مضمون الشبـهة:
أحد الشيعة النواصب زعم أن أهل السُنة يقولون أن الشيخ عبد القادر الـجيلاني نام في حضن عائشة ومص ثديـها أمام النبي، واستدل هذا الشيعي بكـتاب (الفتح الـمبين فيـما يتعلق بترياق الـمحبين)!
الرد على هذه الشبـهة السخيفة:
أولاً: هذا الكتـاب الذي ذكره هذا الشيعي هو من تأليف شـخص اسـمه (ظهير الدين القادري الـحسني) ، وهو ليس سلفياً بل هو صوفي يتبع الطريقة الصوفية القادرية، لدرجـة أنه شـخصياً استخـدم عبارات صوفية شركية في مقدمة كتـابه مثل: (قطب الأقطاب) و (الغوث الأعظم) حيث يعتقد غلاة الصوفية أن شيوخهم عبارة عن أقطاب تتـحـكم في الكون وأنـهم واسطة بين الله والعباد، ولذلك يستغيث الصوفية بشيوخهم الـموتى!
وكعادة الكثير من الصوفية، فإنـهم يـخـترعون القصص الـمكـذوبة بدون دليل وينسبونـها إلى عبد القادر الـجيلاني، وهو بريء منـها براءة الذئب من دم ابن يعقوب...، فمثلاً: الشيخ عبد القادر الـجيلاني مات سنة ٥٦١ هـجرياً؛ أي أنه عاش في القرن السادس الـهجري، أما الصوفي/ ظهير الدين القادري الـحسني فيبدو أنه عاش مؤخراً في القرن ١٣ أو ١٤ هـجرياً ، حيث أن ظهير الدين القادري تكلم في مقدمة كتـابه عن الـمطابع الـمصرية؛ أي أنه رجل عاش في القرون الأخـيرة الـمقاربة لنا ، وبالتالي فإن بينه وبين عبد القادر الـجيلاني مئات السنين ، فكيف حصل ظهير الدين على هذه القصة الـمكـذوبة؟!
ولذلك يقول العالم الدكتور/ إحسان إلـهي ظهير - في كتـابه (دراسات في التصوف)- صفحـة ٢٧٤، ٢٧٥ ما يـلي:
[هذا وإن الصوفية رووا عن عبد القادر الـجيلاني أنه: .... قال: رأيتُ في الـمنام كـأني في حِـجر عائشة أم الـمؤمنين وأنا أرضع ثديـها الأيـمن، ثم أخرجت لي ثديـها الأيسر فرضعته - عياذًا بالله على نقل هذه الإهانة - فدخـل رسول الله ﷺ، فقال: يا عائشة، هذا ولدنا حقًا. فهؤلاء القادرية أحيانًا وصفوه بصفات الرب جلّ وعلا، وأحيانًا جعلوه نبيًا لا يفعل شيئًا إلا إذا أُمر، وأحيانًا ذكروا عنه وقائع، ونسبوا إليه مناقب وفضائل فيـها إهانة للنبي الطاهر الـمطهر وأهله صلوات الله وسلامه عليه.]
وقد كان ابن تيـمية قد ذكر بعض القصص التي ينسبـها الصوفية إلى عبد القادر الـجيلاني ثم علَّق عليـها قائلاً:
[وَلا رَيْبَ أَنَّ الشَّيْخَ عَبْدَ الْقَادِرِ لَمْ يَقُلْ هَذَا، وَلا أَمَرَ بِهِ، وَمَنْ يَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ عَنْهُ فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْهِ] راجع مجـموع الفتاوى ٢٧/ ١٢٧
وقال الذهبـي في كـتابه (سير أعلام النبلاء) - الـجزء ٢٠ - صـفحة ٤٥٠ ما يلي:
[ليس في كـبار الـمشايـخ من له أحوال وكرامات أكثر من الشيخ عبد القادر، لكن كثيراً منـها لا يصح، وفي بعض ذلك أشياءٌ مستحيلةٌ]
وقال ابن كثير - في كـتابه (البداية والنـهاية) - الـجزء ١٦ - صفحـة ٤٢٠ ما يلي:
[وفيه زهد كبير، وله أحوال صالـحـة ومكاشفات، ولأتباعه وأصـحابه فيه مقالات، ويذكرون عنه أقوالاً وأفعالاً ومكاشفاتٍ؛ أكثرها مغالاةً]
فالصوفية الوثنيون اخترعوا الأكاذيب ونسبوها إلى عبد القادر الـجيلاني وهو بريء منـها.
---------
ثانياً:
حتى لو افترضنا أن ظهير الدين القادري صادق فيـما يزعمه، فإنه كان يتكـلم عن مـجرد حـلم رآه عبد القادر الـجيلاني؛ أي أن عبد القادر الـجيلاني لم يكن يرضع ثدي السيدة عائشة على أرض الواقع، فالسيدة عائشة ماتت في القرن الأول الـهجري، أما عبد القادر الـجيلاني فقد وُلد في ٤٧١ هـجرياً؛ أي أن بينـهما مئات السنين.
وظهير الدين نفسه يقول في كتـابه:
[قال عبد القادر الـجيلاني رأيتُ في الـمنام كـأني في حِـجر عائشة]
ثم إن سياق هذه القصة يوحي بأن عبد القادر الـجيلاني رأى نفسه في الـمنام على هيئة طفل صغير يرضع وليس رجلاً كبيراً يرضع، ولذلك سـتـجـد أن القصة تزعم أن النبـي قال عنه أنه «ولدنا حقاً».
ومن الـمعروف أن القرآن نفى أن يكون للنبي أولاد ذكور كـبار؛ فقد ورد في القرآن الكريم:
﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاۤ أَحَـدࣲ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَـاتَمَ ٱلنَّبِیِّـيـنَ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیماً﴾ [الأحزاب ٤٠]
وعلى كل حـال، فإنني أعود مرة أخرى وأقول: هذه القصص من أكاذيب الصوفية القائـمة على الـهوى والأحـلام.
_______________
إلى هنا، أكون قد فندتُ الشبـهة بالكامل
لا تنسوا نشر الـمقال أو نسـخـه
لا تنسونا من صالـح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
0 comments:
إرسال تعليق
التعليقات المسيئة يتم حذفها فوراً وأتوماتيكياً ولا تُعرض هنا