إِنَّـمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـانُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَا⁠وَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡـخَمۡرِ وَٱلۡـمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَـهُونَ﴾ 


﴿وَمِنَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّا نَصَـارَىٰۤ أَخَذۡنَا مِیثَـاقَهُمۡ فَنَسُوا۟ حَظّاً مِّـمَّا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَأَغۡرَیۡنَا بَیۡنَـهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـامَةِ وَسَوۡفَ یُنَبِّئُـهُمُ ٱللَّهُ بِـمَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ﴾

------------------


الرد على هذه الشبـهة السخيفة:

أولاً:

الـمسيحي الذي ذكر هذه الشبـهة هو إنسان كـذاب؛ فقد لوَّن الـجزء الذي يريده باللون الأصفر ثم ترك باقي الآية ، وهذا من أجـل خداع الـمسلم!

 

والآن ، دعونا ندخل مباشرةً في الرد:

بالنسبة للآية الأولى:

 ﴿إِنَّـمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـانُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَا⁠وَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡـخَمۡرِ وَٱلۡـمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَـهُونَ﴾


هذه الآية ☝️تتكلم عن الـخمـر والـميسر وعن أن الشيطان يستغلهما في نشر الكراهية بين أصـحـابـها؛ فالـخمر يُغيِّب عقول شاريبه، والـميسر يسبب الإفلاس لأصـحـابه ويُدخلهم في شـجـارات بسبب الـخسائر الـمالية. وهاتان الـحالتان يستغلهما الشيطان في نشر البغض بين أصـحاب الـخمر والـميسر.


----------------

أما الآية الثانـية:

﴿وَمِنَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّا نَصَـارَىٰۤ أَخَذۡنَا مِیثَـاقَهُمۡ فَنَسُوا۟ حَظّاً مِّـمَّا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَأَغۡرَیۡنَا بَیۡنَـهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـامَةِ وَسَوۡفَ یُنَبِّئُـهُمُ ٱللَّهُ بِـمَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ﴾


هذه الآية ☝️ تتكـلم عن أن الـمسيحيين تـجاهلوا تعاليم الله فـحرفوها وأضاعوها، فـعاقبـهم الله بالـخصومات بينـهم.

 ولذلك ستـجـد أن الكنـائس الـمسيحية تعادي بعضـها اليوم ولا يـحدث توافق بينـهم بل الـمسيحيون الروم اضطهدوا الـمسيحيين الأقباط.

والـمسيحيون الكاثوليك اضطهدوا البروتستانت والعكس وهكذا....

فالـخـصومات والعداوات بين الطوائف الـمسيحية هي عقاب إلـهي لـهم؛ لأنـهم ابتعدوا عن شريعة الله.

 

إذن الآية الأولى تتكلم عن العداوة التي يلقيـها الشيطان بين أصـحـاب الـخمر والـميسر.

 أما الآية الثانـية فتتكلم عن العداوة التي جعلها الله بين الـطوائف الـمسيحية كعقاب لـهم عندما حرفوا تعاليم الله.

إذن كل آية تـتكلم في موضوع مـختلف تـماماً عن الآخر، ولا علاقة للآيتين ببعضـهما. وبالتالي من الـخطأ أن يزعم الـمسيحي أن الله هو الشيطان في الآيتـيـن.


ثم إن اشتراك الصفة بين اثـنـيـن لا يعني أنـهما نفس الشخص ، فمثلاً:

رجل العصابات يقتل أعداءه ، والـجندي يقتل أعداءه، وكلاهما يشتركان في نفس الفعل والصفة ، ولكن هذا لا يعني أن الـجندي هو رجل العصابات نفسه؛ حيث أن الـجندي يقتل في ظروف معينة تـختلف عن رجـل العصابات.

ونفس الشئ ينطبق على الآيتين؛ فكلتاهما ذكرتا العداوة والبغضاء ، لكن الآية الأولى تتـحدث عن ظروف تـختلف عن ظروف الآية الثانية.


دعني أعطيك مثالاً آخر:

 الله رحيم ، والنبـي رحيم أيضاً، لكن هذا لا يعني أن النبي هو الله؛ لأن اشتراك الصفة أو الفعل لا يعني أن الاثنين نفس الشـخص.

ومعظم الكائـنات تشترك في صفات وأفعال لكن هذا لا يعني أنـهم نفس الشئ.


والآن ، دعونا نرد على الـمسيحيين من كتبـهم:

٭ في الكتـاب الـمقدس، الرب جعل الأمم تكره اليـهود:

سفر مراثي إرميا ٣: ٤٥

«جعلتنا وسـخـاً وكرهاً في وسط الشعوب.»


فهل إله الكتـاب الـمقدس هو نفسه الشيطان الذي يضع الكره بين البشر والشعوب؟!


٭ ونـجد في سفر إشعياء أن الرب هيَّج الأعداء ضد بني إسرائـيل: 

سفر إشعياء - الأصـحاح ٩:

١١- فيرفع الرب أخصامَ رصين عليه ويـهيج أعداءه:

١٢- الأراميين من قدام والفلسطينيين من وراء، فيأكلون إسرائيل بكل الفم. مع كل هذا لم يرتد غضبه، بل يده مـمدودة بعد!


فها هو الرب قد هيَّج الأعداء ضد بني إسرائيل مثلما هيَّج الشيطان الأعداءَ سابقاً ضد بني إسرائيل الذين كانوا مع موسى ويشوع لكي يقضوا عليـهم؟! 

فمثلاً: الشيطان هيَّج فرعون ضد موسى وبني إسرائيل ، فهل إله الكتـاب الـمقدس هو نفسه الشيطان ؟!


٭ ونـجـد أن يسوع يعلن بكل صراحـةٍ أنه جـاء لينشر الفرقة بين الناس، ولذلك يقول: 

إنـجيل متَّى - الأصـحاح ١٠:

٣٤- لا تظنوا أني جئتُ لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً.

٣٥- فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبـيه، والابنة ضد أمـها، والكنة ضد حماتـها.

٣٦- وأعداء الإنسان أهل بيته.


فهل يسوع هو نفسه الشيطان لأنه ينشر الفرقة بين الأهل والأحباب؟!


٭ وفي الكتـاب الـمقدس ، نـجـد أن الرب سلَّم شعبه إلى الكفرة والظلمة والأشرار لكي يفعلوا بهم الأفاعيل:

تتـمة سفر دانيال - الأصـحاح ١:

٣٢- فأسلمتنا إلى أيدي أعداء أثـمة وكفرة ذوي بغضاء وملك ظالم شر مِن كل مَن على الأرض.


فهل إله الكتـاب الـمقدس هو نفسه الشيطان ؟


أتـمنى من الـمسيحي أن يفكر دائـماً قبل أن يتـفوه بتفاهاته ضد القرآن الكريم. 



--------------

ثالثاً:

بعض الـمسيحيـيـن يقولون أن العداوة والبغضاء مـوجودة أيضاً بين الـمسلمين حينما يكره السُنة والشيعة بعضـهم!

وأنا أرد على هذا الـهراء وأقول:

الشيعة الروافض ليسوا مسلمين أصلاً ، وخلافنا مع هؤلاء الشيعة ليس خلافاً بين الـمسلمين وبعضهم. بل خلاف بين الـمسلمين وأعدائـهم.

 وقد رد ابن حزم على هذه النقطة منذ مئات السنين وأشار إلى أن الشيعي الرافضي ليس مسلماً أصلاً.

الشيعي الرافضي يـختلف عنا في العقيدة بل إن عقيدته تشبه الـمسيحيين أكثر مـما تشبه عقيدتنا، وقد تكلمتُ عن ذلك من قبل في منشور سابق، وسأضع لكم الرابط بالأسفل.


فمثلما أن الـمسيحي لا يؤمن بشهود يـهوه كمسيحيـيـن، فإننا كذلك لا نؤمن بالشيعة الروافض كمسلمين. 

وخلافنا مع الشيعة الروافض ليس خلافاً بين الـمسلمين وبعضهم، بل هو خلاف بين الـمسلمين وأعدائـهم.


وأما ما يردده الـمسيحيون حول الصراع الذي حصل في عهد الـخليفة (علي)؛ فقد قلنا من قبل في منشور سابق أن الصراع في عهد الـخليفة (علي) كـان بسبب اليـهودي (ابن سبأ) حيث أخذ ينشر الفتنة بين أهل العراق والشام.

وكان ذلك الصراع بين أهل العراق والشام أنفسهم،  أما معظم الصحابة فلم يشاركوا في ذلك الصراع.

ثم إن اشتراك الـحادثة لا يعني اشتراك السبب؛ فمثلاً: هناك شـخص تنكسر رقبته ويـموت وهناك شخص آخر تنكسر رقبته أيضاً ويـموت، فكلاهما اشتركا في نفس الـحدث ولكن الأول مات بسبب وقوعه من مكان مرتفع فانكسرت رقبته ومات ، أما الثاني فصدمته السيارة فانكسرت رقبته ومات.

إذن انكسار الرقبة في كلتا الـحـالتين لا يعني أنـها انكسرت بنفس السبب.

وكذلك حصل صراع بين الـمسيحيين وبعضهم وحصل صراع بين الـمسلمين وبعضهم؛ لكن السبب مـختلف. ومن الـمغالطة أن يستشـهد الـمسيحيون ضدنا بـهذه الـحوادث.


-------------------


إلى هنا، أكون قد رددت على الشبـهة بالكامل.

لا تنسوا نسخ الـمنشور ونشره 

لا تنسونا من صالـح دعائكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركـاته 


-----------------------------

مقالات أخرى ذات صلة :

الدين الشيعي مسروق من الدين الـمسيحي:

https://the-way-to-happiness-in-life3.blogspot.com/2023/07/blog-post_28.html


صاحب مدونة درب السعادة

جميع المنشورات على هذه المدونة متاحة لجميع المسلمين للنسخ والتنزيل....
    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 comments:

إرسال تعليق

التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا