مضمون الشبـهة:
يزعم الـمسيحيون الوثنيون أن النبي محمد دعا الناس إلى عبادته، ويستدلون على ذلك بـما ورد في القرآن الكريم:
﴿وَقَالُوۤا۟ أَآلِـهَتُنَا خَیۡرٌ أَمۡ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢا بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ ٥٨﴾
-----------------------
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً: هذه الآية لا تـتـحـدث عن النبي محمد بل هذه الآية تشير إلى أن كفار قريش قارنوا بين آلـهتـهم والـمسيح ، ولذلك إذا قرأنا الآية القرآنـية في سياقها، فسنجـدها تقول:
﴿وَلَـمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡیَمَ مَثَلًا إِذَا قَوۡمُكَ مِنۡهُ یَصِدُّونَ ٥٧ وَقَالُوۤا۟ أَآلِهَتُنَا خَیۡرٌ أَمۡ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢا بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ ٥٨ إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَیۡهِ وَجَعَلۡنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِیۤ إِسۡرَ ائیلَ ٥٩ وَلَوۡ نَشَاۤءُ لَـجَعَلۡنَا مِنكُم مَّلَاىِٕكَةً فِی ٱلۡأَرۡضِ یَـخۡـلُفُونَ ٦٠ وَإِنَّهُۥ لَعِلۡمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَـمۡتَرُنَّ بِـهَا وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَ اطٌ مُّسۡتَقِیمٌ ٦١ وَلَا یَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّیۡطَانُ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوٌّ مُّبِینٌ ٦٢ وَلَـمَّا جَاۤءَ عِیسَىٰ بِٱلۡبَیِّنَـاتِ قَالَ قَدۡ جِئۡتُكُم بِٱلۡـحِـكۡمَةِ وَلِأُبَیِّنَ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِی تَـخۡتَلِفُونَ فِیهِ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ٦٣ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّی وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَ اطٌ مُّسۡتَقِيمٌ ٦٤﴾ [سورة الزخرف]
فسياق الآيات يتكلم أصلاً عن أن كفار قريش قارنوا بين آلـهتهم وبين الـمسيح الذي يعبده الـمسيحيون الوثنيون.
ثانياً:
ليس من الـمعقول أن يـحتج الـمسيحي علينا بكلام الكـفار ؛ فالكثير من الكفار كانوا ينسبون الأكـاذيب والطعونات حول النبـي محمد. ونـحن أصلاً لا نؤمن بشتائـمهم أو افتراءهم على النبي محمد.
وإذا احـتج علينا الـمسيحيون بكلام الكـفار، إذن نـحن أيضاً سنـحتج على الـمسيحيين بـما قاله اليـهود عن إلـههم يسوع حيث قالوا عنه أنه أكول وشريب خمر ويتعاقد مع بعلزبول (الشيطان). وهذا كـله مذكور في الأناجيل التي يؤمن بـها الـمسيحيون.
-----------
ثالثاً:
يستشـهد الـمسيحيون بكلام قتادة حين قال أن الآيات السابقة تتـحـدث عن النبي محمد
وأنا أرد عليهم وأقول:
تعالوا بنا نراجع كلام قتادة في تفسير الطبري:
[حـدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور عن معمر، عن قتادة أن في حرف أُبي بن كعب «وقالوا أآلهتنا خير أم هذا» يعنون محمداً]
قتادة هنا ☝️ يـتـحـدث عن قراءة أو حرف أُبي بن كعب ويقول أن حرف أُبي بن كعب فيه كلمة (هذا) التي تشير إلى محمد...
ولكن هذا الـحرف أو هذه القراءة ضعيفة أصلاً ، لأن قتادة وُلد سنة ٦٠ هـجرياً ، أما أُبي بن كعب فقد مات سنة ٣٠ هـ ، أو سنة ٣٢ هـ، والبعض يقول أن أُبي ربـما مات سنة ١٩ أو ٢٠ هـجرياً.
أي أن قتادة وُلد بعد موت أبي بن كعب بسنوات عديدة ولم يقابل أُبي بن كعب أصلاً. وهذه القراءة الـمنسوبة إلى أُبي هي من الأكـاذيب التي ليس عليـها دليل ، وقد كان قتادة مدلساً يأخـذ عمن هب ودب. ولذلك لا يُقبَل حـديث قتادة إلا إذا صرح بالسماع.
إذن قتادة هنا كان يتكـلم عن حرف أُبي بن كعب، ولكن هذا الـحرف أو هذه القراءة هنا لم تَـثبت بسند صـحيح.
أما قراءة أبي بن كعب التي ثَـبُتـَت بالأسانيد الصـحيحة الـمتصلة فهي:
﴿وَقَالُوۤا۟ أَآلِهَتُنَا خَیۡرٌ أَمۡ هُوَ﴾ ، أي أنـها تشير إلى الـمسيح وليس محمد.
ثم إن الطبري ذكر أقوالاً لـمفسرين آخرين يقولون أن الآية تـتـحدث عن أن كفار قريش قارنوا بين آلـهتـهم والـمسيح؛ فقد ذكر الطبري قولاً للسُدي وابن زيد ، ولكن الـمسيحيـيـن الكـذابـيـن قاموا باقتطاع الكلام من سياقه.
وحتى لو افترضنا أن كفار قريش قارنوا بـيـن آلـههتم وبين النبي محمد ، فهذا لا يعني أن النبي محمد إله ولا يعني أن النبي دعا إلى تأليه نفسه، فمثلاً: أنا لو قلت لك: [الله أفضل من البشر] ، فهذا لا يعني أن البشر آلـهة.
ثم إن النبي محمد نـهى الناس عن تأليه نفسه، ونـهاهم أن يفعلوا ما فعل الـمسيـحيون مع الـمسيح
فعن عمر بن الـخطاب أن النبي محمد قال:
[لا تُطْرُونِي كـما أَطْرَتِ النَّصارى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فإنَّـما أَنا عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ.]
------------
رابعاً:
الـمسيحية الوثـنية هي من تؤمن بألوهية الإنسان يسوع وتعبده بالرغم من أنه كان إنساناً يأكل العسل والسمك ويشرب ويلبس ملابس ويتعرى وقد وُلد يسوع من بطن امرأة!
- وفي الكتـاب الـمقدس ، نـجـد نصوصاً صريـحـةً تصف الأنبياء بأنـهم آلـهة:
إنـجيل يوحنا ١٠: ٣٤، ٣٥
[أجـابـهم يسوع: «أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلتُ إنكم آلـهة؟
إن قال آلـهة لأولئك الذين صارت إليـهم كلمة الله، ولا يـمكن أن ينقض الـمكتوب»]
فهنا☝️ الكتـاب الـمقدس يُطلق لقب (آلـهة) على الأنبياء الذين صارت إليـهم كلمات الرب!
- ويقول الكـتاب الـمقدس بأن الـمسيحيين شركاء لله:
رسالة بطرس الرسول الثانية ١: ٤
«اللذين بـهما قد وهب لنا الـمواعيد العظمى والـثمينة، لكي تصيروا بـها شركاء الطبيعة الإلـهية»
- وفي الكـتاب الـمقدس ، نـجـد أن لقب (إله) قد أطلقه الرب على النبـي موسى:
سفر الـخروج ٧: ١
«فقال الرب لـموسى: «انظر! أنا جعلتك إلـهاً لفرعون. وهارون أخوك يكون نبيك.»
- ونـجـد أن الكتـاب الـمقدس جعل القضاة آلـهة وأبناءً لله:
سفر الـمزامير ٨٢ : ٦
«أنا قلتُ: إنكم آلـهة وبنو العلي كلكم»
- بل ويـخـبرنا الكتـاب الـمقدس أن الـمسيحيـيـن التصقوا بالرب وأصبحوا واحـداً معه:
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس ٦: ١٧
«وأما من التصق بالرب فهو روح واحـد.»
- ويزعم الكتـاب الـمقدس الوثني أن تلاميذ يسوع هم في الرب:
إنـجيل يوحنا ١٧: ٢١
«ليكون الـجميع واحـداً، كـما أنك أنت أيـها الآب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحـداً فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني.»
وسـتـجـد عشرات النصوص الأخرى التي تصف الـمسيحييـن بأنهم أبناء الله!!!
فهذا هو الكـتاب الـمقدس الوثنـي الذي يدعو إلى تأليه البشر ، وهذا ما جعل القديس أثناسيوس يقول صراحـةً بأنه إله وابن الإله:
يقول القمص/ تادرس يعقوب ملطي - في كـتابه (تفسير رسالة غلاطية| صفحة ٥٠) ما يلي:
[يقول القديس أثـناسيوس الرسولي: إننا أبناء وآلـهة؛ لأن الكلمة فينا، هكـذا سنكون في الابن وفي الآب، وسنُحسَب واحـداً في الابن وفي الآب.]
وأما القديس غريغوريوس بالاماس، فهو من أهم القديسين عند الكـنائس الأرثوذكسية اليونانية والروسية وشرق أوروبا ، وهم يعتبرونه حـجر الزاوية عندهم، وهذا القديس يدعو إلى فكرة تأليه الإنسان أصلاً.
وفي النـهاية، عندما يعجز الـمسيحي عن الرد فإنه يتـهرب ويلجـأ إلى أسلوب الترميز والـمجـازية للتـهرب من هذه الوثنية العفنة الـموجودة في الكتـاب الـمقدس.
وأما بالنسبة للقتل ، فإن يسوع هو مَن أمر أتباعه بذبـح كل مَن لم يـخضع له
يقول يسوع في إنـجيل لوقا ١٩: ٢٧
«أما أعدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن أَملك عليـهم، فأتوا بـهم إلى هنا واذبـحوهم قدامي».
--------------------
إلى هنا ، أكون قد فندت الشبـهة بالكامل
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا