مضمون الشبـهة:
أحـد السـخفاء خـرج علينا في الآونة الأخـيرة وبدأ يطعن في السُنة النبوية وزعم أن السُنة النبوية عنصرية وتسيء إلى الناس، ثم استدل هذا الولد السـخيف بـحـديث فيه أمر بلعن الـمتبرجـات:
[حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ هِلَالٍ الصَّدَفِيَّ ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْـحُبُلِيَّ ، يَقُولَانِ : سَـمِعْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : سَـمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، يَقُولُ : «سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ ، كَـأَشْبَاهِ الرّحـالِ يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْـمَسْجِـدِ ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، عَلَى رُءُوسِـهِمْ كَأَسْنِـمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَـافِ ، الْعَنُوهُنَّ ، فَإِنَّـهُنَّ مَلْعُونَاتٌ»]
-----------------------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً: عبارة [العنوهن فإنـهن ملعونات] لم تصح ولم تَثبت نسبتـها إلى النبي محمد بل هي زيادة ضعيفة قد وردت من طريق الراوي/ عبد الله بن عياش بن عباس القتبابي، وقد ضعَّفه العلماء بسبب سوء حفظه، ولذلك إذا أنت راجعت الأحاديث الأخرى الـمشابـهة فلن تـجـد فيـها هذه العبارة الزائدة، فمثلاً: الإمام مسلم روى في صـحيحه حـديثاً يتكلم عن ذنوب الـمـتبرجـات ولكنه لم يذكر أن النبي أمر بلعنـهن؛ فالنبـي نفسه نـهانا عن لعن الـمسلم، بل وأمرنا النبـي أن ندعو للمسلم العاصي بالـهداية لعل الله يـهدي هذا الـمذنب فيتوقف عن الذنوب ويتوب.
والآن ، دعونا نرجع إلى راوي هذه العبارة:
هذه العبارة رواها الراوي/ عبد الله بن عياش القتبابي، وهو راوٍ ضعيف كمـا قلنا من قبل، وتعالوا بنا نرى آراء علماء الـحـديث القدماء في هذا الراوي:
قد قال الإمام أبو داود السـجستاني عنه أنه ضعيف الـحديث.
وقال أبو سعيد بن يونس الـمصري عنه أنه منكر الـحـديث.
وقال الإمام النسائي عنه أنه ضعيف.
وقال الإمام ابن أبي حـاتم الرازي عنه أنه ليس بالـمتين.
وقال الإمام ابن حـجر العسقلاني عن هذا الراوي أنه: صدوق ولكن يغلط في نقل الـحـديث.
ولذا قال مصنفو (تـحرير تقريب التـهذيب) عن هذا الراوي أنه ضعيف ولا يُعتبر به إلا في الـمتابعات والشواهد؛ أي أنه يـجب أنه يكون هناك شـخص آخر يدعم كلامه ، وإلا فلن تُقبل روايته لوحـده لأنه سيء الـحفظ.
وقد أشار عدة علماء إلى ضعف هذه العبارة الزائدة مثل: الشيخ/ مصطفى العدوي على قناته وغيره
٭ وقال الشيخ/ صـهيب عبد الـجبار - في كـتاب (الـمُسند الـموضوعي الـجـامع) ٢/ ١٤٣ ما يلي:
[قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف]
٭ وذكر أرشيف (فتاوى واستشارات الإسلام اليوم) ١/٤٢٦ ما يـلي:
[الـحـديث الـمشـهور: «صنفان من أمتي..» وهو حـديث صـحيح أخرجه مسلم وابن حبان وغيرهما من رواية أبي هريرة. ولكن لم يرد فيه لفظ «العنوهن» الـحـديث.
وهذه اللفظة وردت في حـديث آخر عند أحمد (٢/٢٢٣) وابن حبان برقم (٥٧٠٣)، والـحـاكم (٤/٤٣٦)، والطبراني في الصغير (١١٢٥)، من رواية عبد الله بن عمرو. ولكن في إسنادهم جميعًا عبد الله بن عباس القتيباني وهو ضعيف، وعليه فلا تـثبت هذه اللفظة، إضافة إلى معارضتـها للأحاديث الكثيرة التي نـهت عن لعن الـمسلم. والله أعلم.]
٭ وورد في هامش صفحة ٦٦ من كتـاب (موسوعة الطير والـحيوان في الـحـديث النبوي) ما يلي:
[حـديث ضعيف. أخرجه الـحـاكم (٤/ ٤٣٦)، وفى سنده عبد الله بن عياش، ضعيف الـحـديث.]
-----------------
ثانياً:
حتى العلماء الذي أخطأوا وأخـذوا بـهذا الـحـديث، فإنـهم لم يفتوا بأن نذهب إلى الـمتبرجـة وأن نلعنـها في وجهها بل أفتى هؤلاء العلماء بعدم لعن التعـيـيـن، وإنـما يكون اللعن بدون تعـيـيـن لـهوية شـخص معين.
وهذا ما أفتى به الشيخ ابن عثيمين وغيره
-------------------
ثالثاً:
على الـجـانب الآخر ، نـجـد العلمانـجية الأوساخ يضطهدون الـمسلمات الـمتـحـجبات الشريفات العفيفات ويلقبونـهن بأبشع الألفاظ، وأنا شـخصياً أقسم بالله أنني رأيت أحـد العلمانـجية يصف الـمتـحـجبات بأنـهن كيس زبالة !!!
ونـحن اليوم نعاني من إجرام العلمانـجية حيث يـجـبرون الـمتـحـجبات على التعري، وقام العلمانـجية بإصدار قوانـيـن لـمنع اللـحية والـحـجـاب في بعض الدول الإسلامية مثل طاجيكستان.
وكذلك في فرنسا أرغموا الـمسلمات على نزع الـحـجـاب، فأين هي الـحرية التي يزعمها هؤلاء العلمانـجية الـمجرمين؟!
فالعلمانـجي كـائن شـهواني جـنسي لا يفكر إلا في الأعضاء التناسلية للـمرأة وكيف يصل إليـها ويـتحرش ويتلذذ بـها، ولذلك تـجـد العلمانـجية يـحـاولون دعم التعري وأن يصافـحوا الـمرأة ويلامسوا بشرتـها ويـحضنوا صدرها ويبـوسونـها ثم يتظاهرون بأن ذلك أمر عادي بسيط!
--------------
إلى هنا أكون قد فندت الشبـهة
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_________________
دروس حـديثية:
عبارة (صالـح الـحديث) قد لا تعني أن هذا الراوي يُقبل حديثه بشكل مطلق ، بل أحياناً تعني أنه لا يُقبل حديثه إلا في الشواهد والـمتابعات فقط ؛ أي يـجب أن يكون هناك راوٍ آخر يؤكد نفس الكلام الذي قاله الراوي الأول.
وأما عبارة (مشهور) فهي ليست توثيقاً للراوي؛ فـهناك العديد من الرواة الـمشورين ولكنهم كانوا ضعفاء أو كذابـيـن.
بارك الله فيك وحفظك ❤️ يا اخي أرجو ألا تتوقف أبدا عن دفاع عن حق وأن يحفظك الله و يوفقك
ردحذف